أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - العمة دبة الجزء السادس















المزيد.....



العمة دبة الجزء السادس


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


دبدوب والتمساح



" 1 "
ــــــــــــــــــــ

بيت الدب الحكيم ، الحكيم
يتقلب في فراشه أرقاً

الحكيم : " يعتدل " لابد أن الليل قد انتصف ،
وأنا لم أستطع أن أنام ، ماذا جرى ؟
لستُ مريضاً ، ولستُ أعاني من القلقل ،
ولستُ " يصمت لحظة " لعلي .. لعلي عطشان ، فلأنهض ، وأشرب حتى
أرتوي " ينهض " وإلا لن أنام ، مادام
يراودني هذا الشعور " يشرب الكثير من
الماء " ها أنا امتلأتُ بالماء ، لا حجة لي
الآن إذا لم أنم " يعود إلى الفراش "
فلأتمدد الآن " يتمدد في فراشه ،
ويغمض عينيه " لعلي أنام " بعد قليل
يفتح عينيه " أسمع صوت بعوضة تطنّ "
يتلفت " نحن في الشتاء ، فمن أين تأتي
البعوضة ؟ " يصمت لحظة " لابد أنها
تطنّ في رأسي ، أيتها البعوضة ، نامي ،
ودعيني أنم .

تمرّ لحظات ، الحكيم
يشخر ، الباب يُطرق

الحكيم : " يفزّ " الباب يُطرق ، " ينصت " لعله حلم ، آه نعم ، إنه حلم ، يا للحلم اللعين ،
لم أكد أغفو حتى طرق الباب " الباب
يُطرق ثانية " اللعنة ، إنه ليس حلماً ، لقد
أيقظني هذا الطارق ، ترى من يكون ؟ "
الباب يُطرق مرة أخرى " سأكسر رأس
الطارق بعصاتي " يتجه نحو الباب " إذا
كان سبب الطرق تافهاً ، وهو لا شك
تافه .

الحكيم يفتح الباب ،
يلوح دبدوب عند العتبة
الحكيم : دبدوب !
دبدوب : " يدخل " جئتك في أمر هام .
الحكيم : الليل يكاد ينتصف .
دبدوب : جدي ..
الحكيم : جدك !
دبدوب : جاءني قبل قليل .
الحكيم : أيها المخبول ، جدك مات منذ سنوات
عديدة .
دبدوب : جاءني في المنام .
الحكيم : " يتلفت حوله منفعلاً " أين عصاتي ؟
سأكسر رأسك بها .
دبدوب : لقد حقق جدي الكثير من الاكتشافات ،
لكنه مات ، وفي نفسه حسرة .
الحكيم : جدك ؟
دبدوب : أراد أن يعرف عدد أسنان التمساح ،
لكن دون جدوى .
الحكيم : أيها المجنون اللعين " يشير إلى الخارج
" التمساح هناك ، في النهر ،
اذهب ، وادخل رأسك في فمه ، كما فعل
جدك ، وعدّ أسنانه .
دبدوب : " يحدق فيه " ....
الحكيم : " يمسك العصا ، ويرفعها في وجه
دبدوب " ...
دبدوب : " يدور في البيت هارباً " مهلاً ، مهلاً ،
سأذهب إلى النهر ، وأكمل رسالة جدي "
يفتح الباب " لابد أن أعرف عدد أسنان
التمساح .
الحكيم : ليأخذك التمساح ، اذهب " يلوح بالعصا
" .
دبدوب : " يخرج هارباً " ....
الحكيم : هذا اللعين ، فوّر دمي " يغلق الباب
بقوة " إنني عطشان " يهمّ أن
يشرب الماء " لكني شربتُ قبل قليل ،
اللعنة " يتجه نحو الفراش " فلأتمدد ،
لعلي أنام .

يتمدد في الفراش ،
لكن عينيه تبقى مفتوحتين

إظلام



" 2 "
ـــــــــــــــــــــ

الأم دبة ترقد في
فراشها ، وتغط في النوم

الأم : " تفتح عينيها " الوقت مبكر بعد ، على
ما يبدو ، لابد أن دبدوب مازال في
فراشه ، يحلق مع أحلامه المجنونة ، آه
ما أشد خوفي عليه من مثل هذه الأحلام "
تصمت لحظة " من يقول أنه في فراشه ؟
لا ، البارحة لم أنم ، في وقت متأخر من
الليل ، حتى رأيته يدخل فراشه ، وينام ،
فأنا أخاف أن يتسلل في الليل ، و .. "
تلتفت إلى فراشه " يا ويلي ، الفراش
خال ٍ " تهب واقفة " إنه ليس في فراشه ،
ولا في البيت ، ترى أين مضى ؟ آه هذا
المجنون ، ظلّ البارحة ، طول النهار ،
يطارد الفراشات ، ويعد ألوان أجنحتها ،
يا للجنون ، إنه لا يعرف العد لأكثر من
خمسة ، ومع ذلك يريد أن يعدّ كلّ شيء
، إنها الوراثة ، فجده كان أيضاً مجنوناً
بالعد ، وقد انتهى وهو يعد أسنان التمساح
" تنصت " أحدهم قادم ، أهو دبدوب ؟
كلا ، هناك وقع أقدام ، وعصا أيضاً ،
لعله الدب الحكيم ، أهذا معقول ؟ من
يدري ، إنه حكيم .

