أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - ما أحوجك: بين أفق الحلم ووجع الواقع قراءة سيميائية في نصّ : ما أحوجك – للشاعرة : سونيا عبد اللطيف – تونس . بقلم : كريم عبدالله – العراق .















المزيد.....

ما أحوجك: بين أفق الحلم ووجع الواقع قراءة سيميائية في نصّ : ما أحوجك – للشاعرة : سونيا عبد اللطيف – تونس . بقلم : كريم عبدالله – العراق .


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


ما أحوجك: بين أفق الحلم ووجع الواقع
قراءة سيميائية في نصّ : ما أحوجك – للشاعرة : سونيا عبد اللطيف – تونس .
بقلم : كريم عبدالله – العراق .
توطئة :
ما أحوجك: بين أفق الحلم ووجع الواقع
هذا العنوان يعكس جوهر النص الشعري بكل جوانبه المزدوجة من الأمل والحزن. النص يتنقل بين عالم الأحلام التي توهم الشاعرة بالراحة والسكينة، وبين مرارة الواقع الذي يفضح كذب تلك الأحلام ويجعلها مجرد سراب. / ما أحوجك / هو تعبير عن التوق إلى شيء مفقود، ربما هو الحب، ربما هو السلام الداخلي أو حتى السلام مع الزمن والوجود، وهو ما يربط النص بمناطق الضعف والفراغ.
العنوان يثير التساؤل حول / الحاجة / المستمرة في حياة الإنسان، وكيف أنها تتراوح بين الشغف بالأحلام الجميلة وبين الألم الناتج عن خيبة الأمل، بين البحث عن السعادة والشعور الدائم بالخذلان. يسلط الضوء على التناقض الذي تعيشه الشاعرة، بين التفاؤل الذي تحمله الأحلام، وبين خيبة الرجاء في الواقع، مما يخلق لدى القارئ إحساسًا عميقًا بالحزن والبحث المستمر عن شيء غير موجود.
/ بين أفق الحلم ووجع الواقع / يكمل هذا العنوان ليعكس التوتر الذي يعيشه الشخص بين الأمل الذي يبدو بعيدا والألم الذي يعيشه يوميًا.
مقدمة:
نص / ما أحوجك / للشاعرة سونيا عبد اللطيف هو نص شعري عميق يعبر عن معاناة الروح الإنسانية في مواجهة الأمل الزائف، وما ينتج عنه من خيبة أمل وفقدان. يتخذ النص شكل التناوب بين الحلم والواقع، وبين الحب والألم، وهو مليء بالرمزية التي تعكس تناقضات النفس البشرية وصراعها الداخلي. من خلال تحليل سيميائي، يمكننا الكشف عن معاني النص التي تتداخل فيها الأبعاد النفسية، الزمنية، والوجودية.
1. الحلم والواقع: صراع دلالي النص يبدأ بمخاطبة الشاعرة / يا حلم / واتهامه بالكذب، مما يفتح المجال لفهم الحلم ككيان غير موثوق. في السطر الأول، / ما أكذبك /، تتحدث الشاعرة عن الحلم كمخادع، مما يشير إلى خيبة الأمل الناتجة عن الأوهام التي كان الحلم يعد بها. من خلال هذه الجملة، نرى تناقضًا واضحًا بين الواقع الذي لا يرحم والحلم الذي يبدو بعيد المنال.
الشاعرة تستعرض في هذا السياق صورة الحلم كما لو كان / ببسمة ليث وديع / أو / بنظرة طفل شقي/، وهي صور تعكس التناقض بين القوة والضعف، البراءة والخداع. الحلم يظهر في صورة مُغرية في البداية، ولكن سرعان ما يتكشف عن أنه / فانوس/، كما في السطر الذي تقول فيه: / لكنكَ كنتَ فانوسا /، أي مصدر للضوء والوضوح، ولكنه في النهاية لا يقدم سوى الإحراق والدمار: / أحرقت أجنحتي /.
2. الزمن: خصم غير عادل تنتقل الشاعرة بعدها إلى الزمن، حيث تردد عبارة / يا زمن، ما أظلمك! / التي تحمل في طياتها إدانة للظروف القاسية التي تواجهها. في هذا الجزء، يظهر الزمن كقوة ظالمة تقود الإنسان إلى فقدان قدراته. يتم تمثيل الزمن هنا من خلال / الضباب / الذي يحيط بالشاعرة، مما يرمز إلى حالة من الضياع والغموض. / صيرتني غيمة بلا مطر /، تُصور الشاعرة هنا نفسها ككائن فاقد للوجود الحقيقي، إذ تحول الزمن إلى عنصر يغذي العدم ويحرر الطاقات الكامنة في الإنسان.
3. الكائنات والعلاقات بين الإنسان والطبيعة يبرز النص صورة / ابن آدم / و/ الطبيعة /، حيث تُلام الكائنات البشرية على الفساد الذي ألحقته بالطبيعة، إذ تتساءل الشاعرة عن كيفية إيقاف سير النجوم وتدمير الكون: / لماذا أوقفت سير النجوم /، و/ لماذا أطلقت الخراطيش على الشهب /. هذا الاستفهام يعكس حالة الندم والاستفهام عن الضرر الذي لحق بالعالم، كما يربط بين الإنسان والكون، وبين تدمير البشر والجمال الطبيعي الذي كان في الأصل هبة من الخالق.
4. الأمل في العودة والتجديد رغم الحزن والخيبة التي يهيمن عليها النص، نجد أن النهاية تعبر عن رغبة في الاستعادة والتجديد. / ما أحوجك / تكررت في نهاية النص، وهو تذكير بالاحتياج المستمر للأمل، الحب، والاتصال الإنساني الحقيقي. الشاعرة تتطلع إلى استعادة اللحظات الجميلة التي كانت مليئة بالحب والشفافية، كما في سطورها: / ما أحوجك لقلب يرقّ لقلبك /، و/ لصبر يضمّد جرحك /.

