أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن سليمان - الضحية والجلاد (2) : صدامان وثلاثة أعدامات














المزيد.....

الضحية والجلاد (2) : صدامان وثلاثة أعدامات


عبد الرحمن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1786 - 2007 / 1 / 5 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مابين صدام حسين ( الشخص ) وصدام حسين ( الرمز ) بون شاسع . ويتسع أكثر كل يوم من خلال الكتابات والسياسات والمصالح المتضاربة التي تتعمد خلط الاوراق وطمس الحقائق وتلك التي تحاول ترتيبها واظهارها للعلن ، وخصوصا اثر اعدامه أو اغتياله شخصا ( بالعرف القانوني ) واعادة الاعتبار اليه رمزا( بالعرف التاريخي ) ، وبعد مرافعات هزيلة وبائسة( سميت محاكمة العصر ) ، ووسط حفلة همجية وهتافات بدائية ( هتفوا لمن ؟ ولماذا ؟ لاأدري)، تذكر بأعراس الدم وبأنخاب الجماجم التي كانت تقيمها اوربا خلال حروبها الدينية في العصور الوسطى . حضر الحفلة تجار وسماسرة وساسة ومافيات وكاميرات أمريكا كانت هناك بطبيعة الحال وأيضاعيونها وعقولها التي تراقب الحدث ( الفخ ) لتعيد رسمه وفقا للسياق الذي تريد ، أما الغائب الوحيد الذي لم يدعوه أحد : هو صوت الضحية الحقيقية التي التقت تلك المصالح والسياسات على خنقها دوما

بل وعلى العكس من نوايا المخلصين في الحكومة العراقية الحالية وعلى الرغم من صوت الحق المتأخر والضعيف الذي ضاع وسط هدير الباطل وجاء ( كضرطة في سوق الصفافير ).!!!ا

في تلك المساحة الفاصلة بين الشخص الذي اعدم( غير مأسوف عليه) طبعا ، والرمز الذي بقى أو أبقي رغما عنا ورغما عن الجميع كي يعود ويتكرر بصور وأسماء أخرى فيما بعد ، دفنت حقائق وأرقام وآلام ودموع جنبا الى جنب المقابر الجماعية الذين لو قدر لهم أن يعودوا للحياة ثانية ، لبصقوا على الجلاد وعلى الضحية التي تساير وتساهم في اعادة انتاج الجلاد ثانية ، هكذا ، سواءا بسواء ، والسبب لانهم الموتى الوحيدين في التاريخ المسجل للمقابروالذين كتب لهم أن يموتوا مرتين في بلاد النهرين وأرض السلام والسعادة المؤجلة الى الابد .!!!ا

اليوم تقول أمريكا : " اننا طالبنا حكومة المالكي بتأجيل الاعدام مدة اسبوعين " ، هكذا أيضا وبكل بساطة ، تطلب راعية حقوق الانسان وقلعة الديموقراطية وكعبة أصحاب الكعبة وقواديها وأعراب صهيون وراقصات الاعلام المرئي والمسموع ، محجبات الرأس أو محجبات العقل( مع احترامي الشديد للاختيارات الشخصية ) الذين واللواتي دربوا وبسرعة في دوائر المخابرات الدولية ومراكز الارتزاق على حساب عذابات اليتامى المستمرة منذ قرون ، لسرقة قوتها وأمانها وحقها في العيش بكرامة وبسلام
ولكن أمريكا المعاهد والجامعات والتكنولوجيا المتقدمة تتناسى وهي تحرج ما تبقى من مخلصين في حكومة السيد المالكي ، بأن أي ساذج في جزر الواق واق ، يمكنه طرح السؤال التالي : " لماذا لم يتم تأجيل تسليم صدام حسين للحكومة العراقية مدة أسبوعين وهي التي أصرت على الاحتفاظ به عندها مدة ثلاث سنوات ؟ هل ثلاث سنوات وأسبوعين اضافيين تغير شيئا ؟ " الجواب لمن لايسكن جزر الواق واق هو : أن الولايات المتحدة جاءت الى العراق كما أشرت في مقالي السابق بمشروع متكامل ومدروس رغم ما أعترته من أخطاء تكتيكية اعترفت بها الادارة الامريكية ذاتها ، لما عرفت به طوال تاريخ تدخلاتها في شؤون البلدان قبلنا ، من غطرسة وعنجهية وتفرد بالقرار ، أما ما جرى الحكم عليه بالاعدام في وقت واحد ، فهو يتخلص في ثلاثة اعدامات : وهي مترابطة ومتسلسلة بكل دقة ودهاء

أولا : تم اعدام المشروع الديموقراطي لعراق فيدرالي موحد

ثانيا: تم اعدام الحقيقة التي تسمح وتمهد للانتقال الى مرحلة جديدة ( أرجوا مراجعة المقال القيم للدكتور برهان غليون والمنشورة بتاريخ الثالث من كانون الثاني على صفحات الحوار المتمدن ) وبها نتعرف على طبيعة المقابر الجماعية لاحلام البشر وآمالهم في التحرر والانعتاق من الظلم

وثالثا : تم اعدام الجسد الفاني أصلا لصدام حسين بعد استيفاء شروطه التاريخية واخلاء المكان لوكلاء أكثر حداثة وقبولا

أما الرمز الذي ستظل تختلف حوله الاعراب والرومان والفرس ، سيظل متحكما فينا أحياءا وأموات ، طالما أن الضحية لم تنفصل بعد عن أسلوب جلادها ولم تتحرر وتتصالح مع النفس كخطوة اولى على درب الحرية الطويل



#عبد_الرحمن_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام صدام : الضحية والجلاد
- مع السيد سفيان الخزرجي مرة أخرى
- ماالذي يمكن لعراقيي المهجر فعله حقا في المرحلة الراهنة ؟
- محنة الخطاب السياسي في العراق
- المرأة:نصفنا الذي ننكر
- حديث أقل كذبا
- كل ديموقراطية وأنتم بخير
- العدالة بين صدام حسين وكمال سيد قادر
- ما بعد الانتخابات العراقية
- عقلية النهب السياسي


المزيد.....




- مصر.. الداخلية: القبض على شخص نشر -عبارات مسيئة- على شاشة إع ...
- ألمانيا تحظر مجلة يمينية بدعوى نشرها الكراهية ومعاداة السامي ...
- 4 قتلى وجرحى آخرون جراء إطلاق نار بمحيط مسجد بمنطقة الوادي ا ...
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمي نائبه المنتظر ...
- رجل أعمال روسي يعرض مكافأة مالية كبيرة لإسقاط أول طائرات -إف ...
- مركز الأمن البحري العماني: 16 مفقودا بعد انقلاب ناقلة نفط قر ...
- -علاج خفي- محتمل للسرطان
- وسائل إعلام: ماكرون سيقبل استقالة حكومة أتال هذا المساء
- مصر.. مقطع فيديو لمقتل شخص في حي شعبي يثير جدلا
- وزيرة إسرائيلية تلوّح بإسقاط الحكومة إذا انسحب الجيش من محور ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن سليمان - الضحية والجلاد (2) : صدامان وثلاثة أعدامات