انا ... وعزلتي

ندى الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 8168 - 2024 / 11 / 21 - 20:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

في بداية مقالتي أحب ان اتكلم عن أمر مهم وهو انني والعزلة متضادان, فانا بطبعي اجتماعيه, والعزلة بالنسبة لي انتحار, غير أن ظروفا أجبرتني على الانعزال, والعزلة هي من التجارب الإنسانية الشائعة التي يمر بها الكثير من الأشخاص في أوقات مختلفة من حياتهم, وهي شعور بالوحدة والافتقار إلى الاتصال والروابط الاجتماعية. ومع ذلك، فإن العزلة ليست حالة دائمة، بل هي شعور مؤقت يمكن أن يُعالج ويتجاوز بطرق مختلفة.

وهي تحدث لأسباب متعددة، بعضها مرتبط بالظروف الخارجية مثل فقدان الأصدقاء أو تغيير الاماكن، بينما يرتبط البعض الآخر بالحالة النفسية والعاطفية. ويمكن أن تتسبب التجارب بالوحدة للإنسان, ويشعر بأنه وحيد وغير متصل بالآخرين، مما يسبب شعوراً عميقاً بالإحباط والاكتئاب, ومع ذلك فمن الضروري أن نفهم أن هذه المشاعر مؤقتة وتزول بزوال المسبب لها وهي ليست ثابتة.
أما أنا فقد مررت بوقت من الاوقات بعزلة من نوع أخر, عزلة ارهقتني كثيرا ودفعت بسببها ثمنا غاليا, فقد تسببت لي بقلب متعب واعصاب منهارة, وروح مبعثرة, ولكن كان علي أن لا استسلم لعزلتي التي تفرض علي الهزيمة وأن استغل اوقاتها في شئ مفيد يجعلني انسانة ناجحة قادرة على تحويل الاوقات العصيبة الى اوقات اكتشف فيها مكامن قوتي واعزز قدرتي في الصبر والمطاولة وان أفكر ألف مرة قبل الاقدام على اي خطوة في المستقبل, وبذلك نجحت في تحويل عزلتي ووحدتي عن الناس الى اعتزال لكل اسباب الفشل والتقهقر, وجعلتها فرصة في اعادة تقييم اهدافي ورسم خطواتي المستقبلية وتجنب كل ما كان سببا في تأخر نجاحي, ورجعت من عزلتي وانا اقوى شكيمة واعمق فكرا واكثر صفاء, كما انها تسببت في زيادة فهمي ووعي وادراكي للحياة .
وفي الختام، فان العزلة هي شعور مؤقت، تستطيع مواجهته وتجاوزه من خلال تعزيز العلاقات الاجتماعية، والانخراط في الأنشطة، وتبني موقف إيجابي, لذا وجب عليك أن تتذكر دائماً أن العزلة ليست تعبيرا عن نقص في شخصيتك وقيمتك, بل هي فرصة لترتيب اوراق حياتك, وترويضا لنفسك على المطاولة والصبر والتحمل حتى توقظ نفسك من أوهام الاحلام ووسواس الضياع, وان عليك ان تخرج للحياة وانت أكثر اصرارا على تحقيق ذاتك ومواجهة التحديات, وان تعزل نفسك لتصحح مسار حياتك, وأن تصرخ بقوة في أعمق نقطة في روحك لتقول لها: حان وقت العمل الان, انهض واستمر ولا تستسلم !!.

#ندى_الهاشمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات