إيران تحت الضغط: تهديدات نووية للتغطية على مخاوفها من العقوبات الدولية

مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)

الحوار المتمدن-العدد: 8171 - 2024 / 11 / 24 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تواجه إيران ضغطًا دوليًا متزايدًا، في وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة عليها، بالتزامن مع تقارير متوقعة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية عباس عراقجي، تكشف عن قلق بالغ من احتمال تصعيد هذه الضغوط وتأثيراتها على الأنشطة النووية والصاروخية الإيرانية، مما دفع طهران إلى تبني خطاب تهديدي جديد.

في 17 نوفمبر، عبر عباس عراقجي عن استياءه من الاتحاد الأوروبي، متهمًا إياه باستخدام ذريعة "الصواريخ غير الموجودة" لاستهداف الشحن الإيراني. كما انتقد العراقجي التحركات الأوروبية التي تستهدف صناعة الشحن الإيرانية بزعم تسهيلها نقل الأسلحة إلى روسيا، بالإضافة إلى عقوبات سابقة استهدفت شركات طيران إيرانية.

في مقابلة تلفزيونية، أشار عراقجي إلى أن إيران ستتخذ إجراءات ضد أي قرار محتمل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصفًا هذا الرد بأنه سيكون "غير محبوب" في حال التصعيد الدولي. وأضاف أنه رغم استعداد إيران للتعاون، فإن هذا التعاون مرهون بعلاقة "تعاونية وليست تصادمية".

تصعيد الخطاب النووي: انعكاسات حالة من الارتباك
على الرغم من الخطاب العدواني، تظهر أفعال النظام الإيراني نمطًا مستمرًا من المراوغة والتسويف. لطالما عرقلت طهران عمليات التفتيش الدولية، حيث لم تفسر وجود آثار لليورانيوم في مواقع غير معلنة، وأعلنت عن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتقارب مع الاستخدام العسكري. وعلى الرغم من إصرار طهران على أن برنامجها النووي سلمي، فإن المجتمع الدولي لا يزال يشكك في نواياها العسكرية.

في الأسابيع الأخيرة، صعد المسؤولون الإيرانيون الخطاب علنًا بشأن ضرورة تطوير الأسلحة النووية. حيث وصف أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، تطوير قنبلة نووية بأنه "ضروري" من أجل تحقيق توازن في المنطقة. كما أيد كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى، هذه الرؤية، مؤكدًا أن تغيير عقيدة إيران النووية ممكن إذا واجهت تهديدًا وجوديًا.

التحركات الدولية والشكوك حول نوايا إيران
خلال زيارته الأخيرة لإيران، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إيران إلى اتخاذ "خطوات ملموسة" لحل القضايا العالقة وتقديم شفافية حقيقية بشأن أنشطتها النووية. ورغم أهمية هذه الدعوة، فقد قوبلت تصريحات غروسي بردود غامضة من إيران، مثلما حدث مع الرئيس مسعود بزشكيان الذي أعرب عن استعداد طهران "للتعاون لحل الغموض"، ولكن هذا التصريح لم يبدد الشكوك الدولية بسبب سجل إيران الحافل بالمراوغة.

تزيد هذه التطورات من مخاوف إيران في مواجهة التغيرات السياسية العالمية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة واحتمال عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في يناير 2025. في ظل سياسة "الضغط الأقصى" التي فرضها ترامب في فترة ولايته السابقة، تأثرت إيران اقتصاديًا بشكل بالغ، وهي تخشى بشدة من أن تعود هذه السياسات تحت حكمه مرة أخرى.

في مواجهة هذه الضغوط، يواصل النظام الإيراني محاولة الحفاظ على تحالفاته الإستراتيجية. ففي اجتماع مع السفير الصيني في طهران، شدد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى، على أن العلاقة مع الصين "وثيقة ومهمة"، وأكد أن هذه العلاقة يجب أن تبقى بعيدة عن التأثيرات الخارجية مثل عودة ترامب إلى الرئاسة.

العالم أمام اختبار حاسم
لطالما اعتمدت طهران على تصوير نفسها كضحية لعدوان الغرب، في محاولة لتبرير سياساتها النووية والصاروخية غير المشروعة. لكن مع تصاعد انتهاكات النظام وتزايد عدم الشفافية، أصبح من الواضح أن هذه التكتيكات قد نفدت فعاليتها. لا بد للمجتمع الدولي من التحرك بحزم لمحاسبة طهران، ويعد فرض العقوبات الجديدة من الاتحاد الأوروبي وقرارات حاسمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خطوات أساسية في هذا الاتجاه.

رجوي: تفعيل آلية الزناد لوقف الطموحات النووية الإيرانية
في هذا السياق، أكدت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، على أهمية تفعيل آلية الزناد المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2231، بالإضافة إلى إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالمشاريع النووية الإيرانية. وأشارت إلى أن التحرك الفوري بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة سيكون ضروريًا لضمان الأمن الدولي والحيلولة دون حصول إيران على سلاح نووي.

إن تصعيد إيران لتهديداتها النووية يكشف عن محاولة يائسة لتغطية حالة الذعر التي يعيشها النظام بسبب الضغوط الدولية المتزايدة، ويجب على العالم أن يتعامل مع هذه التهديدات بحسم.

#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات