أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جمال الهنداوي - مقدمات جديدة..لتاريخ قديم














المزيد.....


مقدمات جديدة..لتاريخ قديم


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 14:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مؤشرات كثيرة تدفعنا الى الجدل بان المعطيات التي ادت الى حركات الاحتجاج التي تفشت في المجتمعات الأوربية والأمريكية في ستينيات القرن المنصرم قد تكون ما تزال تتحكم بتناقضات العصر الحديث في الراهن المعاش من ايامنا, فان تلك الحركات المناهضة للشمولية الفكرية والباحثة عن جوهر الانسان الحر , وان لم يقدر لها الاستمرارية او تخليق ميكانزمات التغيير المنشود، فإن دلالتها مع ذلك لا يمكن تجاهلها ولا التغافل عن استمرار مبرراتها الآن..
فنظرة من افق تاريخي اعلى تجعلنا ننظر بعين اكثر انصافا الى شعارات نقد المجتمع المجرد الذى رفعت رايته حركات الرفض، ونقر بانها تحمل الكثير من المفاهيم الصائبة والعميقة المغزى.
فتاريخيا نجد ان معطيات الصراع المتقادم ما بين الحرية و قوى التحكم الاجتماعى ما زالت تنتج مبررات استعارها مع استمرار الهيمنة الفكرية في بسط دثاراتها السميكة على خيارات الانسان الفرد لصالح البناء على مفهوم الجماعة والامة , فبعد النظام النظرى الهيلجي الذى اعلن عن تحصله على الحقائق النهائية لكل المسارات التاريخية والطبيعية؛ وبعد النظرية الماركسية التى أعطت تفسيرا للواقع وللتاريخ الإنسانى من خلال رؤية منهجية كلية , تأتي وسائل الاعلام في المجتمعات المعاصرة ممتطية أرقى ما تفتقت عنه العبقرية العلمية من تكنولوجيا التواصل ووسائل التأثير، لكى تخلق مناخا أيديولوجيا عاما ذا طابع موحد تتعامل مع الأفراد بوصفهم كتلا بشرية يتم تشكيل خياراتها ومتبنياتها السياسية والمجتمعية من خلال البث المستمر والدؤوب للوسائل والافكار التي تستهدف تحويل الفرد إلى مستهلك يدفع بسخاء وناخب مأمون الجانب ومنتج ومطيع لما يطلب منه، والاهم هو ان يكون راضيا وسعيدا ومقتنعا وواثقا بقدسية المسارات المرسومة له. ولكن تلك الوثوقية التي تبديها تلك الدوائر بتملكها النهايات الحتمية لمسارات المجتمع غالبا ما تصطدم بتلك النزعة الفطرية نحو الحرية التي تحصن الفرد وتعلي من شعوره على ان تلك الفرمانات الايديولوجية ما هي الا قوى مغتربة عن الانسان وسالبة لجوهره الانسانى.
فالانسان لديه حاجة اصيلة لأن يحيا فى توازن بين قطبين : قطب العالم الفردى بخصائصه الفيزيائية ووعيه الشخصى المتفرد من ناحية، وقطب الوسط الثقافى الاجتماعى ببناءاته المنظمة وبوعيه الجمعى من ناحية اخرى.
فاذا كف الانسان عن ايجاد التوازن بين هذين القطبين، واختزل وجوده الى مجرد اداة تتشكل وفقا لمتطلبات المجتمع المجرد وقواه التحكمية المغتربة عن الانسان، أو الى وجود فردى بحت مضاد للمجتمع وواقع تحت أسر الرومانسية المطلقة فأن الوضع البشرى يصبح أسير متاهة بلا مخرج.
والسؤال الان هو ..هل ستكون سطوة وسائل الاعلام الحديثة ومتبنيات الدوائر الداعمة لها من القوة بحيث تجبر الفرد على الانخراط القطيعي في فلك الايديولوجيا الضابطة لحركة الجماعة ام ان التاريخ سيعيد صياغة كلمته من خلال ثورات رفض نقيضية جديدة قد تعيد التوازن من جديد ولكن على مستوى أعلى من الخسائر بما لا يمكن تخيله.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف والاختلاف
- موقعة ( الأم بي سي)
- مثقفو القصاع
- التاريخ المحكي..والتاريخ المكتوب
- السيرة.. بين التوثيق والتلفيق
- الثقافة العربية.. والآخر
- فقه التكسب
- ثقافة تلامس الروح
- طيور المنافي
- الإمام الحسين (ع) نبراس الحرية للشعوب
- صناعة الأصنام
- تكوين، تنوير.. أم إعتام
- التكفير كثقافة استئصالية
- مطر وسماء صافية
- -سفرة- تونس
- دراما.. في رمضان
- (بسطية)..لوغوس هوب
- المثقف الطائفي
- مقعد في مهرجان
- ثقافة الكوارث


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جمال الهنداوي - مقدمات جديدة..لتاريخ قديم