أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي















المزيد.....

بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي
بقلم :- راسم عبيدات
وكأن العرب يستمرؤون الذل والمهانة،ويقدسون التبعية والذيلية،ولا يجدون بأنفسهم قادة قادرين على حكم انفسهم بانفسهم والدفاع عن مصالحهم خارج ان يكون هناك وصي عليهم من الخارج،ولذلك من يتحمل مسؤولية سقوط دمشق ،هم ذاتهم من لم يدافعوا عن بغداد ولم يحموها ،وأيضاً من جلبوا " الناتو" من أجل احتلال ليبيا والسيطرة على نفطها وغازها،ولا ننسى من ساهموا في تقسيم السودان وتفتيته.
الحرب التي شنت على قطاع غزة،شنتها امريكا صاحبة فكرة هذه الحرب تحت ما يسمى بالأمن القومي الأمريكي،وبأنها ستعمل على تغير خرائط المنطقة واعادة رسمها من جديد ،لخلق شرق أوسط جديد ،شرق أوسط جديد لا وجود فيه لأي قوة سواء دولة او حركة او حزب يقولون بنهج وخيار وثقافة المقاومة،أو يرفض التطبيع مع اسرائيل وأن لا تكون جزء من جغرافيتها ،ولذلك كانت هذه الحرب ،والتي شهدنا ونشهد فيها "توحش" و"تغول" وغير مسبوقين من حيث القتل والإبادة الجماعية والتدمير،والذي كان يجري في ظل تواطؤ دولي غير مسبوق وصمت عربي واسلامي،ان لم يكن تواطؤ ومشاركة عربية فيها.
لا اعرف ما الذي يجعل العرب فرحين بسقوط سوريا ،سوى ان هناك من يفرح بإغتصاب أمه او يصمت على اغتصابها، قمع وديكتاتورية النظام،فأي نظام عربي كان ديمقراطي دلوني عليه،لكي "ابوسهبين عينيه"، ولكن هذا النظام ظل محافظا على هوية سوريا وعروبتها،ورفض كل الضغوط والشروط والإغراءات الأمريكية،ورفض كذلك ان يكون جزء من محور التطبيع العربي،ولذلك عوقب وحوصر الى حد الخنق الإقتصادي الشامل للشعب السوري " قانون قيصر" الأمريكي.
المشروع والمخطط الأمريكي- الإسرائيلي- التركي الأوروبي الغربي، أوسع واشمل وأكبر من الجغرافيا السورية،ولذلك بعد معركة السابع من اكتوبر/2023،رأت امريكا انه لا يمكن السماح بأن يكون هناك أي تهديد جدي لإسرائيل في المنطقة،فإسرائيل قاعدتها المتقدمة في هذه المنطقة ،وهي الحليف الموثوق الذي يدافع عن مصالحها،ولذلك هذه الحرب كانت تجري تحت سقف امريكا صهيونية واسرائيل القاعدة المتقدمة لحماية المصالح الأمريكية والغربية الإستعمارية في المنطقة.
بعد توسع الحرب وامتداداتها الى لبنان،والتي خلال 11 شهراً كانت جبهة اسناد لقطاع غزة،ومن ثم تحولت الى معركة " اولي البأس" ،بعد قيام اسرائيل بشن حربها البرية على لبنان،والتي سبقها محاولة اسرائيلية- أمريكية لإسقاط حزب الله اللبناني بالضربة القاضية من 17 -27 /ايلول الماضي،عبر ما عرف بالحزمة الثلاثية القاتلة،والتي تمثلت بتفحير اجهزة " البيجر و"الأيكوم" واغتيال اغلب القيادات العسكرية والأمنية للحزب والغارات الجوية العنيفة التي استخدمت فيها القنابل الأمريكية الفراغية و"ام كي 84 " الخارقة للتحصينات،والتي لم تستهدف فقط بنية وبيئة المقاومة ،بل الجمهور اللبناني العادي،ومن ثم كانت عملية اغتيال قائد الحزب نصر الله وما يتمتع به من رمزية وشعبية وحضور طاغي،ليس على مستوى لبنان،بل على مستوى المحور والجماهير العربية والإسلامية،وكذلك جرى اغتيال نائبه هاشم صفي الدين.
بعد وقف إطلاق النار مباشرة وخروج غولاني من بيروت،دخل الجولاني ضمن المشروع والمخطط الأمريكي- التركي- الإسرائيلي مباشرة على سوريا، وسبق ذلك تصريح لنتنياهو،بعد رفض الأسد ان يمسك بالحدود السورية – اللبنانية،وأن يمنع مرور السلاح الإيراني الى حزب الله ،بالقول" الأسد يلعب بالنار"، وضمن الخطة المعدة سلفاً،والتي قدم فيها اردوغان اوراق اعتماده للرئيس الأمريكي ترامب، بأن يتولى العملية السياسية في سوريا مقابل حماية امن اسرائيل من البوابة السورية، تحركت الجماعات التكفيرية والداعشية،بكل تلاوينها ومسمياتها،وهي المنتمية لنفس المنتوج،وفي المقدمة منها "جبهة النصرة"،والتي كانت سابقاً تحمل اسم " هيئة تحرير الشام،والمصنفة كتنيظم إرهابي وفق القانون الدولي، مدعومة باحدث الأسلحة والمسيرات التركية والأوكرانية،والتكنولوجيا المتطورة،ومموّلة بقاعدة ارتكاز وخلفية جغرافية وعسكرية واستخبارية تمثلها تركيا،ويبدو من خلال سرعة تقدم تلك الجماعات،وسقوط المدن السورية تباعاً حلب وحماة وحمص،وما قاله الرئيس التركي أردوغان بالقول" أمل ان تصل قوات " المعارضة" السورية الى دمشق بدون مشاكل،وهذا يعطي انطباع بأن الإجتماعات التي عقدت في الدوحة بحضور روسي- ايراني – تركي ومشاركة قطرية ،والإتصالات التي جرت بين أكثر من عاصمة، بأن هناك اتفاق قد حصل،بعدم ان يكون هناك اقتتال في سوريا ،وأن يجري انتقال سلمي للسلطة ،تنأى فيه روسيا وايران عن دعم حليفها السوري،وخاصة الى ان المعلومات الواردة من واشنطن وعلى لسان الرئيس الأمريكي ترامب تقول،بأن زلينسكي جاهز الآن لتسوية مع روسيا، تسوية تحفظ لروسيا مصالحها في اوكرانيا،وتحفظ لها وجود على شواطي سوريا الشمالية.
تداعيات سقوط سوريا ستكون كبيرة جداً على المنطقة والإقليم والعالم،ويبدو بأن العصر الأمريكي- الإسرائيلي في المنطقة سيطول،وسيكون هناك شرق أوسط امريكي تقوده اسرائيل،وستصبح اسرائيل جزء من جغرافيا المنطقة والمتحكمة فيها ،وسترفرف اعلامها في كل العواصم العربية ،بدءاً من دمشق وانتهاء بالرياض ومكة المكرمة ،فالتطبيع سيفتح على مصرعيه،ولبنان ستفرض عليه الوصاية الدولية،ومعابره سيمسك بها إما الجيش اللبناني أو اشراف دولي عليها،واتفاق وقف إطلاق النار الهش،بعد سقوط سوريا ستتخلى عنه اسرائيل،وبموافقة امريكية وفرنسية،واللتان كان واضح جداً بأنهما داعمتان لإسرائيل في مواقفها، في التلكؤ في تنفيذ عملية الإشراف على وقف إطلاق النار،واستمرار خرق اسرائيل له،وسيصر الإسرائيلي على منطقة أمنية في جنوب لبنان،وكذلك منطقة امنية في جنوب سوريا،وخاصة أن قواتها سيطرت على المنطقة العازلة في الجولان،وسينتخب رئيس لبناني من حلفاء امريكا في لبنان،وهذا ما عبر عنه ما يعرف بالوسيط الأمريكي،شريك الإسرائيلي هوكشتاين،بالقول علينا ان ننتخب رئيس لبناني بمعزل عن حزب الله،والعراق معابره البرية مع سوريا وحتى مع ايران ،ستكون خاضعة لإشراف أمريكي،وسيتم تغذية الفتن المذهبية في داخلة،والسعي لتصفية قوى المقاومة العراقية،ومصر يجري إنعاش حركة الإخوان المسلمين،وتنصيب خليفة إسلامي جديد لها على غرار خليفة سوريا البغدادي ،والخطر الأكبر على شعبنا وقضيتنا الفلسطينية، فالضغوط على حركة حماس وقوى المقاومة في القطاع من اجل القبول بصفقة تبادل جزئية، بدون وقف إطلاق نار شامل ،وتقليص عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم،والقبول ببقاء قوات اسرائيلية في القطاع في مناطق محددة تحت ذريعة الأمن،ستزداد بشكل كبير جداً ،فالمقاومة لم يعد لها لا ظهير و حواضن ولا جبهات اسناد ولا بعد عربي ولا إقليمي، سوى اليمن الذي هو بعيد جداً عن حدود فلسطين،واليمن لن يكون بمنأى عن الإستهداف ،أما في الضفة الغربية والقطاع،فواضح اننا وبموافقة امريكية سنكون امام عمليات ضم وتهويد للضفة الغربية،و"هندسة" جغرافية" و"ديمغرافية" للوجود الفلسطيني،ما بين النهر والبحر، للحفاظ على التفوق الديمغرافي الإسرائيلي ونقاء الدولة اليهودية ،والأٌقصى سيكون مصيره كمصير الحرم الإبراهيمي الشريف،التقسيم واخراجه من قدسيته الإسلامية الخالصة،نحو قدسية اسلامية- يهودية مشتركة.
والأردن سيتهدده خطر الوطن البديل وسيفرض عليه قبول تهجير عشرات الألآف من الفلسطينيين الى ارضه ،ضمن مشروع الوطن البديل،في حين ايران مقابل رفع كامل العقوبات عنها،تتخلى عن برنامجها النووي،وأن تتخلى عن تقديم الدعم لحلفائها في المنطقة،وواضح بعد سقوط سوريا، بأنها لن تستطيع تقديم أي دعم عسكري لها،ورفضها يعني العبث بأمنها واستقرارها.
نعم المنطقة دخلت العصر الأمريكي – الإسرائيلي ،والذي يبدو بأنه سيطول ،والعرب يبدو بأنهم امة يعشقون الذيلية والتبعية،أمة تستمرىء الذل والمهانةة،وتجلب الأجنبي لكي "يغتصب" أوطانها،جلبوا " الناتو" للسيطرة على ثروات ليبيا النفطية والغازية،وشاركو في تقسيم السودان وتفتيته وساهموا في تدمير العراق وإحتلاله ،والان بسقوط سوريا قلب الوطن العربي، سنكون أمام مشروع اخطر من مشروع سايكس- بيكو، مشروع تقسيم المقسم في الوطن العربي،لدويلات لا تمتلك مقومات دول على خطوط المذهبية والعرقية والطائفية والأثنية،محكومة بتحالفات عسكرية وأمنية وعلاقات اقتصادية مع إسرائيل بإشراف أمريكي.
الآن سيذهب كل الحكام العرب زرفات الى النقب – سديه بوكر، مسقط رأس بن غوريون مؤسس دولة الإحتلال، الخلفاء والأمراء الجدد منهم سيقرأون على روحه آيات من الذكر الحكيم والأخرين سيقرؤون مقاطع من التوراة واسفار التلمود.

فلسطين – القدس المحتلة
8/12/2024
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اما -كرت- احمر في وجه التركي،وإلا فالخسارة كبيرة وشاملة
- أنقرة تنوب عن تل ابيب في الحرب على سوريا
- ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الإحتلال.. ...
- ما الذي سيتغير بعد الإنتخابات الأمريكية ...؟؟
- لا وقف إطلاق نار قريب على الجبهتين اللبنانية وجبهة قطاع غزة
- زيارات هوكشتين وبلينكن لزوم ما لا يلزم
- هل تمارس الإدارات الأمريكية الصدق لمرة واحدة..؟؟
- اللبنانيون يتوحدون تحت شعار الأولوية لوقف إطلاق النار
- لبنان أمام حرب تموز ثانية أمريكية – اسرائيلية
- نتنياهو لمحو ذكرى السابع من اكتوبر
- أمريكا واسرائيل بين الرد وعدم الرد
- -رياح الشمال- في مواجهة الحرب المفتوحة
- قراءة أولية في خطاب نصر الله
- تفجير أجهزة- البيجر-،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
- اسرائيل تفضل الحسم العسكري إقليميا على الحسم العسكري فلسطيني ...
- ماذا بقي في جعبة السحرةنتنياهو وبن غفير وسموتريتش
- اسرائيل وامريكا خطة تفاوضية متقنة
- ماذا يعني إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى....؟؟
- صفقة أم حرب إقليمية...؟؟
- -طوفان- الهيكل في مواجهة -طوفان- الأقصى


المزيد.....




- إعلان حزب البعث وتعهد الجولاني وفيديو يربط الأسد بالمخدرات.. ...
- كاميرا CNN تتجول داخل قصر بشار الأسد.. شاهد ما رصدته وما قال ...
- إسرائيل وسوريا ما بعد الأسد: تحركات مؤقتة أم خلق وضع جديد؟
- المكسيكيون يودعون نائبهم بينيتو أغواس أتلاهوا بعد مقتله في ه ...
- ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!
- هل يكفّر زوكربيرغ عن ذنبه بحق ترامب؟
- قدري جميل: الحوار بين السوريين يجب أن يخلو من أي تأثير خارجي ...
- إعلام فلسطيني: 15 قتيلا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف منزلا ...
- مجلة -تايم- تختار ترامب -شخصية العام-
- السجائر الإلكترونية تثير القلق مجددا.. مراهق كاد يفقد حياته ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي