أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم روضان الموسوي - انعدام الرقابة الشعبية يقوض الديمقراطية














المزيد.....

انعدام الرقابة الشعبية يقوض الديمقراطية


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول عالم الاجتماع الفرنسي (آلان تورين) ان الخصم الرئيس للديمقراطية في العصر الحديث هو "التوتاليتارية" (Totalitarianism) ويقصد بها النظام سياسي يتميز بسيطرة الدولة الكاملة والشاملة على جميع جوانب الحياة العامة والخاصة للمجتمع، الذي تسعى السلطة الحاكمة من خلاله إلى التحكم في كل شيء من السياسة والاقتصاد إلى الأفكار والعقائد والسلوكيات الشخصية، وقد ينطبق هذا القول ولو نسبياً على ما نحن عليه الان ،
حيث لاحظنا محاولات بعض الأحزاب والفئات المتحكمة بالسلطات العامة في الدولة بفرض مفاهيمها الخاصة على عموم الشعب الذي اصبح تعداده يناهز (45) مليون نسمة، ولم يقف عند الأفكار السياسية بل حتى في فرض عقائدهم ومعتقداتهم، وعقدهم الخاصة، ومع الأسف نجد ان جميع السلطات الدستورية يعاضد بعضها البعض، مما اصبحوا في تماهي تام، فجعلهم في طبقة واحدة متحكمة بجميع الأمور، وادت الى عزلها عن الشعب، فانتقل المشهد من التمثيل البرلماني الى الديكتاتورية الجماعية، او في بعض الأحيان ديكتاتورية الافراد، وكل فردٍ في سلطته التي يقودها فجعلوها وكأنها مقاطعات لا يملكها سواهم، فعاد بنا الحال الى نظام الاقطاع، ويشير العالم "كلسن" الى ان التماهي بين السلطات في الدولة يؤدي الى منحها صلاحيات لا حدود لها،
وهذا ما دعا المجتمعات الى ابتكار اساليب أخرى للحد من هذه الديكتاتورية الجماعية، وظهرت فكرة الديمقراطية وغيرها، الا ان اهم ما ظهر هو الرقابة الشعبية، التي يمارسها الشعب على سلطات الدولة كافة، لان ليس من المنطق ان تتحكم بالشعب ولا تمنحه فرصة الرقابة على ما تقوم به، وهو مصدر السلطات التي يمارسها هؤلاء المتحكمين بالمشهد على وفق ما جاء في المادة (5) من الدستور، وان بطونهم وجيبوهم اكتنزت من أموال الشعب لان جميع الثروات تعود ملكيتها للشعب، بل ان القوانيين التي تقرر مزايا تلك الطبقة الحاكمة او تلك التي تضطهد الشعب تصدر باسمه ايضاً، والادهى من ذلك ان الاحكام التي تصدر من المحاكم والتي تنهى بها حياة انسان او تعطيل ممارسة حق من الحقوق في العادة تكون باسم الشعب وعلى وفق احكام المادة (128) من الدستور.
ومع كل ما ورد في الدستور من ان الشعب هو الأول ومن يتحكم بالمشهد هو الثاني، الا ان الواقع يصور لنا عكس ذلك، بل حتى انه منع من ممارسة دوره في رقابة من يعمل بسلطة الشعب هو مصدرها، وهذا كان محل بحث معظم الفقه الدستوري المتعلق بوجود الرقابة الشعبية،
الا ان كيفية هذه الممارسة سعى بعض خدام ومطبلي ومتملقي المشهد القائم الى تصويرها بانها تكون بتنظيم يقرره المتحكم ذاته، مع انه هو المستهدف بالرقابة على اعماله، وكأنما هذه الرقابة منحه يهبها هؤلاء المتحكمون بالمشهد العراقي، و اجتهد المختصون في دراسة اليات الرقابة الشعبية، الا ان كل المقترحات والصور التي وردت في الأبحاث والدراسات تشير الى ان حرية التعبير عن الرأي هي الوسيلة المثلى للرقابة الشعبية،
