أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - فيروز لولا فيلمون وهبي














المزيد.....

فيروز لولا فيلمون وهبي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8183 - 2024 / 12 / 6 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


مع كم الاستذكار الضخم الذي مر علينا الأسبوع الماضي في تسعينية الفنانة فيروز، أطلق هذا السؤال بطريقة “فيروز لولا الرحابنة” في نوع من الإجحاف التاريخي بحق الفنان فيلمون وهبي، الذي أرخ في صوت فيروز ما يمكن أن يكون فاصلة في الغناء العربي، حد أن وصفت الفنانة فيروز ألحان وهبي لصوتها بأنها “تأخذ العقل وضد الفشل” وقالت في شهادة تاريخية كان يفترض أن تكون في متن الاستذكار الذي حفلت به وسائل الإعلام على مدار أيام “حزن فيلمون من يصنع ألحانه، وليس مسراته.”
أتدرون لماذا؟ لأن الصورة التلفزيونية والمسرحية السائدة عن وهبي هي التي توزع المسرات إن غنى وإن مثّلَ وإن تكلّمَ.
لكن هذا الملحن العبقري الذي اعتبره الباحث الموسيقي الفلسطيني إلياس سحاب “الأب الشرعي للأغنية اللبنانية” لم يدرس الموسيقى واستخلص أرواحا هائمة من آلية المفردات في جمل لحنية باهرة، يكاد يعبر عن ذائقتنا السمعية برمتها مثلما يكاد يكون التعريف الأمثل لفيروز التي نحبها وإن ارتبط غناؤها دائما بالرحابنة.
يكفي هنا أن أدرج أسماء بعض الأغاني التي صنع منها ما يسمو بصوت فيروز ليتفق معي قراء هذا المقال، بعد أن لحن ما يقارب 26 أغنية لها فيما يمكن أن نسميه وفق علوم الغناء بـ”البساطة المعقدة” عندما كان يتنقل بين مقامي البيات والرست بطوعية لحنية تمس شغاف الأرواح، لذلك بقي الرحابنة شهودا على ألحان وهبي، مع أن التاريخ المجحف لم يمارس عدالته معه! هذه بعض ألحان وهبي لفيروز في قصائد كتب أغلبها جوزيف حرب، انتهت بأغنية “ياريت” قبل رحيله عام 1985 وابتدأت بـ “ياكرم العلالي” عام 1961، ثم “فايق ياهوى”، “طيري يا طيارة”، “جايبلى سلام”، “عالعالى الدار”، “يا مرسال المراسيل”، “كتبنا وماكتبنا”، “على جسر اللوزية”، “صيّف يا صيف”، “ليلية بترجع يا ليل”، “يا دارة دوري”، “من عز النوم”، “أسامينا”، “لما عل الباب”، “طلعلى البكى”… ألا تكفي تلك الأغاني لتجعل من فيلمون التعريف المثالي لفيروز؟
لم تكن ألحان فيلمون مقتصرة على فيروز مع أن الرحابنة “سمحوا” له بتلحين أغنية واحدة في كل مسرحية لفيروز، بل أنه ابتدأ مع نجاح سلام وصباح ووديع الصحافي ومن يعود إلى أغنية “برهوم حاكيني” لنجاح سلام يدرك المقدرة المعبرة لهذا الفنان في صناعة الجملة اللحنية المدهشة، بل أن أغنية “بتروحلك مشوار” لوديع الصافي وأحبها الجمهور في الخليج العربي بصوت غريد الشاطئ تكاد تكون فاصلة تاريخية في الغناء العربي.
كان فيلمون مولعا حد الشغف بالموال العراقي، كما اعترف بذلك لصديقه الموسيقار العراقي وديع خونده الذي زامله لسنوات في إذاعة الشرق الأدنى، وكان لا يخفي هذا التأثير وينقله بألحانه، حتى صار معروفا في عقد الخمسينيات والستينيات ما سُمّي في لبنان بـ”الموال البغدادي” ولو عدنا إلى لحن “يا طير الطاير قولو” لصباح لوجدنا التأثير العراقي في ألحان وهبي بشكل لا لبس فيه. في هذا اللحن وضع فيلمون في صوت صباح ما تسميه الفنانة والباحثة الموسيقية الدكتورة غادة شبير “القاعدة المقامية في الغناء العربي برمته” وهي في هذا الرأي تنطلق من معرفة موسيقية في أصول النظريات المقامية.
لقد أجمعت الاستذكارات في برامج تلفزيونية ونصوص مكتوبة في الاحتفاء بفيروز “سيدة ذائقتنا السمعية بلا منازع” في تسعينيتها بوصفها الحل الذي نتفق عليه جميعا في أي جهد لاستعادة الغناء العربي المخطوف اليوم، وكان ذكر الرحابنة في هذا الاستذكار يعبر عن عدالة تاريخية لا شك فيها، لكن من الإجحاف أن يغيب اسم الفنان فيلمون وهبي وهو الذي عرفنا بمعنى “أسامينا”! وكان عليه أن يلوح لنا قبل الرحيل بعد أن ترك روحه في تساؤلات موجعة في أغنية “ياريت”.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
- لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
- أصحاب كاظم الساهر
- كم صوتًا ستجمع تايلور سويفت؟
- اقتباس لا ينتهي من أورويل
- من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
- مشاهير المنصات يمسكون بالهراء
- بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
- أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟
- ذاكرة الألم في -كلنا مريم-
- مَن يحكم العالم بايدن أم نتنياهو؟
- أمضّ من أسى جيسيكا لانج
- لأنه… الحاكم المطلق للعراق!
- لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار
- معركة دون كيشوتية مع التلفزيون


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - فيروز لولا فيلمون وهبي