أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - ذاتية المعنى.. قراءة في مجموعة (أأقيم على حافة هاوية) للشاعر كامل حسين














المزيد.....

ذاتية المعنى.. قراءة في مجموعة (أأقيم على حافة هاوية) للشاعر كامل حسين


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


(1)
الشاعر دائما يبكي بهدوء، لا سيما حين تنتابه الحرقة والألم، ويشعر بضيق أفق الحياة، وتكالب المحن عليه، على اعتباره إنسان يعي ويشعر ويتألم، بل لأنّه ليس بالإنسان البسيط، ذلك الذي تمر به المحن فيتجاوزها بلمحة بصر؛ كلا، فالشاعر هو مرهف الحس، ولا يهضم المعاناة ببساطة ساذجة. وحين يتألم لا أحد يقدّر ألمه وشجنه وأنينه، سوى قصائده تلك التي هي خلاصة لوعته، ودائرة أبداعه، بل الصحيح، إنّ الشاعر (وقُل المبدع بصورة عامة – أي مبدع في كل المجالات) بلا معاناة ولا شجن، لا يمكن له أن يصبح شاعرا، والمبدع مبدعا، فالإبداع يخرج من عباءة المعاناة، ونقص الحاجة والحرمان، ومن معطف الأسى، لأنّ المُترف يقضي معظم أيامه بسعادة، ولا تصيبه آلام الحياة وعنده ما يسد رمق حاجته، ومن الصعب أن يكون مبدعا وهو بهذه الحال، إلّا ما ندر، كأنّ الضنك والحرمان هو ضريبة الابداع، لهذا تجد أكثر المبدعين تنخرهم المعاناة، بحيث لا يمتلك ثمن الكتاب الذي هو بحاجته.
(2)
"السنابل...حياة مؤجلة.. إلى يوم يبعث.. الفقراء من جديد". (ص: 76، من المجموعة) الصورة هذه ربما هي مصداق لما عنيناه في المقدمة، و في الوقت ذاته، توظيف مباشر من لدن الشاعر يعبّر فيه عن مكنونات نفسه ومحيطه (أغلب الشعراء يسكنون في أحياء الفقراء، الموغلين بالحرمان)، فالشاعر هو لسان حالهم. والصورة جاءت معبرة بدلالتها، بل طبق الأصل لحياة الكثير من الناس، ولاسيما في مجتمعنا العراقي، هذا المجتمع الذي نخرت جسده السياسة، وتناثرته الأوضاع السيئة، كما تتناثر الريح أوراق الأشجار اليابسة. ومع كل ذلك، الشاعر يظل مسكونا - مشغوفا بالمرأة، بل الصحيح هي شغله الشاغل، فهو لا يمكن أن يعيش من دونها، "أنت نصفي بل كلي.. أنا وحدي فقط نصفك الآخر"، (المجموعة: ص 89) وهو شعور غارق بالإحساس الإنساني، والعواطف الجياشة، ازاء هذا الكيان اللطيف، الذي يغدق على الحياة بالجمال والرونق، ويعطي للوجود معنىً مختلفا، يشع فيه الجمال، وتغني فيها العصافير. "أني أتنفص امرأة .. لا أعرف شكلها .. لا بيتها.. لا تسريحة شعرها.. لا أعرف أي شيء عنها.. كل الذي أعرفه.. أنني اتنفس امرأة" ( ص:88 من المجموعة) وهذا هو قمة ما عبّر عنه الشاعر كامل حسين، نص يشع منه ضوء العاطفة الجياشة ازاء النصف الثاني، وهو في الوقت ذاته يكون دلالة شاعرية تنسجم في اجواء الشاعر – الانسان حينما يشعر بالرابطة تجاه انثاه، وحجم الشوق العارم لها، حتى وأن كانت تعيش بالقرب منه؛ وهذا ايضا ما صوره الشاعر من قصيدة كتبها لزوجته الشاعرة ليلى عبد الأمير "امضغيني جيدا.. كي لا اسقط من فمك.. حطميني... فأنا رجل من زجاح.. قد اجرح شفتيك الورديتين.. بضربة واحدة من قلبك المجنون"، (المجموعة- ص: 119).
(3)
كامل حسين شاعر وفنان تشكيلي، وُلد عام 1952 خريج كلية الفنون الجميلة لعام 1977 فرع الرسم، وبعد تخرجه عمل في معهد الفنون الجميلة للبنات/ بغداد – المنصور. وكانت له مساهمات مهمة في تطوير الحركة التشكيلية في العراق. كما أنّه حصل على العديد من الجوائز العراقية والعربية، تثمينا لما قدّم من منجز ابداعي، يضاهي بقية الابداعات الفنية الأخرى. وقد اقيمت له معارض شهدت نجاحات، واهتمام واسع من قبل المعنيين من أصحاب الشأن الفني من مختلف الاتجاهات.
(4)
المجموعة الشعرية الموسومة بـ "أأقيم على حافة الهاوية –وانجو من الجمال بأعجوبة" للشاعر كامل حسين، صدرت عن دار ميزوبوتاميا، للطباعة والنشر في بغداد / شارع المتنبي لسنة 2015، وتقع في 148صفحة من القطع المتوسط.
(5)
تمتاز المجموعة هذه بانثيالات شعرية، واضحة الدلالة والمضامين، وأن كان اللغة تعلوها البساطة، وبحاجة الى غور في المعاني، وعمق يعطي للنص جزالة من الصور والتدفق الشعري الذي يجلو التكرار، ويوضّح قابلية الشاعر على صنع الجمال؛ ألّا إن الشاعر استطاع أن يوصل مضامينه بحبكة واختزال.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمكانية النص الشعري.. قراءة في (منذُ زمنِ الانتظار) لـ عبد ا ...
- الشعر بوصفه لعبة الابداع قراءة في نص (كَسَاحِرٍ يُرَوِّضُ عَ ...
- الخيال في (أحزانٌ بلا مراكب) للشاعر حسين السياب
- تعويذة الشجن في نص (وداعا) للشاعرة ميسون المتولي
- اغتصاب الجدال
- انتصار الفكر الحُرّ على التاريخ في سردية (القبر الأبيض المتو ...
- سياحة قصيرة في (كفُّ تلوَّح لكلماتٍ في الدّخان) لأمير الحلاج
- حكايات من بحر السراب
- لها.. وهيَّ على فراش الغياب
- أدب الرسائل ‘الى (.....) الرسالة الثالثة والأخيرة 17 تموز
- وحيد شلال شاعر الجمال والحماسة والوطنية
- في نصّها (منافي الرماد) عطاياالله ترسم جدارية للبوح
- لها فحسب
- المتعة أو الزواج المنقطع
- اللاهوتيون وعلي والوردي
- العمامة والغناء
- نتانة التاريخ وصناعة الأقزام
- (قصائد عارية) وموقف الجواهري
- الأسباب النفسية والروحية لصناعة المبدع نص (نبوءة الجداول)– أ ...
- قصة (الحمار) فضح لحقيقة الإنسان الفاشل


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - ذاتية المعنى.. قراءة في مجموعة (أأقيم على حافة هاوية) للشاعر كامل حسين