أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - قراءة الكسندر دوغين للتطورات في المنطقة















المزيد.....

قراءة الكسندر دوغين للتطورات في المنطقة


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 8171 - 2024 / 11 / 24 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏ فالح الحمــراني


يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي‎ ‎وعالم السياسة والاجتماع‎ ‎والشخصية ‏الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى عن طريق اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في ‏كيان أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من دول القارات الاسيوية والافريقية وحتى الشرق ‏أوروبية. ويرى أن هذا سيكون الطريق الرابع في السياسة الدولية بعد انهيار السبل الثلاثة الأولى‎: ‎الليبرالية‎ ‎والاشتراكية‎ ‎والفاشية‎. ‎‏ ودوغين من المتحمسين لإقامة نظام عالمي متعدد الأطراف، ووضع حد ‏لهيمنة الغرب وحضارته على العالم، وتسيَره وفق قيمه، فضلا عن مناهضته لتيارات ونخب العولمة ‏المنفلتة، التي يرى أن هدفها يكمن في محو أصوليات وهويات الأمم وخلق حضارة " لقيط" بدون ملامح ‏ولا إصالة. ويتردد إن دوغين مقرب من إدارة الرئيس الروسي ويشاطره الكثير من مواقفه وأحيانا يوصف ‏بمنظر الكرملين. وتُرجمت في السنوات الأخيرة أعماله إلى مختلف اللغات الأجنبية، بما ذلك إلى العربية. ‏
ويتابع دوغين باهتمام شديد التطورات المأساوية في الشرق الأوسط، ويساهم في تحليلها ووضع تصورات ‏مستقبلية عنها، ويدعم بلا حدود حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشرعة وإقامة دولته المستقلة. وفي ‏هذا السياق تابع دوغين أعمال القمة العربية/ الإسلامية الطارئة التي انعقدت في الرياض في 11 تشرين ‏الثاني/نوفمبر وكرست أعمالها للقضية الفلسطينية. ووصفها ب "الحدث الهام للغاية". لأناها وضعت ‏الأساس لظهور العالم الإسلامي / العربي كقطب دولي.‏
ولفت في مقالاته إلى مشاركة كل من الرئيس السوري بشار الأسد والتركي طيب رجب أردوغان فيها في ‏إشارة على ما يبدو الى جمع القمة لهما رغم الخلافات والتناقضات العميقة في مواقفهما. وكما قال " في ‏الآونة الأخيرة، كان مثل هذا التقاطع بين الشخصيتين مستحيل". ولاحظ أن ولي العهد السعودي محمد بن ‏سلمان لم يتحدث عن فلسطين فحسب، بل عن ضرورة دعم القوى التي تقف في مواجهة إسرائيل، "وهو ‏أمر مثير مرة أخرى"، لأن السعودية وإيران حتى وقت قريب كانت تعتبران عدوتين. وينطبق الشيء نفسه ‏على حزب الله‎.‎‏ وأضاف: إن ولي العهد محمد بن سلمان قال في خطابه بصورة مباشرة: ليس وجود فلسطين ‏بات موضع تساؤل الآن فحسب، بل أصبح أيضا مصير المسجد الأقصى، ثاني أقدس موقع في الإسلام بعد ‏مكة. ‏
وضمن هذا السياق أعاد الأذهان إلى أن عملية حماس في 7 في تشري الأول/ أكتوبر 2023 سميت ‏‏"بطوفان الأقصى" وجرى تبريرها بالتهديد الذي يتعرض له هذا الحرم. وقال: من الواضح أن زعماء ‏حماس كانوا يأملون بلا ريب أن مثل هذه القمة العربية / الإسلامية الطارئة سوف تنعقد في وقت أبكر ‏كثيراً، على سبيل المثال، مباشرة بعد بدء العملية البرية الإسرائيلية في غزة. وانعقدت القمة مؤخرا فقط بعد ‏أن دمرت إسرائيل غزة وصفت أعضاء من قيادات حماس وحزب الله‎.‎
وتساءل دوغين: لماذا القمة الآن؟ وبرأيه: من الواضح بسبب عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض. ‏وحسب تقديراته: إن ترامب يتعاطف مع الصهيونية اليمينية - نتنياهو والمتطرفين مثل سموتريش وبن ‏جفير والحاخام دوف ليئور‎. ‎‏ وأوضح: إنهم يعلنون بصراحةً بوجوب تفجير المسجد الأقصى في أسرع وقت ‏ممكن، بعد انتخاب ترامب، وأعلن سموتريتش صراحة أنه يجب علينا الآن أن نبدأ أيضًا في القضاء على ‏الفلسطينيين في الضفة الغربية. وبالطبع تفجير الأقصى. "ومهما حاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس ‏الحفاظ على موقف معتدل، ومراقبة الإبادة الجماعية لشعبه في غزة، فإن الإرادة الحديدية للصهاينة تهدف ‏للتوصل إلى إنهاء المشكلة الفلسطينية وفق مخططها. ويعقدون الأمل على أن ترامب سيساعد على تسريع ‏هذه العمليات". ‏
وحسب تقديرات دوغين فإن أنصار الموقف المعتدل (من العرب والمسلمين) في العلاقات مع الغرب عموماً ‏فقدوا حججهم، موضحا: فإسرائيل عازمة إبادة الفلسطينيين أو ترحيلهم إلى خارج دولتهم، وهدم المسجد ‏الأقصى والبدء في بناء الهيكل الثالث. معيدا للأذهان أن كتاب "توراة الملك" الذي ألفه الصهيوني اليميني ‏إسحق شابيرا، والذي نُشر في عام 2009 وأقره دوف ليئور، مُنظِّر المسيحية اليهودية، يدعو صراحةً إلى ‏التدمير الجسدي لكل "أعداء إسرائيل"، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين. وهذا بالضبط ما يقوم به ‏الإسرائيليون في غزة ويستهدفون الآن السلطة الفلسطينية (وهي دولة معترف بها من قبل الأمم المتحدة) في ‏الضفة الغربية‎.‎
ولاحظ: كل هذه العوامل دفعت زعماء العالم الإسلامي إلى تجاوز التناقضات والخلافات الداخلية والاجتماع ‏في الرياض. ودعا أردوغان إلى مقاطعة إسرائيل. وطالب بن سلمان بالاعتراف بفلسطين وتوحيد كافة ‏الدول الإسلامية لصد العدوان الصهيوني على الفلسطينيين ولبنان وإيران. وفي الوقت نفسه، تهاجم ‏إسرائيل أيضًا سوريا‎.‎
وخلص دوغين إلى انه: في مثل هذه الظروف، لم تصبح قمة الرياض مجرد منصة لمناقشة التسوية ‏الفلسطينية، بل غدت أيضاً مؤشراً لحدوث تغير في الأولويات الاستراتيجية في الشرق الأوسط. وإن كلمات ‏محمد بن سلمان بشأن إيران والاتصالات الدولية الأخيرة تُظهر مستوى جديد من التحرك الدبلوماسي في ‏المنطقة، حيث يمكن إعادة النظر في التحالفات التقليدية. ومع استمرار اشتعال الصراع ومواجهة جهود ‏الوساطة الدولية للصعوبات، فإن السؤال حول كيف ستتطور العلاقات بين العالم العربي والغرب والجهات ‏الفاعلة الأخرى يظل سؤالاً مفتوحًا. وستكون هناك تحديات كثيرة في المستقبل، وقد أثبتت القمة نظريا أن ‏الدول العربية مستعدة للعمل كجبهة موحدة في مواجهة التغيرات العالمية والواقع الجديد في الشرق الأوسط، ‏ولكن من الناحية العملية لا يوجد لحد الآن فهم للخطوات العملية‎.‎‏ التي ينبغي القيام بها
وخرج باستنتاج مفاده إن "القطب الإسلامي" في العالم المتعدد الأقطاب أخيرا ـ وبتأخر كبير ـ بدأ في ‏اكتساب ملامح مرئية وواضحة، ووفق رأيه: "ربما يفضل القادة أنفسهم الاستمرار في تجنب التوحد، ‏واللجوء إلى التسوية مع الغرب". "لكن هذا الأمر بات بالفعل يهددهم: فشعوب البلدان الإسلامية ترى أن ‏قادتهم تحرك بطيء، على خلفية ما يشاهدونه في كل دقيقة مواصلة إسرائيل الإبادة الجماعية للفلسطينيين ‏والتخطيط لتدمير صرحهم المقدس، ولا تنوي التسامح مع هذا لمدة طويلة‎.‎‏ ووفقا لرأيه الذي يحتاج إلى ‏مناقشة ومراجعة: "لا يمكن للمسلمين أن يتحدوا إلا بشن حرب مشتركة مع عدو مشترك. وإن مثل هذه ‏الحرب على عتبة الباب"‏‎.‎‏ وأضاف: فالغرب كما هي العادة يدعم الأمم في الانفصال وتقرير المصير عندما ‏يكون ذلك مفيداً له. ولا يعترف به عندما لا يكون كذلك. ويتعامل مع كافة الأزمات بهذا المنطق. لا توجد ‏قواعد.‏
وأشار الى أن العالم الإسلامي، متنوع ومتناقض للغاية، لكن وحدته ضرورية في مواجهة التهديد ‏الإسرائيلي، وقد توصلت الدول الإسلامية إلى هذا الاستنتاج. وقال الفيلسوف: و"حتى لو أرادت تجنب ‏المواجهة، فإن للمجتمعات رأي آخر". حسب ما يرى دوجين.‏



