نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان
(Nezam Mir Mohammadi)
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 08:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع سقوط دكتاتور سوريا بشار الأسد، انهار حضور النظام الإيراني في المنطقة الذي استمرّ لأربعة عقود. صحيفة "همميهن" الحكومية كتبت في عددها الصادر يوم 9 ديسمبر: "في غضون أسبوع واحد، ذهبت جميع الاستثمارات السياسية والاقتصادية والعسكرية هباءً منثورًا".
قبل ساعات قليلة من سقوط دمشق، عبّر موقع "خبر أونلاين" الحكومي عن مخاوفه قائلاً: "هدفهم هو الوصول إلى سربل ذهاب في غرب إيران. ومن خلال تحقيقاتنا، أدركنا أن خطتهم أكبر بكثير من سوريا والعراق... لمنع الحرب من الوصول إلى إيران، يجب اتخاذ إجراءات جادة وشاملة على مستوى عالٍ. نشهد انهيار أعمدة الدفاع للجيش السوري واحدة تلو الأخرى...".
منذ تأسيس النظام الإيراني، كان لعائلة الأسد، من حافظ الأسد خلال حرب خميني ضد العراق إلى جرائم قاسم سليماني في العراق ولبنان وسوريا، دور محوري في سياسة النظام الإقليمية.
عبّر حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في عام 2019، عن أهمية سوريا للنظام الإيراني قائلاً: "إذا أردت وصف سوريا بجملة واحدة، فهي التي قالها السيد القائد [خامنئي]، حيث وصف سوريا بأنها عمود الخيمة. اليوم، بدون سوريا، ستكون المقاومة في لبنان وفلسطين على الهامش. سوريا واحدة من الأجزاء الأساسية والمهمة في جسد وفكر وثقافة وإرادة المقاومة في المنطقة" (موقع خامنئي، 24 سبتمبر 2019).
ليس من المصادفة أن النظام الإيراني أنفق عشرات المليارات من الدولارات من عائدات النفط والغاز الإيراني، وفرض ضرائب قاسية على الشعب الإيراني، وأرسل الآلاف من قوات الحرس الثوري والمرتزقة لدعم بشار الأسد، بهدف منع الانتفاضات والثورات في سوريا وإيران على حد سواء.
برر خامنئي تدخلاته المكلفة في دول المنطقة بما يسمى "العمق الاستراتيجي لإيران"، قائلاً إن لم نحارب وننفق في سوريا ولبنان والعراق، "فسنضطر للقتال في شوارع كرمانشاه وهمدان ومحافظات أخرى".
وأيضاً، دافع عن تدخل قوة القدس الإرهابية التابعة للحرس الثوري في سوريا، قائلاً: "أي شخص يذهب من هنا إلى العراق أو سوريا للوقوف ضد هؤلاء التكفيريين والدفاع عن الأضرحة المقدسة، فإنه يدافع عن مدنه في الواقع" (موقع خامنئي، 25 يونيو 2016).
وفقًا لهذه النظرية واعتراف خامنئي نفسه، فإن انهيار "العمق الاستراتيجي" للنظام وكسر "عمود الخيمة" في سوريا سيؤثر أولاً على طهران. عندما يعجز خامنئي عن الحفاظ على عمود خيمته في سوريا، فلن يستطيع الحفاظ على حكمه في طهران.
من قبل، صرّح رجل الدين مهدي طائب، رئيس ما يسمى مقر "عمار"، بوضوح أكثر قائلاً: "إذا هاجمنا العدو وأراد أخذ سوريا أو خوزستان، الأولوية هي الحفاظ على سوريا. لأنه إذا حافظنا على سوريا، يمكننا استعادة خوزستان. أما إذا فقدنا سوريا، فلن نتمكن حتى من الحفاظ على طهران" (عصر إيران، 15 فبراير 2013).
كان من الممكن إزالة بشار الأسد قبل تسع سنوات بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، لكن خامنئي وجلاديه منعوا ذلك. وفقًا لأدلة موثقة، أنفق خامنئي ما لا يقل عن 50 مليار دولار خلال عقد 2010، مأخوذة من قوت الشعب الإيراني، لقمع وقتل المعارضين السوريين والحفاظ على بشار الأسد. وكان الشعب الإيراني المحروم يهتف: "اتركوا سوريا وفكروا فينا". حقاً، سقوط دكتاتور سوريا هو ضربة قاتلة لخامنئي ونظامه، وهو مؤشر على النصر الحتمي للثورة الديمقراطية في إيران.
#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)
Nezam_Mir_Mohammadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