فتحي البوكاري
كاتب
(Boukari Fethi)
الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 22:47
المحور:
الادب والفن
تمهيد:
لقد شهد العالم في العقود الأخيرة تحولات جذرية في أنماط التفاعل الاجتماعي والثقافي للمجتمعات والشعوب، والتواصل المستمر والفوري لأفرادها مع العالم عبر المكالمات الصوتية أو الفيديو، أو وسائل التواصل الاجتماعي، ووجدت حلول مبتكرة في شتى المجالات لتحسين جودة حياة أفضل، وزيادة الكفاءة في مختلف المجالات، كل ذلك نتيجة للتطور الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى جانب تطور الحواسيب وقدراتها.
أتاح التدفق الهائل للمعلومات وسهولة الوصول إلى الكميات الكبيرة من المعارف والبيانات ابتكارات هامّة في شتّى الميادين كالتعليم، والطب، والتجارة الإلكترونية، وغيرها، كل ذلك تحقق بفضل تزاوج تقنيات المعلومات، والاتصالات، والحوسبة، التي يسمّيها الفنّيون التقنيات الرقمية (Digital Technology)، وهي مجموعة من الأدوات والأنظمة والأجهزة، والموارد التي تولّد أو تخزن أو تعالج أو تنقل البيانات باستخدام الأرقام، وتشمل هذه التقنيات كل ما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في الحوسبة، والاتصالات، والوسائط الرقمية، كالحواسيب والهواتف الذكيّة، وتقنيات الاتصال اللاسلكي، وأجهزة المساعدات الذكيّة، والألياف الضوئيّة، وشبكات الجيل الخامس، والأقمار الصناعيّة والأنترنيت، وهي البنية التحتية العالمية التي تربط مليارات الأجهزة حول العالم وتتيح الاتصال وتبادل المعلومات والتجارة الإلكترونية والتعلم عن بعد وعمل الشبكات الاجتماعية، كما أنّ التقنيات الرقمية تضمّ إليها الحوسبة السحابيّة (Cloud Computing) وهي الأنظمة التي توفر تخزين ومعالجة البيانات على خوادم خارجية بدلاً من الأجهزة الشخصية مما يسمح بالوصول إلى الموارد الرقمية من أي مكان، وكذلك الذكاء الإصطناعي (AI) وهي مجموعة من البرمجيات والخوارزميات التي تمكّن الأجهزة والآلات من محاكاة الذكاء البشري مثل التعلم الآلي (Machine Learning) والتعرف على الصور وتوليد النصوص، وغيرها.
وتستمر هذه التقنيات في التطور بوتيرة سريعة، مع اندماج تقنيات جديدة مثل الحوسبة الكُمومِيّة (Quantum Computing) والذكاء الاصطناعي المتقدم والأنظمة الميكانيكية كالروبوتات الصناعية، والطائرات بدون طيار، والروبوتات المستخدمة في الرعاية الصحية، ومع استخدام التقنيات المالية أيضا، مثل الدفع الإلكتروني، والقروض الرقمية، والعملات المشفرة، وتقنيات البلوك تشين (Blockchain)، وتطوّر أنترنيت الأشياء (IoT) في المنازل الذكيّة والمدن الذكيّة والرعاية الصحّية والزراعة الذكية والصناعة، وهذا المفهوم، أي أنترنيت الأشياء، يشير إلى شبكة من الأجهزة المادية المترابطة التي تتواصل وتتفاعل مع بعضها البعض عبر الإنترنت أو من خلال بروتوكولات الاتصال المختلفة، وذلك بهدف تبادل المعلومات والبيانات لتحقيق وظائف معينة بشكل تلقائي وذكي. وتشمل هذه الأجهزة أدوات منزلية ذكية، وكاميرات، وساعات ذكيّة، ومستشعرات، وثلاجات ذكية، وسيارات ذكيّة، وأجهزة طبية، وآلات صناعية، وغيرها.
مكّنت هذه الثورة المستمرة والابتكارات اللا محدودة من تشكيل مستقبل البشرية، حيث تعتمد الحياة اليومية على الأنظمة الرقمية والاتصالات بشكل أكبر، يومًا بعد يوم، حتّى إنّ بعضَ الأدوات التكنولوجية والتقنيات الرقميّة قد أصبحت جزءًا مهمًا من حياة الأطفال الصغار، تمكّنوا ببراعة من استخدامها في القراءة والكتابة وأنشطة لهوهم وتجاربهم المبكرة. وفي هذا السياق، ينحصر مجال اهتمام هذه الدراسة في تقنيات وتنسيقات السرد الإلكتروني مع سياقات القصة التفاعلية.
أدب الأطفال التفاعلي بين الكتب الورقية والكتب الرقمية:
عندما ظهرت الكتب الإلكترونية لأوّل مرّة، كانت مجرّدَ صورٍ مشوّهةٍ للكتب الورقيّة الممسوحة ضوئيا، تُعرض، بتنسيق PDF، على شاشات أجهزة الحواسيب وقارئات الكتب الرقميّة، ثمّ توسع التعريف ليشمل الأشكال الإلكترونية الجديدة من المنتجات الأدبية التفاعلية المبتكرة.
