رشيد منيري
الحوار المتمدن-العدد: 1785 - 2007 / 1 / 4 - 12:19
المحور:
الادب والفن
إلى أختي فاطمة
السَّاقيةُ الصَّغيرَةُ
مَاتَزَالُ تُرَقْرِقُ
فِي هُدُوءٍ
و نَحْنُ نُجَرْجِرُ
أَحْلاَماً مَلِيئَةً بِالرُّضُوضِ
غَرّدْنا طَويلاً فِي الْمَهَبّ
و الْحَياةُ الَّتِي حَسِبْناهَا حَلِيفَةً
لَمْ تَرْحَمْ رِيشَنا
مَنَاعَتُنا الْعَاطِفيَّة
دَمَّرها الْحُلمُ الْمُبَكِّرُ
وَالطُّفُولَةُ الَّتي بَدَتْ رَائِعَةً
دَفَعَتْنَا إِلي هَذِهِ الْمَتَاهَة..
ثَمَّةَ مَا لَمْ نَنْتَبِهْ لَهُ
وَ نَحْنُ نُنَاقِشُ الْحِزْبَ الثَّوْرِيَّ
بِكَلِمَاتٍ صَادِقَةٍ عَلَي أَحْسَنِ تَقْدِيرٍ
ثُمَّ وَ نَحْنُ
نَكْتُبُ قَصَائِدَنَا الأُولَي
وَ نَعْقِدُ الأُمْسِيات السِّريَةَ
كَيْ نَتَبَادَلَ الْحُبَّ مُغَمَّسا فِي الثَّنَاء
ثُمَّ وَنَحْنُ نَتَبَادَلُ
عَشَرَاتِ الرَّسَائِلَ
وَ نَعْتَرِفُ تَدْرِيجِياً بِسَطْوَةِ الْكَآبة
لَمْ تَكُنْ سِوي أَرْبَعِ خُطُوَاتٍ
حَمَلَتْنَا إِلَي هَذِهِ الضِّفَّةِ
بَيْنَ نَهْرَيْنِ غَائِرَيْنِ
يَا لَبَهَاءِ الذَّاكِرَةِ
تِلْكَ الدُّرُوبُ الإِسْتِعَارِيَةُ تَقُودُنَا
إِلَي أَشَدِّ الْمَصَائِرِ خُلوّاً مِنَ الْبَلاَغَةِ..
لَمْ يَبْقَ لَنَا سِوَي التَّفَاؤُلِ
فَالْيَأْسُ يُسْلِمُنَا لإِحْسَاسٍ بَارِدٍ
وَ بِمَزِيدٍ مِنَ الْعِنَادِ
سَنَتَجَمَّدُ لاَ شَكَّ
صَدَقْنَا كَثِيراً
وَ نَحْنُ نَتَصَوَّرُ وَحْدَة مَصِيرَيْنَا
مَعَ أَنَّنَا أَخْطَأْنَا قَلِيلاً فِي تَحْدِيدِالْجِهَةِ
تَعَالَيْ إِذَنْ
نُبَالِغُ فِي الأَمْرِ
لِنَنْهَضْ فِي لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ
نُدِيرُ ظَهْرَيْنَا لِلْحَيَاةِ
وَ نَمْضِي إِلَي جِهَةٍ أُخْرَي
النَّدَمُ تَافِهٌ وَ عِِرْبِيدٌ
الْبُكَاءُ خَلْفَ الْحُلُمِ خَسَارَةٌ
لِنَجِدْ أَيَّ تَبْرِيرٍ
كَيْ نَخْرُجَ مِنْ هَذَا النَّفَقِ
الَّذِي لَمْ يَعُدْ يُرَجِّعُ حَتَّي الصَّدَي
أَحْيَاناً كَثِيرَةً
أَشْعُرُ بِالأَحْلاَمِ الْقَدِيمَةِ
تُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ شَقٍّ يَسِيرٍ
وَ أَكَادُ أَسْمَعُهَا تَعْتَذِرُ.. صَدِّقِينِي
أَظُنُّهَا عَرَفََْت أَنَّنَا لاَ نَمُوتُ تَمَاماً مِنْ دُونِهَا..
#رشيد_منيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