ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 18:11
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
"وجدت نفسي منفصما الى شخصين:الشخص الاول يحاول ان يعثر على أثر للجرائم التي يتهم بها فلا يجد،والشخص الثاني يخترع الجرائم حين يعجز الشخص الاول عن اختراعها،وفي هذا المجال كان ضابط التحقيق يقدم لي عونا لايقدر بثمن حيث رحت أنا وهو نخترع معا في عمل ثنائي ناجح،وهكذا حين كانت مخيلتي تعجز عن اختراع الجرائم كان المحققون يهرعون لنجدتي".
هذا المقطع من عرض الحال الداخلي-النفسي المؤلم هو من رسالة ارسلها المخرج المسرحي الروسي فيسفولد مايرهولد الى مولوتوف رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي في عهد ستالين قبل اعدامه!!!.
ملاحظة:برأته المحكمة العليا السوفيتية من جميع التهم في عام 1955
حال مرعب جدا و(اورويلي)وتراجيكوميدي فريد عندما نعاين المشهد الانساني البائس والمذل للذات البشرية،و في مجتمع يدعي نظامه السياسي بأنه يوتوبيا العدل والمساواة والحرية،فماذا نجد؟! ينحط فيه الانسان وينحدر ويتشوه،ويتماهى فيه المواطن-الضحية مع جلاده!.فينفصم الى ذاتين متناقضتين:احدهما هو الضحية،والآخرهو الجلاد! شخصيتان:شخصية المواطن المغلوب على أمره والبريء الذي يجهل تهمته كحال بطل كافكا جوزيف ك في رواية(القضية)والشخصية الاخرى تتلبسها طغيانية السلطة،وسيف الادانة والحكم،فيأخذ في اختراع جرائمه الوهمية :عميل انكليزي!.وعميل للميكادو الياباني!.او عميل للنازي الالماني! الخ من العمالات!.حتى يستحق العقوبة المقررة له كمعادي للنظام ويستحق الموت بالرغم من براءته!فماهي الخطورة التي كان يشكلها المخرج المسرحي المبدع مايرهولد على النظام السوفيتي ليستحق الاعدام؟!.وماهي الجرائم الشنيعة التي ارتكبها حتى يستحق عليها التصفية والابادة؟!.الجواب سلبي جدا !فالنظام التوتاليتاري التسلطي القامع لايعاقب على افعال جرمية حقيقية ارتكبت!.بل هو يعتبر كل مواطن مشروع تآمر وتخريب واجرام وعمالة وتجسس لصالح العدو الخارجي!.فالنظام البوليس يخترع الخصوم المعارضة اختراعا،وحتى لو لم تكن هناك ادنى عداوة او معارضة للنظام!.وهنا تستجيب الضحايا لنداء الجلاد و السلطة وتبتكر جرائمها الفظيعة بحق اللوياثان المسكين!!!
..............................................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