علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 10:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما حدث قد حدث، وقد يكون حدث بشكل أقل دموية وأكثر سلمية من المتوقع وتم تفادي حمام دم رهيب رغم أن الوضع ما يزال هشاً وخطراً وقد تحدث مفاجآت واقتتال بين الأطراف المنتصرة، أو بينها وبين مناطق الساحل. المهم هو أن ما حدث قد حدث به بهذا الشكل لا بغيره، فلماذا يقزِّم البعض نفسه بالتشفي والشماتة بالطرف المهزوم وينصب نفسه في ربع الساعة الأخير من الحرب حكيماً وعقلانياً سبق له أن توقع هذه النهاية لا غيرها؟
فجأة تحول هذا البعض - عندنا في العراق - إلى ناقد عريق لحكم آل الأسد وراح يوجه له أسئلة من قبيل "ماذا كنت تفعل طوال السنوات الماضية يا سيادة الرئيس"؟ وبعض هؤلاء الأدعياء هم أنفسهم الذين كانوا يلصقون بمن يوجه هذا النوع من الأسئلة ويحمل النظام مسؤولية ماحدث إلى جانب خصومه المسلحين ألف اتهام وإساءة وتشويه سمعة! بعض هؤلاء ممن تقلب طويلا في صحافة نظام البعث العراقي، ثم انقلب للعمل في صحافة الاحتلال الأميركي ووسائل إعلام الأحزاب الطائفية، وأدار مكاتب إعلامية وصفحات خاصة على منصات تواصلية لوزراء ورؤساء أفاقَ فجأة على إيقاع تقدم المعارضة المسلحة السورية نحو دمشق وراح يجلد جثة النظام! قليلا من الخجل فليس جميع الناس لديهم ذاكرة سمكية!
وكما كتبَ أحد الأصدقاء فسوريا الجميلة وشعبها الشقيق كانا موجودين قبل حكم آل الأسد وسيبقيان بعدهم، وقبل أردوغان والجولني وسيبقيان بعدهما! ولنا ولجميع من يحبون ويحترمون سوريا أن يأملوا بأن أحداث اليوم ستكون بوابة إلى السلام الحقيقي والبناء السليم لركائز المستقبل وأن لا يكون ممرا معتما كالممر الذي أخل شعبنا العراقي إليه بعد الاحتلال الأميركي وها نحن نعاني منه منذ أكثر من عقدين في ظل حكم الطائفية والفساد والتقسيم الفعلي للشعب والوطن والدولة!
الذين يستحقون التمجيد والثناء وتجديد التضامن والمواساة هم أولئك المناضلون السوريون وبخاصة من الديموقراطيين واليساريين الشجعان الذين قضوا زهرة شبابهم في سجون النظام وبعضهم استشهد تحت التعذيب ولكنهم لم يركضوا خلف الرايات التكفيرية والطائفية والطورانية التركية وتحت أجندة أمراء وشيوخ الخليج!
أولئك هم من يمثلون الضمير الجمعي للشعب السوري وهم الأجدر بتلقي التهاني بالخلاص والأمل بأن يبدأ هذا الشعب الذي عاني طويلا وتشردت منه الملايين في المنافي صفحة جديدة مشرقة وجديرة به!
سلاماً سوريا الحبيبة
سلاماً أيها السوريون وأنتم تغلبون الأمل على الألم وتغسلون ذكريات الدم والقمع بالتسامح والتآخي وتحكيم القانون العادل!
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