نزار فجر بعريني
الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 13:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعتقد أنّ العنوان الرئيسي لهذه المرحلة الجديدة، النوعية ، من الصراع التي افتتحتها هجوم " ردّ العدوان " هو نهاية أدوار ، وحرق أوراق ، توطئة لحصول تسوية سياسية شاملة في سوريا ، في ضوء أبرز نتائج الحروب العدوانية الإسرائيلية المستمرّة منذ الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣ التي تمثّلت في إضعاف مرتكزات السيطرة الإيرانية في فلسطين ولبنان وسوريا ، ووصول الصراع على أوكرانيا إلى مرحلة التسوية السياسية !
لأننا أمام نفس العقلية ، والدور الوظيفي ، لم يتعلّم قادة ميليشات "النصرة " وزعيمها" السوري " من دروس سيناريو حماس ، وزعيمها "الفلسطيني" ، يحيى السينوار!
من حيث النتيجة، سنكون أمام نفس السيناريو ، ومصير السينوار، آملا أن لا يصيب السوريين ومناطقهم تحت سيطرة " حكومة الإنقاذ" القاعدية ، ما لحق بالفلسطينيين في مملكة الرعب والجنون الحمساوية !
طريقة إخراج المشهد الأخير ، تدلل على نضوج عوامل صفقة سياسية ، تركية سورية روسية ، بغطاء أمريكي ، و توافق من حكومة نتنياهو ، من اجل توفير شروط تسوية سياسية شاملة ، تثبّت حصص وو كلاء الروسي والأمريكي أوّلا ، وتأخذ ثانيا بيعين الإعتبار مصالح الأمن القومي التركي ، المرتبطة بتوفير حلول سورية لقضيّة اللاجئين والميليشيات والسيطرة القسدية ، وتفكك شبكة السيطرة الإيرانية .
هي الأهداف التي ميّزت مسار هجوم " ردّ العدوان " وتحدد قوى وآليات مواجهته.
في مسار الهجوم ، توخّى اللاعبون تشتيت صفوف الميليشيات المهاجمة واضعاف قدراتها الدفاعية ،
عبر بعثرتها على أوسع مساحة جغرافية ،وأن يكون تقدّم الميليشيات على حساب شبكة السيطرة الإيرانية .
بالطبع ، لا يمنع ذلك راعي الهجوم الإقليمي التركي من تحسين مواقع سيطرته الميدانية على حساب تمدد قسد ، خاصة في مناطق ريف حلب الشرقي.
في آليات الحرب السورية الروسية المضادة ، سيتمّ تحييد مشاركة الميليشيات الإيرانية والقوى المرتبطة بها ، وملاحقة أفراد ومجموعات الميليشيات المهاجمة دون إحداث تدمير أو تهجير واسع، وبدأ من مركز مدينة إدلب ، حيث يتحصّن الجولاني.
لن تحصل مواجهات مباشرة مع الجيش التركي، وستقف حدود العمليات العسكرية الروسية السورية
المضادة عند تخوم سيطرة الجيش التركي المباشرة.
في تحقيق أهداف هذا السيناريو- ضربة مزدوجة ضد ميليشات الجولاني والجيش الوطني المتحالفة معه، وضد الوجود العسكري والميليشياوي الإيراني، وبما تحققه تركيا من توسّع ميداني على حساب قسد ، تصبح شروط السيطرة مناسبة لقيام صفقة سياسية سورية- تركية ، تحت مظلّة جيوش الاحتلال الروسية والأمريكية ، وتوافق إسرائيلي .
بناء عليه ، يمكن الوصول إلى أهمّ الإستنتاجات:
إذا كانت اليد الأمريكية هي العليا في رسم مسارات الصراع وتحديد مآلاتها وفقا لتوفير أفضل شروط السيطرة الأمريكية ، كما هي التي تحدد طبيعة أدوار ومصائر الأدوات والشركاء، فقد أثبتت حكومة اليمين الصهيونية قدرتها على مواجهة " القدر الأمريكي" ، عندما رفضت سياسات واشنطن لتثبيت آليات الوجود الإيراني في سوريا ولبنان ، وصنعت حروبها المتواصلة في اعقاب هجوم طوفان الأقصى شروط تقويض مرتكزات السيطرة الإيرانية.
ضمن هذا السياق نفهم عوامل هزيمة أدوات المشروع الإيراني في حلب .
تنهار خلال ساعات جهود عشرات السنين التي أنفق فيها النظام الإيراني بسخاء على حساب مصلحة ولقمة عيش الشعب الإيراني، من أجل صناعة خيوط شبكة سيطرة استعمارية ، طالت النسيج الاجتماعي والثقافي والديني والقومي للشعب السوري، وعبثّت بقيم السوريين الوطنية.
في نفس السياق ، يمكن ملاحظة طبيعة الجهد الذي يمارسه النظام التركي من أجل فرض
مصالح بلاده على جميع المتصارعين ، خاصّة الولايات المتّحدة التي طالما حاولت عزل تركيا ، وتجاهلت مصالحها القومية في تأسيس وتأهيل كانتون قسد.
أمّا القضية السورية المركزية، فتبقى الحالة اليتيمة في ساحات الحرب ، وعلى موائد التسويات السياسية.
إذا كان الحل السياسي الوطني الشامل وخارطة طريق انتقال سياسي وتحوّل ديمقراطي هو المخرج الوحيد لسوريا ، والسوريين ، فمن الواضح عدم أخذ هذه القضية المركزية بعين الإعتبار التي تستحقها من جانب أيٌّ من القوى المتصارعة ، ومن الطبيعي أن لا تختلف نتائج تطوّرات اليوم في مشهد الصراع الميداني وما يصنعه من تغيّرات في خارطة السيطرة عن حصاد الأمس !
بغض النظر عن طبيعة الربح والخسارة في صفوق قوى الخَيار العسكري الميليشياوي المتصارعة على تقاسم الحصص، يبقى السوريون هم الخاسر الأكبر، ، وتبقى قضيتهم المركزية هي الغائب الوحيد عن طاولات الصفقات السياسية.
جميع اللاعبين والأذرع يتحمّلون مسؤولية هذه الجولة الجديدة من العبث في الجغرافيا والحاضر والمستقبل ، وخاصة الحكومة الشرعية، التي تتجاهل أولوية وضرورة الحل السياسي، و تسعى للحفاظ على مصالحها الخاصة بأي ثمن !
في واقع تبادل نخب المعارضات السوريّة مواقف الارتهان السياسي والثقافي لصالح سلطات الأمر الواقع وقوى الاحتلال الراعية ، تبقى العقلية السياسية النخبوية السورية عشوائية، تتجاهل أهميّة وضرورة البحث عن حقائق المصالح والسياسات التي تحدّد مسارات الصراع ومآلاته، وتزيد من انقسام الرأي العام وتهميش دور العامل الوطني السوري الموحّد ...
من المفيد قراءة بعض ردود الأفعال، وإدراك طبيعة ما تعبّر عنه في وعي وثقافة ورهانات النخب المعارضة السورية :
"توجيه صادر عن
الرئاسة الروحية للموحدين
الشيخ حكمت سلمان الهجري
في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السورية، كان دائما المواطن السوري هو الدافع الأكبر لفاتورة المعاناة واليوم نقف على منعطف تاريخي لإنهاء الصراع وإيقاف آلة قتل السوريين ومن تسبب بتشريدهم وتهجريهم على مدار السنين ..
القراءة اليوم في خضم هذه الأحداث المتسارعة وخاصة السيطرة على مناطق حلب وإدلب وأجزاء من حماة، نحن كموحدين نؤكد دعمنا المطلق لحق أصحاب الأرض في العودة إلى أراضيهم واستعادة حقوقهم المشروعة. نؤمن بأن سوريا يجب أن تكون لجميع أبنائها دون تمييز أو إقصاء، مع احترام مبادئ الحرية والكرامة.
