|
((التاريخ يبدأ من 7 أكتوبر)) ... (ج2) المقاومة قد تضعف لكنهاغير قابلة للفناء؟أ/
خلف الناصر
(Khalaf Anasser)
الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 14:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تاريخ جميع حركات التحرر الوطني وجميع عمليات تحرير وتحرر الشعوب والنضال من أجل الحرية، جميعها تقول أن المقاومة ـ أية مقاومة لاحتلال اجنبي ـ تتجدد وترتقي وتزداد عنفواناً وقوة حتى تصل في النهاية إلى أهدافها في الحرية والتحرير، لكنها قد تضعف وتتضاءل وربما تتوقف لبرهة من الزمن في بعض الأحيان لكنها لن تموت أبداً، وستعاود سيرتها ومسيرتها من الجديد حتى النصر.. هكذا تقول كل تجارب الشعوب الحية التي ابتليت بالاستعمار والاستيطان الأوربي، كالجزائر وفيتنام وجميع شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.. وهكذا كان وسيكون تاريخ المقاومة في فلسطين ولبنان ! **** فـــفــي فـــلــســـطــــيـــن: بدأ نضال الشعب الفلسطيني بثورات كثيرة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي ـ انظر ج1من هذا المقال ـ لكن ذلك النضال خف وخفت بعد ذلك، ولم يعد يسمع منه إلا صوت المرحوم أحمد الشقيري وهو (يلعلع) من بعض الاذاعات العربية ،بمعنى، أنه كان نضالاً صوتياً فقط إلى منتصف ستينات القرن الماضي تقريباً، ثم جاءت "حركة فتح" عام 1965واطلقت رصاصاتها الأولى، فدوى صوتها في السماوات العربية ومزق ذلك السكون القاتل الذي خيم على المنطقة العربية طويلاً.. فــ "حركة فتح" بالدرجة الأولى ـ ومعها فصائل أخرى ـ قادت النضال الفلسطيني المسلح من لبنان حتى بداية ثمانينات القرن العشرين الماضي، مما اضطر العدو الصهيوني إلى غزو لبنان عام 1982، فأرغمت "منظمة التحرير الفلسطينية" وفصائلها المسلحة ـ وخصوصاً منظمة فتح ـ إلى الرحيل من لبنان إلى تونس! فأدى ذلك الرحيل إلى ضعف حركات المقاومة الفلسطينية وعملياتها المسلحة ضد الكيان الصهيوني كثيراً، مما شجع الكيان الصهيوني على القيام بممارسات قمعية شديدة الوطأة على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلتان، في محاولة منه لتهجير اكبر عدد من الفلسطينيين ـ كما يجري اليوم ـ إلى خارج أرض فلسطين المحتلة، فأدى ذلك القمع الشديد إلى قيام انتفاضة فلسطينية كبرى عام 1987 ولدت حركة حماس من رحمها! **** ففي تلك السنة ـ أي 1987ـ وفي حومة القمع "الاسرائيلي" الشديد لمجابهة تلك الانتفاضة الفلسطينية وفي ظلالها، ولدت حركة حماس ـ وإن سبقتها عدة سنوات تحضيرية ـ فكانت تلك الولادة اضافة فعلية ونوعية لنضال الشعب الفلسطيني، برزت بوضوح خلال الحرب الحالية ضد الصهاينة الآن ومنذ أربعة عشر شهراً! بينما كانت الجيوش العربية تهزم وتستسلم للصهاينة في أيام معدودات، كهزيمة حزيران المروعة والتي يسميها الصهاينة "حرب الأيام الستة" لأنها دامت لستة أيام فقط، وهزمت فيها أربعة أو خمسة جيوش عربية .. هي: جيوش مصر، سورية، الأردن، العراق............الخ فهذه الحركة العملاقة "حركة حماس" التي صمدت ـ وإن كان بثمن باهض وكلفة عالية جداً ـ كل تلك المدة الطويلة أمام الآلة العسكرية الصهيونية الجبارة، تلخص قضية فلسطين ونضال الشعب الفلسطيني برمته وتعطينا درساً بليغاً .. يقول: أن نضال الشعب الفلسطيني بدأ بثورات كبرى في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي ثم قمع وصمت وتحول إلى (نضال صوتي) فقط بصوت أحمد الشقيري، وهو (يلعلع) من بعض الاذاعات العربية! لكن ذلك الصوت صمت وتكلم بدلاً منه صوت بندقية "حركة فتح" في منتصف ستينات القرن الماضي بعد اطلاقاتها الأولى، التي دوت في السماء العربية وبُدد ذلك السكون الأسود الذي خيم على الساحات العربية طويلاً، وارتفع بها نضال الشعب إلى (نضال مسلح) سمعه واعترف به العالم كله! لكن ومع الأسف الشديد، استسلمت حركة فتح لإغراءات السلطة ووقعت "اتفاقيات أوسلو" مع العدو الصهيوني، فتحولت "حركة فتح" من حركة تحرر وطني إلى سلطة سياسية قمعية للشعب الفلسطيني وحامية لأمن الصهاينة!! ولأن نضال الشعوب لا ينتهي بانتهاء حركة مسلحة أو سياسية أو استسلامها، برزت إلى الوجود "حركة حماس" وارتفعت بالنضال الفلسطيني عدة درجات عليا، وصمدت أمام العدو صموداً اسطورياً وسطرت ملاحم بطولية، غطى على اسطوريتها الثمن الباهض والكلفة البشرية العالية التي دفعها الفلسطينيون، كما برزت "حركة الجهاد الاسلامي" وهي أكثر راديكالية وجذرية من حركة حماس! علماً إن أغلب أعضاء حماس وقادتها الصامدين هم أبناء وأطفال "انتفاضة أو ثورة الحجارة" 1987!! **** والدرس البليغ الذي علمتنا إياه غــــــــــزة في صمودها الاسطوري .. هو: ومهما تكن نتائج المعركة الحالية الدائرة في غزة ولبنان الآن، فإن الارواح