يُدفع الباب ، ويدخل الدب
الحكيم ، متوكئاً على عصاه

الحكيم : مساء الخير .
الأم : أهلاً بالدب الحكيم ، تفضل ، تفضل .
الحكيم : مررت من هنا ، في جولتي " يتلفت
حوله " وأردت أن أسلم عليك .
الأم : أهلاً ومرحباً ، لكني أظن أن الوقت
مبكر على جولتك الاعتيادية .
الحكيم : بل متأخرة .
الأم : " تنظر إلى الخارج " أظنه ضوء
الفجر .
الحكيم : كلا ، هذا نور القمر .
الأم : القمر !
الحكيم : نحن في منتصف الليل .
الأم : يا ويلي .
الحكيم : " متلفتاً " لا أرى صغيرك دبدوب .
الأم : أفقت قبل قليل ، وكأن قلبي أعلمني ،
فلم أرهُ في فراشه .
الحكيم : لقد زارني ، قبيل منتصف الليل بقليل ،
وقال لي ، أن جده قد جاءه ..
الأم : جده !
الحكيم : نعم .
الأم : لكن جده ميت .
الحكيم : جاءه في المنام .
الأم : يا للجنون .
الحكيم : وطلب منه ، أن يكمل رسالته ، ويعدّ
أسنان التمساح .
الأم : التمساح !
الحكيم : هذا ما قاله لي دبدوب ..
الأم : آه ..
الحكيم : والحقيقة ، لقد خفت عليه ، فجئتُ
لأطمئن إلى أنه عاد إليك في البيت ، ولم
يذهب إلى التمساح في النهر .
الأم : يا ويلي ، إنه في النهر الآن ، إن لم
يكن في جوف التمساح .
الحكيم : لا تتعجلي ، لنذهب إلى النهر " يتجه
إلى الخارج " لعلنا نصل إليه ، قبل فوات
الأوان .
الأم : هيا ، هيا ، يا ويلي ، انتهى دبدوب .

الدب الحكيم يخرج ،
الأم تخرج في أثره
إظلام



" 3 "
ـــــــــــــــــــــ

ليل ، أشجار ، القمر
بدر ، يدخل دبدوب

دبدوب : الليل تجاوز منتصفه ، على ما يبدو لي
، فلأسرع ، لقد تأخرتُ كثيراً ، أخشى أن
تكون ماما قد استيقظت ، ولم تجدني في
فراشي ، آه الطريق تكاد تكون معتمة ،
ربما بسبب كثافة الأشجار ، ولولا القمر
لضللت طريقي ، وسط هذه الغابة ، ترى
أين تذهب الشمس ليلاً ؟ لابد أن ألحق بها
يوماً ، وأعرف الحقيقة ، وإلا كيف يمكن
أن أكون مثل جدي ؟ يا لجدي العظيم ،
لقد عبر النهر ، في شبابه ، واكتشف
قارة جديدة ، وتوغل في الغابة ، حتى
تخوم الصحراء ، وتابع التمساح ليلاً
ونهاراً ، وكاد يعرف عدد أسنانه ، وقد
دفع حياته ثمن رغبته في الاكتشاف
والبحث عن الحقيقة ، و .. سيفرح جدي
، حين سيجيئني الليلة في المنام ، ويعرف
أنني أكملت رسالته ، وعرفت عدد أسنان
التمساح ، وسيأخذني بين ذراعيه ،
ويهتف ..
الحكيم : " من الخارج " دبدوب .
دبدوب : " يقف مرعوباً " ....
الحكيم : " من الخارج " دبدوب .. دبدوب ..
دبدوب : " يتمتم " جدي !
الحكيم : " من الخارج " دبدوب .. دبدوب .
دبدوب : " فرحاً " إنه جدي ، لقد جاء من العالم
الآخر ، ليهنئني ..

يظهر ما يشبه الشبحين ،
ويقفان على مبعدة منه

دبدوب : " خائفاً " جدي ! " يحدق فيهما " ربما
جاء ، ومعه قرينه من العالم الآخر "
بصوت هامس " جدي .. جدي .
الحكيم : آه ، لقد جنّ دبدوب .
الأم : دبدوب .
دبدوب : يا للعجب ، إن لقرين جدي صوت
امرأة " يهمس ثانية " جدي .. جدي .
الأم : " تقترب منه " دبدوب ، أنا أمك .
دبدوب : لا .. لا ..
الحكيم : أفق ، يا دبدوب ، أنت لا تكلم جدك ،
فهو الآن في العالم الآخر ، إنني الحكيم ،
وهذه أمك .
دبدوب : " ينظر إليهما مذهولاً " ....
الأم : دبدوب .. دبدوب .
دبدوب : " يغمغم " يا لحمقي ، إنهما ليسا جدي
وقرينه من العالم الآخر ، بل ماما والدب
الحكيم .
الحكيم : " يقترب منه " دبدوب .
الأم : بنيّ ، دبدوبي ..
دبدوب : " يندفع إليهما " أبشرا ، لقد أكملتُ
رسالة جدي ، وعرفت عدد أسنان
التمساح .
الأم : يا ويلي ..
الحكيم : لا تقل ، يا دبدوب ، أنك أدخلت رأسك
في فم التمساح ، و ..
دبدوب : لا ، لم أدخل أنا في فم التمساح ، بل
صديقي .
الأم : حسبت أك وحدك المجنون في هذه الغابة .
دبدوب : ماما ..
الحكيم : وصديقك ، الذي دخل ، هل خرج ؟
دبدوب : طبعاً .
الحكيم : لكن جدك لم يخرج .
دبدوب : جدي لم يكن زقزاقاً .
الأم : أتعني أن صديقك .. ؟
دبدوب : نعم ، إنه زقزاق .
الأم : الزقزاق !
لحكيم : هذا الطائر الصغير ، يدخل فم التمساح
، وينظف أسنانه مما علق فيها من بقايا
الطعام .
دبدوب : هذا هو صديقي الزقزاق بالضبط ، وقد
طلبت منه أن يدخل فم التمساح ، ويعدّ
لي أسنانه ، وهذا ما فعله مشكوراً .
الأم " " تضحك فرحة " ....
الحكيم : أبشر ، يا بنيّ ، ستكون عالماً مجيداً
أكثر من جدك العظيم ، فأنت أكثر
عقلانية منه .
الأم : والآن لنعد إلى البيت " تمسك يده " هيا
يا بنيّ ، هيا ، هيا .
الحكيم : يا للأسف ، لقد اختفى القمر .
دبدوب : " ينظر إلى الأعلى " أخفته غيمة عابرة
، وسيظهر بعد قليل ، بمجرد ابتعاد تلك
الغيمة .
الحكيم : " ينظر إلى الأعلى هو الآخر " أنت
محق ، لننتظر هنا بعض الوقت .

يرتفع من الظلام رفرفة ،
دبدوب يرفع رأسه للأعلى

دبدوب : ماما .
الأم : نعم ، يا بنيّ .
دبدوب : أسمع ، من هذا الظلام ، رفرفة أجنحة.
الأم : إنه الخفاش ، يا عزيزي .
دبدوب : نحن لا نرى في الظلام ، عجباً ، كيف
يطير الخفاش في هذا الظلام ، دون أن
يرتطم بشجرة من أشجار الغابة .
الأم : " يظهر القمر " الغيمة ابتعد عن القمر
، لنسرع قبل أن تأتي غيمة أخرى
وتغطي وجهه .
الحكيم : أنت محقة " يتجه إلى الخارج "
لنواصل سيرنا ، هيا .
الأم : " تسحب دبدوب وتلق بالحكيم " هيا ،
هيا .
دبدوب : هناك سرّ وراء طيران الخفاش ، لابد
أن أدرس هذا السرّ ، حتى أعرفه ، وإلا
كيف سأكون عالماً مثل مشهوراً .. جدي
العظيم ؟

الدب الحكيم يخرج ، وفي
أثره يخرج دبدوب وأمه

إظلام



الطنان


الببغاء يقف أمام
قفص الطائر الطنان

الببغاء : مسكين هذا الطائر الطنان ، لقد جعلت
منه العمة دبة ، ومنذ خمسة أيام ، أصغر
طائر سجين في العالم " يصمت " أيتها العمة أطلقيه ، ما زلتُ أدرسه ، سيموت
داخل هذا القفص ، لن يموت ما دمتُ
أطعمه ، ماذا تقدمين له ؟ حزمة من
الأزهار الندية ، لكنه لا يأكل منها شيئاً ،
إنه يمتص الرحيق منها ، كما تفعل النحلة
والفراشة " يتمشى في شيء من الانفعال
" لو وضعت هذه الدبة في قفص ، لعرفت
معنى القفص ، آه فلأصعد إلى فراشي ،
لعلي أراه ، ولو في الحلم ، يخرج من هذا
القفص ، وينطلق في فضاء الغابة " يتمدد
في فراشه " .

