أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - قانون العفاف والحجاب الإجباري: التداعيات والتحديات؟














المزيد.....

قانون العفاف والحجاب الإجباري: التداعيات والتحديات؟


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8183 - 2024 / 12 / 6 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز قبضتها على المجتمع الإيراني، يواصل النظام الإيراني تقديم قوانين قمعية تستهدف بشكل خاص النساء. ومن بين هذه القوانين، يبرز قانون "العفاف والحجاب" الذي يعد بمثابة قيد على حرية الشعب، ويصبح أداة لتشديد قبضة النظام على المواطنات الإيرانيات، مع توجيه المزيد من القمع ضد المعارضين. لم يكن هذا القانون مجرد تغيير في اللوائح القانونية، بل أصبح رمزًا للصراع المستمر بين إرادة الشعب الإيراني والنظام القمعي القائم.
في 1 ديسمبر، أكدت السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن هذا القانون الذي يفرض الحجاب القسري على النساء هو "قانون إجرامي وغير إنساني ومرفوض بشدة". وأوضحت أن خامنئي، من خلال تطبيق هذا القانون القمعي واستغلال السلطة الأمنية مثل الشرطة ووزارة الاستخبارات، يسعى إلى فرض طاعة المجتمع وتكبيل النساء، مستمرًا في أسلوبه المستبد في حكم البلاد. لكن السيدة رجوي شددت على أن هذه السياسات لن تحل أزمات النظام، وبدلاً من ذلك ستزيد من نقمة الشعب الإيراني على الحكومة. وأكدت على عزم الشعب الإيراني الراسخ في رفض الحكم القسري، قائلة: "لا للحجاب القسري، لا للدين القسري، ولا للحكم القسري".
أداة قمعية لتحقيق الأمن للنظام
في جوهره، لا يهتم النظام الإيراني بما يتعلق بالعفاف أو الحجاب أو حتى الدين؛ إنما الهدف الحقيقي هو الحفاظ على السلطة بأي ثمن. وكما قال خميني، في أحد أشهر تصريحاته: "حفظ النظام هو أهم الواجبات". هذا المبدأ، الذي يعتبره النظام حجر الزاوية في بقائه، يتجسد اليوم في المزيد من الإجراءات القمعية التي يتخذها خامنئي وأركان نظامه. قانون "العفاف والحجاب" هو أحد هذه الأدوات القمعية التي تهدف إلى كبح أي حركة معارضة، وخاصة تلك التي تنادي بحرية النساء والمساواة.
إلى جانب القمع المتزايد، يعتمد النظام الإيراني على إشاعة الخوف في المجتمع كوسيلة لحماية بقاءه. ولكن في الواقع، هذا القانون ليس سوى وسيلة لحرف الأنظار عن الأزمات التي يعاني منها النظام. ويظهر بوضوح أن القيادة الإيرانية لا تهتم بمطالب الشعب، بل تسعى فقط إلى إظهار قوتها أمام أي تحدي قد يواجهها.
القمع في مواجهة الخوف من الانتفاضة
يأتي إصرار النظام الإيراني على فرض هذا القانون في وقت عصيب، حيث يواجه البلاد العديد من الأزمات الداخلية والخارجية. من الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تعم مختلف المدن الإيرانية، إلى الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية الكبيرة، يتضح أن النظام الإيراني يقترب من نقطة الانهيار. وفي وسط هذه التحديات، تساءل الكثيرون عن السبب الذي يجعل النظام متمسكًا بتطبيق هذا القانون القمعي في وقت يعاني فيه من عدم الاستقرار الداخلي. والجواب بسيط وواضح: إنه الخوف من انتفاضة الشعب الإيراني.
هذا الخوف من الثورة الشعبية يظهر جليًا في تصريحات قادة النظام. حيث صرح محسني ايجئي، رئيس القضاء الإيراني، في 2 ديسمبر أمام مجلس الشورى بأن "قانون الحجاب القسري يجب أن يُنفذ لأنه قضية أمنية للنظام". ومن جانبه، وصف محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى، هذا القانون بأنه جزء لا يتجزأ من "هوية النظام"، مما يعكس تمسك النظام بتطبيقه كوسيلة لضمان استقرار السلطة في مواجهة ما يعصف به من أزمات.
المجتمع الإيراني يقاوم القمع
يواصل النظام الإيراني نشر القمع والفوضى، ولكنه يواجه يقظة الشعب الإيراني الذي أصبح أكثر وعياً بحقوقه. فالناس لم يعودوا يتقبلون سياسة قسرية تفرض عليهم كيفية العيش، ولا يسمحون للنظام باستخدام الدين أو الحجاب كأداة لاستمرار استبداده. تتردد في أذهان الإيرانيين شعارات مثل "الدين وسيلة لاستعباد الشعب"، و"الحسين شعارهم، والسرقة دثارهم"، وهي تعبيرات تعكس الوعي العميق لدى المجتمع بما يفعله هذا النظام. إن هؤلاء الذين يعيشون تحت وطأة هذا القمع هم أنفسهم من يدركون أكثر من غيرهم أن معركة الحرية هي معركة مصير ضد الظلم.
الخلاصة
إن قانون الحجاب القسري ليس مجرد أداة قمعية ضد النساء، بل هو رمز للخوف من الانتفاضة الشعبية ورفض الحكم القسري. وبالرغم من محاولات النظام الإيراني لفرض هذا القانون وتبريره بالمسائل الأمنية والسياسية، إلا أن الشعب الإيراني يثبت من خلال انتفاضاته المستمرة رفضه لهذا النظام. في هذا الوقت، أكثر من أي وقت مضى، يتجسد شعار "لا للحجاب القسري، لا للدين القسري، لا للحكم القسري" كإرادة واضحة لشعب إيران في السعي للإطاحة بنظام لا يملك سوى القمع والاستبداد للبقاء. إن تلك الشعارات تعكس العزم الراسخ للإيرانيين على تغيير هذا الواقع وإحلال الحرية في بلادهم.



