|
خطوة فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-/ملحق
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 16:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ـ اللاارضوية او الفنائية البشرية.. لماذا؟ يترافق الاضطرار الاحتدامي الابراهيموي الامريكي الصهيوني مع الاقتراب من حواف الاستمرارية الكيانوية المجتمعية التي ظلت مستمرة وقائمه الى الوقت الحالي، وفي حين تتسارع وتائر الدلالات على انتهاء صلاحية نمط ونوع المعاش، فان ممكنات المشروع الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط يصبح بلا مرتكزات، ويعاش باعتباره لحظة انهيارية على مستوى العالم، واذ تصبح الحياة سلسلة من الحروب بلا توقف مع احتمالية اللجوء للسلاح النووي، فان ممكنات القرار البشري الفاعل تتضاءل بسرعه، بينما الادراكية العمومية تتهاوى مسرعة، والفارق بين الديناميات المجتمعية وممكنات ادراكها والتصرف واتخاذ القرارات بناء لاحكامها وماتتطلبه، تتعاظم بحيث لايعود النمط الارضوي المتعارف عليه بشريا مجتمعيا كتنظيم ووعي، ممكنا. ومن هنا تطل اليوم ومن هنا فصاعدا احتماليات الفنائية البشرية، حيث لامجال للتدارك من دون الانقلابيه الفعلية المنتظرة وعيا على مستوى الادراكية العقلية، بتجاوز ماقد رافق العقل من قصورية تاريخيه شملت كل تاريخ اليدوية المجتمعية، واستمرت بعدها باقية باشكال مختلفة الى اليوم، ابتداء من المنظور التوهمي الغربي الاوربي الحداثوي المواكب للانقلاب الالي المصنعي وماترتب عليه، وهنا لابد من التوقف لاجل الاجابة على السؤال: لماذا الان ومالذي يجعل الفنائية قريبه وطاغية اخيرا لهذا الحد، بحيث تتحول الى معاش يومي؟ تبدا المجتمعات بالتبلور ابتداء من حيث الغلبه النوعية والمفهومية، ارضوية، العقل فيها في حالة قصور عن ادراك الحقيقة المجتمعية ومن ثم الياتها ووجهتها، وماهي ذاهبة اليه، الامر الذي يظل سائدا على مدى الطور الانتاجوي اليدوي، ومع ان المجتمعات بالاحرى محكومة وقتها بالياتها الازدواجية الاصطراعية اللاارضوية/ الارضوية المتعدية للطاقة البشرية وللممكنات الارضوية المحكومة للجسدية، غير انها تظل وقتها، قابلة للاستمرار والسير التاريخي برغم التفارقية بين العقل وحدود ادراكيته، وبين الديناميات الاصطراعية المضمرة غير الموعاة، مثلما هو الحال على سبيل التشبيه ولاجل المقاربة بالنسبة لما جرى اكتشافه " حديثا"من مفارقة، بين الوعي المتاح، والحقيقة الاصطراعية الطبقية، فالكائن البشري في المجتمعات الازدواجية الطبقية الاوربية، ظل ينظر لذاته ولتاريخيه خارج عملية الصراع الطبقي عجزا، بما يضعه خارج الادراكية الوجودية، وفي احسن الاحوال "كمفسر للتاريخ لا كمغير له" بحسب ماركس، الامر المعمم فعليا على المجتمعات عموما، بضمنها الطبقية منها عند النظر من زاوية الاصطراعية المجتمعية الاعم الاشمل، فالمجتمعات بالاحرى هي حالة اصطراع مجتمعي نمطي نوعي لاارضوي / ارضوي منذ البدء التبلوري الاول، الامر الذي يعجز العقل "الانسايواني" كليا في حينه عن مقاربته، فضلا عن ادراكه طبيعة ومنطوى. وهنا نقع على العلاقة بين العقل ومساره النشوئي الترقوي، وبين المجتمعية ـ التي هو متصيّر سائر الى الاعلى، وصولا للوثبة الثانيه المكملة لوثبته الاولى تلك الحاصلة مع الوقوف على قدمين واستعمال اليدين ـ في كنفها وبناء لتفاعليتها باعتباره موضوع الترقي الجوهر، وليس الجسد كما توهم دارون، مادام "الانسايوان" الحالة الانتقالية بين الحيوان و"الانسان" قائمه، تسندها اليدوية الانتاجوية، لحين الانقلابيه الالية، عندما تتعاظم التفارقية الادراكية الدينامية المجتمعية بقوة حضور الالة وتسريعها للاليات المجتمعية ذهابا الى الطور التكنولوجي الانتاجي الراهن، ومن ثم مقاربة العتبة الاعلى من التحورية الالية، الى "التكنولوجيا العقلية"، حين تبدا العلاقة بين وسيلة الانتاج، وبين الجسدية بالتوقف ذهابا الى التفارقية العظمى، ساعة لايعود الفعل المجتمعي مهيئا للاحاطة عقلا حتى بالحدود الدنيا، بحسب المنطلقات والاسس المعهودة تاريخيا، بما يجعل المجتمعية خارج الطاقة العقلية القصورية، في وقت تكون فيه الاسباب التحولية المنتظرة، مافوق الارضية قد غدت هي الحاضر موضوعيا . وفي حين تصر الارضوية على معالجة المعاش والواقع بذات وسائلها ومامتاح لها وماتعودته، فان الحال يتحول الى مايشبه الجنون العاقل اعتيادا، بما انه مايزال ممكنا وحيدا لاادراك لماسواه، ولا غرابة هنا اذا نظرنا للمشهد من الزاوية الانتقالية التحولية، من طور في الوجود هو "المجتمعية" المعروفة اختصارا ب ( التجمع + انتاج الغذاء) كطور استمرار تشكلي عقلي لاحق على التشكل الاول، ذلك الذي تكفلت به الطبيعه بلا حضور للكائن الحي، عبر مليارات السنين تحورات حيوانيه، مع الغلبة شبه المطلقة للجسدية الحيوانيه على المكون العقلي المضمر المدفون، وصولا الى الانتصاب علىى قائمتين وتغير الهيئة الجسدية حين حضر العقل محققا وثبته الابتدائية الاولى، ماظل يعتبر على انه هو "العقل" قصورا انسايوانيا، كما ظل يطلق على الكائن البشري الانسايوان تسمية "الانسان" اعتباطا اطلاقيا قبل بلوغ الطور الثاني العقلي، ووثبته الاكتمالية المحالة لفعل البيئة والكائن البشري تفاعليا، انما ليس بقوة العلاقة بالبيئة والطبيعه، بل من خلال التفاعلية المجتمعية، ويومها ينتهي ليس تاريخ المجتمعات الجسدية، بل كل تاريخ الجسدية والثنائية التي تجعل منها حاملا ضرورة للعقل وترقيه، وهو مانحن على اعتابه من هنا فصاعدا. ان هدف ومنطوى المجتمعية الذهاب بالعقل بصيغته الاولى بعد حضوره، الى المحطة التشكلية العقلية النهائية، حين تتأمن اسباب الاستقلالية العقلية، بينما تكون المجتمعية قد انجزت مهمتها الكبرى المصممة لانجازها من لدن الغائية التحولية الكونيه العظمى الناظمة للوجود الكوني والياته، والمجتمعية تمر بمرحله اولى طويلة يدوية تتمتع ابانها برغم القصورية العقلية، بقدر من التناغمية الضرورية لاستمرارها التفاعلي، الى ان تنبثق الاله وتحوراتها وصولا الى اعلى اشكالها التكنولوجية، ساعة تفقد المجتمعات بصيغتها الجسدية الارضوية التناغمية الضرورية بين وسيلة الانتاج ومادتها المتحولة نوعا الى الصنف العقلي من الكينونه البشرية، ووقتها لن يعود امام المجتمعات الا الانهيار المطرد، وصولا للاختفاء في الوقت الذي يكون فيه العقل قد صار في وضع يؤهلة للتحرر من الجسدية لدرجة الاستقلال عنها، والتهيؤ لمغادرة الكوكب الارضي السكن المؤقت، ذهابا الى الاكوان العليا محطته والغرض من وجوده. هنا وعند هذا المفصل، تتعاظم وطاة القصورية العقلية الموروثة، كما تبدا من هنا فصاعدا معالم الانقلاب النوعي الزمني الذي لامفر منه ولابديل، فاما مغادرة القصورية العقلية، والقفزة العقلية الكبرى وصولا لتحرر العقل، واما الاحتمالية الكارثية الفنائية.
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطوة فاصله قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-(2/2)
-
خطوه فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ ترامبيه-*(1/2)
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/ 4
-
- اللاارضويه- بديل الماركسية الافله/3
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/2
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله /1
-
الوطن كونيه العراقية حين تظهر/ملحق
-
-الوطن كونية العراقية-حين تظهر/ 5
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر/4
-
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/3
-
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/2
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر؟/1
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/4
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/3
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/ 2
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمية والعصر/1
-
اسرائيل المهزومه: لماذا وكيف ومتى؟/ 7
-
اسرائيل المهزومة: لماذا ومتى وكيف؟/6
-
اسرائيل المهزومة لماذا ومتى وكيف؟/ 5
-
اسرائيل المهزومة: لماذا ومتى وكيف؟/4
المزيد.....
-
وسط مخاوف من تشكيل خطر على الأمن القومي.. ما هو شرط عدم حظر
...
-
-يؤكد على بناء دولة خالية من الإرهاب-..أنور قرقاش يعلق على ا
...
-
تقرير لوزارة الدفاع الفرنسية يثير توترا بين أنقرة وباريس
-
الكاف يمنح الرئيس المصري جائزة رفيعة في حفله السنوي
-
-القسام- تبث مشاهد لكمين كبير ضد القوات الإسرائيلية شمالي قط
...
-
بوتين: مستعدون للقتال على جميع الجبهات
-
العراق.. عاصفة ترابية قادمة من سوريا تجتاح بغداد
-
وليد جنبلاط يهنئ أحمد الشرع ويتفقان على لقاء قريب في العاصمة
...
-
-تقسيم الشرق الأوسط الجديد لن يجلب السلام- – صحيفة بريطانية
...
-
عشرات المفقودين في حادث غرق سفينة مهاجرين قبالة سواحل جافدوس
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|