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش يعيد هيكلة تنظيماته على نطاق عالمي ‏
- في أبعاد زيارة بوتين لكوريا الديمقراطية وفيتنام
- هل ستوقظ عبارات ماريا زاخاروفا الضمير العربي
- روسيا ترد
- الحزب الشيوعي الروسي يحضر للمشاركة في في انتخابات 2024 الرئا ...
- مشاركة عربية بشكل غير مباشر في العملية ضد حماس؟
- مفاجئة بوتين النووية!
- لماذا تكثف دول الشرق الأوسط استيراد السلاح ؟
- بصدد ردود فعل دول الشرق الأوسط على الأزمة الأوكرانية
- هل الجيش الروسي جاهز لشن هجوم واسع النطاق؟
- الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط. العراق مثلا
- الشيوعي الروسي يعد لمئوية الاتحاد السوفياتي
- إسرائيل تعد لضربة بالمنشآت النووية الإيرانية
- آفاق تنافس إيران مع دول الخليج العربية في سوريا
- هل ستشارك المنظمات الجهادية -الإسلاموية- في القتال لجانب أوك ...
- واشنطن تجد طريقة لإحباط نجاح العملية العسكرية الروسية في أوك ...
- الحرب التي لم تنشب في ساعة الصفر
- في أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي قبل 30 عاما
- تطبيع العراق العلاقات مع إسرائيل: الأسطورة والواقع
- تناقضات الحالة العراقية


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - قراءة الكسندر دوغين للتطورات في المنطقة