حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 10:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يرى البعض أن التحركات العسكرية لقوات المعارضة فى سورية هى تحركات مشبوهة، ولها صلة بالأيدى والمخططات الصهيونية والأمريكية فى المنطقة، كما يرى هؤلاء أن تلك التحركات المقصود منها ابعاد دمشق عن طهران، وخنق ومحاصرة حزب الله،
ومن وجهة نظرى فإن تلك الرؤية قريبة من الواقع، وانه رغم حسن نوايا الغالبية العظمى من قوى المعارضة السورية، إلا أن تلك القوى التى تنتمى للشعب السورى، رغم نواياها الطيبة، فإن هناك من يستخدمها لتصفيةالحسابات مع النظامين السورى والإيرانى، وأخشى ما أخشاه، وكما عودتنا تجارب التاريخ أخشى من أن كل هؤلاء الشباب الذين ينتمون لقوى المعارضة،سيتم التضحية بهم،والتخلص منهم، عند أقرب تفاهم بين أصحاب المصالح المتضاربة، والتجارب السابقة فى أفغانستان وسورية تؤكد ما نميل إليه ،
وبالتالى فإن الأصوب من استمرار المعارك الحالية،وعمليات الاستنزاف والكر والفر،هو مسارعة النظام نحو قبول مصالحة وطنية شاملة يتم خلالها الإعتراف المتبادل بين النظام وقوى المعارضة، مع الابتعاد عن الجهات التى تدعوا للقصف والبراميل وسياسة الأرض المحروقة،
كذلك ينبغى أن يمتد ذلك الحوار السياسى بين السوريين ليتضمن حوارا بين كل من ايران وتركيا،لإبعاد المنطقة عن مؤامرات وتدخلات الصهاينة والروس والأمريكان وبعض الدول الخليجية والعربية ،
لقد أخطأ السوريون والإيرانيون وحزب الله أخطاءا استراتيجية باستمرار سيطرة النظرة الإقصائية قصيرة الأمد على كل سياساتهم تجاه قوى المعارضة السورية، كذلك وقع السوريون فى كارثة استراتيجية أخرى تمثلت فى اصابة رئيسها وحزبه ونخبته وطائفته بمرض جنون العظمة واعتقادهم بأنهم لاحاجة لهم للاعبين آخرين غير إيران وروسيا، فتم رفض كل محاولات تركيا للتقرب من سورية بكل صلف وقصر نظر، والرد على رسائل الرئاسة التركية بسماجة وغباء رهيب، وهو غباء ينبغى أن يدفع ثمنه بشار الأسد نفسه، وليس سورية ووحدة شعبها !؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