أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- بتروها حينما أرعبتهم














المزيد.....

الحرب على غزة- بتروها حينما أرعبتهم


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ وإلى اليوم الرابع من ديسمبر/٢٠٢٤ والمقاومة الفلسطينية لا تزال تسطٌر في بسالة عزّ نظيرها وبأسلحة متواضعة صفحة ساطعة في تاريخ هذه الأمة في مواجهة الآلاف من عصابات الجيش الصهيوني ومرتزقة العالم، تعززهم مئات الدبابات والطائرات والمروحيات الأميركية والبريطانية وغيرها.
وقد اعترف قادة العدو أكثر من مرة ببسالة المقاومة وصمودها. حيث صرح قائد لواء جفعاتي بتاريخ ٣/ديسمبر/٢٠٢٤ قائلا "المقاومون يخوضون معنا حرب عصابات في جباليا وهم موزعون في مجموعات صغيرة تضم شخصين أو ثلاثة، وبعضهم ممن شارك في هجوم ٧ أكتوبر. وهؤلاء يفضلون الاستشهاد على الاعتقال ولا يستسلمون".
وجيش الاحتلال وكما هي عادته، حينما انكسرت شوكته أمام شراسة المقاومة، لجأ إلى قتل المدنيين العزّل، دون تفريق بين طفل أو شيخ أو امرأة، دون التفريق بين صحيح البدن أو ذي إعاقة. دون التفريق بين منزل سكني أو مستشفى، ولا بين حيوان أو شجر أو بشر.
وقد وصلت وحشية هذا الجيش إلى أقصى حدودها حينما منعت ذوي الشهداء من دفن جثامين شهدائهم المتبعثرة في ساحات المستشفيات والشوارع والأزقة عن طريق التهديد بالقنص والقصف، فاقتاتت عليها الكلاب التي لم تسلم من سياسته التجويعية في مشاهد قاتمة في وجه الإنسانية، تجعل من الكلمات التي نكتبها خيانة، لأنها عاجزة عن فعل شيء أمام التواطئ العربي المذلّ. لكن ولأننا ممتلئين بفلسطين عامة واليوم غزة خاصة ، فإننا نقدم على فعل الكتابة بهدف التوثيق للتاريخ، وحتى لا تسقط جرائمهم هم، والملاحم التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ومواقف أهل غزة تجاهها من ذاكرة الأمة، وهذا أضعف الإيمان ولنا ما سعينا بإذن الله.
فاليوم وبعد مرور أكثر من عام على مجازر الإبادة في غزة بحق أهلنا العُزّل نستطيع القول بأن ما يحصل هو فصل آخر أكثر من نكبة، وهو فصل آخر من فصول العجز العربي. العرب الذين يمتلكون الدبابات والرصاص والمجنزرات والطائرات، يستخدمونها للاستعراضات فقط، وبعد سنوات وربما عقود يتباهون بوضعها في متاحف السلاح الكاذبة وكأنها خاضت حروب التحرير ونجحت فيها!! إنها الحقيقة التي تدمي القلب وتجرح الكرامة وتحشرنا كل لحظة تُخذل فيها غزة اليوم في زاوية العار والشعور بالتقصير والذنب. هذا الذنب الذي بات كالجرح الناكئ الذي لا يلتئم لأن غزة تُخذل على مدار الساعة بمجزرة هنا وقصف هناك وتجويع وحصار وتهجير وتنكيل مستمر باختلاف وسائله في محاولة لقتل بذرة المقاومة.

أطفال غزة هم بذرة المقاومة التي يخشاها العدو الفاشي ويخشى نموها وتكاثرها. لذلك فهو يستهدفها هي بالذات وبكل قسوة، يستهدف أطرافها التي ستمسك السلاح يوما ضد ظلمهم وتبترها بكل وحشية.
ففي تصريح صدر مؤخرا عن الأمين العام للأمم المتحدة "انطونيو غوتيريش" قال فيه أن "قطاع غزة يشهد أكبر عدد في العالم من الأطفال المبتوري الأطراف نسبة إلى عدد السكان" وأشار إلى أن "العديدون يخسرون أطرافهم ويخضعون لعمليات جراحية بدون بنج حتى" واعتبر ما "يحصل أنه من أخطر الجرائم الدولية".
قال... لكنه أعجز من أن يفعل شيئا لهم لأن الصرح الذي أطلق تصريحه من خلاله هو تابع للولايات المتحدة الأمريكية التي ترعى ذيلها الصهيوني بل وتدعمه ليرتكب تلك الجرائم.

