أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - حروب هزلية بأدوار كوميدية ونتائج كارثية ؟!














المزيد.....

حروب هزلية بأدوار كوميدية ونتائج كارثية ؟!


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 17:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ استقلال الدول العربية الشكلي , وخروج الاستعمار من الباب ؛ ليدخل الينا من الشباك مرة اخرى , لم تحصل تلك الدول على اسلحة متطورة تتماهى مع الاسلحة الموجودة لدى الاعداء من قوى الاستكبار والاستعمار , او الدول المعادية من العالم الثالث الا بحالات محددة واستثنائية وتحت سيطرة واشراف الدول الكبرى ؛ اذ استوردت تلك الحكومات فضلا عن قوى المعارضة مختلف الاسلحة (الخردة) والمستعملة والرديئة والذخيرة الفاسدة او غير الجيدة , بل ان البعض منها يعود للحرب العالمية الاولى والثانية , تارة بصفقات مجحفة واخرى عن طريق السوق السوداء والمافيات الدولية ؛ وضربت القوى الدولية والانظمة الغربية أكثر من عصفور وبحجر واحد ؛ اذ تخلصت من الاسلحة العتيقة والتي قد تتسبب بأضرار بيئية , وتدفقت تريليونات الدولارات إلى شركات السلاح والمافيات والانظمة الاستكبارية والحكومات الاستعمارية , وحجمت من قدرة تلك الدول على المواجهة والمقاومة ومقارعة الاعداء ؛ ومن الدلائل على ما ذهبنا اليه : حروب الدول العربية وحركات المقاومة مع اسرائيل وطوال 70 عاما تقريبا .
وعندما زودت شاه ايران بأسلحة متطورة نوعا ما , وقامت بتجهيز العراق بأسلحة مماثلة الا انها لا تصل الى مستوى فاعلية الاسلحة الشرقية الفتاكة او الغربية المتطورة وقتذاك , زجت بهما معا بحرب طاحنة استمرت 8 سنوات , بحيث تحولت تلك الاسلحة الى اليات متهالكة , ومع ذلك تم القضاء عليها فيما بعد من خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 والثالثة 2003 ؛ بحيث لم يتبقى من تلك الترسانة والذخيرة سوى (السكراب ) والخراب والديناميت ؛ ولعل صفقة الطائرات الامريكية الى العراق والزام العراق بالشروط التعجيزية فيما يخص الصفقة ؛ ففضلا عن المبالغ الطائلة لا يسمح للعراق باستخدام الطائرات الا بموافقة أمريكية بالإضافة الى التحكم بذخيرة الطائرات وصيانتها ... الخ ؛ دليل دامغ اخر على ما ذكرناه انفا ؛ ولا اجد مثلا ينطبق على ما نحن فيه اكثر من المثل الشعبي القائل : (( اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور )) .
وقد قبلت الانظمة العربية وكذلك فلول المعارضين والمتمردين بهذه الاسلحة المستعملة والرديئة والتي تعتبر من فضلات الدول المتقدمة وفتات الحروب العالمية وغيرها ؛ لاسيما وانها تؤدي الغرض فيما اذا تعلق الامر بقمع انتفاضات الشعوب وثورات الجماهير والمكونات المحلية , او اذا انحصر الامر في اندلاع الحرب بين دولتين متخلفتين او جارتين وتنتميان الى نفس الديانة او القومية ؛ الا ان دول الاستكبار والاستعمار لم تقبل بذلك فيما بعد , وكما قال المثل الشعبي : (( رضيت بالضيم والضيم ما رضه بيه )) بحيث اوصلت الجيوش العربية والافريقية وغيرها فضلا عن حركات التحرر والمقاومة وفصائل التمرد والمعارضة الى حالة يرثى لها بل تثير الضحك والسخرية ؛ اذ جار الزمان وجار , حتى رأينا الجنود وعناصر المعارضة وهم جياع وملابسهم رثة وتجهيزاتهم بائسة او اعتيادية ؛ بل الادهى والامر ان الارهابيين احيانا يتفقون على الجيش ببعض المميزات العسكرية والامنية واللوجستية , وراح البعض من الجنود يتسولون اجرة الذهاب الى الوحدات العسكرية , بينما يعتاش الضباط على الرشوة والسرقة والفساد والصفقات المشبوهة والاعمال غير القانونية والتي قد تهدد الامن الاقتصادي والعسكري للبلد احيانا , ناهيك عن العمالة والخيانة واختراق الكل من قبل الكل ؛ اذ اضحى الجميع مخترقين من قبل الاعداء والاصدقاء على حد سواء , و صار اغلب العناصر المسلحة من الجيش والمعارضة وغيرهما من الاشخاص الذين يفتقرون للياقة البدنية والحس الامني والتدريب العسكري العالي ؛ اذ اصبحنا نشاهد الجنرالات وقد تدلت بطونهم وبرزت كروشهم وتعثرت خطواتهم , فضلا عن الجنود والعناصر المسلحة التي تعلو وجوههم الغبرة ويظهر عليهم التعب والانهاك والبؤس والاضطراب .
