أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - رجال الدين وشيوخ العشائر السرطان الذي يجب أستئصاله قبل أي تغيير














المزيد.....

رجال الدين وشيوخ العشائر السرطان الذي يجب أستئصاله قبل أي تغيير


صادق جبار حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُعدُّ عملية بناء الدولة المدنية في العراق واحدة من أهم التحديات التي تواجه البلاد منذ عقود ، حيث تسعى هذه العملية إلى تحقيق نظام سياسي واجتماعي قائم على المواطنة و سيادة القانون والابتعاد عن الهويات الدينية والطائفية والعشائرية في إدارة شؤون الدولة.
ومع ذلك ، يلعب رجال الدين وشيوخ العشائر دورًا محوريًا في تعطيل هذه الجهود والحيلولة دون تحقيقها ، مما يسهم في أستمرار حالة عدم الاستقرار والحيلولة دون بناءً دولة مدنية يحكمها القانون .
دور رجال الدين وشيوخ العشائر في إضعاف ألدولة
أولًا: دور رجال الدين
رجال الدين في العراق يمتلكون تأثيرًا كبيرًا على المشهد السياسي والاجتماعي ، ويرجع ذلك إلى عمل رجال الدين الشيعة على ربط الدين والسياسة معًا في البلاد . وقد تجلى هذا التأثير بشكل واضح بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003 ، عندما أصبحت المرجعيات الدينية وتوصياتها وفتاويها الداعمة لطائفة معينة جزءًا أساسيًا من المشهد السياسي .
العوامل المؤثرة لدور رجال الدين
1: لعمل على تسييس الدين : ساهم العديد من رجال ألدين خصوصًا الشيعة في تعزيز الانتماءات الطائفية على حساب الهوية الوطنية ، مما أدى إلى تفاقم الانقسامات الطائفية .
2 : التأثير على القرار السياسي : تتحكم بعض المرجعيات الدينية في توجيه الناخبين من خلال إصدار الفتاوى والتوصيات ، مما يحوّل العملية الديمقراطية إلى تصويت قائم على الطاعة الدينية بدلًا من البرامج السياسية .
3 : إضعاف سيادة القانون : عند تصاعد نفوذ رجال الدين ، يتم تقويض مؤسسات الدولة المدنية ، حيث تُحل سلطة الفتاوى والمجالس الدينية محل القوانين والمؤسسات الرسمية .
ثانيًا : دور شيوخ العشائر
العشائر في العراق تُعدُّ كيانًا اجتماعيًا متجذرًا ، لكنها أصبحت بعد سقوط النظام السابق لاعبًا أساسيًا في الحياة السياسية والاجتماعية ، مما ساهم في تعزيز حالة الفوضى والضعف المؤسسي .
أبرز تأثيرات شيوخ العشائر
1 : تعزيز الولاءات القبلية : يولي شيوخ العشائر أهمية للولاء القبلي على حساب الهوية الوطنية ، مما يؤدي إلى تجزئة المجتمع
2 : حل النزاعات خارج إطار القانون : يعتمد الكثيرون على الأعراف العشائرية لحل النزاعات ، ما يقلل من دور النظام القضائي الرسمي ويضعفه .
3 : أستغلال النفوذ السياسي : ينخرط بعض شيوخ العشائر في صفقات سياسية مع القوى الحاكمة لضمان مصالحهم الشخصية ، مما يؤدي إلى الفساد وتعطيل عملية بناء الدولة .
تأثير رجال الدين وشيوخ العشائر على بناء الدولة المدنية
1 : تقويض الهوية الوطنية : يؤدي النفوذ الديني والعشائري إلى تآكل الهوية الوطنية ، حيث تتحول الولاءات إلى طائفية أو قبلية بدلًا من الولاء للدولة .
2 : إضعاف المؤسسات المدنية : يؤثر النفوذ الديني والعشائري على أداء المؤسسات المدنية ، حيث تصبح هذه المؤسسات خاضعة للضغوط الخارجية بدلًا من أن تكون مستقلة وقوية .
3 : دعم الفساد : بوجود رجال الدين وشيوخ العشائر كلاعبين مؤثرين في الساحة السياسية و الاجتماعية في العراق ، يتم تكريس نظام المحاصصة والفساد بدلًا من بناء نظام سياسي شفاف وديمقراطي .
ومن اجل أحداث أي تغيير في العراق لأبد من
1 : تعزيز سيادة القانون : يجب أن تكون الدولة هي المرجع الوحيد في حل النزاعات ، مع تقليص الاعتماد على الأعراف العشائرية والفتاوى الدينية .
2 : فصل الدين عن السياسة : ينبغي العمل على تعزيز مفهوم الدولة المدنية من خلال فصل الدين عن السياسة وضمان حرية الأفراد في ممارسة عقائدهم دون تأثير على النظام السياسي من إي جهة او طرف ما .
3 : تقوية مؤسسات الدولة : يجب بناء مؤسسات قوية ومستقلة قادرة على فرض هيبتها بعيدًا عن النفوذ العشائري أو الديني .
4 : نشر الوعي المجتمعي : تعزيز الثقافة المدنية وتوعية الأفراد بأهمية الولاء للدولة والقانون على حساب الولاءات الضيقة .
إنَّ بناء دولة مدنية قوية في العراق يتطلب جهودًا كبيرة للتغلب على النفوذ المزدوج لرجال الدين وشيوخ العشائر أولآ ، والانتقال إلى نظام قائم على المواطنة وسيادة القانون . بدون هذا التحول ، سيظل العراق عالقًا في دائرة عدم الاستقرار ، وسيبقى بعيدًا عن تحقيق طموحات شعبه في العدالة والازدهار والتقدم .



