أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الامين - السامري














المزيد.....

السامري


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


كان طفلا غريبا ، منذ مولده الذي لا ليته كان ، يتخذ لون الفراش الذي ينام عليه كالحرباء . هذا الشي الذي افزع أمه كثيرا وأوجست خيفة ، توالت المصائب والكوارث علي البلده، غرق المركب الذي يقل القرويين الي البر الشرقي ،فجعت القريه في نفر غير قليل من أهلها ، كان من بين الضحايا والد الغلام ،الذي حملته أمه الي الشيخ ود المبارك في ام ضوبان . قال الشيخ ود المبارك وهو يرمق الطفل في هلع هذا الغلام ملعون ، يوم ولد ولد الشيطان معه ،أنه سيجلب التعاسة لكل اهل هذه البلاد .
عندما كبر هذا الغلام شاهده بعض الاطفال وهو يلعب مع الافاعي والعقارب التي تعج بها المنطقة دون ان تؤذيه ... كيف تفعل ذلك ؟وهو لايقل عنها اضرارا واذيه ،ماتت امه عند بلوغه السادسة في ظروف غامضة ، أنهار علي رأسها عرق الخشب من سقف السقيفه التي كانت تنام تحتها ، هشم العرق الثقيل رأسها ، كان الغلام يلعب علي السقف آنذاك ، أزاح بنفسه العرق الثقيل فأنهار السقف الثقيل علي أمه النائمه ،ماتت الام المسكينه وذهب سر موتها معها ..
أخذته جدته التعيسه بعد ذلك ليتعلم القرأن فى خلوة الشيخ التوم لم تمضى شهور على انتظام هذا الغلام فى الكتاب حتى توفى حاج التوم غرقا فى النيل..كان هناك سر وراء موته الغامض،لم يعرفه اهل البلدة..كان حاج التوم يتجول خلف زرائب البقر فوجد هذا الغلام واقرانه يمارسون افعال مشينة،غضب الرجل غضبا شديداوزجرهم جمعا واتى بهم صباحا إلى الخلوة ونصبت لهم الفلقة التى جعلت اقدامهم الصغيرة تدمى وتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الامور ان هم عادو لعمل قوم لوط مرة اخرى..اتعظ الجميع ماعدا الغلام الذى اضمر حقدا اسودا مدمرا للشيخ وفى ذات مساء كان الشيخ يجلس على حافة النهر ليتوضاء،اقترب منه ظل صغير،التفت الرجل بعدم اكتراث ظنا منه ان الغلام حضر ليغسل لوحه من المداد فى النهر..اندفع الغلام ودفع الرجل فى النهر،غاب الشيخ تحت الماء..بعد ثلاثة ايام انتشل الرجال الجثة التى طفت على الماء،لم يعرف احد تفسيرا لنظرة الغضب الممزوج بالدهشة التى كانت ترتسم على وجه المغدور ولم تفلح المياه فى طمس معالمها..رحل حاج التوم ومضى سره معه
*******
مضت السنين تباعا،كان لهذا الغلام الفذ شان آخر فى مدارس التعليم النظامى،لم يكن يبذه شانا الا محمود،كان يفوقه فى التحصيل العلمى وحب المعلمين له،لم يرض ذلك الغلام الشرير،عندما ارخى الليل سدوله احضر الغلام عقرب جبلى اسود ودسه فى درج الطالب النجيب واختبأت العقرب بين الكتب،فى الصباح لدغت العقرب محمود،التلميذ الذكى ولم تسعفه الادوية البلدية ولا مجهودات بصير القرية ومات مأسوفا على شبابه الغض وحكمته المتجلية،احرق موته الفاجع فؤاد ابيه المسكين وابيضت عيناه حزنا عليه ومات لاحقا اسفا على ولده الضحية،رحل محمود ولم يجلو احد سر موته الغريب!!
*******

ظل الغلام يشق طريقه فى الحياة بهذا الأسلوب المتفرد..فى المدارس وجد هناك اقران أقوياء لا يمكن قهرهم بالقوة،اخذ الغلام يتفنن بكل الاعيبه البهلوانية فى التعايش مع هؤلاء،كان ينسج الفتن والدسائس بينهم.
مضت السنين تباعا،تجاوز الغلام المرحلة الثانوية وغدا شابا حصيفا لبقا يجيد صنعة الكلام وتمكن من الالتحاق بالجامعة الوحيدة فى البلاد،فى الجامعة ظهرت معادلات جديدة،الحب والزواج،كان له صديق واحد..عباس،احب عباس ابنة رجل عظيم فى ام درمان،ظلت الفتاة تبادله حب بحب ،اخذ عباس صديقه الغريب الى منزل فتاته الفخم عدة مرات وعرفه باهلها وليته لم يفعل ذلك!!..كان الرجل يدبر امرا،سعى فى بذر بذور الفتنة بين صديقه ووالد الفتاة وبمعسول الكلام وسعة الحيلة تمكن من الظفر بالفتاة وخطبها لنفسه رغم انه شق طريقه الى هذه الاسرة المرموقة عن طريق صديقه المكلوم عباس،الذى توارى بعيدا يحسوا جراح قلبه النازف ويبكى ايام الخل الوفى الذى غدى من المستحيلات
******
ومضت السنين وبدا نجم الرجل يسطع فى الاوساط السياسية واصبح يشار اليه بالبنان،تبؤ الكثير من المناصب الحساسة الواحد تلو الاخر على الرغم من تعاقب الحكومات على البلاد وتغيير اشكالها والوانها،فهو كالحرباء تماما يتلون كيفما يشاء ويعزى ذلك لانه يعرف من اين تؤكل الكتف ويؤمن بان السياسة لعبة قذرة يجب التلوث بها دائما.
بدات دائرة الاضرار التى يسببها هذا الرجل الفريد تتسع وتتسع حتى شملت البلاد
الله كلها وصدقت نبؤة الشيخ ود المبارك الذى قال:"ان هذا الغلام ملعون سيجلب التعاسة لكل اهل البلد وعندما ولد الشيطان معه "



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان...وسباق المسافات الطويلة
- انا انتخب...اذا انا موجود(العراق نموذجا)ا
- الجندى الامريكي الذى يغني للاطفال
- بين الزعيم مقتدى الصدر..وولد نوح عليه السلام
- المعاقون سياسيا
- شيء يحترق في الجنوب
- ارم ذات العماد
- الهلال والمريخ وثقافة المجتمع المدني في السودان
- كلاب بابلوف
- سوق الاثنين*
- رسول الاحزان
- المفتي ..هل هو ظاهرة دينية ام سياسية؟!!!!ا
- فلسفة الثعبان المقدس
- ابوالطيب المتنبي...شاهدا على العصر
- ديك دارالنعيم
- الجندى الثالث...كان طيبا
- حكاية جبرالله جابر
- ابوالعلاء المعري وثقافة المجتمع المدني
- من يقتل العراقيين؟؟(2-2)ا
- (1-2)اغتيال الوعي العربي ..العراق نموذجا


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الامين - السامري