أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم روضان الموسوي - هل ما زال كالفن يحكمنا؟ اقتباس من كتاب عنف الديكتاتورية














المزيد.....

هل ما زال كالفن يحكمنا؟ اقتباس من كتاب عنف الديكتاتورية


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ما زال كالفن يحكمنا؟
اقتباس من كتاب عنف الديكتاتورية
لفت الانتباه عنوان كتاب صدر في القرن العشرين حيث وكان عنوانه (عنف الديكتاتورية) للمؤلف الاديب النمساوي (ستيفان زفايغ) المولود عام 1881م وترجمه الى العربية الاديب والمسرحي اللبناني فارس يواكيم الذي نشر في عام 2013 من دار الفرات في بيروت، وما يلفت الانتباه ان العنوان هو تحصيل حاصل لان كل ديكتاتورية تولد عنف سواء كان مادي او معنوي، لكن عند مطالعة الكتاب سنجد ان الكاتب يسعى الى اطلاق تحذير للجميع بان الديكتاتورية تولد العنف حتى لو أتت عبر الوسائل الديمقراطية او القانونية، وهذا ما اختزله المترجم في تقديمه الكتاب،
وما أشار اليه المترجم يكاد يقارب ما نحن عليه، حيث تغنى البعض بانه اتى الى سدة الحكم عبر الديمقراطية الدستورية او من خلال القانون الذي منحه التأبيد في الموقع، ويتباهى بانه ديمقراطي لأنه اتى عبر هذا السبيل،
وفي المقدمة أعلاه نرى ان الكاتب (ستيفان زفايغ) أشار الى ان النازيين قد وصلوا الى حكم المانيا عبر الانتخابات الديمقراطية الا انهم حولها الى ديكتاتورية اعتى من ديكتاتورية ستالين في حينه، وجاء في المقدمة (في عام ١٩٣٣ وصل النازيون إلى السلطة بانتخاب ديمقراطي، لكنهم ما لبثوا أن حوّلوا ألمانيا إلى دكتاتورية، تنافس الستالينية في عنفها وبشاعتها) ص7
ومن هذا القول أرى ان بعض من يعيب على الديكتاتور سطوته وجبروته، ويزعم انه على خلاف ذلك، ما يلبث وان يصبح اكثر طغياناً وقسوة وعنفاً، وهذا ما ذكره الكاتب ستيفان عند وصفه بطل كتابه (كالفن) حيث يذكر بان (كالفن قدم إلى جنيف من فرنسا هربا من محاكم التفتيش الكاثوليكية، هو المنضم حديثا إلى المذهب البروتستانتي. وبدأ حياته المهنية قسيسا في كاتدرائية سان بيار في جنيف، وما لبث خلال فترة زمنية قصيرة أن أمسك بزمام الأمور، وأن أضحى الحاكم الأوحد محولا المجتمع الديمقراطي إلى دكتاتورية لا رأي فيها سوى رأيه، وكل الأصوات أصداء لصوته، والويل لمن يعترض) ص8، ويقارب هذا الشخص اشخاصاً عدة في واقعنا الراهن، ويذكر الكاتب سيرة (كالفن) بانه ابن لاحد مسؤولي الكمارك وكاتب العدل الكنسي في مدينته، وانه تعلم في احدى المدارس التي تخرج القساوسة والمحامين،
ويعطي لنا نتيجة هذا الطغيان اذا ما اتى ممن يزعمون انهم من رعاة الديمقراطية ودعاة الاصلاح فيقول (إذا تحوّل دعاة الإصلاح إلى جلادين، فانهم سوف يعاملون المعترضين بالعنف، ويذيقونهم أشد أنواع العذاب من السجن إلى الحرمان من الحقوق المدنية ، بلوغا إلى الإعدام ومنه الإعدام حرقا) ص8
ويكاد هذا الكاتب ان يلامس واقعنا وكيف اصبح مآل التعبير عن الرأي وما وصلت اليه اليات تكميم الافواه وبوسائل قانونية وديمقراطية ومنها سن وتشريع القوانين التي تقيد ان لم تمنع الحرية والتعبير عن الرأي بعناوين ديمقراطية،
وحاول هذا الكاتب ان يطلق صرخة استنكار بوجه هؤلاء الطغاة لكنه كان يعلم جيداً ان النهم لا يطقون سماع هذه الصرخات وانما يحبذون هتافات التأييد، وفعلا نرى ان الطغاة في الوقت الراهن يجيرون كل ما يقع تحت سلطانهم الى أداة لتلميع صورهم، ويقيمون الولائم والمؤتمرات لسماع هتافات التأييد من المتملقين والانتهازيين،
ويستطرد الكاتب بقوله، ان الديكتاتورية لا تتساهل حتى مع الصرخة الأولى، وتظهر ردة الفعل في كمّ الأفواه، يليها استئصال الأفواه وأصحابها، وقد لا يكون الاستئصال قتلاً بل يكون عزلا عن الموقع لمن نادى بالحرية او حبساً لمن اعلى صوته للمناداة بها.
ويقول الكاتب باستغراب كيف يمكن مقاتلة ومقارعة الطاغية بينما يقف وراءه الآلاف، بل عشرات الآلاف، مضافا إليهم الآلة العسكرية المكوّنة لعنف الدولة. ويقول (بفضل حرفية فائقة التنظيم نجح كالفن في تحويل مدينة بأسرها، بل ودولة بكاملها، بمواطنيها إلى آلة ضخمة طوع يديه مهمتها أن تستأصل كل استقلالية وأن تصادر حرية التفكير لصالح عقيدة وحيدة، عقيدته. كل مصادر السلطة في المدينة والدولة خضع لسلطانه، الإدارات بكاملها والتراخيص كافة، مجلس المدينة المجمع الديني، المحاكم والجامعة، الشؤون المالية والأخلاقية القساوسة المدارس، الشرطة، السجون، الكلمة المكتوبة والمحكية بل والمهموسة سرا) ص14،
ويستنتج الكاتب بان مذهب كالفن أصبح القانون. ويضيف بان (كل من يجرؤ على إبداء أدنى اعتراض مصيره النفي أو عذاب السجن أو الحرق، وهي أحكام غير قابلة للنقاش كما في كل ديكتاتورية، ومن ثمّ تستخلص العبرة أنه في جنيف ثمة حقيقة وحيدة مسموح بها وأن كالفن نبيها.) ص14
ويرى (كالفن) على وفق ما ورد في الكتاب، (لا يمكن أن تدوم السلطة من دونه. والذي يريد أن يحتفظ بالسلطة، ينبغي أن تكون أدوات السلطة بين يديه. والذي يريد ان يأمر عليه أن يمتلك الحق في القصاص أيضا)
بعد العرض الميسر هل كان (ستيفان زفايغ) يدرك ان ما يخطه قلمه سوف يطبق ويظهر فعله في الواقع لاحقاً؟ وهل ما عليه الحال يتفق مع ما جاء به الكاتب أعلاه في عرضه بالكتاب الموسوم (عنف الديكتاتورية)؟
ومثلما كان كالفن لا يسمح أبدا وبأي شكل من الأشكال، بالحرية سواء في العقيدة أو في الحياة العامة ـ واختم القول بما قاله احد المعارضين للطغيان وكما ذكره الكاتب بكتابه حيث يذكر بان التعزية التي تبقى في كل تلك العصور التي تفوّق فيها العنف على الفكر، تتمثل في الاحتقار الكلي الذي أبداه لهم هذا المعارض بقوله (كلماتكم وأسلحتكم هي الطغيان الذي به تحلمون وهي زمنية زائلة وليست روحية، كما أنها ليست مؤسسة على محبة الله وإنما على الإكراه. من جهتي لا أحسدكم على سلطتكم ولا على أسلحتكم لدي سواها الحقيقة والشعور بالبراءة، واسم الذي يعينني ويسبغ علي الرحمة وحتى لو قمعت الحقيقة لفترة زمنية من القاضي الأعمى، الذي هو العالم، فلا يملك أحد أن يمارس العنف عليها. لندع جانبا حكم هذا العالم الذي قتل المسيحية ولا نولين اهتماما بمحكمته التي لا يربح أمامها إلا قضية العنف. إن مملكة الرب الحقيقية ليست من هذا العالم) ص179
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انعدام الرقابة الشعبية يقوض الديمقراطية
- إدارة الدولة العراقية بين الدستور النافذ وأسلوب (البكلر بكي ...
- كيف يطعن بعدم دستورية القوانين من الجهات الرسمية؟ قراءة في ت ...
- الصنمية الدستورية في واقعنا
- قانون الأحوال الشخصية النافذ هل يمنع حرية اختيار المذهب؟
- لماذا تُمنع الشركات العامة من الطعن بدستورية القوانين؟ قراءة ...
- هل ينفذ قرار التحكيم تلقائياً دون عرضه على القضاء للتصديق؟ ق ...
- اليات مناقشة وتقييم بحث الترقية للقاضي بين الماضي والحاضر؟
- تعزيز الثقة في تطبيق القانون أفضل من التعديل الذي لا يعالج ج ...
- عندما تناقش محكمة التمييز دفوع الطاعن فإنها تخلق الاطمئنان ل ...
- البيانات الوجوبية في عريضة الطعن التمييزي بين النص القانوني ...
- هل يجوز رد دعوى المدعي ومن ثم الحكم لصالحه؟ قراءة في قرار ال ...
- ما هي عقوبة من يمارس المحاماة واسمه غير مسجل في نقابة المحام ...
- ان النزاهةَ شجاعةٌ تًخلِدً صاحبها (الشهيد نصرالله)
- هل يجوز للمواطن ان يشارك في اعداد التشريعات؟
- هل يسري سبق الفصل على القرار التفسيري؟ قراءة في القرار التفس ...
- قوانين الوطن وقوانين الأنظمة في المنظومة التشريعية العراقية
- كيف يؤدي المواطن واجبه الدستوري بحماية المال العام؟
- أسباب الخوف والقلق من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية؟
- مدة تحديد جلسة النطق بالحكم في المادة (156) مرافعات، هل هي ح ...


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم روضان الموسوي - هل ما زال كالفن يحكمنا؟ اقتباس من كتاب عنف الديكتاتورية