|
القلق الوجودي وسؤال الوجود
احمد شحيمط
كاتب في مجالات عدة كالفلسفة والاداب وعلم الاجتماع
(Ahmed Chhimat)
الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 14:04
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن الوجودية فلسفة إنسانية، ومذهب يعني بالوجود الإنساني من خلال الفعل والعمل، فلسفة تُلقي على عاتقها فهم هذا الوجود بإضفاء المعنى والدلالة عليه، في سؤال مستمر عن الوجود الأصيل والوجود المزيف، في مقابل ما يعترض هذا الوجود من إشراطات وعوائق تحد من الحرية والاختيار الحر، والوجودية ليست فلسفة مثالية، ولا بورجوازية، لا تسبح في فضاء الميتافيزيقيا، ولا تركب المطلق على خطى هيجل، ولا تعمل على فكرة النفاد إلى الشيء في ذاته، أو ترسي معالم الذات في بعدها المطلق باستقلالية تامة عن الغير والعالم الخارجي، فلا تنتهي الوجودية إلى إقامة فكرة الماهية، واعتبار هذه الفلسفة علما كليا على خطى هوسرل، بل الوجودية تأخذ من الفلسفة الممكن والمفيد، خصوصا في المفاهيم والأدوات الإجرائية للفهم والتحليل للوجود والموجود، كالمنهج الفينومينولوجي، كما وظفه هايدغر في ظاهرية الوجود، وقصدية الوعي بعيدا عن الاختزال الفينومينولوجي وبعيدا عن الماهية الثابتة . هكذا يمكن اعتبار الوجودية دراسة في الوجود الإنساني، الفرد المتعين، وما يحيط بالفرد من أشياء في العالم الخارجي، ومجمل العلاقات التفاعلية والإنسانية مع الآخر. الأولوية للوجود المعاش، في صميم الوجودية يقع الإنسان، لذلك تعتبر فلسفة متفائلة، في مبادئها اهتمام بالوجود الإنساني، وما يلاقيه هذا الموجود من معاناة وصعوبات في سبيل تحقيق الوجود الأصيل، عندما يختار الممكن من أسلوب الحياة، وينم الاختيار عن قناعة ذاتية من خلال رحلة شاقة أمام صعوبة التجلي والظهور بعيدا عن السقوط والابتذال، بعيدا عن الحياة اليومية، وإيقاع الناس، وذلك الفعل الخاص بالذات في وعيها بشروط الحياة والتناهي في الوجود .
من شتى ضروب التأمل والانغماس في الحياة والبحث الحثيث عن معنى الوجود، يقفز للواجهة مفهوم القلق، إذ يكتسي القلق دلالة نفسية وأنطولوجية، المعبر عن قلق الإنسان من ذاته وعلى وجوده، أسبابه ليست واضحة، كما أنه يشير إلى شيء غامض يلف الذات، ويدفعها نحو السؤال عن الوجود والعدم معا. يقلق الإنسان لأنه لا يستطيع أحيانا أن يكون نفسه بالتمام، منغمس في الماديات، وفي عالم المظاهر، قلق من خوف محتمل، قلق أمام عالم اللامعنى، العالم الذي لا يقدم نفسه للذات كما تريدها، قلق أمام جدار الحرية وما يعيقها، لا بد من القلق كشرط للحرية، والوجود الإنساني مهموم بتحقيق إمكانياته، لا بد من كسب الذات في مواجهة موضوع غير محدد، مواجهة عالم يزداد تعقيدا، ويقدم نفسه لنا من أجل الخلاص، وكذلك الشعور بنوع من السكينة والهدوء. القلق أمام الذات، وليس القلق بالضرورة أمام حضور الغير، ولو كانت نظرات الغير كما يدعي "سارتر" تسبب للأنا الضيق والحرج والارتباك في مجال الحضور المكاني فإن الأمر هنا يستدعي التجاوز للنظرات، وذلك الخجل الذي يسببه الآخر بوصفه جحيما، حتى لا تتسع الهوة بين الأنا والآخر. ترتسم العلاقة وتتجه نحو النفي والعدم، أشبه بالعلاقة بين الأشياء، وما يطبع الشيء من الجمود والسكون، وغياب الوعي والحركة. العلاقة هنا صراع من أجل انتشال الذات من وجودها في صميم وجود الآخرين، بحيث يمتاز وجود الذات بالتفرد والاستقلالية، وتحمل تبعات الاختيار الحر. تناقضات ملموسة في وجودية "سارتر" بين السعي نحو الآخر من أجل العيش المشترك والتضامن، وجعل المسؤولية مزدوجة، والقول بالتعبير والتلميح لذلك العدم الذي يفصل بين الذوات، يمكن أن تكون الأسباب متعلقة بتحقيق الوجود الأصيل، لأن العدم هنا نتاج للغياب التام للعلاقة المعرفية والوجدانية بين ذوات مختلفة الرؤى والمبادئ، يعني البحث عن أصالة الوجود بعيدا عن الابتذال والسقوط، بعيدا عن الانغماس في هموم الناس والحياة الرتيبة الخالية من المعنى. غياب الآخر يبقى الحل الممكن، وفي لحظات معينة كشرط أمام انفتاح الذات على الوجود، وبالتالي التمتع بأجواء المكان للنظر والشعور بحرية وعفوية بعيدا عن المراقبة. أو هكذا نفهم طبيعة النظرة التي تقلل من الحرية عندما تشعر الذات بالخجل بوصفه شعورا باطنيا أمام حضور الآخر. هذا الحضور الذي تنفعل فيه الذات، ويصيبها الارتباك في المكان، وبالتالي ينسف الآخر وحدة الذات في شعور فياض بالحرية وامتلاء بغياب الآخر .