قبل قرون، لم يكن هناك أدب للصغار، نظرًا للتكلفة المرتفعة لطباعة كتب الأطفال. وفي وقت لاحق، كانت فيه الحدود الفاصلة بين أدب الأطفال وأدب المراهقين غير موجودة، جاءت محاولات من بعض الكتّاب قدّموا فيها الحكايات الخياليّة والشعبيّة، وهي إلى أعمار الشبّان أقرب. ولهذا، يمكن القول إنّ أدبَ الأطفال هو نوع جديد نسبيًا من الأدب، حين ظهر إلى الوجود كانت كتب الأطفال تحمل داخلها دروسا في الأخلاق والسلوكيات التي يريد الكبار تمثّلَها في أبنائهم، نسخة مطابقة لسلوكياتهم هم وأخلاقهم. بعد ذلك، حلّت الكتب المصوّرة حيث امتزجت فيها الكلمة بالصورة في تقابل مدهش محببا للأطفال، وقد قامت دار نشر Blue Ribbon في نيويورك، في ثلاثينيات القرن العشرين، بتحريك شخصيات تلك القصص. كانت أول دار نشر تستخدم مصطلح "pop-up" لوصف الرسوم التوضيحية ثلاثية الأبعاد في الكتب المنبثقة، حيث يتفاعل القرّاء مع الأجزاء المتحركة عندما يقومون بفتح الكتاب أو قلبِ صفحاتِه، مما يجعل المَشَاهِدَ الثلاثيةَ الأبعاد جزءًا من السرد.
وتفنّن المصمّمون في هندسة الورق فعزّزوا المنتجات الأدبية للأطفال بأنواع أخرى من الكتب التفاعليّة المعقدة المصنوعة من مواد متينة وطبقات متعددة من الورق المقوى، يخاطبون بها فئات عمرية مختلفة تتراوح من الرضاعة إلى ما قبل المراهقة، ويهدفون من خلالها إلى جعل العناصر المرئية نابضة بالحياة، وعناصر عملية القراءة أكثر متعة، مع ضمان الاستخدام المتكرر.
في صناعة الكتب، يشكل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و12 عامًا فئة ديموغرافية خاصة منفصلة عن الشباب، والنوع الأدبي الذي يستهدفهم اصطُلِح على تسميته بأدب الأطفال، ويتضمن مجموعة متنوعة من الأشكال السردية مثل القصص والألبومات المصورة وروايات الأطفال والقصص المصورة، بالإضافة إلى القصائد والأناشيد. يهدف هذا الأدب إلى إيقاظ خيال الأطفال ونقل القيم الأخلاقية وتسليتهم ومساعدتهم على اكتشاف العالم بطريقة ممتعة، وبلغة مبسطة ومكيفة مع عمر القرّاء، وتلعب الصور دورًا حاسمًا، خاصة في ألبومات الأطفال الصغار، في مساعدتهم على فهم القصة.
ولبلورة تعريف دقيق ومتين لأدب الأطفال، ناقشت جينيفر جاسينسكي شنايدر(Jenifer Jasinski Schneider) أستاذة اللغة والأدب وتعليم القراءة في جامعة جنوب فلوريدا، في الفصل الثاني من ورقتها حول ماهية أدب الأطفال، مشكلة التعريفات والمحدّدات المتداولة للمصطلح. ومن خلال مختارات من النصوص وأمثلة من قصص الأطفال، نسفت شنايدر التعريف القائم على أنه مجموعة من الكتب المكتوبة للأطفال، أو التي يقرأها الأطفال، و/أو المكتوبة عن الأطفال، مشدّدة على أنّ هناك العديد من الكتب المكتوبة للأطفال تمّ تصنيفها في قسم أدب اليافعين، وهناك قصص مكتملة الأركان تُعرف بأنها كتب مع أنّها لم تطبع على ورق في شكل كتاب ولا تباع في المكتبات، وهي متاحة مجانًا لأي شخص متّصل بالإنترنت، وأن لا علاقة لحالة الكتاب من ناحية الشكل الفنّي والتجليد والتصميم بالجودة، إذ أنّه يمكن العثور على نصوص أدبية عالية الجودة خارج الصفحات المطبوعة للكتب، وأنّ أعمار شخصيات القصّة وسردها من منظور طفل ليس هو المعيار الأفضل للتصنيف أو المؤشّر للشريحة العمرية المستهدفة، كما أنّ نية المؤلف أو الرسّام ليست هي أفضل طريقة لتعريف أدب الأطفال.
