|
سوريا .. تحت فوهة بركان
علي الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 8192 - 2024 / 12 / 15 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في تطورات سريعة و اوقات حرجة غير مسبوقة ، كانت المنطقة على موعد مع احداث متسارعة خاصة بعد الهدنة الهشة التي حدثت في لبنان مع الكيان الصهيوني ، وهبوب رياح التغيير في سوريا ولا نعلم لغاية الان ان كانت هذه الرياح صفراء هوجاء او رياح ربيع التغيير للافضل . تمخض عنها هروب الاسد ومغادرته الحكم بعد سنوات طوال من الحكم وهيمنته المطلقة على ربوع دمشق وسوريا وتربعه على عرش السلطة التي حكمت البلاد بالنار والحديد ودخول البلاد منذ عام 2011 في صراعات دموية مع الثوار والانتفاعيبن والمنافقين والعملاء الارهابيين من النصرة وغيرها ممن يغدق عليهم الاموال من جهات خارجية عربية ودولية لاسقاط حكم الاسد الموالي لجبهة محور المقاومة وروسيا وربما هذه حسنة الاسد الوحيدة. منذ توقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل والضغط الداخلي والخارجي على نتنياهو من جهة المعارضة والموالاة في إسرائيل ، فجهة تطالب بالاستمرار بالحرب وأخرى بعقد الهدنة ، نتج الضغط الأمريكي بقيادة ترامب و تدخل فرنسا القوي ودول اخرى والضغط لإنهاء النزاع الذي استمر مدة طويلة من دون ان تحقق إسرائيل أهدافها التي عقدتها على الحرب بعودة سكان الشمال إلى مساكنهم ، حيث خسرت المقاومة في هذه الحرب وحزب الله امين عام حزبه السيد حسن نصر الله ومعظم الخط الاول من قياداته ولكنه لم يتوقف عن ضرب إسرائيل في عمق أراضيه مما أدى إلى تراجع كبير في داعمي نظام نتيناهو الذي لم يستطيع فرض شروطه على حزب الله ولبنان واهماً ان خسارة حزب الله للقادة قد يجعله ضعيفا ويمكن ان يقدم التنازلات ولكن كان للمفاوض اللبناني وممثل المقاومة رأي آخر وانتصرت لبنان سياسيا رغم خسائرها البشرية المهمة وبناها التحتية . في ظل ظروف معقدة ومفاجئة تم لما يسمى هيئة تحرير الشام الاستيلاء على السلطة في دمشق بعد سقوط محافظات حلب وحمص وإدلب وغيرها بيد قواتها وهروب الجيش العربي السوري من دون ان يدافع عن حكم البعث وحكم بشار الاسد رغم التهديدات الواسعة التي بذلتها القيادة السورية والاستخبارات الجوية لعناصر الجيش بعدم ترك مواقعهم والقتال لآخر لحظة ، الجيش السوري كان يعيش في حالة من التشتت والضياع والفقر والقلق والخوف من مصيرهم بعد قتال استمر منذ عام 2011 من دون ان يظهر الضوء في نهاية هذا النفق المظلم او ينالوا التقدير الكافي من قبل القيادة . استيلاء هيئة تحرير الشام على دمشق وهروب النظام البعثي ليس آخر المطاف فسيظهر قريبا طلاب السلطة واللاهثين وراء المغانم، ومما يزيد المخاطر هو اختلاف وجهات نظر اللاعبين الكبار وتطلعات داعميهم الدوليين من مواقف سوريا واصطفافاتها الخارجية مع هذا الطرف او ذاك وربما اكثر المستفيدين من هذا التغيير هو المحور التركي الأمريكي الاسرائيلي . ازاء هذه المفارقات الواسعة والمعقدة في المشهد السوري نجد ان الداعمين لاسقاط الاسد في مأزق حقيقي لايحسدون عليه خاصة بعد استيلاء إسرائيل على اراض شاسعة من سوريا ووصولها إلى جبل الشيخ الذي يبعد 10 كم من ريف دمشق وسط صمت دولي وعربي معيب وصمت اشد خجلا من الذين استولوا على الحكم ، ان ما يحدث في سوريا