الوجود هنا أو "الدازاين" بتعبير هايدغر، يعني وجود الذات في قلب الوجود، الإنسان كائن أنطولوجي قادر على فهم وجوده من خلال ممكنات الماضي والحاضر، وبناء على علاقة تفاعلية بين الذات والآخر، والتجلي في المستقبل، وجودنا في العالم محاط بالأشياء والآخرين من الناس، هذا العالم لا ينكشف بسهولة للذات، ولا يستقيم كما ترغب فيه الذات، بل الكائن يجد نفسه في عالم معقد ومتشابك، وخال من المعنى، وينتهي بالموت والتلاشي لأن الكائن الإنساني في طبيعته محكوم بالزمن والمصير، الفناء، بمعنى التناهي في الوجود . يحاول الموجود أن يفر من كل الأشياء، ويشعر في ذاته بالقلق إزاء كل الأشياء، وينتابه الخوف والقلق على المصير والوجود في قلب العالم، هذا الموجود الذي قذف نحو الوجود ليس بفعل اختياره المحض، ملقى في حقيقة الوجود، وعليه أن يختار النمط المناسب لوجوده، لم يختر هذا الوجود، وجد نفسه في مواجهة كل الموانع والحتميات المختلفة، ثقافية واجتماعية وتاريخية، يحمل الإنسان في ذاته العدم، وبواعث للنهاية الحتمية منذ ولادته، وما زال الكائن الإنساني يفكر في وجوده حتى يشعر بالقلق، ومن خلال هذا الفعل يشعر بالحرية والامتلاء، عندما يختار نمط وجوده بناء على أصالة الوجود الذي يتعلق بقوة ما ترمي إليه الوجودية عند روادها . القلق يرشدنا، ويقودنا إلى حيث نعثر على أصالة الوجود في غمار الحرية والبحث عن المعنى، ما يشعرنا بالقلق شيء لا متناهي وغير محدد، قد يكون المصير والفناء، قد يكون العالم ووجودنا في قلب الوجود، وقد يكون الضجر والملل من حدود الفعل وتناهي الوجود . يتبدى القلق عندما يكشف عن طبيعة العدم، وأن الذات نصيبها الزوال والنهاية القطعية، القلق هو من يكشف العدم، هذا العدم يكشف عن نفسه في الموجود، لأنه من صميم الوجود. الوجود يطبعه وجود لفناء، والقلق ليس الخوف والتوجس، القلق رغبة فيما يخشاه الفرد، يرتبط بالروح في صورتها الميالة للحرية والتحرر من العدم والسقوط، الوجود يتوارى ويختفي، ينجلي على أنه حضور وغياب، والموجود يطرح السؤال عن الوجود، ويزيل الحجب عن علاقة الوجود بالموجود. فلماذا ينبغي للفرد الظفر بالوجود الأصيل؟ ولماذا يسعى الإنسان من خلال تجربة القلق إلى انتشال ذاته من الاغتراب والسقوط ؟ ولماذا هناك وجود وليس هناك عدم ؟ أسئلة مهمة في فهم معنى الوجود والموجود، أسئلة معبرة عن العمق الأنطولوجي وأهداف الفلاسفة من الإقامة في الوجود، والتعبير عن الأصيل في الحياة، حتى لا تكون حياة الموجود خالية من المعنى أو مرادفة لحياة باقي الموجودات غير الواعية، واتخاذ المسلك العام للحياة كما تبدو عند الناس في سلطة العادات والتقاليد، والسير على خطى ما يبتغيه لنفسه في الوجود المزيف . لا ينهل من الوجود إلا من رفع من شأن العقل والحكمة، كما يشير لذلك الحكماء الطبيعيون، والفيلسوف شوبنهاور. الدهشة نوع من الحيرة والقلق الذي يساور الفيلسوف لإزالة الحجب والغموض عن الأشياء في العالم، الدهشة دافع نحو التفلسف، حتى يرتوي الفيلسوف من الحكمة والمعرفة، ويقيم في أحضان الوجود، ويفك ألغازه. القلق ليس قلقا عابرا أو ظرفيا ومرضيا، بل قلق يصيب الذات في سؤال مهم عن الوجود . يصف هيدجر السؤال عن معنى الوجود بأنه " انطولوجيا أساسية" ولا تريد هذه الانطولوجيا الأساسية أن تقدم لنا تصورا شاملا عن الوجود بقدر ما تريد أن تحلل أسلوب وجوده(1)، وجود الإنسان في قلب العالم، ومع الآخرين، وجود تمليه الضرورة، والعيش المشترك، ويستجيب الوجود إلى الطريقة، وسبل العيش بأصالة وتناغم مع الذات. أفعال الإنسان مجال وجوده، والإنسان هو ما يحققه من معنى، ويصبغ دلالة على وجوده بالكيفية التي يرغب في تحقيقها من خلال الحرية بوصفها جوهر الكائن. الوجود حضور وامتلاء في عالم يعج بالتناقضات، وفي واقع المعيش يصارع الإنسان من أجل تحقيق الوجود الأصيل، التحقق من خلال ممكنات، وطرق