خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 00:47
المحور:
الادب والفن
أشرقت شمس الحرية في سوريا في الثامن من كانون الأول من عام 2024. هذه الشمس التي احتجبها حافظ الأسد وابنه الوريث منذ 55 عاماً مضت.
أشرقت شمس سوريا العظيمة بشعبها الذي صبر على الإستبداد 55 عاماً. هذه أيامك يا سورية الأبية.
هذه الثورة التي لامثيل لها في العالم. فقد تجمع عليها جميع شذاذ الآفاق وأجهضوها في المرة الأولى، وأستمر الجرح الغائر ينزف حتى أتت ساعة الصفر ليعيد الشعب السوري محاولته الأخيرة التي نجحت في طرد الإحتلال الإيراني وتحيد حليفه الروسي. لقد مثلت إيران مع روسيا محور الشر في العالم العربي. فعملت إيران على تمزيق اللحمة الوطنية في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن. وتصدى الشعب السوري البطل لكل ألات القمع والتنكيل والأحتلال رامياً عائلة الأسد إلى مزبلة التاريخ.
والله كلما فكرت بهذا الإنتصار، أشعر بأني في حلم وأتحسس نفسي علّي في منام طوله 11 يوماً. وهذا ماذكرني بكتاب الصحفي الأمريكي بعنوان ( عشرة أيام هزت روسيا). فليس كل الثورات تنجح من المرة الأولى. فالثورة الروسية قامت في عام 1905 وفشلت وتشرد ألاف البشر وتدخل السجون أيضاً الاف البشر لكن تعلمت من أخطائها وثار الناس مرة أخرى في عام 1917 ونجحت ثورتهم. وهذا ماحدث للثورة السورية إذ أنها فشلت لأسباب أن دول إقليمية ودولية حالت ضد نجاحها، وعندما ضعف محور الشر قامت مرة أخرى لتسقط العصابة التي أدمنت الجريمة والعنف وسلب الوطن والدولة.
نجحت هذه المرة أيضاً لأنها حملت تباشير مفهم المواطنة وليس مشاعر الإنتقام . وكما صرخ الشعب السوري في مظاهراته الأولى الشعب السوري واحد، استمر في هذا السلوك حتى تحقق هدفه. هذه العبارة( الشعب السوري واحد) افزعت النظام الذي كان يتغذى في وجوده على الطائفية والفساد والنهب والتمييز.
62 سنة من حكم البعث الذي لم يجلب للبلاد إلا الخراب سواء في سوريا أو في العراق. إيديولوجيا شوفينية قسمت الشعب الواحد، فخرج لنا فكراً شوفينية بالمقابل في شرق سوريا أسمه (قسد).
كنت أحلم في هذه اللحظة منذ 50 عاماً. وفي لحظة ... أحسست بأنه لايمكن أن تتحقق هذه الثورة لما فعلته هذه العصابة من التفاف على الوطن والشعب كما يلتف الثعبان السام على فريسته .
أخيراً أقول
عاشت سوريا التاريخ
عاشت الحرية
ومبروك لكل سوري ولكل حمصي هذه الثورة المشرقة.
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