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد فعل النظام الإيراني على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذري ...
- صدى المقاومة: أصوات النساء في سجن إيفين
- بين التهديدات الخارجية والمخاوف الداخلية: تحليل قانوني لسياس ...
- خيارات صعبة أمام النظام الإيراني: اختيار بين السيئ والأسوأ
- التصاعد المقلق للإعدامات و انتهاكات حقوق الإنسان في إيران
- العمق الخفي لعجز الموازنة الإيرانية؟!
- بعيداً عن حروبها بالوكالة، صراع طهران الحقيقي هو مع الشعب ال ...
- خلافات داخلية تكشف هشاشة نظام الملالي بعد الضربة الصاروخية
- احتقان داخلي وتوترات خارجية: إيران على حافة الانفجار!
- كيف تعرض مصالح النظام سلامة المناجم للخطر في إيران؟
- تصعيد القمع الإيراني ضد السجناء السياسيين
- نحو تحول تاريخي: هل تقترب إيران من نقطة الحسم؟
- ارتفاع أسعار الخبز يدفع الإيرانيين إلى مزيد من الفقر
- كيف ساهم تبادل السجناء في تعزيز الإرهاب الإيراني في أوروبا؟
- زيارة بزشكيان إلى العراق: بحثًا عن الخروج من الأزمة والحفاظ ...
- الإعدام والقمع: أدوات بقاء الديكتاتورية في إيران
- النظام الإيراني على حافة الهاوية: الحرب، الاقتصاد، والمستقبل ...
- من الأمل إلى الواقع: دراسة حكومة بزشكيان ومستقبل إيران السيا ...
- احتجاجات الممرضين في إيران: التحديات الجديدة والمطالب
- تقييم الحالة الراهنة في إيران: الأزمات المتفاقمة وانهيار الن ...


المزيد.....




- إعلان حزب البعث وتعهد الجولاني وفيديو يربط الأسد بالمخدرات.. ...
- كاميرا CNN تتجول داخل قصر بشار الأسد.. شاهد ما رصدته وما قال ...
- إسرائيل وسوريا ما بعد الأسد: تحركات مؤقتة أم خلق وضع جديد؟
- المكسيكيون يودعون نائبهم بينيتو أغواس أتلاهوا بعد مقتله في ه ...
- ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!
- هل يكفّر زوكربيرغ عن ذنبه بحق ترامب؟
- قدري جميل: الحوار بين السوريين يجب أن يخلو من أي تأثير خارجي ...
- إعلام فلسطيني: 15 قتيلا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف منزلا ...
- مجلة -تايم- تختار ترامب -شخصية العام-
- السجائر الإلكترونية تثير القلق مجددا.. مراهق كاد يفقد حياته ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - قانون العفاف والحجاب الإجباري: التداعيات والتحديات؟