ومع ذلك، نوجه دعوة صادقة لجميع الأطراف لتجنب أي عمليات انتقامية، سواء ضد المدنيين أو العسكريين. مثل هذه الأفعال لن تؤدي إلا إلى تعميق الجراح وتعطيل جهود السلام والمصالحة الوطنية.
كما ندعو المجتمع الدولي وكل الأطراف المعنية بالملف السوري إلى العمل الجاد على تحقيق انتقال سياسي شامل وعادل، يضمن إنهاء كل ما أوصل البلاد إلى هذه الكارثة الإنسانية، ويفتح الباب أمام بناء سوريا جديدة قائمة على الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان.
نحن ملتزمون بالدعوة إلى السلام والاستقرار، ونعمل على أن تكون سوريا موطناً آمناً يحتضن كل أبنائها دون استثناء."
هادي البحرة - Hadi Albahra
The Syrian Revolution: A Message from the Heart to All Syrians The Syrian revolution is a stand against oppression, tyranny, and despotism. It is not a quest for vengeance but a pursuit of justice. It is a revolution against corruption. Victory means achieving moral triumph before military success. For those wondering about the main reason behind the rapid liberation of Aleppo, here is what happened: oppression was lifted, security and personal safety for people s lives and property were established, reassurance was given to the people, and both private and public properties were safeguarded. This revolution is for all Syrians to uphold its values—justice, freedom, and the preservation of human dignity—without discrimination of any kind. Protecting the safety and security of Syrians is both a trust and a responsibility. Now is the historical moment for all Syrians to make their free choice to end oppression and tyranny and to stand with their brothers and sisters who are sacrificing for a free, democratic Syria—a state for all Syrians, regardless of their backgrounds´-or-affiliations. It’s time to align with the free people and to be among the makers of a great, free Syria—not Assad’s Syria."
أصدرت حركة التحرير والبناء المنضوية في مرتبات الفيلق الأول التابع لوزارة دفاع الحكومة المؤقتة التي تشارك في غرفة عمليات “فجر الحرية” التي تستهدف تحرير الأراضي التي تحتلها ميليشيات نظام أسد وميليشيات قسد العابرة للوطنية بياناً هنّأت فيه الشعب السوري العظيم بالانتصارات التي حققتها فصائل الثورة في غرفة عمليات “فجر الحرّية”.
وجاء في البيان: إن حركة التحرير والبناء تؤكد على جنودها الالتزام الكامل بالتعليمات والتوجيهات الصادرة عن قيادة غرفة عمليات “فجر الحرية” التي تسير بخطىً قوية لاستكمال عمليات التحرير في ربوع الوطن وليس اقتصاراً على منطقة محددة.
بيان صادر عن "تجمع العمل الوطني في الساحل السوري".
تمر بلادنا اليوم بأخطر مرحلة في تاريخها الحديث، وهي في حالة ضعف شديدة تسببت بها إدارة مافيوية للدولة السورية طيلة عقود، وفاقمتها إدارة مافيوية مجرمة واجهت ثورة السوريين المطالبين بالحرية والكرامة بالتعذيب والقتل والسجن والتهجير .
في هذه اللحظة الفارقة نؤكد في تجمع العمل الوطني في الساحل السوري على حق السوريين بدولة مواطنة تعتمد القانون، عبر مدخل تطبيق الحل الدولي وفق القرار 2254 بعيداً عن مجرمي الحرب ، وعلى رأسهم الأسد الابن والمافيا المحيطة به، وندعو السوريين إلى تبني كلمة سواء بينهم لمواجهة المخاطر التي تهدد ما تبقى من إمكانات سوريا، وتزيد من تفتت نسيجها الاجتماعي.
ما يجري اليوم تجب ملاقاته من جميع الأطراف السوريّة، بمعزل عن الاصطفاف السياسي، من أجل طي صفحة عائلة الأسد، والانتقال لمفهوم الدولة، وهذا يتطلب تلاقي جميع الأطراف بما فيها عناصر الجيش الذين لم يتورطوا في جرائم الحرب، ونطالبهم بالقيام بدورهم الوطني في حماية كافة السوريين وليس مواجهتهم.