لكن لماذا البتر تحديدا؟ ولمَ يقدم العدو على استخدام أسلحة تتسبب ببتر الأطراف؟
الإجابة تكمن بالأقدام التي شاهدناها منذ بداية الطوفان تنتعل النعال البلاستيكي الممزق، يخرج صاحبه من بين الركام، يلصق قنبلة من مسافة صفر وينسف أسطورة الجيش الذي لا يهزم، وفخر صناعته "الميركافا" ثم يختفي بنعاله من حيث لا يدري العدو.
كما يكمن السبب في أصابع قناص لم يدخل العشرين من عمره، يضغط على سلاحه ويصيب هدفه من قطعان الجيش المدجج بالسلاح والذي حين نزل إلى الميدان ظن نفسه يدخل لعبة أطفال أغرار لا يتقنون فن الضغط على الزناد ومتابعة اللعبة، صدمه الواقع وأن من ظنه طفلا كان جيش بكامل عتاده.
لذلك يقدم هذا العدو على استخدام ما يبتر هذه الأطراف الصغيرة بحجمها الكبيرة بفعلها. فقد بات يعلم أن طفل اليوم عدو المستقبل. وأن من له ثأر وجميع أهل غزة لهم ثأر معه ان ينسى ثأره وسيكبر قبل أوانه ويكون قاتله في المستقبل القريب بإذن الله.

وحين يظن هذا العدو بأنه قادر على قتل فلسطين وإلقاء غزة في البحر، تنتفض الاثنتان من جديد، وفي كل مرة تكون برميل وقود وقنبلة موقوتة. فالصغير الذي بُترت أصابعه اليوم سيقاتل بأصابع قدميه.والذي بترت قدميه ستكون أسنانه الأصابع التي تضغط على الزناد الذي ينهي وجوده ذات يوم، نراه قريبا ويرونه بعيدا.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة- إما غزة وإما غزة
- الحرب على غزة- خيمة وشتاء آخر
- الحرب على غزة- هل ما تزال ورقة رابحة؟
- الحرب على غزة- المدينة التي لن تُهزَم
- الحرب على غزة- احذروا إعلامهم
- الحرب على غزة- من يصنع التاريخ اليوم؟
- الحرب على غزة- اثبتي يا غزة
- الحرب على غزة- هل هي بداية حرب عظمى؟
- الحرب على غزة- -علينا أن نستمر في قتلهم-
- الحرب على غزة- غريبالدي الطوفان
- الحرب على غزة- خطر الأبواب المفتوحة
- الحرب على غزة- -مسيحانية حتى الموت-
- الحرب على غزة-هنا غزة..هنا الشمال
- الحرب على غزة- عذرا أبو صابر
- الحرب على غزة-الراعي الذي سيهلك الرعية
- الحرب على غزةـ شمال غزة ومتناقضة الحياة والموت
- الحرب على غزةـ قناة الشر #mbc
- الحرب على غزةـ سيد القرنفل والطوفان
- الحرب على غزةـ سيخذلنا الله إن لم نسخط
- الحرب على غزة من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١£ ...


المزيد.....




- مصر.. رئيس غرفة الدواء لـ CNN: الشركات حصلت على جزء من مستحق ...
- ناشطة أوكرانية: الوضع في الجبهة أسوأ من أي وقت مضى
- حادثة هزت الشارع الموريتاني في سابقة غير مألوفة أغتصاب جماعي ...
- سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجم ...
- سكان كيبوتس -عين هاشولشا- يعيدون بناء المنازل التي تم تدمير ...
- شولتس يرفض التكهنات بشأن وجود قوات ألمانية في أوكرانيا
- من حرّض ترمب للتهديد بـ-جحيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري ...
- بيتر نافارو يعود للبيت الأبيض
- المرشح الرئاسي الأوفر حظا في رومانيا يتعهد بوقف المساعدات ال ...
- فوائد مدهشة لشرب القهوة يوميا!


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- بتروها حينما أرعبتهم