أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - حسين علي يونس الشاعر السوريالي المتهكم بمراوح الخلود















المزيد.....

حسين علي يونس الشاعر السوريالي المتهكم بمراوح الخلود


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


السوريالي المتهكم بمراوح الخلود.. *
# يعتبر الشاعر العراقي المعاصر حسين علي يونس من الأصوات الشعرية المميزة في جيله الذي كنا أول من أطلق عليه تسمية "جيل التسعينات" الشعري أو "الجيل الباسل" الذي ولد من رحم حربين مدمرتين عاشهما العراق في نهايات القرن العشرين. اشتهر شاعرنا بأسلوبه اليومي السلس وصوره الشعرية المباغتة، وقدرته على التعبير عن هموم الإنسان المعاصر في كل مكان.
ما يميز قصيدة حسين علي يونس هو التعمق الفكري من دون تنطع ثقافاني أو ادعاء، حيث يتناول في شعره قضايا اجتماعية وسياسية وإنسانية عميقة، ويحاول البحث عن معنى للحياة، مستخدما لغة سلسة بسيطة وواضحة للغاية، مما يجعل شعره قريبًا من القارئ العادي. أما من جهة الصور الشعرية فهو يتميز بقدرته على خلق صور شعرية جميلة ومؤثرة، تبقى عالقة في الأذهان. على أن أكثر ما يميز شعره هو التنوع، إذ يتناول في شعره مروحة واسعة من الموضوعات، من الحب والحياة والعمل والأمل إلى الأرض والوطن والسياسة والمصير.
ومنذ مجموعته (الشعرنثرية) الأولى بعنوان "إجراءات"، التي نشرت ببغداد عام 1992، وحتى آخر مجموعة له بعنوان "مراوح الخلود"* والشاعر العراقي حسين علي يونس ينجح في تطوير شكل قصيدة النثر العربية بطريقة تتلاءم مع قضايا وأساليب العصر الحديث. فلم تعد قصيدة النثر المعاصرة وسيلة للتعبير عن مشاعر فردية أو تأملات ذاتية فحسب، بل باتت أداة للتفاعل النقدي مع الواقع السياسي والاجتماعي، واختبار الحدود بين الواقع والخيال، وهو ما يُبرز السوريالية والسخرية السوداء في شعره.
في جل كتبه "الشعرنثرية" الصادرة خلال ما يناهز الثلاثين عاما ونيف، مثل "رسالة في برميل" و"حانة في حلم" أو "طرت فوق الزمن والحياة الغريبة" و"مهد الأبدية" و"أمل يمر"، علاوة على ما تم ذكره أعلاه، تمثل قصيدة النثر عند حسين علي يونس مساحة لتداخل الأسلوب السردي مع العناصر الشعرية الغرائبية والتهكم السياسي. فيستفيد الشاعر من تقنيات السرد اليومية والتوظيف الرمزي ليعكس تجارب معاشة ويقدم رؤى نقدية للعالم، مشكلاً بذلك قصائد نثر تتميز بالعمق والابتكار. وهو بذلك، يصوغ بكل عناية، لغة وشكلًا شعريًا متجدّدين يتماشيان مع متطلبات القارئ المعاصر، ليقدّم قصائد تسهم في تطور هذا النوع الأدبي في الثقافة العراقية والعربية.
إن الإخلاص لشكل قصيدة النثر عند الشاعر حسين علي يونس، والخروج أحيانا على ضوابطها المتعارف عليها كلما سمح له الخيال بذلك، والرؤية السوريالية، واستخدام السخرية السوداء والهجاء السياسي، حيث يوظّف الشاعر عناصر فانتاستيكية وصورًا متجاوزة للواقع ليعبر عن رؤى تأملية عميقة، إنما تشكل ملامح القصيدة بثباتها ووضوحها عند شاعرنا لتصبح رؤيته متعددة الأبعاد، تجمع بين الرمزية والفكاهة السوداء، مقدّمة بذلك أنموذجًا معاصرًا لقصيدة النثر. وتظهر السوريالية عنده في تصوير مشاهد خيالية تتحدى الإدراك الحسي المعتاد. بينما في المقابل، يتجلى الهجاء والسخرية السوداء في انتقاده اللاذع للمفاهيم الوطنية والشعارات الزائفة، حيث يستهزئ بفكرة التضحية، ويقارن الوطن ببطيخة أحيانا، في مفارقة لاذعة، كاشفاً بذلك عبثية الشعارات السياسية.
والآن أدعوكم لنرى معا كيف يكون ذلك على أرض القصيدة!
لنتفق قبل كل شيء، على أن الكلام على المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر حسين علي يونس التي بين أيدينا والصادرة عن "منشورات كناية" بعنوان "مراوح الخلود"*، بوصفها مزيجًا من الكيمياء ما بين الشعر اليومي والتوظيف الرمزي الأسطوري، يحمل قيمة نقدية يمكن الخوض فيها والدفاع عنها، وذلك بالنظر إلى قدرته على أن يجعل اليومي والمعاش ميدانًا للتأمل الفلسفي والرمزي. وتستطيع هذه المجموعة (وهي الأخيرة في مسيرة الشاعر)، أن تنجح في هذا المزج عبر تحويل تجارب الحياة البسيطة إلى حقل رمزي مفتوح، يلمّح إلى معانٍ أعمق تتجاوز حدود الشعرية في اهابها الواقعي.
ويستطيع القاريء أن يتلمس هذه المظاهر جميعها التي نتحدث عنها في هذا الديوان عبر استجلاء النقاط التالية:
1. الشعر اليومي وتجربة الشاعر المعاشة:/
في قصائد مثل "السيارة النارية" و"سمكات عبد الزهرة شذر الغريبة" و"ابحث عن سعادتك"، يعتمد الشاعر على تجربته الشخصية ورؤيته للواقع العراقي اليومي؛ فهو يستخدم تفاصيل بسيطة من الحياة ويستخرج منها قصصًا إنسانية تعبر عن معاناة حقيقية. ففي "السيارة النارية"، يستخدم الشاعر صورة سيارة قديمة لصديق له ليرمز بها إلى ذكريات وشخصيات ماضية، ممزوجةً بروح الحنين لأيام كانت فيها الأشياء تحمل معانٍ مختلفة وتاريخًا خاصًا:
> "لدى حكمت الحاج سيارة قديمة، حصل عليها حين كان يطرق التنك، تعمل بقوة الريح والتعاويذ... أقول له: شنو رايك لو نطلع بسيارتك الشبح!".

