أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد فاضل - الجذع عاصمة الضب















المزيد.....

الجذع عاصمة الضب


حامد فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 1785 - 2007 / 1 / 4 - 12:18
المحور: الادب والفن
    


مرأى من كتاب
مرائي الصحراء المسفوحة

ذات نهار قيظ صحراوي ، يكمن الضب ، عاشق الشمس الذي يجهل عدد الأيام والحساب قبالة مدخل جحر البيض الذي شارف على التفقيس امتثالا لنداء خفي ، يجهل هو مصدره ( أنجهله نحن؟ ) .. وتكمن الأفراخ التي اكتمل نموها في البيض امتثالا لتحذير خفي، تجهله هي، ( أنجهله نحن؟ ) وإذ يستمر الأب في حمامه الشمسي ،ممنيا النفس بوجبة لحم طازج .. تحتمي الأفراخ بمتاريس قشور البيض تحينا لفرصة الانطلاق نحو عالم الصحراء، وهي تتنفس بسرعة مجهزة على ما تبقى في فراغ البيض من هواء ، بينما يتنفس الأب الجائع المتلفع بدرع من حراشف الصبر ، ببطء شديد ، محاذرا أن تسمع صوت تنفسه حبات الرمل ، أو سيقان العشب ، أو جذور الشجر ، يلصق بطنه الملساء بالرمل الناعم ، ويصفن ، فيبدو لعين الناظر كخشبة غصن يابس أو كخط من حصى ( الصلبوخ1 ) لا إصبع من أصابع كفيه يتحرك ولا من قدميه ولا ( عكرة ) ذنبه ، وهو إذ يتسمر بالأرض ، يصلب عينيه كغيره من الذكور المتربصين أمام مداخل حفر البيض ، لايطرف له جفن تحت نظر الشمس ، و لا يمل ولا يتعب ولا ينزعج ، حتى لو استغرق الأمر طيلة ساعات النهار التي تقضمها الشمس ما بين الغبش ، والغسق ، ساعة ، ساعة ، وهي تواصل ترحالها الأزلي بين مشرق الصحراء ، ومغربها ، غامرة عاصمة الضب بالضياء ، واللهب .. وهل يكل أو يمل، من تعود الصيام الطويل، والنوم العميق، وتمرس على السبات والعطش ؟!، مكتفيا بلحس ندى الليل من على وجوه الحصى أو شرب عصارة العشب.. ربما تنثال في رأسه السلحفي طيلة فترة الانتظار ، تلك اللحظات السعيدة ، الحائلة في الذاكرة من أيام ذلك القيظ التي قضاها قرب ضبة شبقه ظلت تعتصره ، وتصطلي بالنار المشتعلة تحت ذنبه منذ أول جمرة نضجت في موقد القيظ حتى آخر ذبالة انطفأت على عتبة الخريف لتحوله إلى شبح ضب ملقى في قعر السبات الشتوي ، ليخرج في قيظ آخر ، شرها يلتهم كل مايصادفه في طريقه من عشب ، أو حشرات ، أو زواحف صغيرة ، حتى إذا استعاد وزنه ، وقوته اضطجع مسترخيا على مطرح رمل دافئ وراح يهضم ببطء ما التهمه من طعام ، ويعب من فيض ضوء الشمس ، وحرارتها ، ما يحفز ذلك الإحساس اللذيذ الذي يمنحه كما منح آباءه ، وأجداده ، اللذة ، والمتعة ، والتواصل ، والبقاء ، والإرث الخالد في الصحراء الجنوبية في منطقة الجذع عاصمته الأبدية .. عندما تضج الأصوات الخفية المحفزة في مطلع كل قيظ بداخل كل ضب من ذكر أو أنثى ، توقظه من سباته الجنسي ، كما توقظه حرارة الأرض من سباته الشتوي ، وكما يتدفق الدم الحار ضاخا الدفء في رأسه ، ويديه ، ورجليه ، وذنبه ، ينبثق ذلك الإحساس اللذيذ في المنطقة السفلية المخبوءة ما بين نهاية بطنه ، وذنبه ، فيحرضه على إطلاق نداء الذكورة ، لتسمعه الإناث المتمرسات ، والإناث العذراوات ، المترددات ، الخائفات ، اللاتي يزيد الرغبة فيهن ذلك التمنع ، وتلك الخشية ، لتبتدئ المطاردة المثيرة ، الضب الحذر الذي يمني نفسه بلحظات المتعة ، يتقدم ببطء ، والضبة الشبقة التي ترغب ، وتخشى ، تهرب غير بعيد ( أ تمارس الضبة السادية ؟ ) مئات الذكور التي يحرقها الشوق ، تصرخ مطاردة مئات الإناث ، الراغبات ، المتمنعات ، فتضج العاصمة بتلك الأصوات التي تسمع في منطقة الجذع أيام التزاوج ، ويصل صداها إلى ناحية بصية.. تلك الأصوات التي لا تطفئ حرائقها المشتعلة داخل الضب ، إلا ضبة أتعبها الهروب ، فاستلقت على ظهرها لاهثة فوق فراش الرمل المغطى ( بالجتان2 ) الأبيض ، حتى إذا وطأها الضب ، كتفته بيديها ، ورجليها ، وصرخت به وهي تعصره على بطنها ، فصرخ بها وهو يضغط ظهرها على الرمل الملتهب بشواظ شمس ظهيرة القيظ الصحراوي ، فتنفخ ، وتصرخ ، وهي تصطلي بين نار الذكر ، ونار الرمل ، وينفخ ليذكي آخر ما تبقى من ومض نار الشوق خلل الرماد في موقده السري الكائن أسفل بداية ذنبه . حتى إذا ما انتهى النفخ ، وتوقف العض ،وتخلى الذنبان عن التصاقهما ، أعلنت تلال الجذع المدثرة ( بالجتان ) عن فك الاشتباك بانقطاعها عن ترديد صدى الصراخ ، فينسحب الضب الذكر، زاحفا ليلقي بجسده المنهك في بقعة رمل مشمسة بعيدا عن الأنثى الريانة التي تتلبث في مكانها ، ناعسة، مستلقية على شرشف ( الجتان ) الأبيض حتى تغادر سماء عاصمتها الشمس .. التي ستلتقيها في نهار اليوم التالي ، لتعيد فعل التزاوج ، ولا تنقطع عن ممارسته مع كل فحل قوي ألا إذا شعرت بتخلق البيض بداخلها ، فتنصرف عن مخالطة الذكور ، وتنشغل بحفر البيت اللولبي الذي تحرص على أن يكون مدخله باتجاه الشرق كي تبصره عين الشمس كل صباح ، والبيت كأنه ملوية غائرة في باطن الأرض وبعمق خمسة إلى عشرة وقد يصل إلى ثمانية عشر مترا ، لتضع بيضها في آخر لفة فيه وتتركه مرجوا لأمر الله ، بينما ( يونوج3 ) الذكر منتظرا تفقس البيض ليبتلع بعضا من الأفراخ الضعيفة التي لن تستطيع الهرب من مصيرها المحتوم ، والتواري عن خرزتي نظر أبيها الشره . . والضب لايسمح أن يطرق بابه عابر سبيل من فصيلته ، أو يدش بيته دخيل ، فهو لايحفظ الذمار ، ولا يرحب بالضيف ، ولا يأوي المستجير .. يحدث أن يداهم ضب خطر ما ، فيلوذ بأقرب جحر يبصره ، فيتصدى له الضب الذي بداخله ، فيتبادل الضبان الصفع بالأكف التي تشبه أكف أبن آدم ، وقد يحتدم العراك ، ويطول ، إذا كان الضبان بمستوى متقارب من القوة ، والشجاعة ، والإقدام ولا يفض إلا إذا التقط أحدهما نسر جائع أو صقر ، أو داهمهما خطر مفاجئ آخر .. والضب الملقب بعاشق الشمس ، قلما يخرج للتجوال في دروب عاصمته ليلا ، فما أن تلون معشوقته شفة الأفق بحمرة شفتيها ، وهي تودعه طابعة على فمه قبلة المساء ، لتلقي برأسها على وسادة التلال الغربية وتغفو ، تاركة للقمر حمل لواء الضياء وغزو خيام ليل الصحراء ، حتى يزحف كل ضب باتجاه جحره ، ويدخله ، دافعا حصياته الملساء خارج عتبة المدخل ، وهي التي تمثل أوعية شرب الضب الذي لم يعرف عنه الشعور بالعطش ، أو شرب الماء ، حتى إذا تنفس الصبح ، اكتفى بلحس ما تجمع على حصياته من ندى الليل الذي تنثه أجنحة نسيم الشمال .. والضب كثير الصوم، كثير النوم، طويل السبات، قد يمكث في مكان واحد عدة ساعات بدون حراك ، ويتمتع بمزايا دفاع عديدة تمكنه من البقاء في عالم الصحراء الذي لايصح البقاء فيه إلا للأصلح ، فهو سريع الزحف ، متلفع بدرع من الحراشف القوية التي أخذت لونها من لون عاصمته ، ينفخ بقوة بوجه عدوه ، ويجلد ضحاياه بسوط ذنبه القوي ذي النهاية الحرشفية الصلبة التي يسميها أهل البادية بالعكرة ، وهو الكائن الوحيد الذي يقتل أعداءه حتى بعد موته لذا يتحاشى الرعيان المرور بالقرب من جثة ضب يابسة ، فإذا أكلته الغنم وهو ميت ويابس ، تصاب بمرض مجهول ، يسيل لعابها بغزارة لمدة يوم واحد ، ثم يفتقدها القطيع ، إذ تلتحق بالضب الذي أكلته .. أيعرف الضب أصله وعشيرته، ذلك الجيل الأول من سلاحف الصحراء الذي انسلخ من سلاحف الماء، يوم انسلخت الصحراء من البحر، .. عجبا كيف ترسخ هذا الجفاء بين الضب وبين الماء ؟ أ ورثه من قوافل أجداده التي كانت تحل شتاء ، وترحل صيفا ، متنقلة في البادية الجنوبية ، زاحفة من أفق إلى أفق ، بحثا عن موئل يقي أجيالها من الموت الذي ينقض عليها من الجو متمثلا بصورة نسر ، أو صقر ، أو شاهين ، أو يطلع عليها من الأرض بصورة ذئب أو ضبع أو أبن آدم .. كيف له أن يعرف الآلاف وربما الملايين من أبناء جنسه الذين التهمتهم النسور ، و الصقور ، و الشواهين ، أو مزقتهم مخالب وأنياب الذئاب ، و الضباع ، أو ذبحهم البدو ، وعلقوا لشاشهم كالقلائد على خواصر الإبل ، لتجف وتتحول إلى لحم مقدد .. يوم بدأت على هدى النفس مسيرة البحث عن وطن ، انطلقت أجيال الضب التي تعشق الشمس باتجاه الشرق عبر منطقة ( الوساد ) وهي مرتفع أرضي شاهق يشبه الوسادة ، يقع شرق بصية بنحو ستة كيلومترات ، ويشكل بداية سلسلة هضاب شرق بصية المتجهة جنوبا نحو حدود المملكة العربية السعودية ، فوصلت بعد ما لا يعرف عدده من أعوام إلى ( الجذع ) المنطقة التي اختارتها عاصمة لموطنها والتي تتميز بوجود تلين أبيضين من الجتان يلوحان لعين الناظر إلى عاصمة الضب من على بعد رصاصة ، هناك حلت قوافل الضب ، ملأت المنطقة أوجارا وبيضا ، وأفراخا ، تسبت في الشتاء ، وتنفر في الربيع ، هي التي تكره الغيوم ، والظلام .. تتدفأ بالشمس ، وتتناسل على مطارح الرمال ، وتتلفع بغلالة النهار ، ملتزمة بقانون الآكل والمأكول الذي يؤثث الصحراء بالكائنات الحية ، ويحدد علاقتها يبعضها ، زارعة العيون الراصدة لحركة كل ذي جناح أو مخلب ، أوناب ، مستبسلة في الدفاع عن تربة عاصمتها ضد أقدام أبن آدم الذي أشار عليه بعض حكماء البادية بذبح الضب وشرب دمه الحار طلبا للشفاء من السعال والربو وأمراض الحساسية .. لنعد القهقرى إلى أيام مواقد الشتاء ، ودفيء أحضان الجدات ، وحكاياتهن المركونة في صناديق الطفولة ، تلك الحكايات المستلة من عمق الزمن الغائر في ماضي الصحراء وكائناتها ، فنستمع إلى حكاية تلك الجدة البدوية ألائذة بموقد نار ببيت شعر منصوب في عراء ليل شتائي ، وهي تحكي لحفيدها ألائذ بحضنها الدافئ حكاية من حكاياتها الساحرة .. بصوت ناعس متقطع بالتثاؤب ، تستهل الجدة حكايتها : كان ياما كان في سالف العصر والأوان ، فينتفض الحفيد الصغير كفرخ قطاه ،ويتهيأ لولوج أخاديد الدهشة ، مغمورا بفيض الفضول : إيه ! .. بكفها النحيلة السمراء ، تكتم الجدة تثاؤبها ، وتدش متن الحكاية .. كان هنالك ضب لم يذق طعم الماء ، ولا يعرف معنى العطش ، عشق الشمس ، فصار يقتفي أثرها من المشرق إلى المغرب ، وكانت هنالك سلحفاة عشقت الشمس فصارت تخرج من الماء لتستقبل الشمس مع كل شروق ، ثم تعود إلى الماء بعد كل غروب ، ذات غبش، زحف الضب ، محاولا الوصول إلى مخدع الشمس ليمتع نظره بمنظرها وهي تستيقظ محمولة على محفة المشرق .. وزحفت السلحفاة ، محاولة الوصول إلى بؤرة الضوء، لتحصل على قبس تضيء به قاع النهر ، فالتقيا في ( الحزم ) وهي المنطقة المحايدة بين النهر، والصحراء، وعرف كل منها وجهة الآخر وغايته ، فنصح الضب الحكيم السلحفاة المتهورة : يا سلحفاة الماء ! عودي إلى رمل النهر ، فلا شأن لك في رمل الصحراء . . فأجابت السلحفاة الضب الحكيم: يا سلحفاة الصحراء ! إني أمني نفسي، بقبس من الشمس، أحمله إلى كائنات الماء، فأعني على غايتي إكراما لآبائنا وأجدادنا الأولين.. وسارت إلى جانبه على استحياء ، حتى إذا أطلت غرة الصباح ، افترشا مطرحا من الرمل ، وجلسا لتناول فطورهما ، قدمت السلحفاة نصف ما في زوادتها من أعشاب النهر ، وقدم الضب نصف ما في زوادته من أعشاب الصحراء ، أكل الضب ولم يشرب ، وأكلت السلحفاة ، وكتمت إحساسها بالعطش ، ثم واصلا مسيرهما شرقا حتى وصلا إلى تلة ( الأمغر) ، سألت السلحفاة بصوت منخفض : كم بقي بيننا وبين موطن الشمس ؟ فأجاب الضب ، ما نزال في أول الطريق . صرت السلحفاة كبدها وسارت ، حتى إذا انتصف النهار جلسا لالتهام نصفا أعشابهما الآخران ، وبعد أن ارتاحا قليلا ، نهض الضب الذي لايشعر بالعطش نشطا ، ونهضت السلحفاة العطشى ، وسارت خلفه وهي تصر على كبدها ، حين وصلا إلى غار الشريم في منطقة ( أبو غار ) كان الظهر قد انسلخ من العصر ، فسألت السلحفاة بصوت واهن : الم نصل بعد ؟ فأجابها الضب نحن الآن في منتصف الطريق .. كانت الشمس التي يعشقانها ، تراقبهما وهي تهزل ، وتخبو بمقدار كل خطوة تخطوها نحو غرب الصحراء حتى إذا وصلا إلى منطقة بصية ، سألت السلحفاة بصوت متقطع وهي تقع ، وتنهض : كم بقي لنا حتى نصل ؟ فأجابها الضب : شارفنا على الوصول . فجمعت السلحفاة شتات قوتها ، وزحفت خلف الضب لتصل إلى منطقة الجذع وتسقط فيها ، وقد جفف العطش آخر مسامة في جسمها ، صرخ الضب فرحا : أنظري أيتها السلحفاة ، انظري، تلك هي الشمس تجلس على محفة الرمال ، وقد احمر وجهها خجلا منا ، لكن السلحفاة لم تخرج من درعها ، أو تفتح عينيها لترى الشمس وهي ترتب فراشها وتستعد للنوم ، فقد قتلها العطش .. تأثر الضب كثيرا لموت السلحفاة التي شاركته عشقه ، وزاده ، والطريق الطويل الذي قطعاه للوصول إلى معشوقتهما التي اختلست النظر إليهما ، لتحتفظ بصورتيهما قبل أن تغمض عينيها وتلقي برأسها على وسادة الأفق لتنام ، و بقي طوال الليل يندب السلحفاة ، ويذرف الدموع حتى جفت آخر قطرة ندى كان يختزنها في كبده ، فصمت ، وتوقفت عيناه عن البكاء .. فوجئت الشمس التي استيقظت في الصباح بجثتي عاشقيها اليابستين المعفرتين بالرمال ، فتملكها الغضب حتى احمرت عيناها ، واشتعلت الصحراء في ذلك القيظ بلظى آهاتها ، وهبت العواصف من زفير حسراتها ، فاغترفت أكف الرياح أكوام الجتان المتناثرة في الصحراء وصارت تكومها فوق جثتي السلحفاة والضب واستمرت بعملها ولم تهدأ حتى أكملت بناء القبرين الأبيضين وهما اليوم تلان عاليان ينتصبان في منطقة الجذع و يلوحان عن بعد لعيني الرائي الضارب في بادية بصية ، عندها هدأت الشمس وبردت وسمحت للشتاء بزيارة البادية .. يفز الضب الكامن قبالة جحر البيض ، ينتبه ، شيء ما يتحرك داخل فوهة الجحر المواجهة للشمس ، بحذر يمد يده اليمنى إلى أمام باسطا كفه فوق الرمال ساحبا يده اليسرى إلى الخلف لتقترب من رجله ويبقى هكذا متهيئ للزحف والانقضاض .. ها هو( السحل4 ) الأول يخرج رأسه من فوهة الجحر، ينظر أول ما ينظر إلى الشمس معشوقة أجداده، ثم يبصر بأبيه المتربص به ، فيطفر بسرعة ويزحف بخوف مبتعدا عن الأب الذي يحاول اللحاق به دون جدوى حتى إذا أصبح خارج مدى سيطرته أدرك الضب أن السحل يمتلك القوة التي تمكنه من العيش في الصحراء ، والمكر الذي يؤهله للاختفاء عن أعين أعدائه.. فيتركه ، ويعود إلى مكمنه قبالة مدخل الجحر ، على أمل أن يخرج سحل ضعيف لا يتمتع بمؤهلات العائلة، ولا يستحق العيش في العاصمة التي يحكمها قانون البقاء للأصلح ، لينقض عليه ، فيلطمه بذنبه ، ويبتلعه ، بينما يبدأ السحل الناجي اكتشافه لمحيطه الجديد في عاصمة الأجداد التي سيعيش فيها ، يكبر ، ويتناسل ، ثم يفعل كما فعل آباءه ، وأجداده ، يكمن قبالة مدخل جحر البيض لافتراس الضعيف من أبنائه.