#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة العتاكة و بنات اليل
- يقاطعون الكنتاكي ويركبون التاهو: ازدواجية المقاطعة في العراق
- العمامة رمز الجهل والتخلف والظلم
- أقتحام البرلمان : مسرحية جديدة من تأليف وإخراج مقتدى الصدر
- ملابس منى زكي الداخلية أهم من معانات العرب
- الجيش العراقي ماضيًا عظيم و مستقبل مجهول
- العدالة العرجاء في العراق
- إنتهت مسرحية محرم في العراق
- هل الحشد حامي الأعراض ام مصالح ايران
- تمثال المنصور سبب خراب العراق
- يطالبون بتحرير فلسطين ويجردون الفلسطينيين من حقوقهم
- يتألم للأغراب ولا يتألم لأبناء البلد الذي آواه
- مقتدى الصدر سيد التناقضات
- هل أتى اليوم الذي يتمنى فيه العراقيون عودة البعث
- عاد البابا وعادت ريما لعادتها القديمة
- شبح البعث ورعب سياسي الشيعة
- بعد هشام بن عبد الملك جاء الدور لمحاكمة دونالد ترامب
- لا تغيير في العراق بدون ثورة مسلحة
- قانون الجرائم المعلوماتية قانون تكميم الأفواه
- هل أنتصر مقتدى وجلاوزته


المزيد.....




- شقيقتان تحولان نزلاً عمره 100 عام إلى مشروع يلفت انتباه المل ...
- أكثر من 2000 قتيل في زلزال ميانمار المدمر وإصابة وفقدان الآل ...
- انفجار أنبوب للغاز في ماليزيا يتسبب بحريق ضخم وإصابة العشرات ...
- قتلى بغارة على الضاحية الجنوبية وانتشال جثث مسعفين في غزة
- الإمارات ترسل فريقا إغاثيا إلى ميانمار
- مصدر أمني اسرائيلي: إنشاء قاعد تركية في سوريا سيقيد عمل قوات ...
- -روس كوسموس- تحدد أولويات المشروع الوطني الفضائي الروسي
- أوكرانيا تعرض آخر دبابة سوفيتية ثقيلة للبيع
- التلفزيون الصيني: حصيلة ضحايا زلزال ميانمار تجاوزت 2700 قتيل ...
- -أ ف ب-: إسرائيل تستهدف مسؤول الملف الفلسطيني في -حزب الله- ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - رجال الدين وشيوخ العشائر السرطان الذي يجب أستئصاله قبل أي تغيير