وقبل أن تقوم بمراجعة التعريف المقدم سابقًا لأدب الأطفال، وتبسط التعريف الشامل له، طرحت شنايدر جملة من الأسئلة العميقة جعلتها مدخلا للنفاذ إلى المحدّدات الحقيقية للأدب المخصص للطفل: ما الذي يجعل الكتاب كتابًا؟ وهل تحدد المواد (الورق، الجلد، الخشب، العاج، شاشة الكمبيوتر) أو طرق الإنتاج (التجليد، اللصق، الخياطة، الترميز) تعريف الكتاب؟ وكم عدد الكلمات المطلوبة لكي تصبح القصة "أدبًا"؟ ومتى تنتهي الطفولة؟ وما هو المناسب للأطفال؟ وكيف نقرر ذلك؟ وهل يجب أن تتضمن الكتب نصًا أم طباعة؟ كم عدد الصور التي تعتبر كثيرة جدًا؟ إذا كانت الصور طفولية، فلماذا تتضمن النصوص للبالغين صورًا وفن غلاف؟ على سبيل المثال، تتضمن الروايات المصورة صورًا ونصًا. إذا كان بإمكان المشاهد تفسير القصة من الصور، فهل الكلمات ضرورية؟ هل أدب الأطفال عبارة عن مجموعة من الكتب؟ هل يقرأ الأطفال أدب الأطفال؟ هل أدب الأطفال مكتوب عن الأطفال؟ ما مستويات العنف المقبولة في كتب الأطفال؟ وما هي الصورة التي نريد تعزيزها أو التشكيك فيها؟
تذكّر شنايدر بقصّة "سندريلا" أشهر الحكايات الشعبية، وتشير إلى ما قامت به الأختان غير الشقيقتين من تقطيع أجزاء من أقدامهما لتناسب الحذاء، تعرضها كدليل على أن محتوى أدب الأطفال واسع ويصل إلى مواضيع الكبار سواء أحببنا ذلك أم لا. وخلصت في الأخير إلى أنّ أدب الأطفال هو تسمية لمجموعات النصوص المكتوبة و/أو المرسومة خصيصًا للأطفال و/أو عنهم وكذلك النصوص التي لم تُكتب و/أو مرسومة خصيصًا للأطفال و/أو عنهم ولكنهم اختاروا قراءتها و/أو مشاهدتها و/أو كتابتها.
وتحدثت ناتاليا كوتسيركوفا ومارجريت ماكي عن الكتب الرقميّة المخصّصة بميزات جمع البيانات التي تسجل مشاركة الأطفال وتاريخهم وتقدمهم لتجعل القارئ الشخصية الرئيسية في القصة، وانتقدتا التخصيصَ المعزز بالذكاء الاصطناعي الذي يعمل على تقليل قدرة الفرد على التصرف بشكل كبير، حيث يتم تشغيل التخصيصِ التلقائي بواسطة الخوارزميات، ومخاطبة القرّاء مباشرة بأسمائهم ويتم تكييف المحتوى دون سيطرتهم عليه أو موافقتهم الصريحة.
وهكذا، بظهور النصوص الرقمية المتعددة الوسائط وتوسيع كتب القصص الرقمية من الخيارات، لتخصيص الرسوم، وإضافة الأسماء وتسجيل الأصوت إلى القصة، تغيّرت الزاوية التي ينظر منها القرّاء لأدب الأطفال، وعلى عكس محتوى رسومات الكهوف والنصوص التقليدية المطبوعة قبل العصر الرقمي، تتطلب النصوص المتعددة الوسائط والرقمية من القرّاء الانتباه إلى الصّور المرئيّة وعناصرَ التصميم وعناصرَ النص التشعبي بالإضافة إلى اللغة المكتوبة.
وبما أنّ أدب الأطفال يضمّ في جرابه الرقمي وغير الرقمي، فإننا في هذه الدراسة سوف يقتصر حديثنا على أدب الأطفال التفاعلي أي السرد باستخدام التكنولوجيا الرقميّة.
ولغرض العرض التوضيحي، انتقيت من كتاب "شبكة العنكبوت لصيد الذباب"(1)، قصّة الكلب(2)، (قصّة غير محمية بحقوق الطبع والنشر، نُشر الكتاب أول مرة عام 1783)، وهو للكاتبة البريطانية إلينور فين (1743-1813Ellenor Fenn)، المتخفية خلف اسمِها المستعار السيدة لوفتشايلد، والقصّة حوارية موجّهة للأطفال، قمت بإعادة معالجتها والتصرّف فيها لتناسب ثقافة الطفولة العربيّة محتوى وأغراضا.
ونظرا لقيد العمر المناسب لأطفال تتراوح أعمارهم بين سن الثلاث إلى الثماني سنوات، لم أقف عند التحويرات اللفظية، بل تعدّيتها إلى تغيير شكلها الفنّي أيضا، وتحويلها من قصة ورقية خطّية تقليدية إلى قصّة رقميّة تفاعلية ديناميكية معقّدة لا يمكن التنبّؤُ بنهايتها. ولإكسائها طابع التسلية والمتعة بالإضافة إلى تحسين الإدراك وتطوير المعرفة، أنشأت باستخدام لغات برمجية(3)، بيئة تفاعلية افتراضية بالكامل بغية تسليط الضوء على أدوات تحليل السرد التفاعلي، وتوضيحها في سياق القصّة المختارة، (في الصورة النسخة الرقمية المصمَّمَة للاستخدام على متصفّح الواب ، يمكن استخدامها في وضع عدم الاتصال).