5. الرمزية: الحلم ككائن متحرك تستخدم الشاعرة الرمزية بشكل مدهش، حيث تتحول بعض الصور اليومية إلى كيانات مجازية. الحلم ليس مجرد فكرة، بل هو كائن حي يتحرك ويخدع ويؤذي. على الرغم من أن الحلم يبدأ كشيء جميل – / ببسمة ليث وديع / – إلا أن نهايته تكشف عن طبيعة خادعة تحرق وتدمّر. هذا الاستخدام الرمزي يعكس كيف أن الأمل أحيانًا يكون عميقًا، ولكنه قد ينقلب إلى شعور بالخذلان.
خاتمة:
نص / ما أحوجك / للشاعرة سونيا عبد اللطيف يقدم لنا رحلة عاطفية مليئة بالرمزية والتعابير العميقة التي تنقلنا من عالم الحلم إلى عالم الواقع، ثم إلى زمن يختلط فيه الأمل بالألم. إن القراءة السيميائية لهذا النص تكشف عن طبقات متعددة من المعاني تتراوح بين / الشكوى والندم /، و/ الحلم والتصالح مع الواقع /. وبالرغم من قسوة الزمن والطبيعة البشرية، يبقى الأمل في النهاية هو القوة التي تجعل الإنسان يستمر في البحث عن التجديد، حتى ولو كان هذا الأمل مجرد حلم يراوده في الظلام.
النصّ :
ما أحوجك *

