عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 20:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد عقود عجاف من الركود السياسي ؛ تفاقم الأزمات الانسانية ؛ واستفحال الفساد بين مفاصل الدولة التي توصف بالعميقة ؛ وجبت الحاجة الى موجة تغيير جذرية ؛ حملت مسؤوليتها حركات أصلاحية أستطاعت التكيف مع الواقع السياسي المتغير ؛ بتواجدها الحقيقي ؛ والمستمر على الساحة ؛ وبفضل قدرتها على المناورة السياسية الصحيحه ؛ وخدمتها الظروف لتصبح اليوم الفصيل الاقوى ؛ لاخذ زمام الامور ؛ لتظهر نفسها قوة قومية غير شوفينية ؛ بعد نجاحها الثوري في تحقيق غاياتها الوطنية ؛ وتحولها عبر تجارب الزمن الى قوة وطنية تنشد الاستقرار؛ والحكم الرشيد عبر ممارسات صحيحة ؛ توافق رياح التغيير المنشود ...
اثبتت تلك الحركات الثورية عبر تحولاتها الحركية انضباطا أكثر صرامة من الجماعات التي تدعي القومية المغلفة بالتشدد ؛ فألزم مناصريها على أحترام كل الديانات والقوميات الاخرى ؛رغم الاختلاف المحمود بينهم ؛ فصارت بذلك محط انظار الشرفاء ؛ واصحاب العقول الراجحة في المجتمع ؛ فتراها تعقد لقاءات فعالة مع جميع القادة الدينيين ؛ من غير المتشددين ؛ وبرهنوا على ذلك عندما لعبوا دورا محوريا في محاربة داعش التكفيرية ؛ وبقايا أزلام القاعدة في المنطقة ...
بعد كل هذه التطورات المفصلية نحو التغيير ؛ اعلنت للملا التزامها بالقضايا المحلية للازدهار في المشهد الجيوسياسي الجديد ؛ وتعهدت بأن تكون اراضيها ملاذا آمنا للجميع دون تمييز ؛ ولن تكون قاعدة للهجمات ضد اي بلد او دولة من دول الجوار والغرب على وجه التحديد أذا ماعالج الغرب لصورته عن الاسلام والمسلمين بشكل أكثر توازن ؛ وبعيدا عن الخلط بين التطرف ؛ وبين الممارسات الدينية المعتدلة ؛ فقدمت نفسها شريكا موثوقا لكل الدول عبر جناحها السياسي ليشغلوا الفراغ الذي تركته الدول الفاشلة ؛ وتكون بذلك حقيقة جديدة ؛ يجب على صناع السياسات في الغرب التعامل معها بأيجابية أكثر ؛ وما دون ذلك سيواجه الغرب بكل قياداتها خيارين ؛ الاول انشاء بديل معتدل يمكنه الحكم بشكل فعال ؛ اما الثاني هو الاعتراف بأن هذه الحركات الاصلاحية ؛ التي تصالحت مع نفسها ؛ ومع المجتمعين المحلي والاقليمي ستستمر في الحكم ؛ ولكن في عالم غير مثالي ؛ وعلى العالم تسويقها ؛ شاء ام ابى على انها جيش جديد ؛ هدفه الضمني طرد المحتل الاجنبي بهوية وطنية عصية على الانكار؛ والاعتراف بها على انها حجر زاوية للأستقرار السياسي في منطقة الشرق الاوسط الجديد ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