يبتغي فيها الكائن العودة لذاته والسؤال عن وجوده، بحيث يتميز الوجود بطابع العبث والعدم. كل ما في العالم يحاصر الإنسان، أن ينتشل الإنسان نفسه من براثن السقوط، والانزلاق نحو الهاوية، الفرار من العدم والخوف الذي ينتاب الذات من الوجود يؤدي للقلق، الوجود هنا كما يجزم على ذلك هايدغر وجود مفعم بالفناء والتلاشي، الكائن الإنساني زماني يشعر بالموت، ولحظة النهاية التي يترقبها في كل لحظة معينة. إنه يموت لوحده ويوهم الآخرين بالفرار من الموت، مصير الإنسان حتمي وقطعي من خلال النهاية والزوال. القلق من الموت هو ما يشعرني بالفردية إلى الحد الأعلى من الشعور، ومن هنا كان هذا القلق أعلى ما يكشف عن الوجود الذاتي الحق(2)، لا بد من القلق للشعور بقيمة الوجود، القلق كما يشير لذلك أغلب الوجوديون، لا يعني الخوف والتوجس من الشيء الواضح والذي يثير فينا الفزع، في الخوف تنعدم الحرية، القلق هنا لا يتخذ معنى للتعريف في مجال السيكولوجيا. القلق بالمعنى الفلسفي مرتبط بالحرية، كل ما يخشاه الإنسان، ويسبب نوع من الحيرة والانتباه إلى طبيعة الموجود، محدودية الكائن، وهذا التناهي الذي يخترق الحياة، هذا الفضاء الذي يبدد العيش، ويخلق فينا الرغبة نحو الشعور بالامتلاء والسكينة، إنه حالة من الترقب والانتظار، إنه اللاشيء أو اللامتناهي، خاصية أنطولوجية موجود في أعماق الإنسان . القلق هو العمل المصاحب الضروري للحرية والتناهي...وهو حالة روحية ملازمة للإنسان، تجعله يقف في موقف ينطوي على مفارقة، هو موقف الحرية والتناهي(3)، القلق يحاصرنا في عمقنا، ويهز مشاعرنا من الداخل أما الخوف فهو تهديد للسطح الخارجي، القوة الخفية التي تلازمنا من شيء لا نملك فيه القدرة على الانفكاك، وكل ما نخشاه ننجذب إليه بقوة. من سماته الحرية والتطلع للمستقبل والارتماء بعيدا عن الماضي، القلق من الموت والمصير، والقلق من تناهي الموجود، والقلق من رتابة الحياة. القلق موضوعه العدم وأساسه مواجهة الوجود . يحدث القلق في الذات شعورا غامضا ملتبس الدلالة : شعور بالجذب والنفور، فلا يستطيع المرء أن يهرب من القلق لأنه يحبه، فهو لذيذ، لكن في الواقع أنه لا يحبه بدليل أنه يهرب منه(4)، القلق كما يشير لذلك "هايدغر" يكشف عن العدم، وفي نفس الوقت غير منفصل عنه، لا ينطوي القلق على معنى سلبي، ولا يحمل المعنى السيكولوجي كفعل خاص بالاضطراب أو اليأس أو شيء من هذا القبيل، القلق الوجودي شيء آخر، منفصل عن كل دلالة قدحية أو سلبية، القلق السبيل لفهم الوجود الإنساني، المدخل للوجود الأصيل . أصالة الوجود الإنساني ومدى القابلية لامتلاك الذات، والعيش في كنف الوجود بعيدا عن التنميط، وسلطة التقاليد، ومؤثرات المجتمع . ما يقلقنا غير مرئي وشيء غير قابل للتحديد ببساطة، إننا نحمل في أعماقنا ما يفنينا ويهدد وجودنا، يقين الموت والنهاية الحتمية، نداء الحقيقة هو أن الذات تواجه مصيرها، تكافح لكي تولد من جديد بعيدا عن ال"هم" وبعيدا عن الانغماس في شؤون الناس وعالم الأشياء . الوجود المزيف في وسط اجتماعي، والوجود الأصيل والحقيقي في عالم تختاره الذات بعناية ودقة، اختيار ينبني على الحرية والمسؤولية، الاختيار هنا ضد كل أشكال الحتمية والضرورة، الإنسان حسب الوجودية قذف نحو العالم واختياره للوجود والمكان لا ينم عن الحرية في الاختيار، بل ما يجعل الموجود قادرا على الفعل، إنه يختار المناسب من الفعل والقدرة على اختيار ذاته ونمط وجوده . إن القلق يجعلنا نهيم لأنه يجعل الكائن في كليته ينفلت، وهذا يعني أننا نحن أيضا – البشر الكائنين – ننفلت من أنفسنا وسط الكائن المنفلت(5)، القلق مفهوم أساسي في الأمراض النفسية والعقلية، وفي الفلسفة الوجودية دليل أساسي على أصالة الوجود، القلق الأنطولوجي يرتبط عند "كييركجارد" بالذنب والخطيئة، قوة الإيمان وسيلة فعالة لمواجهة القلق، الإيمان هنا بعيدا عن سلطة