يُدفع الباب في
هدوء ، وتدخل دبدوبة

دبدوبة : مازال هنا ، في القفص ، آه من العمة
دبة " تجلس حزينة أمام القفص " .
الببغاء : " يرفع رأسه " دبدوبة .
دبدوبة : عفواً ، لقد أيقظتكَ .
الببغاء : لم أكن نائماً .
دبدوبة : هذا ما خمنته .
الببغاء : يبدو أن دبدوب لم يأتِ معك .
دبدوبة : دبدوب عند النهر .
الببغاء : لعله يفضل صيد السمك .
دبدوبة : أراد أن يرافقني ، لكني فضلت أن آتي
إلى هنا وحدي .
الببغاء : دبدوب يحبك .
دبدوبة : لكنه لا يبالي بما عليه الطائر المسكين ،
وهذا ما لا أحبه فيه .
الببغاء : ونحنُ من نبالي ، ماذا استطعنا أن نفعل
، إنه سجين منذ خمسة أيام .
دبدوبة : يجب أن نتحدث إلى العمة دبة .
الببغاء : تحدثتُ إليها ، تحدثتُ كثيراً ، لكن دون
جدوى ، إنها دبة .
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : عفواً ، يا دبدوبة .
دبدوبة : لا عليك ، أعرف أنكَ تحبها .
الببغاء : إنني سجين هنا بإرادتي ، فأنا أحب
العمة دبة فعلاً ، لكني لا أحب أن تسجن
أحداً ، وخاصة هذا الطائر الطنان ، مهما
كانت دوافعها .
دبدوبة : " تنصت " أظنها قادمة .
الببغاء : " ينصت " نعم إنها هي " يهز رأسه "
آه من العمة دبة .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة ، حاملة سلتها

العمة : أهلاً دبدوبة .
دبدوبة : صباح الخير .
العمة : " تضع السلة على المنضدة " دبدوب
ليس معك هذا اليوم .
الببغاء : دبدوب يصيد السمك ، ويضعه في
القفص .
العمة : ببغاء .
دبدوبة : هذا الطائر المسكين ، أظنه هزل كثيراً
، وأخشى أن يموت .
العمة : لن يموت ، إنني أطعمه .
دبدوبة : مسكينة الطيور الصغيرة ، إنها وحدها
من تصطاد ، وتوضع في الأقفاص .
الببغاء : لو كان الطنان في حجم النعامة ..
العمة : " تنظر إليه " ....
دبدوبة : النعامة ؟
الببغاء : ارتفاعها " 240 " سنتمتراً ..
دبدوبة : آه .. بارتفاع العمة ..
الببغاء : ووزنها " 135 " كيلوغرام ..
دبدوبة : آه ..
الببغاء : هذا ما قالته العمة دبة .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة دبة " ....
العمة : " تهز رأسها " ....
دبدوبة : من الصعب وضع مثل هذا الطائر في
قفص " تبتسم " النعام تمثل حلماً دسماً
للثعلب .
العمة : لن يقرب هذا الحلم ، حتى في المنام ،
فهو حلم قاتل .
الببغاء : حتى لو جنّ وطاردها ، فإنه لن يستطيع
اللحاق بها ، إن سرعتها في الركض تبلغ
" 50 " كيلومتراً في الساعة .
العمة : ولو جنّ فعلاً ، واقترب منها ، فإنها
سترفسه بإحدى قائمتها ، المدججتين
بمخالب قاتلة ، وستقتله في الحال .
دبدوب : والنعامة لا تطير .
دبدوبة : وأظنها ليست الطائر الضخم الوحيد في
العالم ، الذي لا يطير .
الببغاء : لا هناك طيور أخرى .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة " ....
العمة : " تهز رأسها " ....
الببغاء : طائر الامو والبشتم في اوستراليا ،
والكيوي في زلاندا الجديدة ، والرية في
أمريكا الجنوبية .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة ثانية " .....
العمة : نسي طائراً واحداً .
الببغاء : لا أظن ، فهذا كلّ ما ذكرتِه أنتِ .
العمة : لقد ذكرته ، ربما ليس أمامك .
الببغاء : ربما ..
العمة : هناك طائر طوله " 4 " أمتار ..
دبدوبة : " 4 " أمتار !
الببغاء : لم تذكريه أمامي أبداً .
العمة : اسمه الموّه .
الببغاء : لا أظن أنني رأيته من قبل .
العمة : ولن تراه .
الببغاء : " ينظر إليها " ....
العمة : لأنه انقرض منذ آلاف السنين .
دبدوبة : المسكين .
الببغاء : لابد أن دبة سجنته لتدرسه ، فانقرض .
العمة : ببغاء .
دبدوبة : أيتها العمة ....
العمة : " تنظر إليها صامتة " ....
دبدوبة : هذا الطائر الصغير ، لا أريده أن
ينقرض .
العمة : ما زلتُ أدرسه .
الببغاء : حياته وحريته أهمّ من كلّ شيء .
العمة : " تلوذ بالصمت " ....
الببغاء : لو كنتِ أنتِ داخل هذا القفص ، أتدرين
ما كنّا نفعل ؟
العمة : أعرف .
الببغاء : دبدوبة ..
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : العمة في داخل القفص .
دبدوبة : " تتقدم من القفص " ....
الببغاء : هيا يا دبدوبة ..
دبدوبة : " تفتح باب القفص " أيها الطائر العزيز
، هيا انطلق ، الغابة تناديك .

الطائر يخرج من القفص ،
ثم يمضي إلى الخارج

إظلام

27 / 8 / 2014













هل جنّ الثعلب ؟


الببغاء نائم ، السمكة على
المائدة ، وبجانبها العمة دبة

الببغاء : خ خ خ خ
السمكة : أيتها العمة ..
العمة : نعم ، يا عزيزتي
السمكة : لقد حان أوان عودتي إلى النهر
العمة : أشكركِ ، أوشكتُ أن أنتهي ، لقد
أعطيتني معلومات قيمة .
السمكة : وسأعطيك ما تحتاجينه من معلومات ،
في أي وقت تريدينه .
العمة : سآتي بالسلة من المخزن ، وأضعك
فيها ، وآخذكِ إلى النهر.

