|
- اللاارضويه- بديل الماركسية الافله/3
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 16:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غادرت العملية التحولية الكونيه الازدواجية مابين النهرينيه الطور الثاني من تاريخها الدوراتي الانقطاعاتي عند القرن الثالث عشر، بعدما تهيأت الاسباب للانقلاب الالي بدفع من اعلى ممكنات الاقتصاد التجاري الريعي. بانتظار تحفيز الاصطراعية الطبقية، وصولا لانبثاق العنصر الضروري من خارج عملية الصراع الازدواجي الثنائي، وهو مالم يصبح واقعا الا مع القرن السابع عشرمع الالة، بينما كانت الدورة الثالثة الازدواجية المجتمعية قد قد بدات قبل التاريخ المشار اليه، فمع القرن السادس عشر عادت ارض سومر للانبعاث في دورة مجتمعية لاارضوية ازدواجية مع ظهور "اتحاد قبائل المنتفك" في ارض سومر التاريخيه نفسها تكرارا، مغلفة بذات وطاة النقص القصوري البشري الحاسم الذي ظل يميز الدورتين، الاولى السومرية البابليه الابراهيميه، والثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، فما كان لتعذر"النطقية" اللاارضوية ان يتغير ابتداء، وبالاخص تحت شروط الاصطراعيه اليدوية، دلاله على عمق القصورية الادراكية العقلية البشرية. واذ حدثت تزامنا مقدمات الانقلابيه الالية، وقبلها بقليل الانبعاثية الحديثة الرافدينيه الثالثة الحالية، فان عنصرا حاسما قد رافق اليوم العملية التاريخيه المجتمعية وديناميات وقوانين حركتها الذاهبة الى مابعد مجتمعية. وكما هي العادة وماقد تكرر دائما عبر تاريخ الاصطراعية اللاارضوية/ الارضوية، فان المنقلب الحديث النوعي كان مكتوبا له ان يكرر بافق عالمي، الاصطراعية المشار اليها بوسائل مختلفة، وبالدرجة الاولى عالميا، بدل الاصطراع الذاتي الداخلي التقليدي، المفضي مع كل دورة الى الانقطاع. وهكذا يكون الانقلاب النوعي الالي قد غير آليات الاصطراعية الازدواجية الارضوية اللاارضوية، ليدخل العالم من وقته تاريخ الاصطراعية التحولية الانقلابيه من الارضوية التي ظلت غالبه ومتسيده نمطا ابان الطور اليدوي، بينما اللاارضوية الحاضرة بلا نطقية ولا حضور معلن يوازن دورها غير المشخص وموقعها، بينما استمر العالم على مدى يقرب من ثلاثة قرون خارج الحقيقة الاصطراعيه، تلعب ثوابت ومتبقيات الوعي الارضوي الراسخ فيه دورا فاصلا، غيب الحقيقة الانقلابيه واعادها الى ماقبلها فكانها استمرار لليدوية في زمن الالة المختلف كليا، وهو ماقد تكفلت به المنطقة الطبقية التي فيها ظهرت الالة قبل غيرها، مكرسة حالة من التوهمية مادون الادراكية الضرورية المتناسبة مع الانقلابية الحاصلة. ومع التسارع غير العادي الذي طرا على الديناميات المجتمعية الارضوية، وبالذات منها الطبقية المرتفعه الديناميات كينونة، فلقد حظيت منطقة الانبجاس الالي الاوربية بكل اسباب الرجحان والغلبة على مستوى المعمورة، مستفيدة من استمرار فعل الطور اليدوي على الحال المجتمعي خارج اوربا، بينما لم يكن واردا الاعتقاد بوجود مجتمعية من نوع اخر هو الاكثر تلاؤما مع الحدث الانقلابي الالي، والموضع المرهون تحققه بعد دورتيه الاولى والثانيه بالانبثاق الالي، بعد مروره بما هو لازم وضروري من اسباب اكتمال الالة نوعا تشكليا، بعد طور من الاصطراعيه الذاتيه المجتمعية الناجمه ابتداء عن الالة وفعلها التغييري للكينونه المجتمعية اليدوية، اي بعد تحول آليات التشكل المجتمعي، من كونها عملية بيئية، بشرية ابتداء الى حال اخر يدخل فيه عنصر من خارجها، ومختلف عن طبيعتها، هو الالة التي تصير المجتمعات مع انبثاقها محكومة لفعل ثلاثة عناصر: هي البيئة، والكائن البشري، والاله، الامر الذي يولد اصطراعية نوعيه انقلابيه مختلفة تلقي بنتائجها واثرها على المجتمعات بنية، كماعلى الاله محوله اياها من صيغتها الاولى المصنعية، الى التكنولوجية الانتاجية الحالية، الى التكنولوجيا العليا الوشيكه. عند القرن العشرين تبدا الاصطراعيه التحولية الكونيه مع وصول الغرب ممثلا ببريطانيه وجيشها عام 1914 الى اقصى جنوب العراق، لتصعد من هناك الى عاصمة الامبراطورية والدورة الثانيه المنهاره متسببة بصعودها من نقطة الامان التاريخي، في الثورة اللاارضوية الاولى غير الناطقة عام 1920 ،تلك الوجودية التي حركها المرور من اسفل جنوبا في منطقة من العالم هي الاكثر تعرضا للغزو على مر التاريخ من الشرق والغرب والشمال، من الجبال الجرداء والصحارى، نحو ارض الخصب، الا منطقة الجنوب منطقة الامان التاريخي والتبلور المجتمعي الدائم، عدا عن نوع القوة الغازية الالية عسكريا، والتي قوبلت بالفالة والمكوار ،وقتالية اللاارضويين المشرفين على احتمال الفنائية، لتتسبب في وضع الغازي على حافة الهزيمه، وتجبره على الانسحاب كما قد جرت التهيئة من قبل قيادة الحمله البريطانية، لولا اعتبارات الاستدراكية الانقلابيه من الاستعمار القديم الى "الجديد"، قبل اوانه باربعين عاما، بخيار اقامه حكومة "من اهل البلاد" لضمان ماممكن من النفوذ الاستعماري(1). ومن حينه دخلت ارض الرافيدن الازدواجية حقبة من التاريخ غير المسبوق، بالاخص بما يخص تحوله بعد انتهاء الدورة الثانيه بعد 1258 تاريخ احتلال هولاكو لبغداد حيث قامت من حينه حالة من البرانيه اليدوية، تاخذ من العاصمة المنهارة مركزا رمزيا بلا سلطة او حكم شامل لبقية البلاد، بالاخص بعد القرن السادس عشر مع الانبعاث الحديث حين سادت حالة اصطراعية لاارضوية ارضوية، برانيه يدوية، تتعاقب عليها الدول واشباه الامبراطوريات من هولاكو الى العثمانيين، عاش العراق ابانها منقسما بين كيانيه سفلى من طبيعتها عدم الاعلان عن ذاتها، ومركز براني يتوهم "حكم العراق" لاتتعدى سلطته اسوار المدن الكبرى،علما بان العراق الاسفل كان عام 1787 قد حرر البلاد من بغداد الى الفاو بالثورة الثلاثية بقيادة ثويني العبدالله، ومشاركة حمد الى حمود شيخ الخزاعل، وسليمان الشاوي الامير العبيدي البغدادي وذلك خلال الطور التشكلي القبلي الذي استمر من القرن السادس عشر الى حينه(2)، اي الى القرن الثامن عشر، لتبدا من وقته الفترة الانتظارية النجفية، وتبقى غالبة الى حين وصول الحملة البريطانيه وانطلاقة الثورة اللاارضوية غير الناطقة الاولى عام 1920. وقتها يدخل العراق طور الاصطراعية الافنائية التوهمية الغربية الاليه، ليغدو محكوما لفعالية متبقيات القصورية العقلية التاريخيه مضافا لها المفهومية الافنائية التوهمية الغربية، يقابلهما فعل "الاستبدال اللااارضوي" الحاضر دائما، وكان في خلفية الفترتين الحديثتين، وظهر في الفترة الافنائية الاخيرة متخذا شكل الاستبدال الاستعاري مع قيام "الشوعيه اللاارضوية" في ارض سومر من جديد/ في الناصرية/ المنتفك، وهي تجربة استثناء على مستوى المعمورة في حينه، فالماركسية وماتولد عنها من صيغة "شيوعيه" لينينيه، تهأت لها الاسباب هنا كي تنتقل من ماركس والرؤية التحولية الارضوية الطبقية، الى اللاارضوية مجتمعيا، متعدية المجال الطبقي الى المجتمعي بصفتها عاملا وعنصرا اصطراعيا مضادا للافنائية التوهمية الغربيه. يتبع :شيوعيه اخرى مابعد ماركسية لينينه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ الهوامش مع الحلقة الاخيرة.
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/2
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله /1
-
الوطن كونيه العراقية حين تظهر/ملحق
-
-الوطن كونية العراقية-حين تظهر/ 5
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر/4
-
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/3
-
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/2
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر؟/1
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/4
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/3
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/ 2
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمية والعصر/1
-
اسرائيل المهزومه: لماذا وكيف ومتى؟/ 7
-
اسرائيل المهزومة: لماذا ومتى وكيف؟/6
-
اسرائيل المهزومة لماذا ومتى وكيف؟/ 5
-
اسرائيل المهزومة: لماذا ومتى وكيف؟/4
-
اسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/3
-
إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/2
-
إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/1
-
ا الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/3
المزيد.....
-
رئيس كوريا الجنوبية يقبل استقالة وزير الدفاع ويعين السفير لد
...
-
الأسد يوجه بزيادة 50% على رواتب العسكريين وسط تصعيد عسكري شم
...
-
توغل إسرائيلي شمال خان يونس، ومقتل العشرات في غارات جوية
-
تعليق الدراسة بسبب انقطاع الكهرباء في كوبا
-
القاهرة.. منتدى لخريجي الجامعات الروسية
-
وفد أوكراني يلتقي مستشار ترامب المستقبلي
-
وسائل إعلام فرنسية: ميشيل بارنييه سيقدم استقالة حكومته الخمي
...
-
الولايات المتحدة تهدد بفرض عقوبات على جورجيا بسبب قمع الاحتج
...
-
فيتنام.. مقتل 12 جنديا في انفجار خلال تدريب عسكري
-
بعد زلزال دمياط.. رئيس البحوث الفلكية في مصر يوجه رسالة حاسم
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|