|
من دفتر اليوميات/ محمود شقير17
محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 15:42
المحور:
الادب والفن
السبت 6 / 9 / 1997 لم أتمكن من الوصول إلى رام الله. أعادني الجنود الإسرائيليون المرابطون بالقرب من مدخل قرية كفر عقب، من حيث أتيت. استعنت بالبطاقة الصحافية مثلما فعلت في الحصار السابق، غير أن الجنود رفضوا الموافقة على دخولي إلى رام الله. ابتعدت وشتمت بصوت مرتفع "أبو" إسرائيل، ثم اتجهت نحو طريق ترابي فرعي. أخبرني أشخاص عائدون في سياراتهم نحو القدس، بأن هذا الطريق الفرعي مغلق كذلك، فلم أجازف بالدخول فيه. عدت إلى البيت. قرأت مواد أدبية مختلفة. نمت قليلاً. تابعت جنازة الأميرة ديانا سبنسر. انهمكت في القراءة من جديد. الساعة الآن الواحدة والنصف ليلاً. السبت 20 / 9 / 1997 أوصلت أمينة في الصباح إلى مستشفى المقاصد، ثم انطلقت إلى رام الله. انهمكت حالما وصلت المكتب في تصريف بعض القضايا، وبالذات ما يخص النشر والجوائز. جاء محمد على طه إلى الوزارة قادماً من كابول/ حيفا. دعوته لتناول طعام الغداء هو ويحيى يخلف. ذهبنا إلى مطعم زعرور وأكلنا لحوماً مشوية. عدت إلى مكتبي في الوزارة وبقيت فيه حتى المساء، ثم اتجهت إلى المسرح الوطني الفلسطيني في القدس لحضور ندوة حول كتاب سهير أبو عقصة: "برتقال المدى الأسود". كان عدد الحضور قليلاً وكان مستوى النقاش متواضعاً. قبل يومين، ذهبت إلى الدوام متأخراً بعض الشيء، فقد نهضت من النوم وأنا ما زلت مرهقاً بسبب العودة من سفر إلى باريس. قابلت الوزير وتحدثنا عن الجوائز. هاتفت محمود درويش وتحدثنا كذلك عن الجوائز وعن اجتماع اللجنة الذي تم أثناء سفري، ثم دعاني الوزير لتناول طعام الغداء في مطعم البردوني صحبة محمود درويش ويحيى يخلف، وذلك للتحدث مع محمود عن تحضيراتنا اللاحقة للجنة الجوائز.
الأحد 21 / 10 / 1997 يتزايد ضغط العمل علي، وأشعر أن افتقارنا إلى العمل المؤسسي يؤدي إلى إجحاف واضح: فثمة أشخاص يقع عليهم عبء العمل، وثمة أشخاص آخرون لا يعملون شيئاً. منذ أن قمنا بالإعلان عن الفائزين بجوائز فلسطين ثارت زوابع لم تهدأ بعد. اتهمنا بعض المثقفين بالتلاعب بالجوائز، واتهمنا آخرون بأننا سلقنا الأمور سلقاً. نالني من كل ذلك بعض الأذى، وخسرت بعض العلاقات. لا أنكر أننا وقعنا في بعض الأخطاء، لكن المبالغة في تصوير هذه الأخطاء هي أمر غير معقول. هاتفت الدكتور إحسان عباس في عمان. اعتذر عن عدم تمكنه من القدوم لتسلم الجائزة بسبب حالته الصحية. هاتفت فرانسوا أبو سالم في باريس، وأخبرني أنه قادم إلى الوطن يوم الخميس القادم، وسوف يبقى هنا إلى حين موعد الاحتفال، لاستلام جائزة المسرح. أقرأ هذه الأيام بشكل جيد رغم انشغالي في العمل الوظيفي. هذه الليلة سأنتهي من قراءة رواية "قميص وردي فارغ" لنورا أمين للمرة الثانية. بعجبني أسلوبها الذي يكسر نمط الكتابة الروائية المألوف. ثمة جرأة في كتابتها وصدق.
