مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 14:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يستطيع الإنسان أن يدرك الفوضى و العبث التي تطبع الوجود البشري و هشاشة هذا الوجود من تجربته القصيرة نسبيًا ، من ولادة الأحلام و موتها ، من صعود المثقف و موته أو انتحاره على مقصلة السلطة أو على الطريق إليها من زيف كل شيء خارج ثنائية السلطة و المال التي تستخدم كبديهيات وجودية ، من فوضى الأفكار و تغيرها الدائم بينما تصر عقولنا على تجميد لحظة بعينها في حقيقة مطلقة لا تلبث أن تموت و تحتضر بانتظار ما يليها ، كل شيء في هذا العالم محكوم عليه بالوجود و الموت في نفس الوقت ، تولد الأشياء حقيقية ، أو هكذا نعتقد ، ثم تصبح مزيفة و تزداد زيفًا حتى تموت … ليس هذا جديدًا على البشر ، كانت الطبيعة رؤوفة بالإنسان فمنحته الوعي و الذكاء ليواجه مخاطر و مصاعب الحياة و ليعيش أفضل من بقية الحيوانات و حتى من أسلافه لكن كل ما منحه ذلك الوعي و الذكاء من دولة و تسلط و هراركية و قمع و تقسيم عمل بين من يعمل و من يملك و تهميش و اضطهاد جنس لجنس و شعب لشعب و طبقة لطبقة و كل الإيديولوجيات المتفائلة التي تنادي و تزعم خلاصه و تمنح حياته معنى يستحق العناء ، كل ذلك حكم عليه في نفس الوقت بالسعي وراء سراب ، حتى الآن على الأقل ، و بالغباء و حتى بالجنون ، الغباء و الجنون القطيعيين و المرتبطين بالسلطة و الثروة ، الحقيقة الوحيدة التي يؤمن بها كل البشر بلا استثناء… شهدت المجتمعات و الدول الأولى تطورًا دفع بذكاء الإنسان لدرجةٍ أن الإنسان كان أول كائن اخترع وسيلة جديدة تمامًا لأكل الحيوانات الأخرى غير صيدها و قتلها و هي تربيتها و إكثارها للحصول على المزيد من لحمها ثم اخترع وسيلة أخرى كان مادتها هذه المرة "أخوه الإنسان" و هي استعباده و إجباره على العمل دون مقابل أو مقابل ما يسد به رمقه و يحفظه ليعمل يومًا آخر ، كان ذلك أهم جزء من استخدام الانسان لذكائه و قوته و في الحقيقة من دون ذلك ما كان من الممكن للإنسان أن يتطور ويصل إلى ما هو عليه اليوم ، الإنسانية هي أرقى أشكال الوجود الحيواني و أرفع أنماط السلوك الافتراسي ، و يطيب للبعض و ربما للجميع أو للغالبية أن تزعم العكس خاصةً فيما يتعلق بها بينما تسر أيما سرور بإذلال و بقتل خصومها و التنكيل بهم بأشنع الطرق ثم يعود هؤلاء لارتداء ثياب الحملان و الدماء تقطر من أيديهم
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