نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان
(Nezam Mir Mohammadi)
الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 16:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في قسم النساء بسجن إيفين سيئ السمعة، أحيت السجينات السياسيات ذكرى الاحتجاجات الواسعة النطاق في نوفمبر 2019 بسلسلة من الشعارات والهتافات المناهضة للنظام. وقد التقط ملف صوتي مسرب من داخل السجن أصوات العديد من السجينات السياسيات وهن يتحدين سياسات النظام الإيراني القمعية.
في ليلة 13 نوفمبر 2024، ترددت أصداء الهتافات عبر ممرات قسم النساء، حيث وجهت الناشطات المسجونات رسائل قوية ضد الحكومة. ومن بين الهتافات عبارة بارز:ة "المشنقة لم تعد تؤثر على دماوند".
من الجدير بالذكر أن جبل دماوند هو أعلى قمة في سلسلة جبال البرز الواقعة في شمال وشرق محافظة طهران. ويُعتبر دماوند، الذي يُعدّ أعلى قمة في سلسلة جبال إيران، رمزًا في الثقافة الإيرانية للثبات وشموخ القامة التي لا تنحني أمام الظلم. وفي قصص الكُتّاب الإيرانيين، يظهر دائمًا كرمز للقوة والصمود. هذا الشعار يُعبّر عن روح المقاومة لدى النساء السجينات السياسيات في سجون النظام الإيراني أمام مظالم هذا النظام.
هذا البيان، الذي صدر ردًا على عمليات الإعدام الجماعية التي نفذها النظام، نقل رسالة قوية مفادها أن الشعب الإيراني لم يعد خائفًا من الإعدامات.
ومن بين هتافات السجينات: "خافوا منا أيها الجلادون، فنحن جيل المشنقة". ولقد شاركت سجينة أخرى بصوت عال التزامها بين السجناء بالوقوف معًا حتى إلغاء عقوبة الإعدام، مما يدل على مقاومتهم المستمرة. كما أعلنوا أن "كردستان إيران ستكون مقبرة للفاشيين"، مما يسلط الضوء على الدعم الوطني الأوسع لحقوق العرقيات المضطهدة في إيران.
لم تكن شعاراتهم مجرد صرخات من أجل حريتهم الشخصية بل عبرت عن استياء أوسع نطاقًا من نهج النظام تجاه الحريات المدنية. لقد هتفوا قائلين: "حتى لو أخذتم رؤوسنا، حتى لو أخذتم أرواحنا، فإن الحرية لن تذهب أبدًا"، تلا ذلك "يجب تدمير نظام الإعدام"، وهو إدانة واضحة لسياسات الإعدام الإيرانية.
كانت الرسالة المركزية لاحتجاجهم مجسدة في شعار "المرأة، المقاومة، الحرية"، والذي أصبح مرادفًا لحركات المقاومة في جميع أنحاء إيران. وعلاوة على ذلك، لم يتردد المحتجون في تحدي أعلى الشخصيات في النظام الإيراني بشكل مباشر، مرددين "الموت لخامنئي، اللعنة على الخميني".
كما أظهر السجناء تضامنهم من خلال الغناء الجماعي للأغاني الثورية، وتقديم جبهة موحدة. ومن بين الهتافات الأخرى، "هذه هي الرسالة الأخيرة؛ الإعدام سيواجه انتفاضة الشعب"، وهو تحذير صارخ للسلطات من العواقب المحتملة لأفعالها.
على الرغم من الظروف القاسية والمخاطر التي تنطوي عليها، فقد أظهرت هؤلاء النساء أن روح المقاومة داخل سجون إيران لا تزال قوية، حيث يواصلن تحدي النظام الذي يسعى إلى إسكات أصواتهن.
صمود هؤلاء النساء لم يعد مجرد تحدٍ داخل جدران السجن، بل أصبح شعلة أمل تلهم الملايين خارج أسواره. رسائلهن تحمل نداءً للمقاومة والتغيير، وتُذكّر العالم بأن كفاح الشعب الإيراني ضد الظلم لن يتوقف حتى يتحقق العدل والحرية.
على الرغم من قسوة الظروف والتهديدات التي تلاحقهن، تواصل هؤلاء النساء تقديم مثال حي للشجاعة، حيث تحوّلت أصواتهن من داخل السجن إلى صدى يصل إلى كافة أنحاء إيران، يلهم الأجيال القادمة ويُحفّز المجتمع على الوقوف ضد الظلم والاضطهاد.
#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)
Nezam_Mir_Mohammadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