العمة تدخل المخزن ، الثعلب
يدفع الباب بهدوء ، ويدخل

السمكة : الثعلب ! فلأتماوت .
الثعلب : " يرى السمكة " سمكة ! " يقترب منها
" سمكة كبيرة ، تكفيني ، وتكفي زوجتي
وصغاري " يحمل السمكة ، ويتجه إلى
الباب ".

الثعلب يخرج بالسمكة ،
تدخل العمة حاملة السلة

العمة : " تقف مذهولة أمام المائدة " أوه ، يا
للعجب ..
الببغاء : " يفيق من النوم " ما الأمر ؟
العمة : " تبحث عن السمكة تحت المائدة " لا
أثر للسمكة ، ليست هنا " تتوقف " لابدّ
أنها تمازحني ، ترى أين ذهبت ؟
الببغاء : لم تخبريني ، ما الأمر ، رديّ عليّ .
العمة : " مفكرة " لا يعقل أنها مضت إلى
النهر دون أن تودعني ، " تصمت " من
يدري .
الببغاء : أيتها العمة ، أخبريني ..
العمة : " تنصت " هششش ..


يُدفع الباب ، وتدخل
السمكة ، العمة مذهولة

العمة : يا للعجب ، أين كنتِ ؟
الببغاء : آه عرفتُ ما الأمر .
السمكة : " تضحك " تصوري ، جاء الثعلب في
غيابكِ ، وظن أني سمكة ميتة ، فحملني
على كتفه ، وهرب بي إلى الخارج ..
الببغاء : هذه عادته .
العمة : الخيانة تجري في دمه .
السمكة : وعند الباب ، لطمته بقوة على رأسه ،
فسقط فوق الأرض فاقد الوعي ، ثم
عدتُ كما ترين .
العمة : ها هي السلة ، سأضعكِ فيها ، وأعيدك
إلى النهر " تنصت " هششش ، أسمع
حركة خاف الباب .
السمكة : لعله الثعلب .
الببغاء : إنه هو بالتأكيد .
السمكة : " ترقد ساكنة " سأتماوت ، ولنرَ ماذا
سيفعل .

يُدفع الباب بهدوء ،
ويدخل الثعلب مترنحاً

الثعلب : العمة دبة ..
الببغاء : جاءت البراءة .
العمة : أهلاً بالثعلب .
الثعلب : " ينظر إلى السمكة " هذه سمكة !
العمة : نعم ، كما ترى ، إنها سمكة .
الببغاء : سمكة لذيذة .
الثعلب : " يحملق في السمكة "لا أدري إذا ما
كنت أحلم ، أم إنني مستيقظ ..
الببغاء : اصفعيه بقوة ليتأكد .
العمة : " ترفع يدها لتصفعه " سنرى .
الثعلب : " يتراجع خائفاً " لا .. لا .. وإلا متّ .
العمة : " تنزل يدها " حسن .
الثعلب : ربما كنت أحلم " يقترب من السمكة "
واستيقظت الآن .
الببغاء : لعلكَ حلمت بأنك أخذت هذه السمكة ،
وهربت بها .
الثعلب : بالضبط " ينظر إليه " يبدو أنك كنت
معي في الحلم .
الببغاء : لستُ مجنوناً لأكون معك ، حتى في
الحلم .
الثعلب : أيتها العمة ..
العمة : نعم .
الثعلب : حلمت أنني تسللتُ إلى بيتك ، دون أن
تعلمي ..
الببغاء : هذه ليست المرة الأولى .
الثعلب : " مهدداً " ببغاء ..
العمة : دعكَ منه ، أكمل .
الثعلب : ورأيت هذه السمكة ، كما أراها الآن ،
فحملتها على كتفي ، وهربتُ بها إلى
الخارج .
الببغاء : لكنها لطمتك عند الباب ..
الثعلب : صح .
الببغاء : وسقطت على الأرض ، وفقدت وعيكَ .
الثعلب : لا تقل إنك لم تكن معي ..
الببغاء : لم أجن بعد .
الثعلب : أنا جننت .. جننت .. جننت ..
العمة : " تربت على كتفه " أيها الثعلب ،
اذهب إلى البيت ، وارتح قليلاً ، لعلك
تستعيد توازنك .
الثعلب : جننت " يتجه نحو الباب " جننت ..
جننت ..
الببغاء : أيها الثعلب ..
الثعلب : " يتوقف منصتاً " ....
الببغاء : نسيت السمكة .
الثعلب : " يواصل طريقه صارخاً " آآآآآ .. لن
أقرب السمك .. طول حياتي
العمة : ها قد مضى المجنون رقم واحد .
السمكة : أرجوكِ ، خذيني الآن إلى النهر ، ربما
لن أتحمل البقاء في الهواء الطلق أكثر
مما بقيت .
العمة : هيا يا عزيزتي " ترفع السلة " ها هي
السلة ، سأضعكِ فيها ، وأحملكِ إلى
النهر ، الذي أخذتك منه .

العمة دبة ترفع السمكة ،
وتضعها برفق في السلة

الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : لن أتأخر ، يا ببغاء ، سأوصل السمكة
إلى النهر ، وأعود مباشرة .
الببغاء : هذا الثعلب المجنون ، أخشى أن يعود .
العمة : اطمئن ، لا أظنه قد يعود .
الببغاء : وإذا عاد ؟
العمة : عندها ادخل قفصك ، وأغلق بابه من
الداخل .
الببغاء : لن أطمئن ، إنه مجنون تماماً .
السمكة : تعال معنا .
الببغاء : " ينظر إلى العمة دبة " ....
العمة : تعال ، فأنت لم تخرج من البيت منذ
فترة طويلة ، وهذه فرصة لتتجول معي
في الغابة .
الببغاء : حسن ، فكرة طيبة .
العمة : اقفز فوق كتفي ، هيا .
الببغاء : " يقفز ويقف فوق كتفها " هيا .
العمة : " تضحك " هذه رحلة جميلة ، السمكة
الرئوية في السلة ، والببغاء على كتفي .

العمة تخرج ، تحمل السمكة
في السلة ، وعلى كتفها الببغاء

اظلام





الشبح


بيت العمة دبة ، الببغاء
وحده ، يرقد في فراشه

الببغاء : الآن أستطيع أن أغفو ، ولو بعض
الوقت ، لا العمة دبة موجودة ، ولا
واحد من حاشيتها المزعجين ، ولا .. "
الباب يُطرق " آه ..
أرنوب " من الخارج " أيتها العمة .
الببغاء : هذا أرنوب .
أرنوب : " من الخارج " أيتها العمة .
الببغاء : العمة دبة ليست في البيت .
أرنوب : " من الخارج " أرجوك ، يا ببغاء ،
افتح لي ، الأمر هام .
الببغاء : " بصوت خافت " وراحتي ليست هامة
" يصيح " الباب مفتوح ، ادخل .

أرنوب يدفع الباب ،
ويدخل بسرعة خائفاً

أرنوب : الثعلب ..
الببغاء : يطاردك ، هذا أمر عادي .
أرنوب : لقد جُنّ .
الببغاء : لا عليكَ ، إنه يتظاهر بالجنون ، يقفز ،
يتمرغ ، ويتماوت ، و ..
أرنوب : لا .. لا ..
الببغاء : ليته يُجن فعلاً ، لكن هذا مستحيل ، إن
الثعلب يُجنن ولا يجن .
أرنوب : إنه يسير ، ويحدث نفسه ، ويصيح
بأعلى صوته .. الشبح .. الشبح ..
الببغاء : سأجن ، كفى ، مهما كان ، فهو ..
الثعلب .

الباب يُطرق ، أرنوب
يدور بسرعة خائفاً قلقاً

أرنوب : إنه هو ، الثعلب ، خبئني .
الببغاء : مهلاً ، لعله ليس الثعلب .
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة ..
أرنوب : " مازال يدور " أرأيت ؟ إنه الثعلب ..
الببغاء : صوته غير طبيعي فعلاً .
أرنوب : خبئني أرجوك ، خبئني .
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة دبة .
أرنوب : إنني لم أحتمله عاقلاً ، فكيف وهو
مجنون ؟
الببغاء : اختبئ ، إنه يدفع الباب .

أرنوب يختبئ ، يدخل
الثعلب قلقاً مترنحاً

الثعلب : أريد العمة دبة .
الببغاء : العمة دبة ليست هنا ، كما ترى .
الثعلب : أريدها لأمر هام للغاية .
الببغاء : أنصحكَ أن تأتي إليها غداً ، بعد أن
تكون قد هدأت قليلاً .
الثعلب : كلا ، أريدها اليوم .
الببغاء : ربما ستتأخر اليوم كثيراً .
الثعلب : مهما يكن ، سأنتظرها .
الببغاء : ذهبت إلى النهر ، تدرس أسماك البيرانا
الثعلب : سأنتظرها ، وستأتي .
الببغاء : هذا إذا لم تفترسها أسماك البيرانا .
الثعلب : " يتشمم " أشمّ رائحة أرنب .
الببغاء : أنت واهم .
الثعلب : أنفي لا يخطئ ، وخاصة عندما أكون
جائعاً .
الببغاء : أنت جائع دائماَ .
الثعلب : " يتشمم " أرنب صغير ، مكتنز ، لذيذ
، و ..
الببغاء : جاءت العمة دبة .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة دبة حاملة سلتها

