أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - هل يكتب التاريخ الحديث بمصطلحات طائفية؟














المزيد.....

هل يكتب التاريخ الحديث بمصطلحات طائفية؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يقل مهدي عامل إن "الطوائف لا تكون طوائف إلا بالدولة" إلا لاعتقاده بأن الطائفية في لبنان جزء من تكوين دولة البرجوازية البنيوي وبأنها مرض الدولة والنظام معاً. بناء على هذا التشخيص تحددت الوصفة اليسارية لعلاج هذا المرض ب"إلغاء الطائفية السياسية".
ظن اليسار العلماني أنه بهذا الشعار يتجنب المواجهة مع الطوائف ويحصر المعركة مع النظام. غير أن حساب حقله لم يطابق حساب بيدره. بلغ اغتباط الإسلام السياسي بالشعار حد تفريغه من النوايا العلمانية وشحنه بمضمون طائفي، وبلغ ارتياب المارونية السياسية منه حد اعتباره معادياً وخطراً على الوجود المسيحي ما أملى عليها أن ترفع في وجهه شعار العلمنة الكاملة.
بين ارتياب فريق واغتباط فريق، دخل الإصلاح المنشود في طاحونة الطائفية، فتحولت المواجهة بين شعاري العلمنة وإلغاء الطائفية السياسية إلى صراع بين خوف الإسلام السياسي على قانون الأحوال الشخصية المختزل في العقول بمسألة الزواج المدني، وخوف المارونية السياسية على امتيازاتها في السلطة، وتعطلت بفعل ذلك آليات التفكير بأي إصلاح أو تحديث منشود. وتعطلت كذلك كتابة تاريخ مدرسي موحد للجمهورية اللبنانية.
خلال إعدادي كتاب"أحزاب الله" لاحظت أن العجز عن كتابة تاريخ موحد لم ينجم فحسب عن إعاقة في بنية تفكير السياسيين بل عن سوء استخدام للمصطلحات لدى الغالبية العظمى من المؤرخين أيضاً، حتى عند العلمانيين منهم. حفزتني هذه الملاحظة على تعقب هذه الظاهرة في أي نص يقع بين يدي حول هذا الموضوع من إصدارات ومقالات، وعلى تجميعها كمراجع لوضع كتاب عن الطائفية في المصطلحات.
من بين هذه المصطلحات، الصيغة اللبنانية، لبنان الكبير، الفدرالية، الشراكة، الدولة الوطنية، فضلا عن استخدام أسماء الطوائف، شيعة سنة موارنة دروز، باعتبارها كيانات سياسية، كالقول، يرفض الشيعية ويعترض السنة ويقترح الموارنة، أو تلك المجمّعة في عبارة واحدة من مقالة الأستاذ الجامعي أنطوان الدويهي في (جريدة الشرق الأوسط 5-11-2024 )" مائة واثنان وثمانون عاماً من الحوار المستحيل في المكان اللبناني، منذ سقوط الإمارة الشهابية عام 1842 حتى حرب «حزب الله".

أربعة مصطلحات على الأقل خاطئة(لأنها طائفية) في هذه العبارة. أولها "مائة واثنان وثمانون عاماً". هو يقصد فيها عمر وطن إسمه لبنان. يرى سواه أن لبنان قديم في التاريخ وإسمه ورد في الكتب الدينية. بعضهم يقول إنه فينيقي أو كنعاني، فيما يرى آخرون أنه بلد مصطنع وأن مكانه الطبيعي هو داخل الأمة الإسلامية أو الأمة العربية أو الأمة السورية أو الأمة الأممية، فيما يذهب المتعصبون إلى القول إنه نسيج وحده وأنه سويسرا الشرق أو منارته.
"الحوار المستحيل" مصطلح يحيل إلى اختلاف أو تنوع كان متداولاً بين اللبنانيين قبل الحرب الأهلية، من غير شحنات مسيئة، على غرار كلمة "جيران" التي كان يستخدمها القرويون للتعبير عن الآخر المختلف في الدين داخل القرية ذاتها. لكن الحرب الأهلية استبدلت "الجار قبل الدار" بالتطهير الطائفي ثم بالتطهير المذهبي كمقدمة لإلغاء الحوار ثم لجعله مستحيلاً، ولتحويل الاختلاف إلى خلاف بين "حضارتين وفسطاطين" ثم للفدرلة والطلاق والعودة إلى لبنان الصغير أو إلى نظام الملل العثماني.
"المكان" بديلاً من "الوطن" وكأن قرناً من الزمن ليس كافياً للتثبت من أن لبنان غدا وطناً بعد أن كان مجموعة من الولايات الخاضعة للسلطنة العثمانية، ولهذا تصر لغة ما قبل تشكل الأوطان على البقاء موضع التداول في الوعي لدى السياسيين كما لدى المؤرخين.
لا تعني عبارة "حرب حزب الله" غير الإصرار على أن ما سمي حرب الإسناد ليس سوى بعض "حروب الآخرين على أرضنا" وأنها تخص هذا الحزب وحده، فيما الحقيقة تشير إلى أنه يتابع سباق البدل في الخروج على الدستور بعد أن سبقته إلى ذلك ميليشيات يسارية ويمينية منذ اتفاقية القاهرة وانفجار الحرب الأهلية حيث كان لكل منها مشروعه خارج قوانين الدولة ومؤسساتها.
أنطوان الدويهي ليس وحيداً في استخدام مصطلحات طائفية، فقد شاركه في ذلك وربما سبقه إليها باحثون آخرون من كل الطوائف والمذاهب بمن في ذلك باحثون علمانيون.
وللحديث تتمة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة الأمة العربية ومحكمة العدل الشعبية
- نقول لحزب الله ما اعتدنا على قوله
- الإذعان بعد فوات الأوان
- اليسار والإسلاميون
- برّي: فرصة واشنطن الأخيرة
- الصهيونية وتحولاتها
- صناع الحروب يخطئون وقرّاؤها أيضاً
- طوفان عيوب في حرب الإسناد
- حزب الله كمقاومة وحزب الله كحركة تحرر وطني
- هل الصمت الدولي مشروع ومبرر؟
- لماذا تعلمت إسرائيل من حروبها ولم نتعلم؟
- تحرير العقول قبل تحرير فلسطين
- نظرية الردع الستراتيجي
- قاسم قصير والعنف الديني
- لماذا يدعم الغرب إسرائيل؟
- هل يعيد حزب الله حساباته؟
- من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن
- -وادي هنوم- رواية في نقد الدين
- حين يرتقي الشهيد على طريق القدس
- مقالة الوداع


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - هل يكتب التاريخ الحديث بمصطلحات طائفية؟