يضمن التحول إلى بيئة ورشة قراءة القصّة التفاعلية إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض التعلّم في علم اللغة الأدبي، وتعزيز المعرفة الأدبيّة والخيال، وتحقيق القدرات والمهارات اللازمة لفهم النصوص والوسائط الرقمية المتعددة التي يفتقر إليها الأطفال بما فيهم أولئك الذين بَرَعوا في استخدام التكنولوجيا لأغراض ترفيهية، كما يضمن هذا التحوّل إمكانية مشاركة القرّاء مباشرة في نسيج القصّة وتطويرها من خلال البيانات التي يقومون بإدخالها، بأنفسهم أو بمساعدة أوليائهم ومربّيهم، ثمّ المرور إلى فعل التأليف من خلال استرجاع القصّة بعد الاستماع وإعادة صياغتها مشافهة أو كتابة.
باختصار، مشروع بيئة ورشة السرد التفاعلي المرتبطة بأدب الأطفال يمثّل أنموذجا بسيطا لا غير، يمكن تضمينه في بيئة أوسع نطاقًا مليئة بالنصوص الأدبيّة مبوّبة حسب الأهداف والقضايا لتحسين مهارات القراءة والكتابة والتهجئة وفكّ شفرة الرموز المعروضة بصريًا لدى الأطفال، والمهارات الشفوية، والمهارات الرقمية لسدّ الفجوة الرقمية، والقدرة على تنظيم الأفكار وتذكر المعلومات المنطوقة لفترة قصيرة من الزمن.
تمّ تقسيم هذه المساحة الإلكترونيّة إلى ثلاثة مستويات هي كلّ ما يحتاجه الأولياء والمربّون لتحقيق أهدافهم التربوية. عند ولوج المستخدم إلى الورشة الرقمية سيتحتّم عليه اختيار الشكل الفنّي للنصّ الأدبي: قصّة صوتيّة أو قصّة مصوّرة أو القصّة التشعّبيّة متعدّدة الوسائط.
بشكل عام، يهدف المستوى الأوّل، أي "القصّة الصوتيّة"أو القراءة بالأذن، إلى توفير الوصول إلى الأدب والمعرفة للأطفال الذين يعانون من إعاقات بصرية أو صعوبات في القراءة، وتحفيز خيال الأطفال على رسم الأحداث والشخصيات في أذهانهم، وتحسين مهارات الاستماع والتركيز والذاكرة واكتساب المفردات لمتعلمي اللغة.
أمّا المستوى الثاني، أي "القصّة مصوّرة"، فهو عبارة عن شرائط مصورة تظهر على الشاشة وتتكون من صور ثابتة بشكل أساسي مع بالونات المحادثة، يعالج عسر القراءة في العصر الرقمي، حيث يمكن للأطفال استخدام استراتيجيّة القراءة بصوت عالٍ، وهي واحدة من أكثر الطرق فعالية لتعزيز تطوير التواصل اللغوي، ومهارات الفهم حتّى وإن كان النصّ مدعوما بالصور، ومهارات فك رموز الكلمات لديهم محدودة، استراتيجية مختلفة عن القراءة المشتركة والقراءة الموجهة والقراءة المستقلة ودراسة الكلمات.
ولكنّ القراءة من خلال الرؤية دون أيّ دعم للمادة اللفظية بصور إضافية هو الأنسب للطفل، لأن العناصر اللغوية عندما تكون مقيّدة بالرسوم التوضيحية أو بالوسائط الأخرى تضعف مستوى التخييل، وتؤدّي إلى قصور في تطوير طريقة التفكير التحليلي ومعالجة المعلومات اللغوية المتسلسلة، التي تنتقل في شكل حركات وإيماءات في مستوى الإدراك والمشاعر.
من جهة أخرى، يعمل هذا المستوى ككتاب صور سردي مرقمن يمكّن أطفال ما قبل الدراسة، الذين لا يستطيعون فك رموز النصّ، من خلق المعنى من الصور الخالية من الكلمات المصاحبة، والقدرة على فهم الأحداث السردية وتذكّرها بإعادة سرد القصّة بغض النظر عن عجزهم على فك شفرة الكلمات المكتوبة وقراءتها في بالونات المحادثة.
في تقرير مركز تحسين إنجاز القراءة المبكرة عدد CIERA-3-012 (4) المنشور بتاريخ 15/05/ 2001، يعتقد المؤلفان أليسون وسكوت باريس من جامعة ميشيغان أن التفكير السردي للأطفال هو مساهم أساسي في فهم القراءة المبكرة وأن تقييمات التفكير السردي بالصور يمكن أن تحدد الأطفال الذين يعانون من صعوبات (أو نقاط قوة) في الفهم. وبالاعتماد على كتب صور سردية تحتوي على تسلسل واضح للأحداث، سجّل المؤلفان ملاحظاتهما حول سلوكيات الأطفال وتفاعلاتهم أثناء قراءتهم للصور وبعد الانتهاء منها، وفقًا لمخطط مراقبة في تجربة تتكون من ثلاثة مراحل (مشاهدة الصور، إعادة السرد، الفهم الموجه) وخمس أجزاء تقييمية: ردود الفعل العفوية على القصة، وإعادة سرد القصة، وفهم المعلومات الصريحة، وفهم المعلومات الضمنية للقصة، والفهم الكامل للقصة.