الكنيسة. الإيمان بوصفه طاقة روحية للتسليم باللامتناهي، بالإيمان تنال الذات كل شيء، الإيمان باعتباره عاطفة جمالية للسكون والهدوء، والعيش وفق قناعات ذاتية، ومنطق الوجود يروم من خلال الفرد الشعور باليقظة، والوعي أمام ظواهر وحالات تتقاذف الإنسان نحو الهاوية أو النيل منه من خلال قيم غير أصيلة. لن يعرف القلق إلا الكائن الإنساني، لا يفهم معنى الوجود إلا الإنسان، الفرد العيني، الوجود في أصنافه وتقسيماته، بين الوجود في ذاته والوجود لذاته، والوجود من أجل الآخرين أو ما يسميه "مارتن هايدجر" باختصار الوجود هنا/الوجود هناك "الدازاين"، يعني النظر للفرد بوصفه الكيان الذي يعيش وجوده، ويصبح الوجود يؤلف كيان الفرد بوصفه ظاهرة من ظواهر الوجود. الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتساءل ويرغب في إماطة اللثام عن الوجود. هناك علاقة تكامل وجدال بين الموجود والوجود، تحليل الوجود يقتضي كذلك تحليل الموجود، إذ يتحول الإنسان إلى موضوع اهتمام علم الوجود، وليس القلق سوى حرية ترى نفسها معاقة. يدرك فيها الإنسان بحريته عمق الهوة المتسعة أمامه فيعتريها لون من الدوار تماما كما يصاب بالإغماء إذا نظر إلى هوة سحيقة فيسقط فيها لأنه يفقد توازنه(6). قلق الروح من شيء غير محدد، قلق يصيب الذات والروح في وهجها وبحثها عن الممكن في الخلاص. الخطيئة كما يتحدث عنها "سفر التكوين" أن الرب أوصى لآدم أن يأكل من جميع الشجر إلا شجرة معرفة الخير والشر، قلق أصاب ادم من فعل التحريم، من الأكل وإتباع الأمر الإلهي، امتحان صعب لآدم مبني على أمر وطاعة، فيه غاية وخير للإنسان من السقوط في الهاوية، الخطيئة الأولى كما يرويها سفر التكوين، ويستند عليها "كييركجارد" في تبرير حقيقة القلق، منشأ الخطيئة الأولى التي لازالت تلازم الإنسان، الخطيئة كما ترويها المسيحية أساسها الإرادة، الخطيئة متجذرة في الطبيعة الإنسانية قائمة على الإحساس بالذب، لذلك ساهمت في القلق والزيادة في هذا الشعور، والذات لا تحقق خلاصها ووجودها الأصيل إلا من خلال الإيمان، والتقليل من الخطايا، والارتماء في اللحظة الدينية الحقيقة من خلال تقوية الشعور بالإيمان. القلق قادنا إلى الخطيئة وهو من يعيدنا إلى الإيمان. يتحقق الخلاص في عالم الفرد من خلال تجربة السيطرة على الميولات واللذات الحسية، والشعور بالحرية ومحاولة من الفرد في تجاوز القلق الموضوعي النابع من تأثير الجنس البشري على الفرد بناء على سلطة التقاليد والعادات .
يقدم كييركجارد مفهوم القلق في سياق مناقشته لأصل الخطيئة، فما الذي يجعل الخطيئة ممكنة ؟ هنا تدور المناقشة في إطار القصة التي رواها "سفر التكوين" عن سقوط الإنسان، غير أن كييركجارد يفهم هذه القصة على أنها تصف حادثة أو تطورا في حياة كل موجود بشري وهو الانتقال من البراءة إلى الخطيئة(7). القلق يرتبط بالخطيئة الأولى، وتكوين الإنسان، وهو مستمر وملازم للإنسان، القلق يوقظنا من أوهامنا، ونحس أننا نمتلك ذواتنا، نتملك القدرة على الفعل والإرادة في وضع قناعات ومبادئ ملزمة لأفعالنا، الذات وما تفعل بذاتها بإرادة وحرية، قدرة الذات من خلال مبدأ الذاتية على الفعل والعطاء. هناك أفق يرتسم في المستقبل، ويسعى من خلاله الإنسان للتجاوز بوصفه مشروعا يتحقق بناء على ممكنات. الذات على بينة مما تختاره، الوجود كنشاط مستمر للحرية، وماهية الإنسان الحرية، والفكرة الجوهرية في الوجودية هي أسبقية الوجود على الماهية. الإنسان يوجد أولا، يلاقي العالم، يكابد ويصارع من أجل تحقيق وجوده، وبعد ذلك عليه أن يختار المناسب في نمط وجوده، الاختيار نابع من الذات، والذاتية هنا ليست على الطريقة الديكارتية في إطلاقية الذات وتفردها، هذا النوع من الذاتية لا يخص الوجودية، بل الذات تختار وجودها بقناعة، أن تكون مع الآخر وفي العالم . يكون الاختيار مزدوجا مفعم بالخير والمسؤولية .
