محمد هادي لطيف
الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 20:03
المحور:
الادب والفن
أنا نبيٌّ
لكنني خائبٌ
أحملُ على ظهري
كلّ وجوه النساء
اللواتي ابتلعتهنّ كُرسيّ السلاطين
وأنا أُصلّي، أُصلّي
لكن صلاتي كانت تنكسر
على أيديهنّ،
هنّ سجدنَ
لليلٍ يعوي،
سجدنَ للذلّ
سجدنَ للغربة
وجفنّي لا يزال يغرق في الظلام.
كنتُ أصلي،
لكنني كنت أرى قلبي
يغرق في ليلٍ أضلم،
أضلم حتى الفم،
حتى العظام
حتى الدم.
كانت السجون مفتوحة لهنّ
وهنّ يقبّلنَ أغلالها
كأنّهنّ يرسمنَ أجسادهنّ
على جدران الخوف
فيما كنتُ أصرخُ
من خلف أبوابٍ مهدمّة
أريد أن أخرج،
أريد أن أصرخ
ماذا عني؟
ماذا عن قلبي الذي تاه
في زنازين لا تسمع صوته؟
قلبي الذي ارتجف
بين أيديهنّ
واختنق بالصمت،
كأنهنّ لا يردنني
إلاّ جثّةً
مكدّسةً بين أكاذيبهنّ،
يأكلونها
ويشربون منها
إلى أن تفرغ.
ثم في النهاية،
تبقى أسئلتي تتناثر
كما تتناثر رماد النار
على صدرِ مدينةٍ ماتت
منذ أن خلعت عباءتها
في حضور سلاطينها.
#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