وبغضّ النظر عمّا توصّلا إليه من تلك التجربة، فقد كانت فكرة استخلاص الأطفال استنتاجات من الصور حول مشاعر الشخصيات، والحوار، والاستنتاجات السببية، والتنبؤات، والموضوعات، فكرة جيّدة. كما تبع الأسئلة حول المعلومات الضمنية استقصاءات "لماذا" من أجل التمييز بين الأطفال الذين يمكنهم استخلاص استنتاجات "سطحية" وأولئك الذين يمكنهم ربط الاستنتاجات بأحداث أخرى في القصة.
أمّا المستوى الثالث المتعلق بالقصّة التشعبيّة متعددة الوسائط، مجال اهتمامنا بشكل خاصّ لتطبيق مبادئ السرد، فهو مَخبرنا الرقمي لتحويل الأشكال التقليدية من الكتابة، وأساليب إنتاجها ونشرها، إلى الأشكال الحديثة المعروضة على شاشات الوسائط الرقمية، والإنتقال بالنصوص السردية من الخطّية إلى غير الخطّية، ومن الجمود إلى الحركة حيث تظهر فيها جاذبيّة الصورة والحركة متفوّقة على الكتابة، تماشيا مع التغييرات المستمرة في البيئات الاجتماعية والوسائطية.
في هذه المساحة، وبالاعتماد على التكنولوجيا والوسائط المتعددة، قمت ببناء منصّة ككتاب أدبي رقمي بشكله المبسّط وفي حدّه الأدنى، يرتكز على الكلمات والألوان والصورة والصوت والحركة والفيديو والواجهة/التفاعل، بهدف شرح آليات السرد التفاعلي في كتب الأطفال الرقمية بطريقة مبسّطة، آخذا بعين الاعتبار مختلف المستويات.
تختلف وسائل القراءة وأشكال الكتابة وممارساتهما وبيئاتهما من عصر إلى عصر، ومن ثورة معرفيّة إلى أخرى. ومنذ بداية الاستخدام الجماعي للأنترنيت في أواخر الثمانينات، إلى حدّ اليوم، حيث أصبح فيه استخدام التقنيات الرقمية المختلفة (أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والبريد الإلكتروني والألعاب الإلكترونية والصور ومقاطع الفيديو الرقمية وما إلى ذلك) أمرًا شائعا في جميع مجالات الحياة، تحوّلت النصوص الأدبية إلى نصوص مشفرة في شكل رقمي، واختلفت الطريقة التي يتم بها إنتاج النصّ الأدبي وإدراكه عن تلك التي كانت في عصر هيمنة الكتابة على الورق. لقد أثّرت التقنيات الرقمية على الأدب على جميع المستويات، بما فيها مستوى السرد.
ونظرًا لكون الأدب الرقمي (السرد الرقمي، والنصوص التشعبية، والكتب الصوتية، والشعر البصري والحركي، والقصص المصورة المتحركة، وما إلى ذلك) تفاعليا مشفّرا يكسّر الخطّية السرديّة، فإنّه يتطلّب تفاعل القرّاء، وقرارات الطفل المستخدم والمسارات التي سيتبعها هي جزء من النص، ويجب أن يكون لها معنى طوال السرد.
على سبيل المثال، لدعم تفاعل الطفل وتأسيس علاقة جديدة بينه وبين النصّ الأدبي إلى حدّ يصبح فيه مؤلفًا مشاركًا، فقد قمنا بطرح خيارات متنوعة تساعده على الانغماس في النصّ، ووضعناها أمامه لإنشاء سرديات مختلفة من المحتوى الموجود.
ولأنّ تكلفةَ مواردَ الوسائط المتعددة، مثل مقاطع الفيديو والمستندات والصور وما إلى ذلك، عاليةٌ، وبسبب قيد الزمن المخصّص لتقديم هذه الورقة، فقد اضطررنا إلى التضحية بجودة التصميم والحد من عدد الخيارات التي يُسمح للمستخدم باتخاذها طوال السرد، بمعنى آخر أنّ المساراتِ البديلةَ المقترحة من المحتوى الجاهز قليلةٌ جدا، وسهلة الاستخدام، لغرض تنفيذ نموذج السرد المتفرّع، ولا تمكن المستخدم من أن يكون له أيُّ تأثير حقيقي على القصة، حيث أن هذه الخيارات كلها مسبقة التأليف ومبرمجة. ولكن بالإمكان التوسّعَ فيها ليكون نموذجًا أكثرَ مثاليةً للسرد التفاعلي داخل عالم القصة.
يتطلّب تصميم بيئتنا التعليميّة نمذجة شخصيتين من القصّة: الأم وطفلها، بالإضافة إلى الكلب وتشكيلَهما في أوضاع مختلفة، وبملامح مختلفة، وبأزياء متنوّعة. لقد استخدمت برنامج DAZ STUDIO لتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد، وتحريكها. ويمكن استخدام غيرها من أدوات التصميم الثلاثي الأبعاد وهي كثيرة ومتطوّرة.