لكن من المؤسف القول ان جميع السلطات تعاضدت وبقوة على منع ممارسة هذا الحق، منها ما يسعى اليه البعض بتمرير قانون جرائم المعلوماتية ذلك القانون البوليسي الذي سوف يطال الجميع ولا ينجو منه احد الا اذا استغنى عن الحاسوب والهاتف الذكي، والذي يناقش لتمريره في الغرف المظلمة، كذلك نجد السلطات الأخرى المكلفة بحماية الحقوق الدستورية هي من تغلظ العقوبة بعد ان جعلت من كل ما يعبر عنه المجتمع وبوسائله الخاصة الأدبية والنقدية والفنية عدته من الجرائم المعاقب عليه، وفعلا صدرت بعض أوامر القبض والاحكام ضد من قال قولا لا يتفق مع توجه هذه السلطات،
وهذا الحال أدى الى عدم وجود صوت واضح المعالم ومعروف المصدر يعبر عن هذه الرقابة لان الغالب اما صامتا من خشية المحاسبة او يعبر بصوت خفي وقد يتوارى خلف الأسماء الوهمية، ومن ثم أدى هذا الحال الى تقويض الديمقراطية التي تأسس عليها نظام الحكم في العراق بموجب الدستور النافذ، حتى ان اهم مبدأ فيه اصبح معطلاً الا وهو مبدأ التداول السلمي للسلطة، في بعض مفاصل الدولة.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدارة الدولة العراقية بين الدستور النافذ وأسلوب (البكلر بكي ...
- كيف يطعن بعدم دستورية القوانين من الجهات الرسمية؟ قراءة في ت ...
- الصنمية الدستورية في واقعنا
- قانون الأحوال الشخصية النافذ هل يمنع حرية اختيار المذهب؟
- لماذا تُمنع الشركات العامة من الطعن بدستورية القوانين؟ قراءة ...
- هل ينفذ قرار التحكيم تلقائياً دون عرضه على القضاء للتصديق؟ ق ...
- اليات مناقشة وتقييم بحث الترقية للقاضي بين الماضي والحاضر؟
- تعزيز الثقة في تطبيق القانون أفضل من التعديل الذي لا يعالج ج ...
- عندما تناقش محكمة التمييز دفوع الطاعن فإنها تخلق الاطمئنان ل ...
- البيانات الوجوبية في عريضة الطعن التمييزي بين النص القانوني ...
- هل يجوز رد دعوى المدعي ومن ثم الحكم لصالحه؟ قراءة في قرار ال ...
- ما هي عقوبة من يمارس المحاماة واسمه غير مسجل في نقابة المحام ...
- ان النزاهةَ شجاعةٌ تًخلِدً صاحبها (الشهيد نصرالله)
- هل يجوز للمواطن ان يشارك في اعداد التشريعات؟
- هل يسري سبق الفصل على القرار التفسيري؟ قراءة في القرار التفس ...
- قوانين الوطن وقوانين الأنظمة في المنظومة التشريعية العراقية
- كيف يؤدي المواطن واجبه الدستوري بحماية المال العام؟
- أسباب الخوف والقلق من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية؟
- مدة تحديد جلسة النطق بالحكم في المادة (156) مرافعات، هل هي ح ...
- النشيد الوطني الحسيني (يحسين بضمايرنه)


المزيد.....




- مسؤولون أمنيون إسرائيليون: قلق في إسرائيل من تصاعد تهديد حرك ...
- ألمانيا قررت التخلي عن تاريخها وبدأت الاستعداد للحرب المقبل ...
- أندرو تيت في مواجهة جديدة: دعوى بالاعتداء الجنسي والتهديد با ...
- تواصل العمليات الإسرائيلية في غزة ونزوح من رفح إثر طلب إخلاء ...
- سويسرا.. القضاء العسكري يحقق في مشاركة 14 مواطنا كمرتزقة في ...
- ريابكوف: واشنطن لا تنوي الانسحاب من -الناتو-
- مدفيديف: إدانة لوبان -مُختلقة- لإقصائها من سباق الانتخابات ا ...
- برلماني إيطالي يطالب بتعليق عضوية هنغاريا في الاتحاد الأوروب ...
- كيف سيكون رد إيران الحاسم على تهديدات ترامب؟
- نتانياهو يشبّه توقيف مساعديه في قضية -قطر غيت- بـ-احتجاز رها ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم روضان الموسوي - انعدام الرقابة الشعبية يقوض الديمقراطية