عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 15:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أن تغييرات جيوسياسية كبرى تختمر اليوم في قلب الشرق الاوسط الجديد ؛ بعد خسارة العرب لارض الشام ؛ التي وصى بها الحبيب صل الله عليه وسلم قائلا : (( عليك بالشام فأنها خيرة الله في أرضه ؛ يجتبي اليها خيرته من عباده )) ؛ مقارنا الوضع الحالي بذلك الذي سبق أبرام أتفاقية ( سايكس – بيكو ) عام 1916 م عندما أتفقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم الامبراطوية العثمانية ؛ فاليوم يعيد التأريخ نفسه ؛ لأننا أزاء تقسيم جديد بدأ بوادره الجيش الاسرائيلي من خلال توغله التعسفي في الجولان ؛ وضمه جزءا حيويا من المنطقة منزوعة السلاح ؛ التي كانت في السابق خاضعة للجيش السوري النظامي بعد حرب عام 1973 م ؛ دون ان تقيم اي اعتبار لحدود سوريا الجنوبية ؛ لذلك لايمكن لاحد أن يتنبأ بشكل الشرق الاوسط الجديد ؛ خاصة بعد أنهيار ميزان القوى الذي كان قائما فيه ؛ واقصد هزيمة خصوم واشنطن الرئيسيين في المنطقة ( أيران وروسيا ) ؛ لذلك بات من السهل تحديد المنتصرين والخاسرين في المنطقة ؛ فأرتقت اسرائيل في هذا الوقت العصيب الى قوة مهيمنة جديدة على الساحة الدولية ؛ وملأ ذلك الفراغ العسكري الحيوي دون اي رادع عالمي او أقليمي ؛ وما وقع بالفعل لايمكن منعه على المدى القريب ...
يعلم القاصي والداني ان اسرائيل كانت تبحث عن حلول في الداخل المتأزم ؛ وتستجدي من امريكا السلاح لحماية حدودها الملتهبة ؛ وعبر اتفاقات تطبيع وتعاون ؛ بالاصرار على عدم تغييرها مع المطبعين العرب لضمان أمنها الاقليمي ؛ ولكن بسبب الهزيمة النفسية لقادة العرب المرجفين ؛ أحفاد ابو رغال ؛ انقلبت المعادلة رأسا على عقب ؛ فأنقلبوا خوفا الى عون لتحقيق نبوءات حكماء صهيون من النيل الى الفرات ؛ بمباركة بريطانية امريكية ؛ لرسم خريطة شرق اوسط جديدة ؛ وفق فكرة الأرض الموعودة عند اليهود ؛ التي تحولت الى عقيدة دينية متوارثة ؛ أي ان لا يكتفوا بفلسطين ؛ بل بكامل تراب الوطن العربي ؛ لتحقيق أمبراطورية صهيون على كوكب الارض ؛ كما اعلن عنه بن غوريون اول رئيس وزراء لاسرائيل قائلا : ( سنجعل الحرب حرفة يهودية حتى يتم تحرير بلادنا كلها ؛ ونحقق رؤية انبياء اسرائيل ) ؛ هل فهمتم الدرس ياسفهاء القوم وأرذلهم ؛ وابعاده الخبيثة التي هي اخبث من الجمرة الخبيثة على جسم امة الاسلام ؟ أم ما زلتم في سكرة تعمهون ..... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