إننا في تجمع العمل الوطني في الساحل السوري نقف مع أي خطاب وطني جامع ينطلق من أي أية جهة تسعى إلى تغيير حقيقي أساسه المواطنة المتساوية لكل السوريين، ومن كل الأطراف. ونؤكد على ضرورة الاحتكام للقانون في تقرير دعم أو تجريم أي تصرف من أي كان، و ندعم كل خطاب و تصرف ينشأ بعيداً عن الخطاب الفئوي المعزّز للانقسام المجتمعي السوري.
01 .12. 2024
بيان
إلى السوريين والسوريات :
حوالي عقد ونصف من التناغم بين الديكتاتورية والتطرف - الارهاب ، وكذلك بين القوى الاقليمية والدولية الداعمة لهما .حوُّلت الوطن السوري والتنوع السوري إلى تناقض مميت ، بين عوامل غِناه المتعددة. في محاولة لإلغاء الثورة المحقة ضد الديكتاتورية - المافيا الحاكمة .
ما يجري في هذه الأيام وهذه الساعات، محك حقيقي لنا جميعاً كسوريين وكسوريات، بمعزل عن تنوع موقفنا السياسي ، محك للاستفادة من التجربة المريرة التي مرَّت بها بلادنا سوريا ، والتي بدأت بها مافيا مجرمة ، مافيا تحتل السلطة وعبرها الدولة في سوريا بقوة السلاح ومساندة قوى اجنبية، بدأت بها من خلال منع انتقال سياسي سلمي يحتكم إلى القانون والانتخاب .
نتوجه بهذا البيان إلى السوريين والسوريات في سوريا عامة . وفي المناطق ذات التنوع الديني والاثني والسياسي ، خاصة في الساحل السوري. لضرورة الانتباه والحذر لأي عملية حشد على أساس ديني أو اثني أو فئوي من أي نوع ومهما كانت الشعارات المطروحة برّاقة .
إنها لحظة اختبار لكل تلك المأساة التي عشناها خلال العقد والنصف الأخير ، حتى نُحوِّل هذه التجربة الإنسانية التي مرَّت قبلاً ، إلى تجربة إنسانية سوريّة ملهمة تكون ركيزة أساسية لبناء الجمهورية السوريّة الجديدة ، سوريا العلمانية الديموقراطية المتنوعة التي تحتكم للقانون ، وتعتز بالتنوع والغِنى السوري سواء على الصعيد الديني أو الاثني أو السياسي ، سوريا دولة علمانية ديموقراطية تحترم حرية الاعتقاد ، بما فيها الاعتقاد الديني الذي نعتز به ، والذي هو جزء أساس وملهم من البعد الأخلاقي الروحي للسوريين والسوريات ، الذي نعتقد به ونُجل .
دولة علمانيتها وديموقراطيتها ، هي حرص منها على دور الدين والسياسة كُلٍ منهما في مجاله المُلهِم ، دون طغيان ، وبما يُعزِّز نمو بلادنا الاقتصادي والعِلمي والمعرفي ويُعّزِّز القيم الروحية الأخلاقية الدينية لها ….
ويمنع استخدام مافيوي انتهازي لأي منهما ، لمصلحة فئوية سياسية عابرة ، تستخدم قيمنا الإنسانية في الوطنية والدين والقومية ، وتقضي على وطننا وديننا وقومياتنا المتنوعة .
الفعل والكلمة مسؤولية ، مهما كانا صغيرين ، خاصة في هذه الساعات بل هذه اللحظات .
أيها السوريون والسوريات، نَهيب بكم إلى أن تكونوا معاً بكل تنوعكم الغني ، في مواجهة الديكتاتورية والإرهاب .
معتمدين في ذلك على الاحتكام للقانون ولمصلحة سوريا العليا التي تحمي مصالحنا جميعاً .
حركة الشّغل المدني في سوريا . 30 تشرين الثاني 2024. عن صفحة الأستاذ " عيسى ابراهيم ".
------------------------------------------------
#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