[الجزء الثاني]
(نصّ مفتوح)
..... .... ........
توارَتْ الأمواجُ
عندما رأَتْ عروسَ البحرِ
هدوءٌ منعشٌ
هيمنَ على جسدِ المكان
هدوءٌ من لونِ الشفقِ
يعانقُ أوتارَ الصباحِ
مرّ عاشقٌ منكسر الروحِ
قرأ على أمواجِ البحرِ
شعراً متطايراً
من حبيباتِ الرملِ
على تخومِ الشاطئِ
استرخَتْ عاشقة مسربلة بالأملِ
شهقَ العاشقُ شهيقاً عميقاً
ارتعشَتْ ومضات عينيه
نظرَتْ عروسُ البحرِ إلى العاشقة
تمنّتْ أيضاً أنْ تصادفَ عاشقاً
منبعثاً من خيوطِ الشمسِ
دندنَ نسيم البحرِ أنشودةً
مسربلة ببهجةِ المكان
حلّقَتِ العروسُ
فوقَ سطحِ المياهِ
ارتسمَ حولها هلالاً ملوَّناً
بألوانِ قوس وقزح
ثم غاصَتْ عميقاً إلى القاعِ
تلملمَ حولها أسماكاً مذهّبة
اقتربَتْ سمكةً منها
تريدُ أنْ تعبرَ غلاصمَهَا
تريدُ أنْ تمنحَهَا محاراً ثمينة
كانتْ العروسُ ماتزالُ
تحلمُ بعاشقٍ من لونِ الندى
منبعث من خيوطِ الهلالِ
أو هدوءِ الليلِ
ضجرَتْ من غزلِ الحيتانِ
من خشونةِ القاعِ
من الطحالبِ العالقة
بين رذاذاتِ الشعرِ!
عاشقة تنضحُ عبقاً
تشبهُ عروسَ البحرِ
نما لها أجنحة فراشات
تاجٌ من الزهورِ
يتوسّطُهُ سنبلةٌ شامخة
تترجرجُ موجات صغيرة
تحتَ قدميهَا
المتدلّية في الماءِ الزلالِ
تعانقُ فرحاً ناضِحَاً
من خصوبةِ المروجِ
.... ...... ..... يُتْبَع
ستوكهولم: نسيان (أبريل) 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]