الان من احداث مسكوت عنها، حيث منعت فصائيات عربية واجنبية موالية لحكام سوريا الجدد انتكاسة للتجربة التي يحاولون تزويقها مرة بتلميع صورة قائد ادارة الشؤون السياسية بدمشق احمد الشرع (ابو محمد الجولاني) وأخرى بنشر الحالات الإيجابية التي تحدث في البلاد فقط ، مع ان عشرات الفيديوهات التي بثت لاعمال عنف في إدلب وابتزاز اموال في دمشق ودرعا وأخرى طائفية في حمص وحلب وووو. ان سياسة التسقيط والتضليل التي ينتهجها داعمو سوريا الجديدة اقترنت بالاستخفاف بعقول الناس والمشاهدين والتركيز على سجون النظام البعثي في سوريا وما يحدث فيها من انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم بحق الأبرياء، واكاد اجزم ان اغلب الدول العربية والاوربية وامريكا لديها سجون ومتاهات وسراديب تحت الارض اعتى واكثر اجراما مما شاهدناه في صيدنايا وغيرها رغم التمثيليات البوليوودية التي قامت فضائيات بعينها دبلجتها لتصوير وقائع من الخيال ، ولنكن واقعيين هل هناك دولة ليس لديها سجون للنساء خاصة في دول العالم الثالث وامريكا التي لا تعترف بحقوق الانسان لا من قريب ولا من بعيد ، وخير شاهد على ان العالم الأوربي والدولي المزيف الذي يدعي رعايته لحقوق الانسان وان قيمة الانسان لديهم ذات اهتمام بالغ، هؤلاء رعاة الإنسانية ورغم مرور اكثر من 400 يوم غاضين النظر وغير مبالين عما يحدث في أقسى واعتى مجزرة بحق الإنسانية في غزة وباقي المناطق المحتلة التي ذهب ضحيتها الاف من المواطنين الفلسطينيين العزل. لسنا في موضع الدفاع عن نظام بشار الدموي او التشكيك بالإدارة الجديدة ونواياها القادمة ولكن الضبابية وتعدد الجهات المستفيدة رغم تناقض مصالحها من الادارة الحالية تحتم على الجميع أن يكون على استعداد لاتخاذ قرارات حاسمة في القريب العاجل خاصة أن اللاعبين الدوليين الذين يمثلون النظام الجديد في سوريا لايمكن الوثوق بهم.
#علي_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشويه الشعائر الحسينية
-
غزة .. كشفت المستور
-
اعداء الحياة
-
بغداد تغرق
-
في الطابق الثاني من المقهى
-
أموال بلا رقيب
-
لعله عام مختلف
-
لنتعض من أخطاء الماضي
-
محاربة الفساد بالاجتهاد
-
الشعب يكره المطر
-
التربية قبل التعليم
-
القضاء هو الفيصل
-
قمة اسرائيلية في الرياض
-
رئيس جديد
-
اماكن ترفيهية للقتلة
-
عصر الاخوان ونكوص مصر
-
انقلاب المعادلة السورية
-
البرلمان العراقي وغياب الضمير
-
الثابت والمتحول عند مسعود البارزاني
-
غزة تحت النار
المزيد.....
-
مصدر يكشف لـCNN عن لقاء لترامب مع الرئيس التنفيذي لتيك توك
-
25 نائبا بريطانيا يطالبون بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح
-
واشنطن: توجيه اتهامات لإيرانيين فيما يتعلق بمقتل 3 جنود أمري
...
-
مباشر: الجولاني يعد بحل الفصائل المسلحة وضم مقاتليها إلى الج
...
-
اليمن: الجيش الأمريكي يستهدف منشأة قيادة للحوثيين في صنعاء
-
8 شهداء في غارة إسرائيلية جديدة على مدينة غزة
-
-قسد-: جاهزون لإبقاء الطريق إلى ضريح سليمان شاه مفتوحا
-
نيبينزيا: روسيا لن تقبل أي تجميد للنزاع في أوكرانيا
-
سويسرا تشدد شروط تصدير الأسلحة لضمان عدم توريدها إلى أوكراني
...
-
إيران تنفي انخفاض صادراتها من النفط الخام
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|