كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 08:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تجارب الأمة العربية مع دولة الاحتلال منذ إنشائها وحتى يومنا هذا تؤكد أنها دولة عدوانية عنصرية قمعية توسعية، وإن اتفاقيات التطبيع العربية معها فشلت في كبح نواياها العدوانية وقبولها بحل دائم للصراع، وتحقيق أوهام الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي التي استخدمتها دول التطبيع لتبرير خنوعها وعقد اتفاقيات سلامها معها، وتمادت في تعزيز احتلالها وبطشها وإرهابها، وكشفت بوضوح عن نواياها التوسعية في فلسطين والأردن وأقطار عربية أحرى.
وتجربة النائب السابق عماد العدوان مع دولة الاحتلال دليل آخر على تغولها واستخفافها بالأنظمة العربية جميعا وفي مقدمتها دول التطبيع. العدوان لم يرتكب جريمة أخلاقية أو أمنية أساءت للأردن أو عرضته للخطر، بل قام بعمل بطولي لمساعدة إخوانه المناضلين في فلسطين. فقد أوقفته قوات الاحتلال يوم الثالث والعشرين من نيسان/ ابريل 2023 على خلفية تهريب أسلحة وذهب من الأردن للضفة الغربية، ولاحقا قامت بتسليمه للأردن الذي قام بسجنه، وأسقط عنه الحماية البرلمانية، وأصدر حكما قضائيا جائرا بسجنه 10 سنوات إرضاء للصهاينة.
عندما قتل أحد عناصر السفارة الاسرائيلية في عمان مواطنين أردنيين داخل الأردن، لم تسجنه وتحاكمه الدولة الأردنية، وتمت إعادته إلى إسرائيل، وهناك استقبله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهنأه على العودة سالما، ولم يتعرض القاتل لمساءلة، أو ملاحقة، أو محاكمة وظل حرا طليقا، والمستوطنون يقتلون فلسطينيين أبرياء بدم بارد ويحرقون بيوتهم يوميا دون مساءلة وبدعم من حكومة نتنياهو، ويدنسون المسجد الأقصى الذي هو تحت الوصاية الهاشمية عندما يشاؤون ولم تفعل الدولة الأردنية شيئا سوى إصدار بيانات الاستنكار والاحتجاجات! وعندما يقتل بطلا أردنا أحد الصهاينة تقوم أجهزة الأمن بقتله أو اعتقاله واعتباره مجرما! والهجوم الذي قام به أحد الأبطال على السفارة الإسرائيلية في عمان قبل يومين اعتبرته السلطات الأردنية هجوما على قوات الأمن، وأطلقت النار على المهاجم وأردته شهيدا! فلماذا هذا الخنوع الرسمي المخزي لإرادة دولة الاحتلال؟ ولماذا لا تعامل الدولة الأردنية الصهاينة بالمثل؟ وهل الدم الصهيوني أغلى من الدم الأردني؟
مستقبل الأردن وأمنه واستقراره يتطلب دعمه للمقاومة الفلسطينية وتلاحم جيشه معها، ومعركة الكرامة التي استبسل فيها الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية وهزموا جيش العدو هزيمة تاريخية تؤكد أهمية تلاحم الشعبين الشقيقين، وإن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وإن مهادنته والانخداع بأكاذيبه عن السلام لن تحقق للأردنيين والعرب إلا مزيدا من الهزائم والذل والهوان.
ولهذا فإن الشعب الأردني يشد على يد النائب العدوان، ويعتز به وبما قام به لدعم المقاومين الفلسطينيين، ويستنكر الحكم الجائر بسجنه وطرده من البرلمان، ويعتبر الموقف الرسمي الأردني من تجاوزات دولة الاحتلال دخيلا على موقفه المؤيد للمقاومة، أي إن الشعب الأردني " في واد " والدولة في واد آخر، وستندم الدولة حتما على مواقفها المتخاذلة تجاه دولة الاحتلال .. ونخشى أن يحدث ذلك بعد فوات الأوان!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