أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - التصحر الفكري والأدبي العالمي ونهاية التاريخ!!














المزيد.....

التصحر الفكري والأدبي العالمي ونهاية التاريخ!!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 8174 - 2024 / 11 / 27 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس العالم العربي وحده من يعاني من حالة التصحر الفكري بل وحتى الأدبي فكل الشواهد أنها حالة عالمية!! صحيح أن حالة الفكر والأدب والفن هي أفضل عند العوالم الأخري في الشرق والغرب لكن هم كذلك في الحقيقة يعانون من تصحر فكري وأدبي بالقياس لما كان عليه الحال في القرن الماضي وما قبله، فاليوم لم نعد نسمع عن تلك الأفكار السياسية والفلسفة الاجتماعية والأعمال الأدبية العظيمة التي تثير الأبصار وتحفز العقول وتأسر القلوب!!... فحتى الليبرالية كفكرة اجتماعية واقتصادية وسياسية التي انتعشت بقوة عقب ذلك السقوط المدوي للمعسكر الاشتراكي الشيوعي هاهي اليوم بدأت تفقد بريقها وتفقد كل ذلك الزخم المدوي الذي جعل كاتبًا مثل (فرانسيس فوكوياما) يكتب مقالته الصحفية المدوية ويعلن ((نهاية التاريخ))، تلك المقالة لتي تحولت لاحقًا إلى كتاب مدوي تمت ترجمته لكل لغات العالم!!.. كتاب نهاية التاريخ والإنسان الأخير الذي أعلن فيه (فوكوياما) انتصار (الليبرالية) بشكل نهائي وتام على كل الايديولوجيات الشمولية السياسية والدينية !!
***
لكن، وبالرغم اعلان فوكوياما ((نهاية التاريخ)) عام 1992، وبالرغم من عدم وجود منافس ايديولوجي حقيقي وجاد لليبرالية اليوم، فإننا لاحظنا أنها - ومنذ عقدين من الزمان - آخذة في فقدان بريقها وقوتها بدليل صعود الخطاب اليميني في الغرب الليبرالي الديموقراطي!!؛ هذا الخطاب اليميني المتطرف الذي بلا شك يحمل في أعماقه توجهًا شموليًا خطيرًا إذا استتب له الأمر عن طريق الديموقراطية كما فعل الحزب الفاشي في ايطاليا، أو عن طريق الضغط الشعبي الشعبوي كما فعل الحزب النازي في المانيا، أو عن طريق العسكر كما فعل فرانكو في أسبانيا، أو كما فعل الحزب البلشفي في روسيا عن طريق القفز فوق ظهر ثورة شعبية هوجاء بلا قيادة ولا رأس شارك فيها الجميع وأخذت تتخبط كالثور الهائج وهي (ثورة أكتوبر 1917 الشعبية) حتى تمكن الشيوعيون (البلاشفة) وسط كل ذلك الفوضى العارمة من امتلاك زمامها والاستيلاء عليها لصالح مشروعهم، بقوة خطابهم وتنظيمهم وقوة الارهاب والبطش الممنهج لخصومهم، أي كما حاول الاسلاميون أن يفعلوا في ثورات الربيع العربي الهوجاء الأخيرة ففشلوا في امتلاك زمام ثورات الشوارع العربية وحولوها إلى خريف مخيف!!
***
ومع أنني اليوم - ومن حيث فكري العربي الاسلامي ومشروع النهضة العربية والاسلامية - عدتُ، بعد تجارب وتقلبات كثيرة وعسيرة، لخطي الأساسي الذي بدأت به انخراطي في بداية شبابي واهتمامي بالشأن العام وهو الخط العربي الاسلامي العقلاني الاصلاحي التجديدي ((الليبرالي)) إلا أن هذا الخط العربي الاسلامي الذي تأثرتُ بها في بداية شبابي - لمن اطلع على أدبياته - لا يتطابق حرفيًا مع الليبرالية الغربية في كل شيء، فهو وإن كان يلتقي مع الخط الليبرالي العقلاني الانساني الغربي العام في المنطلقات والمبادئ والأسس العامة لليبرالية بصورتها الغربية، إلا أنه لا يتماهي معها حرفيًا في كل شيء، هذه الليبرالية الغربية التي تورطت وانحرفت منذ نهاية الحرب العالمية في التطرف الليبرالي تدريجيًا على حساب القيم والثوابت الاجتماعية حتى وصلت لحد السماح بالمثلية بل زواج المثلية!! ، وهو أمر لا يمكن أن تقبل به الليبرالية العربية الاسلامية ولا حتى المسيحية العربية، فكل فكرة أو عقيدة في الحياة مهما تكون صالحة ومصلحة من حيث الأساس عندما تفقد التزانها وتتورط في التطرف والغلو إلى حد الافراط في حقوق الافراد والتفريط في حقوق الجماعة الوطنية وهويتها وثوابتها تكون قد حكمت على نفسها بالانفلات ثم الانحلال والانحسار أو حتى الاندثار !!.

***
الليبرالية - كفلسفة اجتماعية وانسانية - هي كالديموقراطية - كطريقة سياسية - تتضمن جانبين: أحدهما (صلب) وهو المبادئ والقيم والمنطلقات الأساسية؛ والآخر جانب (مرن) يجعل الليبرالية، وكذلك الديموقراطية، قادرة على التكيف مع ملابسات وثقافة كل مجتمع وطني وخصوصيات كل بلد، وهو ما يفسر لنا هذا التعدد والاختلاف والتنوع في الانظمة الليبرالية والديموقراطية في البلدان الغربية ذاتها، فما اختلاف الأنظمة الديموقراطية والانظمة الليبرالية إلا دليل على أنهما يملكان من ((المرونة)) ما يجعلهما يتكيفان مع خصوصيات كل شعب وظروف كل بلد... وهكذا الحال عندنا كعرب وكمسلمين ليبراليين وديموقراطيين ، فنحن نتفق مع هذا الفكر الانساني الحضاري ( الديموقراطي والليبرالي) في ((الجانب الصلب/ الثابت)) ونختلف معه في ((الجانب المرن/ المتغير)) الذي يراعي خصوصيات كل مجتمع وظروف كل بلد!
***
بالنهاية يبدو أن الليبرالية - لاستعادة شبابها وبريقها الانساني والعالمي - حتى داخل المجتمعات الغربية - تحتاج إلى أن تجد نفسه، مرة أخرى، معرضة لتهديد كبير وخطير لمشروعات شمولية مرعبة كالشيوعية والنازية والفاشية والاشتراكية القومية والاصولية القومية أو الدينية، عندها ربما ستصبح الليبرالية مرة أخرى كقائد لمعركة الحرية ويعود إليها بريقها بعد إزالة ما لصق بها من شوائب وغبار!!
أخوكم العربي/ البريطاني المحب



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتي (المهاجر) مقروءة ومسموعة
- من الجمهورية الطرابلسية لجماهيرية القذافي، ليبيا رحلة فشل مز ...
- الجمع بين الرأسمالية والاشتراكية يعني نظام العدالة والكفالة ...
- يا ليت لنا (قائد عربي ومسلم) بشدة ودهاء وقومية هذا (النتن يا ...
- اللهجة العربية العامة الجديدة ودور اللهجات القطرية الغالبة ف ...
- موقفي كعربي وليبرالي مما يحصل لحزب الله!!
- إلصاق تهمة المثلية بالليبرالية لا يختلف عن الصاق تهمة الارها ...
- الخطوط العريضة للحركة الليبرالية العربية الاسلامية كمشروع لل ...
- سبعة أصناف من الناس لا أثق فيهم!؟
- الأناركية وحلم القضاء على الأنترنت!؟
- خواطر في شروط النهضة: التربية والتعليم؟
- الحلحله !!؟؟
- ماذا تفعل لو كنت بمكان السنوار أو بمكان النتن ياهو!!؟
- علاقة الدين بالدولة بين ثلاثة شعارات ومشروعات في العالم العر ...
- اليهود العاربة والمُستعربة في عهد النبي محمد!؟
- كيف حلَّ الاتجاه الليبرالي العربي الاسلامي مشكلة التناقض الظ ...
- اوردغان وسوريا ولعنة الاخوان!
- الايمان بالديموقراطية ليس كافيًا لنجاحها بل لابد من (الفقه)!
- هل سينجح (ستارمر) في تحسين معيشتنا كما نجح (بلير)!؟
- الإصلاح بين الفلسفة المادية والفلسفة المثالية(!؟)


المزيد.....




- -موانا 2- تستطيع المشي على الماء وتحريك المحيطات.. ولكن هل ه ...
- الجيش الإسرائيلي: إسقاط طائرة بدون طيار تحمل أسلحة من مصر
- شراكات وعلاقات سياحية مميزة بين روسيا والإمارات ودول عربية أ ...
- وفاة أطفال وفقدان آخرين.. في فيضانات سريلانكا
- بعد الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله.. ما التوقعات في غزة؟
- مدفيديف: الولايات المتحدة تريد استمرار النزاع في الشرق الأوس ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل هجماته ضد مراكز الإيواء ومحيط مستشفى ...
- سكان شمال إسرائيل غاضبون من وقف إطلاق النار مع -حزب الله-
- بيسكوف لـ-RT-: إن وقف إطلاق النار مهم جدا والأهم أن يتوقف مس ...
- انفراج أزمة الطلاب السودانيين في مصر بعد لقاء وزيري التعليم ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - التصحر الفكري والأدبي العالمي ونهاية التاريخ!!