الطاهرة التي أزهقت في غزة والجراح النازفة والاعاقات الخطرة لعشرات الآلاف من أهل غزة، شكلت بمجموعها ما يقارب الــ10%المائة من شعب غزة، وهذا يعني أن كل بيت غزاوي قد فقد عزيزاً أو أعزاء على يد الصهاينة، وأن هذه التضحيات لن تذهب سدى وستلد من رحمها اجيالاً لا تنتهي من المقاومين الاشداء، كما ولد من رحم انتفاضة الحجارة عام 1987 هذا الجيل الأسطوري من المقاومين الذين صنعوا اسطورة "طوفان القدس"، لكن بالتأكيد ستكون الاجيال المقاومة التي ستلدها معركة "طوفان القدس"، أشد شكيمة وعزماً وقدرة وتضحية نوعية من الجيل المقاوم الحالي، وهي التي ستجعل (التاريخ يبدأ من 7 اكتوبر)!! **** أمــأ فـــي لـــبـــنـــان : فبعد الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 ظهرت إلى الوجود حركات مقاومة جديدة من نوعية مختلفة، أكثر جذرية وراديكالية وفاعلية قتالية كـ"حزب الله" و "حركة أمل" التي أسست في لبنان عام 1975اثناء الحرب اللبنانية كجناح عسكري لــ "حركة المحرومين" السابقة لها !! أما حزب الله فأسس عام 1982أثناء الغزو الصهيوني للبنان، وقد تمكن هو وفصائل الحركة الوطنية اللبنانية الأخرى أنذك، من مقاومة المحتل الصهيوني وطرده من لبنان في النهاية، واضطره إلى الانزواء مع عملائه في شريط حدودي ضيق في جنوبي لبنان، لكن حزب الله تمكن من طرده نهائياً من ذلك الجزء العزيز عام 2000. وهذا أدى إلى بروز حزب الله كقوة كبيرة وضعت حداً للتغول الصهيوني واجتياحاته المتكررة للبنان، واصبح ذو تأثير اقليمي واسع كقوة اقليمية كبيرة يحسب لها ألف حساب، وليس كقوة محلية في محيط لبنان الضيق وحده!
وكما يعرف الجميع فقد دخل حزب الله معركة "طوفان القدس" منذ اليوم الثاني لبدئها، وقدم خلالها تضحيات كبيرة وخاض معارك ضارية على طول الحدود مع الكيان الصهيوني، لكنه في الآونة الأخيرة قد تعرض إلى ضربات كبيرة بعد تحويل كل الثقل العسكري الصهيوني على الجبهة اللبنانية، وفقد خلالها معظم الصف الأول من قادته، في طليعتهم السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين ورفاقهم!! ولبنان كما غزة وحزب الله كما حماس ـ ومهما تكن نتائج المعركة الحالية ـ ستولد من رحمها أجيال وأجيال من المقاومين الفريدين المتفوقين، ولا اعتقد بأني اجازف إذا قلت أنهم سيكونون انموذج بطولي لم يعرف له التاريخ مثيل من قبل، وذلك نتيجة للظروف الفريدة التي لم ترى البشرية شبيه لها من قبل، والتي سيولدون من رحمها تباعاً!
#خلف_الناصر (هاشتاغ)
Khalaf_Anasser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
((التاريخ يبدأ من 7 أكتوبر)) ... (1) خلفية 7 اكتوبر؟
-
7% بالمائة من شعب غزة وقع بين شهيد وجريح!! .. فما هي ((الإبا
...
-
((طوفان الأقصى/1)) ؟!........ نظرية: ((الكبار يموتون .. والص
...
-
((هولوكوست غزة))..هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون))
...
-
((هولوكوست غزة)).. هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون)
...
-
هل عرفتم الآن: بأن -إسرائيل- ليست هي هذا الكيان الصغير القائ
...
-
هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!.....
...
-
هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!.....
...
-
هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!......
...
-
المليشيات: إذا نفعت بلد ما في يوم .. فأضرارها له ستدوم لألف
...
-
اضطرابات ((اسرائيل)) و -هاجس الزوال-؟؟!!.... (ج1) اضطرابات ن
...
-
لوكنت ((إسرائيلياً)) لكنت أشد تطرفاً ويمينية من نتنياهو وبن
...
-
المذاهب الدينية : هي احزاب العصور القديمة؟! ..... (1).الوجه
...
-
السودان بلد اللاءات الثلاث والعساكر المنحرفة؟!
-
خليجي البصرة25 كان استفتاءً!! .. لكن على ماذا؟؟
-
هل أن الرأسمالية مؤمنة؟؟ .. وأن الشيوعية وحدها الملحدة؟؟
-
البيت الابراهيمي .. أم البيت الصهيوأمريكي؟؟
-
مونديال قطر : ظواهر ودلالات؟!
-
إيران والصدر:.. و (وشركة المنتفعين؟!
-
(نبش) الماضي وفتح دفاتره القديمة: دفتر(حركة الاحياء والتنوير
...
المزيد.....
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا
...
-
-غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
-
بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال
...
-
في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
-
5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
-
قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا
...
-
خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة
...
-
اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال
...
-
اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|