عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 12:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حول ثقافة الخوف..
"ثقافة الخوف" كانت عنون محا ضرتي الثالثة في منتدى جمال الأتاسي منذ تأسيسه في بداية القرن الواحد والعشرين ، حيث أعتبرها النص ألأول في قيمتها الاعتبارية بين نصوص كتاباتي حتى اليوم ، فقد نالت بعد عشرات المحاضرات في منتدى ألأتاسي الترتيب الأول في تصويت لجمهور المنتدى ، وقد نشرتها العديد من الصحف العربية بما فيها الأسبوعية المصرية ( أخبار الأدب ) حيث وضعها الراحل الكبير جمال الغيطاني في الموقع الا فتتاحي لمجلته عوضا عن مقاله كرئيس للتحرير، بالإضافة إلى النهار اللبنانية التي غدت خلال فترة وكأنها جريدة للمعارضين السوريين ، مما أظهر على أن هذا النص جاء كوعي مطابق للحظة السياسية والثقافة لعربية إبان ما سيسمى بالربيع العربي التي سمى صادق جلال العظم بأن منطلقه الثقافي كان سوريا ، وقد دعيت لإلقائها في أكثر من مدينة سورية، حينئذ دخلت المخابرات السورية لمنع القائها في الحسكة بدعوة منتدى بدرخان برئاسة الشهيد الكردي مشعل التمو ، وقد لقيت صدى لدى المثقفين الغربيين عند زياراتهم لنا في سوريا في تلك الفترة ، سيما بعد المحاكمة العسكرية لي في حلب بتاريخ 19/05/ 2004
هذه المقدمة الطويلة حرص عليها رأي عابر للصحفي الشاب محمد منصور والذي كان في مؤتمر أنطاليا ..أيار 2011
وهو أول مؤتمر شعبي للتضامن مع الثورة السورية، وكان المتفق عليه مع المحضرين والداعين والمنظمين والممولين له من آل ( سنقر ) أن أكون رئيسا لذا المؤتمر الشعبي ، وقد اكتفيت بإلقاء كلمة (إعلان دمشق ) ، بعد أن انتخبت رئيسا لإعلان دمشق في مؤتمر بروكسل 2010 ، كتعويض مؤقت عن رئاسته الأولى المتمثلة في اعتقال ( فداء حوراني) ..
هذا الشاب الصحفي المحفز لنا على العنوان (ثقافة الخوف،) هو رده اليوم على الممثل الشهير أيمن زيدان،’ الذي فسر صمته عن جرائم النظام أو علله بثقافة الخوف ،مما دعا صديقنا الصحفي الموهوب الشاب محمد منصور.
الذي نحبه للفوران الدائم في شرايينه للحرية ، وذلك لأن حضوره الباسم أبدا ذكرنا بمقولة الفيلسوف الإيطالي غرامشي ( الشباب هو التجديد الدائم لشباب الإنسانية ) ، كل ذلك أدى به إلى اعتبار أن هذا التعبير (ثقافة الخوف ) هو دريئة سلطوية مصنوعة من قبل النظام حتى يتخفى وراءها البعض من الصامتين على الجرائم الأسدية ( بشار وأبيه حافظ ) في حين أن مقالنا عن ثقافة الخوف كان محاولة محاكاة لرواية (1984) لكاتبها الشهير جورج أو رويل ، التي تحدث المقال عنها واستشهد ببعض مقاطعها المرعبة ، وكأن فضاءها المكاني والدلالي هو خرابات الروح لسوريا ومقابرها الأسدية..
فثقافة الخوف تعبير عميق عن حالة الرعب في ممالك الظلام العربية، ولهذا فقد لقيت صدى واسعا لدى القراء العرب بوصفها إشكالية حياتهم المركزية بلا ضفاف عقائدية أو أيديولوجية أو جزبوية، حيث ينبغي أن تفتح لها كل نوافذ العقل والقلب ، والمخ والوجدان ، والبيان والبرهان ، ولقيت ترحيبا من القراء الأوربيين والأمريكان الذين حاورناهم صحفيا أو شفهيا..
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