أَخِي..!
أَخِي
حَبّذَا
لَوْ خُلِقْنَا مَعَاً فِي الهَجِيرْ
لَوَلّى الخَرِيفْ
وَسَاف الرَجِيفْ
وَظَلّ الرَبِيعْ
بِأَزْهَارِه العُنْفِوَانْ..
وَيَبْقَى لأُمّي الضِيَاءْ
يُضِيءُ السَفِيْنَةْ..
شُعَاعٌ يَشْعُ المَدِينَةْ
بِحُبٍّ وَنُورْ
وَقَلْبٍ كَعُطْر الزُهُور،
لِيُفْرحْ
صِغَار الأَزِقّةْ
فَتَضْحَكْ..
طِيُورٌ البَرَأرِي
وَتَهْطُلْ..
دَمُوعَ الجِبَال الغَنِيةْ
فَتَثْمِلْ..
قِلُوبُ الأَحِبّة النَدِيْةْ
وَتدْمِلْ..
جِرُوح البِعَاد العَقِيْمَةْ
وَتُغْسِلْ..
نِفُوس الحُفَاة الرَقِيْقَةْ
فَنَحْكِي السِنِيْنَا
وَنَنْفِي أَنِيْنْا..
نُغَنّي بِصَوْتٍ حَنِيْنٍ وَهَمْسٍ شَجِيٍّ.
نُغَنّي.. نُغَنّي زُحًفَاًً...
وَأُمّي سَتَأْتِي ِإليْنَا
لِتَحْمِي قِبَابَ البِيُوت الفَقِيْرَةْ.
يَطُلّ عَلَيْنَا
أَبِي ضَاحِكَاً
فَيُبْدِي وَفَاءً.
وَأُمّي تَهِبُّ إِليْهِ..
وَتَضْحَكْ
بِسِنٍّ نِجُومِي
وَعَيْنٍ رَحُومَةْ
فَنَضْحَكْ.. جَمِيْعَاً
وَنَفْرَحْ.. حُبُوراً لأُمّي..
وَيَضْحَكْ.. لِضِحْكٍ
وَيَضْحَكْ.. وَيَضْحَكْ
لِيُنْهِي الضَغِيْنَةْ
وَيُسْقِي
قُلُوب الطِيُور الطَرِيْدَة
بِدِفْء الأَمَانِي
وَشَوْق اللقَاءْ.
15/2/200