وما عشت اراك الدهر عجبا ؛ فقد كان يتبادر الى اذهاننا عندما نسمع بالانقلابات او سقوط المدن والاجتياحات واندلاع الحروب والمعارك والمواجهات ؛ اصوات الراجمات والطائرات وجلبة المدرعات والدبابات ودوي القنابل والمدافع والجيوش الجرارة والجحافل العظيمة ؛ اما الان نحن نفاجأ بسقوط الدول والانظمة بأيادي شراذم الافاق وشذاذ الناس من اصحاب اللحى الوسخة والتصرفات الشاذة والسلوكيات المضطربة والملابس الرثة والاجساد العفنة ؛ وهم يهللون كالنساء ويصفقون ويرقصون كالصبيان ويكبرون كالمجانين ويلتقون الصور كمشاهير الاعلام والسينما , ويدخلون المدن بسيارات الحمل ( بيك اب والكيا وغيرهما ) فبعد ان كانت تلك السيارات تستخدم لبيع الرقي والخضراوات ومكانها الطبيعي في ( العلوة والشورجة ) اضحت معدات حربية واليات عسكرية ؛ بمجرد وضع المدفع الرشاش فوقها (تحوير ) , وجل المعارك الان تجري بالرشاش الكلاشنكوف وغيره والقاذفات المحمولة والطائرات المسيرة والشبيهة بتلك التي تصور مناسبات الاعراس والمآتم ؛ حتى الصواريخ التي تستخدم في تلك المعارك اشبه بالأنابيب الحديدة ( البواري) المستخدم في صناعة السخانات , اذ لو اطلقت مئة صاروخ منها لما قتلت عشرة افراد من الاعداء ؛ وعندما نقارن بين هذه المشاهد البائسة والمضحكة لهذه السيناريوهات والمسرحيات وبين اسلحة الدول المتطورة والجيوش العالمية القوية , نصاب بالإحباط ونشعر بأننا نعيش في حقبة زمنية لا تربطها بالقرن الواحد والعشرين اية صلة .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الاسد والرقص مع الأفاعي
- تغدوا بتركيا قبل لا تتعشى بالعراق
- حياة الناس رهينة بيد الارهاب ؟!
- المستنقع السوري والسيناريوهات المتعددة والاحتمالات المفتوحة
- تقارير دولية مكذوبة وتصنيفات خارجية مغلوطة تستهدف العراق
- تعداد سكاني ... ولكن ؟
- امة عراقية بلا طائفية ولا عنصرية ولا قومية
- اما ان نحكمكم او نقتلكم ؟!
- الجاليات الاجنبية والعمالة الخارجية والمجنسون يمثلون خطرا عل ...
- الارهاب الورقة الرابحة بيد الامريكان والصهاينة
- الكذبة الدجالون والمرتزقة المدلسون
- السياسي بين تحديات الواقع الراهن والرؤية المستقبلية الواعدة
- لم ولن اخضع لمقص الرقيب او سطوة المؤدلج
- التعاون الارهابي والتنسيق الاجرامي بين الامريكان والصهاينة
- رحل الصديق (ابو مسلم الساعدي ) دون وداع
- الفاسدون الكبار مجرد جباة
- هيبة الدولة بين تكرار الخروقات وغياب الردع المناسب ؟!
- المسألة مسألة وقت ؟!
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...
- العراقي الاصيل وخريطة الأولويات


المزيد.....




- ترامب: إيلون ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما
- مصدر أمني إسرائيلي يكشف عن تطور جديد بشأن تركيا ويقول: الشرع ...
- ترامب: سأذهب إلى السعودية الشهر المقبل أو بعد ذلك بقليل ثم إ ...
- ترامب يتحدث عن علاقته -الرائعة- بكيم جونغ أون وإحتمال اتصال ...
- إيران تطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة تهديدات ترامب
- ترامب: لم نناقش مسألة انضمام أوكرانيا للناتو مقابل الموافقة ...
- -قضية تقشعر لها الأبدان-.. شاب محتجز منذ الطفولة في غرفة ضيق ...
- ترامب: لم أدرس مسألة الترشح لولاية ثالثة بجدية
- ترامب: الحكم على مارين لوبان يشبه ما تعرضت له في الولايات ال ...
- مراسلنا في لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبي ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - حروب هزلية بأدوار كوميدية ونتائج كارثية ؟!