حكمت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 8188 - 2024 / 12 / 11 - 15:47
المحور:
الادب والفن
ولكن، وكما كنت على وشك الخروج، رأيت الرجل نفسه يتحدث.
"أين ستذهبين؟" قال بابتسامة ملتوية.
تسمرت في مكاني، غير متأكدة من كيفية الرد الذي يجب أن يكون. هل كان يتحدث إلي؟ تحولت للنظر إليه، لكنه كان بالفعل في طريقه للصعود إلى القطار.
راقبته وهو يدخل العربة الخاصة بالدرجة الأولى وتنغلق الأبواب من ورائه، تاركاً إياي وحيدة على الرصيف رقم 5B مرة أخرى.
شعرت بارتياح تام وأنا أتجه صوب درجات السلم الاسمنتي الذي سيفضي للخروج من المحطة نهائيا، لكن صوت القطار الذي بدأ يتحرك الآن، جذب انتباهي.
التفت لأرى الرجل يطل من النافذة، وما زال يرتدي تلك الابتسامة الملتوية.
تسارعت نبضات قلبي مع تزايد حركات انطلاق القطار، ولم أستطع التخلص من الشعور بأنني ومهما كان فقد نجوت من موقف خطير.
لم أكن محظوظة فقط لكي يحصل لي ذلك، بل كنت محظوظة لضعفين أو أكثر، عكس ما عهدته طوال حياتي من سوء الطالع.
غير أن تنفس الصعداء كما يقولون لا يأتي إلا وأنا أضع قدمي خارج المحطة تماما.
وها أنا ذا أعد خطواتي المتعجلة على صوت ارتطام حذائي بأرضية المكان وكلي أمل أن لا أخطيء في العد مهما كان الصدى الذي سيصم الآذان.
#حكمت_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