ثعلوب : العمة دبة ..
العمة : " تضع السلة على المائدة " أهلاً
ثعلوب .
الببغاء : جاءك لأمر هام للغاية .
ثعلوب : قلتِ مرة ، إن المجنون ..
العمة : اهدأ ، يا ثعلوب ، واجلس .
ثعلوب : دعيني ، لا أريد أن أجلس ، اسمعيني..
الببغاء : دعيه يتكلم .
العمة : تكلم ، إنني أسمعكَ .
ثعلوب : قلتِ إن المجنون ، يرى مالا يراه العاقل ..
الببغاء : ويشم ما لا يشمه ..
ثعلوب : " منفعلاً " ببغاء ..
العمة : دعك منه ، تكلم .
ثعلوب : طاردتُ أحدهم قبل قليل ..
الببغاء : هذا ما تفعله دائماً .
ثعلوب : طاردته في منطقة المستنقعات ..
الببغاء : تلك منطقة مسكونة .
العمة : ببغاء ..
ثعلوب : سأطاردك يوماً ، ولن تفلت مني .
العمة : دعنا من الببغاء ، تكلم ، طاردته في منطقة المستنقعات ..
ثعلوب : فهرب مني إلى داخل المستنقع ، وعلى ضوء القمر ..
الببغاء : لا يوجد قمر اليوم .
العمة : أكمل .
ثعلوب : رأيته يركض فوق سطح الماء..
الببغاء : يا للعجب .
ثعلوب : بل التفت إليّ ، وغمز لي بعينه .
الببغاء : هم م م .. هذا لم أره حتى في المنام .
ثعلوب : صدقيني ، رأيته بعيني هاتين ، لم يكن يسبح ، أو يغطس ، بل كان يركض فوق سطح الماء .
الببغاء : حقاً المجنون يرى ما لا يراه العاقل .
العمة : أنا أصدقكَ ، يا ثعلوب .
ثعلوب : أيتها العمة ..
العمة : لكن أنصحكَ ، أن لا تطارد القنفذ مرة أخرى ، في منطقة المستنقعات .
الببغاء : القنفذ !
ثعلوب : كيف عرفتِ أنه قنفذ ! أنتِ لم تطارديه معي .
العمة : إن القنفذ ، هو الحيوان الوحيد ، الذي يستطيع المشي والركض ، على سطح الماء ، دون أن يغطس .
ثعلوب : " ينظر إلى الببغاء " ببغاء ..
الببغاء : لقد رأيتَ ما لم أره .
ثعلوب : وشممتُ رائحة أرنوب هنا .
العمة : " تنظر إلى الببغاء " ....
الببغاء : اذهب الآن .
ثعلوب : أشكركِ يا عمة ، " يتجه إلى الباب " تصبحان على خير " يخرج "
العمة : أرنوب ، أخرج ، ذهب الثعلب .
أرنوب : " يطل برأسه " ...
الببغاء : حقاً أنتِ .. العمة دبة .

العمة دبة تبتسم فرحة ،
أرنوب يخرج من مخبئه

إظلام

















طيور لا تطير


بيت العمة ، الببغاء فوق
المائدة ، يتناول حبات فستق

الببغاء : آه ما ألذّ الفستق ، الثعلب المكار ،
يعرف أنني أحب الفستق كثيراً ، فجاءني
صباح اليوم ، بحفنة فستق طازج ، لابدّ
أن له هدفاً ، نعم " يفكر " تُرى ما هو
هدفه ؟
الثعلب : " من الخارج " أيها الببغاء ..
الببغاء : " خائفاً " الثعلب .

يدخل الثعلب ، الببغاء
يطير نحو قفصه

الثعلب : جئتك بحفنة أخرى من الفستق .
الببغاء : " ينظر إليه مرتاباً " ....
الثعلب : عزيزي ، نحن أصدقاء .
الببغاء : الحذر واجب .
الثعلب : " يُريه الفستق " فستق لذيذ ، تعال خذه
، تعال .
الببغاء : ضعه على المائدة .
الثعلب : " يضع الفستق على المائدة " ها هو
على المائدة ، كلهُ متى تشاء " ينظر إلى
المائدة " يبدو أنك أكلت معظم الفستق ،
الذي جئتك به صباح اليوم .
الببغاء : " يهزّ رأسه " ....
الثعلب : ألف عافية ، في الحقيقة ، أردت أن
أسألكَ ..
الببغاء : " يقاطعه " انتظر ، ستأتي العمة دبة
بعد قليل .
الثعلب : أنت طير ، وأردت أن أسألك عن
الطيور ..
الببغاء : " ينظر إليه مرتاباً " ....
الثعلب : الطيور ، لماذا سُميت طيور ؟
الببغاء : ربما .. لأنها تطير .
الثعلب : هذا ما قلته لجدتي ، عندما قالت لي ، إن
هناك طيوراً لا تطير .
الببغاء " " يلوذ بالصمت " ....
الثعلب : فقلتُ لها ، إن الطير الذي لا يطير ،
ليس طيراً ، ما رأيكَ أنت ؟
الببغاء : " ينصت " مهلاً ، ها هي العمة ، انتظر
، وستجيبكَ عن سؤالك .