عند نقر الأطفال على زر اختيار سرد القصّة التشعبيّة متعدّدة الوسائط في لوح اختيار المستوى يتمّ نقلهم ديناميكيا إلى واجهة المحتوى ذي الصلة للتفاعل مع السرد، يمكن للطفل من خلالها استكشاف القصّة بتنسيق الفيديو، والتي تتغيّر فيها ملامح شخصيات القصّة وأطر الأحداث حسب اختيارات الطفل المختلفة، غالبا ما تعرف تلك الطرق الخاصّة التي ينتهجها الطفل لنقل القصّة باسم السرد التفاعلي.
في قصّة الكلب، من أجل جذب انتباه الطفل وقابليته للتواصل، قمنا بتزويده بطريقتي عرض، أحدهما برسومات مسطّحة، ثنائية الأبعاد، والآخر برسومات ذات بعد ثالث يمثّل العمق. كما مكّناه من قائمة واسعة من الاختيارات لمظهر وأوصاف شخصيات القصّة، وأطرِها المكانيّة. فهو باستطاعته أن يختار لونَ شعر الشخصيّة وبشرتَها وملابسَها، ويجعلها في مستوى عال من الواقعية، أو أن يبتعد عنها ويخترقَ حدودَها إلى المخلوقات الخيالية والأبطال الخارقين. فبفضل هذا التنوّع، يمكنهم رؤية الاختلافات والتعرف على الأشخاص ذوي البشرة الملوّنة ويتآلف معهم.
أمّا الأطر المكانيّة المعروضة عليه، والتي تمثّل مسرح الأحداث والخلفيّة في التحرير المرئي، ففيها المفعّل، وفيها غير المفعّل، والأطر غير النشطة، التي يتمّ تظليلها باللون الرمادي إشارة إلى أنّ الإختيار غير صائب عند النقر عليها، هي لتلك الرغبات التي تجنح بعيدا عن تقاليد المجتمع وقيمه الثابتة، ولكنّ وجودَها في القائمة ضروريٌ ومفيد لتقييم تصوّرات الطفل الذهنيّة. على سبيل المثال، لا يمكن للمستشفى أن يكون إطارا مناسبا للأحداث لعلّة وجود الكلب، ممّا يعني أنّ الإختيار غير موفّق. ولجعل ما لا يكون يكون، أضفنا قائمة منسدلة لاستبدال الكلب بحيوان آخر يختاره.
وبناءً على الأوامر التي يقوم الأطفال بإدخالها مسبقا، يتم إعادة تنظيم المحتوى بما يتوافق مع طلباته، ثم تعرض عليه القصّة من جديد للاستماع. هذا التكرار يهدف إلى تمكين الأولياء والمربّين من مطالبة الصغار بسرد القصّة ووصف شخصياتها بما يطابق اختيارتهم، لتحقيق التطوير المعرفي والأدبي لهم، وتحسين مهاراتهم اللغويّة.
يعد سرد القصص الرقمية أحد أهم الطرق لنقل القيم والثقافة والحياة الاجتماعية إلى الأطفال لتنمية هويتهم. وتعكس موضوعاتها الرقميّة جانبًا تعليميًا وتربويا يخبر القارئ بالغرض العام من القصة. تحتوي قصّة الكلب على موضوع الرفق بالحيوان. وقد تم تقسيم المحتوى الخاص بنا بحيث يصف كل مشهد حدثًا أساسيًا واحدًا. يرتبط كل حدث بعناصر الحبكة مع افتراض أن وقت القصة ووقت السرد لا ينحرفان.
شخصية السارد مغيّبة تماما، هنا، في هذه القصّة الحوارية. ولكن، هناك إمكانية لاستخدام شخصيّة نضالية أو علميّة، ودمجها في نصّ تجربة سردية أخرى، تقوم بالوساطة اللفظية أثناء الحكي ورواية القصّة بدلاً من الشخصيات الأسطوريّة الغريبة أو الشخصيات الحيوانيّة التي تتخذ خصائص بشرية، وهذا مهم، لتعريف الأطفال بالقامات الوطنيّة، وجعلهم مقرببين منهم، مألوفين لديهم، مرتبطين بقيم ثقافة أوطانهم وماضيهم. ودور الأولياء، في مجتمع المعلومات، دور حاسم في تطوير مهارات السرد والفهم لأطفالهم كي يصبحوا قرّاء واثقين وقادرين، وإعدادهم لمتطلبات اللغة المعقدة للقراءة لا يتوقّف عند القراءة المشتركة والتشجيع على إعادة سرد القصة بكلماتهم الخاصة، بل ينضاف إليه المشاركة في اختيار الأنشطة الهادفة والكتب الرقميّة التي تتوافق مع اهتمامات الأطفال، و إنشاء بيئة عاطفية ولغوية داعمة تغذي مهارات القراءة المبكرة وتعزز حب القراءة مدى الحياة.
ومن أجل القيام بهذا الدور على أحسن وجه، يتعين على الأسر، امتلاك الموارد المالية والمهارات الرقمية اللازمة للمشاركة الرقمية، وهذه الإمكانيات غير متوفّرة لدى العائلات ذات الدخل المنخفض. بعض الأسر لا تتمتع بالوصول إلى مجموعة متنوعة من الكتب أو الأجهزة التكنولوجيّة للقيام بهذه المهمّة على الوجه الصحيح.