إن الوجود ليعلن صراحة أن الإنسان يحيا في قلق ويكابد القلق(8)، والقلق في تركيبه الجوهري هو شعور بالحرية، القلق من المستقبل، والقلق الذي ينتاب الذات من العدم، والاقتراب من الهاوية أو السقوط، الشيء الذي يحيط بنا، ويلف وجودنا، شيء من العدم أو شيء من التوجس والخوف على المصير والترقب للمستقبل . هذا الأمر يتنافي وما تدعو إليه وجودية سارتر القائل أن الإنسان يجب أن يحقق ذاته بوصفه مشروعا، ولا يوجد في سماء المعقولات مشروع قبله. الإنسان كحرية واختيار، لا يمكن أن يختار إلا الصائب من الفعل والسلوك، ويجب عليه أن يتحمل كامل المسؤولية . وإذا كان هيدجر يعيب على سارتر هذا النمط من التحليل الأنطولوجي للوجود والموجود، وإذا كان هيدحر بدوره يأخذ من "هوسرل" المنهج الفينومينولوحي في وصف ظاهرية الأشياء والموجودات والوعي بقيمة الأشياء الظاهرة بالوصف فإن ما يجمعهما أن التسليم بالشيء في ذاته لا يندرج ضمن خانة الفلسفة الوجودية، ولا يعني أن الفلسفة علما بالماهيات، بل الوجود هنا سابق على الماهية، الوجود الإنساني غير قابل للتعريف والتنميط، يوجد الإنسان في عالم الموجودات والأشياء، ويسمو على كل الموجودات بفعل الحرية وتجربة القلق . تجربة القلق ذاتية صرفة، تأمل للحرية، وشعور بكل ما تمتلك الذات من مقومات أمام الوجود المنكشف، وأمام الوجود المتحجب. ففي كل حالة من أحوال التأمل يتولد القلق كتركيب للشعور التأملي، من حيث أنه يعتبر الشعور التأملي، لكن يبقى أنني أستطيع اتخاذ مسالك في مواجهة قلقي، وخصوصا مسالك التهرب. وكل شيء يجري كما لو كان سلوكنا الجوهري المباشر في مواجهة القلق هو التهرب(9)، لا يمكن الفرار من القلق بالنسيان أو النفور، إنه شعور دفين ولصيق بأعماقنا، إذ نعاين القلق كتجربة واقعية فإننا نرمي من خلال هذه التجربة إلى طرح السؤال عن بواعث القلق .
القلق أمام زخم من الممكنات والاختيارات، القلق يحررنا من السقوط، يمنحنا الأصالة، عندما نكتشف ضحالة الوسط والحياة اليومية، عندما يكون انغماسنا بشكل كلي في الوسط الاجتماعي، مما يقلل فينا هذا القلق، بواعث ذاتية للعيش والتناغم مع الذات، وبواعث للحضور، والعيش برفقة الغير، وإذا كان الآخر جحيما كما يقول "سارتر" فإن المرء لا يستطيع التنصل من وجود الآخرين والتمركز على الذات. القلق يتعلق بالسقوط في الهاوية والابتذال، إنه نضال مستمر ضد المزيف وغير الأصيل ، التحرر من الخوف المحتمل، ونسيان فكرة الموت على أمل العيش وفق الحرية، ومهما حاول الإنسان التنصل من القلق والهروب من تجلياته، ينكشف من خلال التأمل في التجربة، القلق متأصل في طبيعة الإنسان المتأمل، ويظهر القلق في ارتباطه بالعدم، وأن العالم معلق في العدم . يعبر القلق عن تناهي الوجود، يعبر عن تلك العلاقة المترابطة بين المتناهي واللامتناهي، بين الحضور والغياب، وبين الزماني والأزلي، والقلق شبيه بالدوار الذي يصيب الإنسان، قلق من المستقبل، وقلق على المصير، وقلق يصيبنا من خلال ما يحيط بنا. يصاب الإنسان بالقلق أمام جدار الحرية، لذلك يرغب الموجود في التأسيس لوجوده كفرد، بحيث يصطدم بالواقعي والمعيش، هنا يمكن للذات أن تصاب بالإحباط واليأس. كل ما يصنعه الإنسان في الحياة يتم تكسيره بفعل الموت، كل ما يبنيه لمدة معينة من الزمن ينكسر على صخرة، ويتلاشى الإنسان كأنه لم يكن موجودا. لا مفر من القلق، لا مفر من الإيمان، وقد وجدنا في الفيلسوف "هايدغر" نزوع قصدي نحو الفرار، والهروب الإرادي للسكن والإقامة في الريف، في الغابة السوداء، بالقرب من المزارعين، عالم المدينة لم يعد ممكنا للسكينة والهدوء. إنه عالم صاخب ومزعج، الحياة تعج بالتناقضات والتعقيد، الحياة في الريف مع الفلاحين في غاية البساطة والسكينة، وأكثر من ذلك بساطة العيش بأخلاق أهل الريف، الهدوء، وطبيعة المكان الكثيف بالأشجار، في مسكنه الهادئ يقيم في أحضان الطبيعة الغناء، ينصت الفيلسوف للجبال والغابات والضيعات، يستمع لأصوات الفلاحين البسطاء، نداء الحقيقة، نداء الاقتراب من عوالم الفيلسوف، بحث حثيث عن الحرية، ولادة جديدة في قلب الوجود، يعود المرء نحو ذاته للتأمل في منحى الوجود وإعادة الاعتبار للذاتي على أمل استعادة السكينة من ضوضاء المدينة. المدينيون (سكان المدن) يندهشون أحيانا لعزلتي الطويلة والرتيبة في الجبال، بين المزارعين . إلا أن ما أعيشه ليس العزلة، وإنما الوحدة. في المدن الكبيرة، بإمكان الإنسان أن يكون منعزل وبسهولة متناهية أكثر مما في أي مكان آخر، إلا أنه لا يستطيع البتة أن يكون وحيدا(10)، حكاية من الريف والهروب إلى هناك، مغادرة طوعية نحو فضاء أرحب لتنفس الهواء العليل مع البسطاء من المزارعين، هروب إرادي من ضجيج المدينة، اختيار حر، لا يعني فرارا من القلق، لأننا نسير ونحمل معنا هذا القلق، رحيل الجسد أقل من رحيل الروح، إنه يلازمنا ومثبت في الشعور، يدفعنا القلق للبحث عن ماهية الحقيقة، تكشف اللغة عن سر الوجود، في اللغة الشاعرية المفعمة بالحكمة، والإنصات للوجود. اللغة مسكن الوجود والإنسان حارسها. الفيلسوف في محاولة منه لانتزاع الوجود من خلال نضال مستمر مع ذاته، ومجابهة القلق، فرار وإحساس بقرب المغادرة، تأملات في الوجود من خلال الموت، الذي يدور حولنا ويدنو منا، ويرغب في زيارتنا في كل لحظة، وبدون إخبار أو إنذار. الموت تحطيم للحياة، نهاية حتمية للكائن الإنساني لأنه يحمل موته، ولن يموت أحد بديلا عنه. العدم كذلك يحاصرنا. يعلن "هايدجر" كذلك أن الأشياء تميل في حالة القلق إلى أن تخبو وتتلاشى، ويدرك الموجود البشري أنه لا يمكن أن يجد نفسه في العالم فيرقد إلى نفسه في حريته الفردية وإمكانه(11)، القلق الوجودي تجربة ذاتية في عالم ينكشف بالاحتكاك مع العالم والآخر، وتنجلي الذات في قدرتها على تحقيق الوجود الأصيل، وانتشال الإنسان من الضياع والتشتت، ضياع في عالم التقنية وسيادة العصر التقني، ضياع من خلال نسيان السؤال الجوهري عن الوجود، نسيان مثبت في جذور وترسبات الميتافيزيقا الغربية، انغماس في عالم الاستهلاك وتلاشي القيم الأصيلة. انغماس في الواقعي والمجتمعي، وهيمنة سلطة الجماعة والتقاليد .
تزيل الذات الحجب عن الأشياء الغامضة، التي من الممكن أن تنجلي وتظهر بجلاء، ظاهرية الوجود في نقد الميتافيزيقا التي عملت على نسيان الوجود والعناية بالسؤال عن الموجود، حقيقة الوجود في ارتباط متين بالعدم، محاولة تأسيس مذهب في الوجود، الكائن الإنساني هو الوحيد القادر على بناء علاقة مع ذاته والعالم، الدازاين أو الوجود هناك، هذا الوجود المدرك لذاته عكس الأشياء الجامدة، هذا الموجود الذي يسعى إلى الكشف عن ذاته من خلال الحرية، والقدرة على اختيار نمط وجوده، ليس للإنسان ماهية ثابتة، الإنسان يوجد، يلاقي العالم، يكابد عراقيل الحياة، ويمنح لذاته قيمة باعتباره أسمى الموجودات، مشروع وجود منفتح على كل الممكنات، ينكشف الإنسان كذات محدودة في الزمان، في حاجة إلى المعنى وإضفاء دلالة على وجدوده العيني، بعيدا عن الرتابة والابتذال. فمن سمات الوجود المزيف حسب هايدغر الثرثرة والفضول، يكون الفرد المستغرق في الحياة الاجتماعية لصيق باليومي والتقاليد، سجين الوسط الاجتماعي، وجوده غير أصيل في سياق هيمنة المؤثرات الخارجية، وسلطة المجتمع الأخلاقية والاجتماعية. أن يكون نسخة من الكل، أن يكون سعيه نحو اللذات، أن يكون فردا ضمن جماعة يأتمر بأمرها، ويصير الكل هو الموجه لكل فعل أو موقف في الحياة . مجرد كائن بلا قرار، مسلوب الإرادة، يعاني الاستلاب والاغتراب، حالة من التبعية والخنوع في غياب سلطة للذات عن ذاتها ومبادئها، عدم القدرة على اتخاذ القرار بشأن المصير، والمواقف في الحياة، هذا النمط من الوجود يجعل الذات أسيرة للآخر، هنا يزداد الشعور باليأس في حالة العزلة والابتعاد عن الجماعة . كل شيء يدور عن الزماني والمتناهي، والبحث عن سكينة الروح، هذا السلام الداخلي الذي يشعر فيه الموجود بالصفاء والأمن الداخلي لهو أحد الصفات المهمة للوجود الأصيل، التفكير في الموت لا ينبغي أن يصل إلى عقدة الشعور بالنقص، بل باعثا في تطوير الحياة، ومقاومة الموت على خطى الرواقية والأبيقورية، عندما نموت لن نكون في الوجود، نتلاشى وتتعطل الحواس والمشاعر، نرتقي بالنفس للخلود، ويسكننا حالة من اليقين والإيمان الذاتي كما قال بذلك كييركجارد. القلق قادنا إلى الخطيئة، وهو من يعيدنا إلى الإيمان والخلاص، شعور بالاغتراب والاستلاب من عالم غامض تتشابك فيه العلاقات الإنسانية، ويتيه فيه الإنسان المتفرد، في التناهي يكون الاختيار محدودا، وفي اللامتناهي يمكن للذات أن تتأمل وجودها وترغب أن تصير وفق ما تريده وترغب فيه من شعور الذات بالحرية.