الخميس 13 / 11 / 1997 ما زلنا نحضر للاحتفال بالجوائز. تم تأجيل الموعد بسبب أن الرئيس عرفات سيقابل مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية في الموعد المحدد للجوائز (15 / 11 / 1997 ). جرّ هذا التأجيل علي مشكلة جديدة، فقد كنت سأذهب إلى السويد على رأس وفد من العاملين في الوسط الثقافي بدعوة من الحكومة السويدية. بدا الوزير غير راغب في سفري. قال لي: من سيقوم بالمهمة بدلاً منك؟ محمود درويش لن يحضر الاحتفال بسبب موعد في لندن، وأنت لن تحضر بسبب السفر إلى السويد! وليس من المعقول أن أبقى وحدي. قلت: سأحاول تأجيل موعد سفري. هاتفت اسماعيل شموط هذا اليوم (الفائز بالجائزة التقديرية في الفنون). أبدى تذمره من تأجيل موعد الاحتفال، وأبدى ميلاً إلى عدم الحضور من عمان. قال: كنت أعد نفسي للقدوم إليكم اليوم! قرأت مقالة في الأيام للكاتب الصحافي حسين حجازي يهاجم لجنة الجوائز لأنها لم تمنح جائزة للصحافة! (حسن خضر فاز بجائزة المقالة الصحافية! فهل يريد حجازي جائزة أخرى للصحافة!). صديقي وزميلي في الوزارة الشاعر علي الخليلي لا يكلمني بسبب الجوائز. يعتقد بأنني عملت ضده شخصياً! مع أن هذا لم يحدث. يوم أمس كتب عز الدين المناصرة في الأيام مقالة جيدة فيها الكثير من الاتزان حول الجوائز. قال إن الذين يستحقون الجوائز كثيرون، ولا يمكن منحها لهم مرة واحدة في عام واحد. ليلة أمس، بدأت بقراءة "الرحلة الأصعب" لفدوى طوقان (كنت قرأتها سابقاً حينما نشرت مسلسلة في الرأي الأردنية، ولم تعجبني كثيراً آنذاك، بسبب انشدادها إلى الحدث السياسي المباشر، بحيث تبدو في مواقع عديدة منها كأنها ريبورتاج صحافي، ولا ينقذها من لغة الصحافة اليومية سوى بعض إشراقات ومواقف إنسانية). سأنتهي منها هذا المساء.
الجمعة 21 / 11 / 1997 بقيت اليوم في البيت حتى الساعة الرابعة بعد الظهر. كنت اشتريت للحفيد محمود دفترين لتعلم الرسم من معرض الكتاب الذي افتتح يوم أمس في بيت لحم (رئيس لجنة المعرض يحيى يخلف وأنا نائب الرئيس). ساعدت الحفيد مدة نصف ساعة على الرسم، ثم انهمكت في قراءة مواد العدد 13 من دفاتر ثقافية الذي تأخر موعد صدوره بسبب سوء الأوضاع المالية للوزارة. غادرت البيت إلى معرض الكتاب في بيت لحم. حضرت ندوة الشعر التي أقيمت على هامش المعرض، ثم قمت أنا ويحيى يخلف بجولة في أرجاء المعرض. الناشرون يبيعون الكتاب بسعر مرتفع وليس ثمة نتزيلات على الأسعار، بل هنالك رفع متعمد للأسعار (اليوم اشتريت 25 كتاباً ب 400 شاقل). أشعر بالإرهاق بسبب انشغالي في تفاصيل التفاصيل الخاصة بالجوائز وبمعرض الكتاب. الوالد مريض منذ يومين. إنه يخشى الموت. زرته بعد عودتي من بيت لحم، وتسامرت معه بعض الوقت. ليلة أمس، طبقت برنامج القراءة السريعة، وقد قرأت حوالي 450 صفحة خلال خمس ساعات ونصف، فشعرت بارتياح كبير (قرأت ديوان طاهر رياض: خلاج الوقت. النبي لجبران خليل جبران. منازل القلب لفاروق وادي). الساعة الآن الواحدة والربع ليلاً. سأقرأ حتى الثانية والنصف. المزاج ليس جيداً. الطقس دافئ والهدوء يخيم على الكون. يتبع...18
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مداخلة أخيرة عن زميلتي الكورية/ محمود شقير
-
زميلتي الكورية هان كانغ الفائزة بجائزة نوبل2024 / محمود شقير
...
-
زميلتي الكورية الفائزة بجائزة نوبل للآداب2024/محمود شقير4
-
زميلتي الكورية التي فازت بجائزة نوبل للآداب2024/محمود شقير3
-
زميلتي الكورية القائزة يجائزة نوبل للآداب2024 / محمود شقير/2
-
زميلتي الكورية هان كانغ الفائزة بجائزة نوبل للآداب/1
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير16
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير15
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير14
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير13
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير12
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير11
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير10
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير9
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير8
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير7
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير6
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير5
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير4
-
من دفتر اليوميات/ محمود شقير3
المزيد.....
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
-
-أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة
...
-
الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
-
“من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج
...
-
المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ
...
-
بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف
...
-
عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
-
إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع
...
-
تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|