يواجه بعض الأولياء تحديات مادية تؤدّي إلى خلق فجوة رقميّة وإستبعاد رقمي بين الأطفال الذين لديهم آباء مؤهلون لأجهزة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنزل والأطفال الذين لا يملكون هذه الموارد بسبب المتغيّرات السريعة في التكنولوجيا والخوف الناتج عن ذلك من التقادم، بالإضافة إلى التكلفة العالية، للمعدّات والاتصال بالانترنيت. في حين يرى آخرون أنّ الكتب الإلكترونية للأطفال تشتت انتباه الطفل، ويعتبرونها غير مناسبة للقراءة.
أخيرا وليس آخرًا، نذكّر بأنّ أدب الطفل الرقمي قد أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال ولا ينبغي للأولياء والمربّين تجاهله. لقد استُخدم أدب الأطفال منذ فترة طويلة ليس فقط للترفيه ولكن أيضًا لتثقيف القراء الصغار وتشكيل فهمهم للعالم. ليصبحوا في النهاية أفرادًا أكثر تأملاً وتعاطفًا ووعيًا اجتماعيًا. أمّا السرد التفاعلي في كتب الأطفال الرقمية فهو يسمح بالتأثير على القصة من خلال الأفعال أو القرارات أو التفاعلات. على عكس السرد الخطي، قد تحتوي القصص التفاعلية على مسارات ونهايات متعددة، مما يمنح الأطفال دورًا في تشكيل الحبكة. يمكن أن يؤدي إدراج الرسوم المتحركة والمؤثرات الصوتية والصور التفاعلية واختيارات القارئ إلى تحويل القراءة السلبية إلى تجربة استكشافية نشطة. لا يقتصر دور القرّاء على تلقي القصة ولكن يمكنهم التفاعل مباشرة مع النص أو الرسوم. قد يتضمن ذلك اتخاذ خيارات تُغيّر الحبكة، أو لعب ألعاب صغيرة مضمنة في السرد، أو التفاعل مع الشخصيات. ويوفر نوعًا من التعليم والتواصل الاجتماعي الذي ينقل أهداف المجتمع ومخاوفه وتوقعاته ومتطلباته.
الشكر والتقدير:
في الختام، أود أن أشكر محافظ المهرجان الثقافي الدولي للكتاب ولأدب والشعر بورقلة، وأعضاء لجنة الإعداد والتنظيم على تقديم هذه الدعوة لزيارة الجزائر في أيّام الاحتفالات بالذكرى السبعين لعيد الثورة التحريريّة، واستضافتي في الملتقى الدولي السادس لأدب وثقافة الأطفال في عصر الوسائط الرقمية وعالم الميتافيرس. كما أشكر صديقي البهي أستاذ الفلسفة أنور البصلي والتلميذين رنا حسني، في دور الأم، ويوسف حسني، في دور الابن، لأدائهم المتميّز في تحويل القصّة من المكتوب إلى المسموع. وكلّ التقدير للحضور الكريم.
الهوامش:
* ألقيت هذه المداخلة في الملتقى الدولي السادس لأدب وثقافة الأطفال في عصر الوسائط الرقمية وعالم الميتافيرس. بمدينة ورقلة الجزائرية، من 25 إلى 28 نوفمبر 2024
1) Mrs. Lovechild (Ellenor Fenn), COBWEBS TO CATH FLIES: OR, Dialogues in Short Sentences, C.S. FRANCIS & CO. NEW YORK 1851.
2) الكلب:
الولد: أنا أحب الكلب. ألا تحبينه؟
الأم: نعم، بالتأكيد.
الولد: أنظري لقد هزّ ذيله! هل يحبني؟
الأم: كما ترى، إنّه سعيد لرؤيتك، فهو يهز ذيله، وعندما يهز ذيله، يقول: أنا أحبك.
الولد: هل يخبرني ذيله بذلك؟
الأم: نعم، يقول: أنا أحبك، أنا أحبك، أرجوك أحبني.
الولد: ولكن عندما نخرج، يهز ذيله أيضا، فماذا يقول ذيله إذن؟
الأم: يقول، أرجوك دعني أخرج، أريد أن أذهب معك.
الولد: أنا أحب أن يذهب معي.
الأم: خذ هذه الكعكة، هي لك.
الولد: كعكة لذيذة! انظري إلى الكلب! كيف يبصبص بذيله الآن! لماذا يهزّ ذيله؟ لماذا يحرّكه كثيرًا؟
الأم: إنّه يتوسل إليك للحصول على قطعة من الكعكة. يقول ذيله: أحبك، لديك كعكة ، وليس لدي شيء، أرجوك كن لطيفا معي وأطعمني. ألن تعطني بعضًا من كعكتك؟
الولد: كلبي الرائع! هل تريد قضمة من كعكتي؟ هاك، خذ اقضم! أوه، لقد أكلها كلها! لم يترك لي شيئا. الآن لم يبق لي شيء. أنت وقح.
الأم: لا عليك، سأعطيك كعكة أخرى.
الولد: الآن لن أعطيك شيئا من كعكتي هذه، أوه. لن تأخذ أي شيء منها، فقد كنت وقحًا.
الأم: لم يكن يعلم أنه لا يجب أن يأخذها كلّها. لا يمكنه أن يفهم كل ما تقوله له.
الولد: حسنًا، سأعطيه القليل من هذه. سأقطتع منها قطعة وأعطيها له.
الأمّ: من الجيد أن تفعل ذلك. يجب أن نكون لطفاء مع الحيوانات ونعطيها ما تطلب.
الولد: لقد أعطيته منها، فلماذا يرغب في المزيد؟
الأمّ: لم يتناول وجبته اليوم. لم يتناول أيّ شيء حتى الآن. وأنت تناولت طعامك.
الولد: يا للكلب المسكين! يجب علينا عدم تركه جائعا، عند الظهر سأطلب بعض اللحم لأعطيه له، فهو لا يستطيع أن يطلب مثلنا، ليته يتحدث عندما يريد طعاما. لماذا ينبح على الناس الغرباء؟
الأمّ: عندما يرى شخصا لا يعرفه، يسأله: "من أنت؟ من أنت؟ ماذا تفعل هنا؟ ما سبب مجيئك؟ أنا حارس هذا المنزل فأخبرني لأعلم ساكنيه أنك هنا، سأستدعيهم لينظروا في أمرك. هب هب هب"
الولد: هل يقول الكلب كل هذا؟ لماذا يتوقف عن النباح بمجرد خروج أحد أفراد العائلة؟
الأمّ: إنه ذكي لدرجة أنه يعرف أنه لا يحتاج إلى النباح بعد ذلك.
الولد: لماذا يلهث عندما يكون الطقس حارًا؟ هل يمكنك أن تخبريني لماذا يفعل ذلك؟
الأمّ: ليبرّد لسانه.
3) لهذه المناسبة استعملت اللغة البرمجية HTML و JAVA-script- ويمكن استعمال أيّ لغة برمجية أخرى أكثر فعالية لتحقيق الهدف ذاته مثل C++ و C # و VISUAL BASIC وغيرها.
4) Ozbay, Ipek & Yagmur Ozge Ugurelli, Changing Children’s Literature in the Digital Age: Digital Books, published: « International Journal of Education & Literacy Studies » January 31, 2023, Volume: 11 Issue: 1.
المراجع:
1) Wahyuningsih, Titik, Introducing Children’s Literature By Maximazing Tabtale s Interactive Booksat Digital Devices, SELT 2013 Proceeding.
2) Schneider, Jenifer Jasinski, (2016).What is Children s Literature? In The Inside, Outside, and Upside Downs of Children s Literature: From Poets and Pop-ups to Princesses and Porridge (p. 9-27).
3) Daiute, Colette, Narrative Analysis of Interactive Digital Storytelling, Springer International Publishing Switzerland 2014.
4) Bellotti, Andréa & Pedro Biz & Washington Dias Lessa, Navigation in interactive visual narrative for children’s appbooks, Springer-Verlag Berlin Heidelberg 2015.
5) Paris, Alison H. Paris, Scott G. Children s Comprehension of Narrative Picture Books. Report N° CIERA-3-012 Center for the Improvement of Early Reading Achievement, Ann Arbor, MI. PUB DATE 2001-05-15 CIERA/University of Michigan, 610 E. University Ave., Room 1600 SEB, Ann Arbor, MI 48109-1259. Web site: http://www.ciera.org.
6) Kucirkova, Natalia & Mackey, Margaret. Digital literacies and children’s personalized books: Locating the ‘self’, London Review of Education, 18 (2): 151–162. https://doi.org/10.14324/LRE.18.2.01, Publication date: 21 July 2020.
7) Wolff, Annika & Mulholland, Paul & Zdrahal, Zdenek & Joiner, Richard Re-using Digital Narrative Content in Interactive Games. متاح على الأنترنيت عبر الرابط التالي: http://dx.doi.org/doi:10.1016/j.ijhcs.2006.10.003.
8) Kucirkova, Natalia : Theorising Materiality in Children’s Digital Books, Libri & Liberi • 2019 • 8 (2):279-292
9) Exley, Beryl : Using children s picture books to develop students critical literacy responses, The Korean Association of Primary English Education (KAPEE) , “Promoting Creativity in Primary English Education” 19th January, 2013 , conference Host: Seoul National University of Teacher Education, South Korea.
10) Khan, Zafar: Children s Literature in Africa: A Critical Appraisal, Research Journal of English Studies and Culture, Vol. 7, January 2019, Pp. 50-55.
11) Mrs. Lovechild (Ellenor Fenn), COBWEBS TO CATH FLIES: OR, Dialogues in Short Sentences, C.S. FRANCIS & CO. NEW YORK 1851.
12) Ozbay, Ipek & Yagmur Ozge Ugurelli, Changing Children’s Literature in the Digital Age: Digital Books, published: « International Journal of Education & Literacy Studies » January 31, 2023, Volume: 11 Issue: 1.
#فتحي_البوكاري (هاشتاغ)
Boukari_Fethi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