يواجه الإنسان كل الموانع والحتميات، ويتطلع للتجاوز عندما يمتلك القدرة على الاختيار، والقدرة المتاحة هنا من ضمن الإمكانيات المتاحة أيضا. فالقلق الذي يصيب الذات، قلق من السقوط والابتذال . القلق على الوجود والموجود، القلق يمكن أن يتجاوز الذات إلى الآخر في مصير واحد ومشترك، مصير يولد الشعور بالنزعة الإنسانية، وكل أشكال التعاطف والتشارك مع الآخرين في عالم واحد ومشترك، بعض خصائص النزعة الإنسانية في الفلسفة الوجودية عند سارتر، الرفض لهذه النزعة في فلسفة الوجود عند هايدجر. نحن رهائن للموت، ونترقب الموت في أي لحظة، وإذا كان خوفنا كله منبعه المصير فإن القلق هنا طبيعي لأن الوجود الإنساني يحمل في ذاته الميلاد والموت معا، لكننا نرغب في تجاوز العدم بالمعنى الفلسفي، نرغب في الرقي لما هو أصيل وحقيقي، الحياة بالفكر أسمى من السقوط في التبعية والتكرار، نمط الحياة المفعم بالحرية واختيار الأسلوب الممكن للظفر بالذات. الهوة الفاصلة بين الذات والوجود الحقيقي في الموت، الخطيئة كذلك مستمرة في أعماق وجودنا كما يحلل كييركجارد، تدفعنا نحو الارتماء في أحضان العبث، نبحث عن المعنى والخلاص في الإيمان الحر، القلق يسبق الخطيئة، علاقة القلق بالحرية أساسية، لا يرغب الكائن أن يصير نسخة مطابقة من الجماعة، يتولد القلق على صيغتين، قلق من شيء ما، وقلق على شيء ، وما يزيد في جرعة القلق امتناع الحرية. السقوط فرار من القلق، لان القلق يتهدد وجودنا بأسره، ويعرفنا أمام أنفسنا، بحيث نشعر بهذه العزلة شعورا حادا، يختفي معه كل ما يمكن أن يعتمد عليه في وجوده (12). القلق من شيء ما غير محدد، والقلق على شيء يهدد وجودنا، الحرية مصدر القلق، الزيادة في الشعور يولد تنامي القلق، الشعور بالقلق حينما تصطدم الحرية بالعوائق والحتميات، من قيود وسلاسل الضرورة، المقيدة للفعل وكل المواقف الرزينة في الحياة. يرتبط القلق بالإمكان والحرية، أن نترك الموجود يوجد، ويؤسس لنمط وجوده، لذلك كانت الميتافيزيقيا والفكر المثالي الخاص عائق أمام انفتاح الموجود على وجوده، انفتاح مشروط بالقلق والحرية. حالة البراءة في تحليل "كييركجارد" كحالة سابقة على القلق قبل الخطيئة، عدم المعرفة سببها الغموض والالتباس أمام البراءة المرتبطة بآدم، هذا الفعل الذي يبعث على الحيرة والقلق، الخطيئة مستمرة في الوجود، وفيها يزيد القلق وتتعدد أشكاله: القلق الذاتي والقلق الموضوعي، نتاج لعصيان الأوامر الإلهية، وعدم إتباع الوصايا في تحريم الأكل من شجرة المعرفة، كما ورد في سفر التكوين، الخلاص على طريقة كييركجورد بتقوية الإيمان الذاتي. معظم الناس هذه الأيام بلا روح، محرومون من فضل الله، ومن تسليط هذا العقاب عليهم، هم تائهون في هذه الحياة، ويتشبثون بهذا العالم، يأتون من لاشيء، ويصبحون لا شيء إذ حياتهم هباء(13)، القلق شرط للوجود الإنساني، والقلائل من الناس من يختارون هذا النوع من الوجود لأنه صعب، وينطوي على المعاناة والمكابدة، وفي غمار هذه التجربة يربح الإنسان ذاته، يشعر بقيم الامتلاء والصفاء. فالهروب من القلق يؤدي لارتماء الإنسان في أحضان العبث والرتابة واليومي والانزلاق نحو الهاوية، التي تعني هنا مظاهر من الحياة المزيفة والوجود غير الأصيل، من تجلياته الثرثرة والفضول والالتباس . إما أن تكون قلقا وتؤسس للذات في بعدها الوجودي، ويكون الوعي بالوجود والموجودات فعليا، وإما أن يكون الوجود مزيفا وتصبح نسخة من الناس، بفعل السقوط، كما يحلل هايدغر فكرة الهروب من القلق . الموت نفي للحياة، الموت هو العدم نفسه، نصير نحو التلاشي والزوال، القلق من الموت يصيب الذات بالفزع، والقلق من النهاية المأساوية للوجود البشري، ولنتجنب القلق أو نقلل منه، ترياق المعرفة والأسئلة الهادئة في تجليات الوجود، نعثر على الحرية في منابع الاختيار، نفكر بهدوء في أهداف الموجود، نصبغ على الحياة معنى وقيمة في تطابق بين الفعل والمبدأ، وندرك مع الحكيم اليوناني "بارمنيدس"أن الوجود والتفكير شيء واحد، والتخلي عن الفكر لصالح الوجدان والإرادة كقوة للتسليم باللامتناهي. يعتبر الإيمان الحل الوحيد ضد القلق، وفي تجربة القلق يدرك الإنسان وجوده، فلا ينفصل القلق عن الحرية والعدم، وفي تجربة القلق يتجلى التصالح مع الذات، والعيش وفق قناعات دون التوجس والخوف من المصير، والترقب لما يمكن أن نصير عليه في المستقبل. الإنسان كائن زماني وتاريخي، ويجب السعي نحو السلام الروحي والصفاء الداخلي السبيل للعيش في سعادة والشعور بالتناغم بين الذات والعالم .
