عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8178 - 2024 / 12 / 1 - 15:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوصف مؤتمر كوب / 29 للامم المتحدة في اذربيجان بأنه مؤتمر للتمويل ؛ اذ يهدف الى تأمين التزامات مالية جديدة من الدول الغنية ؛ لدعم الدول النامية الفقيرة في وضع خطط طموحة للحد من أنبعاث الكربون ؛ والتعامل مع الكوارث المناخية ؛ خاصة والعالم يحتاج الى خفض أكثر 40 % من أنبعاثات الكربون بحلول عام 2030ميلادية ؛ مقارنة بمستويات عام 2019ميلادية ؛ وبالامكان تقليص أرتفاع درجة الحرارة العالمية 1,5 درجة مئوية ؛ مقارنة بالمستويات التي كانت عليها قبل الثورة الصناعية ....
هنا اكد العلماء ان هذا الحد هو ما يمكن أن يحمينا من تغيرات مناخية كارثية ؛ حيث أصبح كوكب الارض الان اكثر سخونة بمقدار 1,2 درجة مئوية مما كان عليه في بداية الثورة الصناعية ؛ وباتت الكوارث المناخية تتزايد في جميع انحاء العالم ؛ طبقا لتلك التغيرات ...
(( هذا ليس فشلا ؛ بل أنها خيانة )) ؛ عبارة استخدمتها مجموعة الدول النامية الاكثر عرضة لتغيرات المناخ ؛ وكان ممثليها في حالة احباط شديدة بسبب الفجوة الكبيرة بين مطالبهم ؛ وما كانت الدول الغنية على أستعداد للموافقة عليها من المبالغ ؛ وتمخض عن ذلك المشهد أنسحاب تلك الدول الفقيرة احتجاجا على نتائج المؤتمر بشكل مؤقت ؛ كونها تعرضت للاقصاء في تلك المفاوضات الحاسمة ؛ واثار هذا الانسحاب مخاوف أنهيار المؤتمر ؛ خاصة بعد أن شهد الاجتماع فوضى أثر رفض الدول النامية ذلك العرض الاولي من المخصصات المالية ...
بعد ساعة من الانسحاب عادت وأكدت تلك الدول المتضررة بمتابعة المفاوضات مؤكدين وجودهم ؛ لكي تكون المحادثات مثمرة .. وفي مفاوضات المناخ ؛ لايتم أتخاذ قرارات حتى توافق عليها جميع الدول ال 197 ؛ لان لدولة واحدة أن تعرقل سير الاجتماعات ...
من هذا المنطلق تتطلب أزمة المناخ – كونها تهديدا عالميا – أن تعمل جميع الدول معا لمواجهتها ولو بعد فوات الاوان ؛ لان ظواهرها بدت للعيان ؛ من فياضات ؛ عواصف مدمرة ؛ حرائق ؛ وارتفاع مخيف لدرجات الحرارة ...
مؤتمر كوب في الوقت الحالي هو ملتقى نادر – كأضعف الايمان – حيث يمكن للدول الضعيفة والفقيرة أن تسمع أصواتها ؛ وقد لايكون هناك مكان أنسب لمثل هذا الملتقى العالمي لمحاسبة أكبر ملوثي الكوكب ؛ والمطالبة بالعدالة المناخية للحفاظ على البشرية وكوكبنا الارض ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