هـــــوامــــــــــش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الصلبوخ : حصى أسود
2- الـــجتان : مسحوق أبيض كالملح
3- ينــــــوج: يتربص
4- الٍســـحل: أبن الضب



#حامد_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العفايف مملكة تاذئاب
- العفايف مملكة الذئاب
- مرائي الصحراء المسفوحة
- القناع
- الرواة
- النافذة
- الرائحة
- الحكمة
- قصة الصمت
- قصة....القرد
- قصة المفعاة
- الكبش
- العلبة


المزيد.....




- ???????فن الشارع: ماريوبول تتحول إلى لوحة فنية ضخمة
- لوحات تشكيلية عملاقة على جدران الأبنية المرممة في ماريوبول ( ...
- تجليات الوجد واللوعة في فراق مكة المكرمة ووداع المدينة المنو ...
- الا.. أولى حلقات مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني مترجمة للعربي ...
- “فتح بورصة الجزء الثاني”.. تابع أولى حلقات مسلسل قيامة عثمان ...
- أغاني ومغامرات مضحكة بين القط والفار..تردد قناة توم وجيري ال ...
- الكاتب الروائى (خميس بوادى) ضيف صالون الثلاثاء الأدبى والثقا ...
- فيديو: أم كلثوم تطرب الجمهور في مهرجان -موازين- بالمغرب
- ما هي حقيقية استبعاد الفنان محمد سلام من جميع الأفلام السينم ...
- مؤلف -مختبر فلسطين-.. أنتوني لونشتاين: إسرائيل تستخدم المحرق ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد فاضل - الجذع عاصمة الضب