قائمة المراجع : (1)عبد الغفار مكاوي " نداء الحقيقة " الناشر مؤسسة هنداوي، 2019 ص 71 (2) عبد الرحمان بدوي " دراسات في الفلسفة الوجودية " المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى 1980 ص 99 (3)إمام عبد الفتاح إمام " كييركجور رائد الوجودية " الجزء الثاني ، دار الثقافة للنشر والتوزيع ، 1986 ص 337-338 (4) إمام عبد الفتاح إمام " كييكجور رائد الوجودية " الجزء الثاني ص 344 (5) مارتن هايدغر " كتابات أساسية " الجزء الثاني ، ترجمة وتحرير إسماعيل المصدق ، المشروع القومي للترجمة ، الطبعة الأولى 2003 ، ص 24 (6) إمام عبد الفتاح إمام " كييركجور رائد الوجودية " الجزء الثاني ص 354 (7) جون ماكوري " الوجودية " ترجمة إمام عبد الفتاح إمام ، مجلة عالم المعرفة عدد 58 أكتوبر 1982 ص 184 (8) جان بول سارتر " الوجودية مذهب إنساني " ترجمة عبد المنعم الحفني ، الطبعة الأولى 1964 ص 18 (9) جان بول سارتر " الوجود والعدم " ترجمة عبد الرحمان بدوي ، منشورات دار الآداب بيروت، الطبعة الأولى 1966 ص 102 (10)مارتن هايدغر " قريبا من هايدغر " ترجمة حسونة مصباحي ، دار توبقال للنشر، الطبعة الاولى 2018، ص 13 (11) جون ماكوري"الوجودية" ترجمة إمام عبد الفتاح إمام ص 186 (12) جان بول سارتر " الوجودية مذهب إنساني " ص 35 (13) جون دي كابوتو " كيف نفرأ كييركجارد " ترجمة دعاء شاهين ، الناشر مؤسسة هنداوي، 2024 ص103
#احمد_شحيمط (هاشتاغ)
Ahmed_Chhimat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلسفة والامل في السعادة
-
سياسة السطو على تراثنا
-
الحرب وحق المقاومة
-
مونديال قطر 2022
-
نداء سقراط
-
الجابري وقضية حقوق الإنسان
-
الخوف من الاخر
-
مسار التاريخ بدون نهاية حتمية
-
الفيلسوف وعالم السياسة
-
الجابري وقضية الديمقراطية
-
الفلسفة والتجربة الدينية
-
الانتخابات الأمريكية والخوف من المجهول
-
البرغماتية فلسفة في المنفعة
-
هيجل والعالم الشرقي : تأملات فلسفية في الوعي والحرية
-
النوع الاجتماعي ومشكلة العلاقة بين الانوثة والذكورة
-
الشخصية في الرواية العربية
-
دون كيشوت والحروب الخاسرة
-
فكرة الحرية في زمن التفاهة
-
هل الحرب العالمية الثالثة قادمة ؟
-
الاعلام العربي وأوهام الموضوعية
المزيد.....
-
واشنطن: توجيه اتهامات لإيرانيين فيما يتعلق بمقتل 3 جنود أمري
...
-
مباشر: الجولاني يعد بحل الفصائل المسلحة وضم مقاتليها إلى الج
...
-
اليمن: الجيش الأمريكي يستهدف منشأة قيادة للحوثيين في صنعاء
-
8 شهداء في غارة إسرائيلية جديدة على مدينة غزة
-
-قسد-: جاهزون لإبقاء الطريق إلى ضريح سليمان شاه مفتوحا
-
نيبينزيا: روسيا لن تقبل أي تجميد للنزاع في أوكرانيا
-
سويسرا تشدد شروط تصدير الأسلحة لضمان عدم توريدها إلى أوكراني
...
-
إيران تنفي انخفاض صادراتها من النفط الخام
-
السوداني يدعو الدول الأوروبية للعب دور إيجابي لمساعدة السوري
...
-
وزير الخارجية السويسري يؤكد التحضير لمؤتمر ثان حول أوكرانيا
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|