يا حلم...
ما أكذبك
جئت مخاتلا
قبل طلوع الفجر التّليد
ببسمة ليث وديع
بنظرة طفل شقيّ
بحبّ مزعوم قديم
بعقد ياسمين يطوّق الجيد
ضممك إلى صدري
آويتك صبري
نشّقتك عطري
شغلت كل ذرة من، في بدني..
كلّي حلّق مع كلّك..
كنّا جزءا... كنّا سربا
هل بوسع الغيب ان يفكّ لغزك
أن يُفسّر سرّ رعشة ظلّك
*
يا حلم..
ما أكذبك...!
ما ضرّك لو رأفت بجسدي
الضئيل..
ما ضرّك لو تركته في الحلم
يطير
ما ضرّك لو عمّدتَ قلبي بالفرح
وأطلقت سراحي في الفلك
جعلتني نجمة في عين السّماء
تأتلق؟
لماذا أعلنتَ أنّي عينك في ذاك الغسق
ودوني لا شمس..
لا فلق..
*
يا حلم.. ما أكذبك
أوهمتني اني فراشة
في لون الحقول ...
لكنكَ كنتَ فانوسا...
جعلتني حولك أرقص وأحوم...
فأحرقت أجنحتي...
وصيّرتني في لون الغيوم؟
*
يا زمن... ما اظلمك.!
هذا الضباب من حولي يلفّ
كأنْه الأسود خلف الفريسة تخفّ..
صيرتني غيمة... بلا مطر
ورقة... بلا شجر
شمعة... بلا فتيل
دمعة.. بلا مقل
نقطة... بلا سطر..
قصفت لي أجنحتي..
سرقت من قلبي فرحي...
نهشت لي عمري...
هل لك يا زمن...
ان تعيدني نطفة في الرحم
*
يا ابن آدم... ما افسدك
الم تخلق من ماء متدفق
لماذا أوقفت سير النجوم..
لماذا أطلقت الخراطيش على
الشهب
لماذا قشّرت وجه الشمس
لماذا قلعت الأوتاد...
واوقعت بالسموات السبع الشداد...
هل لك ان تعيد للكون...
بهاه..؟
للحقل رباه...؟
للقمر.... سناه...؟
*
يا....
ما أحوجك..
لقلب يرقّ لقلبك
لرموش ترفّ لعينك
لأفق... يعيد لك صوتك..
لصمت... يكلّمك
لصبر... يضمّد جرحك...
لحبّ... يشبه حبّك...
ولشفاه... قِبلتُك
ومزار لقُبلتك...

سونيا عبد اللطيف



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحوُّل بين النار والماء قراءة سيميائية في نصّ - نارُ العشق ...
- الذاكرة السردية: بين محاكاة الأدب وكسر الرمزية في متن العشق ...
- قراءات فلسفيّة في قصائد سرديّة تعبيريّة مرايا الغياب: تأملات ...
- موسيقى الصمت: حين يتحوّل الحزن إلى صوت
- بين شظايا الزجاج وأحلام الكتابة: صراع الذات في مواجهة الأنان ...
- الملوحة والفراغ: رحلة بين الخوف والضياع في عالم بلا خرائط
- قراءة سيميائية في قصيدة : -تكثّفني أسرارك- للشاعرة رحمة عناب ...
- في دروب الخطيئة والحب
- موتٌ على مشارف الأمل: تأملات في ألم الوجود وانكسار الذات قرا ...
- أناء الرغبة: بين إغواء الجسد وتأملات الروح
- سيّدة الرياح في رحاب العشق والحقيقة
- على أعتاب الحب الممنوع: نداء امرأة لا تعود إلى بيت القلب قرا ...
- -بين زوبعة المشاعر وسكون الثلج: قراءة في صدى العزلة والتوق- ...
- خيوط الخيبة بين الصدفة والتردد: رحلة العم بايز في عالم الأوه ...
- تحت وطأة الغياب: بين صرخات الصمت ورغبات المستحيل قراءة فلسفي ...
- بين الخوف والاشتياق: رحلة العشق في فضاء الغياب قراءة تحليلية ...
- -ماذا لو: غواية الأسئلة وأسطورة الأمل في قصيدة ريما حمزة- قر ...
- -صوتٌ غارقٌ في صمت: تجليات الألم والوحدة في صهيل الرباب- قرا ...
- سيّدةُ وسادةُ الأحلام
- -أبواب جهنم: صراع القلب بين الحب والفراق- قراءة نقدية في قصي ...


المزيد.....




- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...
- NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024 ...
- ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة ...
- بالصور.. ألوان رمادية تحول خيام غزة إلى لوحات فنية
- -بيغ باد وولف 2024- يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب مع انط ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - ما أحوجك: بين أفق الحلم ووجع الواقع قراءة سيميائية في نصّ : ما أحوجك – للشاعرة : سونيا عبد اللطيف – تونس . بقلم : كريم عبدالله – العراق .