بهذا الوصف، يبدو اليومي حاضرًا، غير أنه يمتزج برمزية خاصة تعبر عن طبيعة الأشياء التي تستدعي الذكريات والشعور بالألفة، كنوع من التوثيق للهوية الذاتية للشاعر وأصدقائه.

2. التوظيف الرمزي والأسطوري:/
على الرغم من تركيزه على الأحداث اليومية، فإن الشاعر يستخدم الرموز والأساطير بشكل موحٍ يعكس فهماً للتاريخ والفكر الميثولوجي. ففي قصيدة "الرجل الصيني"، مثلًا، نرى الشاعر يجمع بين حبكات الحياة المعاصرة وتوظيف الأسطورة من خلال شخصية زائفة تأتي برسائل الكترونية غامضة، وكأنها تحمل بعدًا تلميحيًا للأساطير الحديثة التي تتشابك فيها الخرافات مع تكنولوجيا اليوم:
> "منذ أسابيع ،
وهو يرسل لي الرسائل التي تترنم بالمال
الذي سيذهب مع الريح...
هم يجلسون في مكان ما لا أظنه بعيداً،
ويرسلون رسائل الطمع".

تستخدم هذه القصيدة صورة معاصرة لكنها تذكّر بمسعى الأساطير القديمة لاستمالة الأرواح البشرية وكسبها في صراعات الخير والشر، وهو ما يعطي للقصيدة بُعدًا رمزيًا يمزج بين اليومي والأسطوري.

3. الشعر بين الواقعي والتاريخاني:/
يستثمر الشاعر كذلك في التاريخ المعاصر كشكل من أشكال الذاكرة الجمعية، كما في قصيدة "دمعة لجعفر السامرائي"، حيث يستحضر الشاعر ذكرى صديقه جعفر في سرد مؤلم عن فقدان أصدقاء شباب وانخراطهم في السياسة وتحديات الحياة المعاصرة:
> "بعد التغيير ،
أصبح جعفر عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي
لكنه عاد ملفوفاً بعباءته الأبدية
فقد كان الرجل غاية في اللطف، ومحباً للكتب".

إذ تأخذ هذه القصيدة البسيطة في ظاهرها دوراً حافلاً بتوظيف تاريخ العراق القريب وتطوراته، ما يجعل السرد أقرب إلى الحكاية الشعبية المسيسة التي تجمع بين الأسطورة التاريخية والعبرة العميقة.

4. إعادة تشكيل قصيدة النثر المعاصرة:/
يمكن القول إن هذه القصائد تمثل نموذجًا متوازنًا لقصيدة النثر العربية المعاصرة؛ إذ تجمع بين المباشرة في الطرح والتجريد الرمزي، الأمر الذي يخلق طبقات متعددة من الفهم لدى القارئ. ففي قصيدة "ابحث عن سعادتك"، مثلًا، ينادي الشاعر ببحث الإنسان عن السعادة في أشياء بسيطة، ولكن المعنى يتركز بشكل ضمني على ما يمكن أن يكون فلسفة معيشية عميقة في مواجهة العبث، حيث يقول:
> "ابحث عن سعادتك في القليل الذي في راحة اليد،
ابحث عن سعادتك في الأفلام القديمة التي أصبحت من الماضي،
ابحث عن سعادتك في أزقة بغداد الكئيبة".

تُظهر هذه الأسطر كيف يسعى الشاعر لتحويل المعيش اليومي إلى رمز للأمل البسيط، وسط عالم مليء بالخيبات؛ مما يمنح القصيدة طابعًا تأمليًا فلسفيًا يضفي عليها عمقًا يجعلها بعيدة عن كونها مجرد سرد شعري لأحداث يومية.

5. التوازن الفني بين الواقعي والرمزي:/
تكمن قيمة "مراوح الخلود" النقدية في قدرتها على إضفاء معاني أعمق على تفاصيل الحياة اليومية من خلال توظيف أساليب مختلفة؛ من السرد الشعري، إلى استخدام الرموز، وصولًا إلى استلهام الميثولوجيا والتاريخ. وبهذا، فإنها تحقق "شعرية متوازنة" تساهم في تطوير قصيدة النثر العربية وتوسيع آفاقها؛ فهي تقف بالفعل في منتصف الطريق بين الواقعي والرمزي، مما يتيح لها إضاءة عالمين: عالم اليومي المعاش، وعالم الأسطورة.

# وهناك ملمح آخر تتسم به مجموعة "مراوح الخلود" لحسين علي يونس يتجلى في خلقه مزيجًا آخر في شعره، ولكن هذه المرة في الكيمياء ما بين "السوريالية" و"السخرية السوداء"، حيث يعتمد الشاعر على اليومي والمعاش كوسيلة لخلق مشاهد تتجاوز حدود الواقع، أين تظهر السوريالية بوضوح من خلال المشاهد المتخيّلة والاستعارات البعيدة عن الواقع، التي تمزج بين اليومي والفانتاستيكي. ومع ذلك، فإن السخرية السوداء والتهكم السياسي يحضران كذلك، وهذا من شأنه أن يجعل النصوص تتداخل فيها غرابة "السوريالية" مع روح "الهجاء اللاذع"، لتقدّم لنا رؤية عبثية نحو الواقع العياني.
ويمكن لنا أن نرصد ذلك على وفق الظهورات التالية:
1. المنزع السوريالي:/
يظهر الأسلوب السوريالي في "مراوح الخلود" بشكل ملحوظ من خلال الصور البعيدة عن المنطق المعتاد للأشياء، حيث يتلاعب الشاعر بالواقع ليخلق عالماً تخيليًا يتحدى الإدراك الحسي، كما في قصيدة "رجل يصير شجرة"، حيث يصف الشاعر تحول رجل إلى شجرة بطريقة تكاد تكون أسطورية، تلامس حدود الفنطازيا:
> "أراد أن يكون شجرة،
فحفر حفرة عميقة ووضع ساقيه فيها
الناس الذين جاءوا ليقطفوا ثماره
لم يجدوا غير لحيته التي نمت بشكل جنوني".

هذه الصورة تتجاوز الواقع لتخلق مشهداً غرائبياً يصور نوعاً من الاندماج الحسي مع الطبيعة في صورة تتحدى المنطق، محققة تأثيرًا سورياليًا عميقاً. هنا، يعبر الشاعر عن إحساس عميق بالتحول أو الرغبة في الهروب من الذات، وهي فكرة تمثل أحد أبعاد السوريالية، حيث يتم تجاوز العالم المادي نحو تصوير للذات بوصفها جزءاً من بنية الكون، وإن كان ذلك في صورة تهكمية.

2. السخرية السوداء والهجاء السياسي:/
تتسم السخرية السوداء في قصائد حسين علي يونس بطابعٍ هجائي يتهكم من المواقف السياسية والاجتماعية بأسلوبٍ لاذع. ففي قصيدة مثل "التضحية من أجل الوطن"، يعبر الشاعر عن سخريته من المفاهيم التقليدية للتضحية والحرب، حيث يصف الموقف العبثي الذي يمر به الجنود:
> "كان الأمر يبدو لغزاً
فلقد كان الليل يحوطنا،
وثمة جحيم أبدي يمتد أمام أبصارنا.
حتى أن الوطن يفقد قيمته إزاء أي بطيخة".

هذا المقطع يكشف عن تهكم واضح تجاه الشعارات الوطنية، حيث يقلل الشاعر من قيمة "الوطن" مقارنة ببطيخة عابرة، ليكشف عن فقدان القيم الحقيقية في ظل الصراعات. السخرية السوداء هنا تعبّر عن يأس واحتجاج من فساد المعايير السياسية والاجتماعية، فتغدو القصيدة هجاءً سياسيًا يستهجن الشعارات الجوفاء. في هذا السياق، يقترب الشاعر من الرمزية السياسية ولكن بأسلوب تهكمي، حيث يظهر الوطن كمفردة فارغة من المحتوى أمام مآسي البشر اليومية.

3. التفريق بين السوريالية والسخرية السوداء:/
يمكن التمييز بين المنزع السوريالي والسخرية السوداء في "مراوح الخلود" من خلال طريقة معالجة الشاعر للصور والمواقف المرمزة. ففي السوريالية، يتناول الشاعر المشهد عبر تصوير غرائبي يتحدى الواقع، بينما في السخرية السوداء، يكون الهدف الهجاء أو الاحتجاج على موقف معين.
في قصيدة "جان دمو يكتب تقريراً من الجنة"، يضع حسين علي يونس الشاعر العراقي السوريالي الراحل "جان دمو" في مشهد غير مألوف، حيث يصفه وهو يكتب تقريراً من "الجنة" بعد موته، في عالمٍ يتداخل فيه الخيال بالواقع. هذا المقطع يعكس منطقًا سورياليًا يوظّف الجنّة بشكل غير معتاد، متجاوزًا المنطق:
> "أتوّسد صخرة قرب نهر من العرق السرمدي
هنا يوجد نهر من اللبن ونهر من العسل،
أنهر من مشاريب الكون الخفيفة والثقيلة".

يجعل هذا المشهد من الجنة مكانًا مختلفًا عن الوصف التقليدي المألوف لها، ويمثل رؤيةً سوريالية تتناول المفاهيم الدينية بأسلوب رمزي وغرائبي.
أما في قصيدة مثل "ملابس الموتى"، فتبرز السخرية السوداء من خلال تعامل الشاعر مع موضوع حسّاس، حيث يتحول الحديث عن الموت إلى موضوع ساخر يظهر من خلال موقف يومي:
> "لكن الرجل امتعض لأنه لا يرتدي ملابس موتى،
نغزني ذلك وأحسست بالحزن.
كنت أعتقد أننا سنلمس ذكرى حياتهم".

يتناول الشاعر هنا فكرة الموت بطريقة تهكمية تتحدى المفهوم التقليدي للرهبة، وهذا يخلق مزيجًا من السخرية السوداء والتأمل في الحياة، مما يعكس موقفًا هزليًا لكنه احتجاجي تجاه تقاليد الموت والموروثات الاجتماعية.

4. التداخل بين السوريالية والتهكم السياسي:/
غالبًا ما تتداخل العناصر السوريالية مع السخرية والهجاء السياسي، مما يجعل من الصعب الفصل بينهما تمامًا في بعض النصوص. فالشاعر يستخدم السوريالية كأسلوب لنقل رسالة تهكمية لاذعة، كما هو الحال في قصيدة "شكوى ترنتوري"، حيث يروي حكاية عن مهاجرين مجبرين على مغادرة وطنهم، ليصوغ الشاعر ذلك بأسلوب يمزج بين التهكم والغربة العميقة:
> "وجدها غارقة بضباب حزنها الأبدي،
صوتها يقرع جدران العالم الهشة".

هنا، يأخذ هذا التهكم طابعاً سوريالياً حيث تتجاوز الشخصية واقعها المأساوي، لتصبح تجسيدًا للأسى والغربة. تخلق هذه الخلطة الكينيائية بين البعدين رؤية تهكمية رمزية للحياة السياسية والاجتماعية للعراقيين.

5. من قصيدة النثر إلى شعر النثر:/
ولا يمكن لأي قاريء لشعر حسين علي يونس إلا أن يلاحظ كيف أنه يمزج بين الأسلوبين بمهارة، حيث تستحيل السوريالية أحيانًا إلى أداة تهكمية. هذا المزج يمنح القصائد بعدًا تأمليًا يمسّ الوجدان بقدر ما يفضح عبثية الواقع. يستخدم الشاعر السوريالية للهروب من الواقع الظاهري ولفتح أفق للخيال، بينما تأتي السخرية السوداء لتحمل نقدًا اجتماعيًا وسياسيًا يعكس موقف الشاعر من تناقضات الحياة العراقية، فيصبح النص فضاءًا يجمع بين الخيال الجريء والنقد الجارح، مع الانفتاح على العالم الواسع عبر انتهاجه لشكل قصيدة النثر بشقيها: الفرنسي (عبر الوجازة والتوهج والمجانية)، والإنكليزي (إيلاء السرد أهمية وتبني الحكاية في القصيدة) ليقدم لنا بذلك أكبر تعبير عن وجوده الكوني كشاعر عراقي، هنا والآن..

ختاما أقول أن المجموعة الشعرية "مراوح الخلود" للشاعر العراقي حسين علي يونس تحتاج منا جميعا إلى قراءات عديدة ومتنوعة بتنوع وجهات النظر النقدية والمقتربات القرائية التي سينتهجها كل قاريء من القراء على حدة، لاستجلاء مدى شعرية هذه النصوص وما موقعها في خارطة الشعر العراقي والعربي الحديث، فخلف هذا السطح من البساطة والمباشرة والوضوح في الكتاب يكمن عالم متشابك معقد من العلامات والدلالات والإحالات، مما يسمح بأكثر من تأويل وتفسير، وأيضا بأكثر من متعة ولذة تتأتى من قراءة الشعر الصحيح.

* مراوح الخلود، شعر، حسين علي يونس، منشورات كناية، ستوكهولم/ تونس. 2024



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الرمزية إلى السوريالية: قراءة في قصص -الحصان الأبيض- لصلا ...
- أربع قصائد من نوفمبر
- دورة اللولب
- حسين علي يونس: الشاعر السوريالي المحلق بمراوح السخرية السودا ...
- على نهر البلاد جلست وبكيت
- انفعالات، استعارات، تروبيسمز، مدارات استوائية: عمل متأرجح ما ...
- من الرمز إلى العاطفة: مفهوم نقدي جديد لسيمياء الأهواء
- نقد عربي جديد بلا معاطف أو قفازات
- أربع هايكوات وتانكا..
- النقد المتأني كطريقة للنظر في النصوص الأدبية
- إلى أين أنت ذاهب أيها الربُّ
- في البحث عن طوق نجاة.. كتاب مشترك جديد
- القصائد-النثر العشر الطوال
- البحث عن طوق نجاة
- غرناطة
- سبعة هايكوات
- سيمون فايل، من الماركسية والمجالسية إلى التصوف والروحانية: ت ...
- سيمون فايل، من الماركسية إلى التصوف: تحولات فيلسوفة أناركية ...
- ليلة في قصر الحلوف..
- بيانات، وحديث البدايات والنهايات..


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - حسين علي يونس الشاعر السوريالي المتهكم بمراوح الخلود