تدخل العمة دبة ،
خلال حديث الببغاء

العمة : " تضع سلتها على المنضدة " الثعلب ..
الثعلب : جئت لعزيزي الببغاء ، بحفنة من البندق اللذيذ .
العمة : " تهمهم " هم م م م .
الثعلب : لوجه الصداقة فقط .
الببغاء : لديه سؤال ، فقلت له ، إن العمة
ستجيبك عليه .
العمة : " بشيء من السخرية "أسئلتك ، التي
لوجه الصداقة ، لا تنتهي أبداً .
الثعلب : ليس لديّ غيرك أسأله .
العمة : تفضل ، اسأل .
الثعلب : جدتي المسكينة ، تعرفين إنها طعنت
في السن ، وربما لأنها لم تعد تستطيع أن
تصطاد أي نوع من الطيور ، فأخذت
تحلم بطيور لا تطير .
العمة : جدتك لا تحلم ، يا ثعلب .
الثعلب : لابدّ أنها خرفت إذن .
العمة : هناك طيور لا تطير فعلاً .
الببغاء : وهذا ما يريده الثعلب .
الثعلب : " يقترب منها " أيتها العمة ..
العمة : مثل النعامة ..
الثعلب : النعامة سمعتُ بها .
العمة : والأنامو والشبنم ..
الثعلب : هذان لم أسمع بهما .
العمة : والكيوي والرية ..
الببغاء : وهذان أيضاً لم تسمع بهما .
الثعلب : بالضبط ، إنني أسمع بهما لأول مرة .
العمة : وكذلك البطريق .
الثعلب : هذا سمعتُ به .
الببغاء : افرح ، أيها الثعلب ، فهذه طيور ، لا
تستطيع أن تطير ، وهي بالنسبة لك ثروة
لا تقدر بثمن .
الثعلب : هذه الطيور ، التي لا تستطيع أن تطير
، أين هي ؟
العمة : النعامة في أفريقيا ..
الثعلب : أفريقيا ؟ آه إنها بعيدة .
العمة : وارتفاعها أكثر من مترين ..
الثعلب : يا للويل ، إنها أطول من أي صياد
عرفته حتى الآن .
العمة : والأنامو والشبنم في اوستراليا ..
الببغاء : بلد الببغاوات والكناغر .
الثعلب : بعيدة جداً .
العمة : والكيوي في زيلندا الجديدة ..
الثعلب : إنني لا أعرف زيلندا القديمة ، فكيف
لي أن أعرف زيلندا الجديدة ؟
العمة : والرية في امريكا الجنوبية ..
الثعلب : يا للأسف ، ليتني ولدت في أمريكا
الجنوبية .
العمة : أما البطريق ، فيعيش في القطب
الجنوبي .
الثعلب : آه البطريق ، لن أراه حتى في الحلم .
الببغاء : إياك أن تذهب ، ولو في الحلم ، إلى
القطب الجنوبي ، وإلا صرت تمثالاً من
الثلج .
العمة : " تضحك " ....
الثعلب : أتمنى لو كان هنا ، ولو طائر واحد ، لا
يستطيع أن يطير " ينظر إلى الببغاء " ..
الببغاء : إنني أطير .
العمة : ربما كان هنا طائر من هذا النوع .
الثعلب : كان .. ؟
العمة : نعم ، فقد انقرض منذ زمن بعيد ، اسمه
الريه .
الثعلب : الريه ؟ آه ليته لم ينقرض .
العمة : لن تستفيد منه ، حتى لو لم ينقرض ..
الثعلب : بل سأستفيد منه ، مادام طائراً لا يطير .
العمة : حسن ، هذا الطائر ، الريه ، الذي
انقرض منذ فترة طويلة ، كان ارتفاعه
أربعة أمتار ..
الثعلب : يا ويلي ..
الببغاء : لو لم ينقرض ، قبل أن تظهر على وجه
الحياة ، لانقرضت أنت .
الثعلب : الريه ، يا ويلي " يضع رأسه فوق
المنضدة " سيغمى عليّ .
العمة : أعرف ما يُفيقه " تتجه نحو المخزن " ،
إنني خبيرة بالثعلب .
الببغاء : " يهز رأسه " ....
العمة : " تدخل المخزن " ....
الثعلب : " يرفع رأسه متمتماً " دجاجة ، أشمّ
رائحة دجاجة .
الببغاء : دجاجة !
الثعلب : " يتجه إلى الخارج " هذا طائري ،
الذي لا يطير ، فلأسرع إليه .
الببغاء : لقد جنّ الثعلب .
الثعلب : " يخرج " ....
الببغاء : " يفكر " لو أن الثعلب يطير " يدخل
القفص خائفاً " يا ويلي ، سأجن أنا
الآخر .
العمة : " تدخل حاملة قرص عسل " أيها
الثعلب ..
الببغاء : الثعلب طار .
العمة : " تتلفت حولها " إنني لا أراه ، أين
ذهب ؟
الببغاء : لقد شمّ رائحة دجاجة ، فطار إليها .
العمة : دجاجة !
الببغاء : نعم ، تصوري .
العمة : لقد جنّ الثعلب ، إذ لا توجد دجاجة
ً واحدة في غابتنا هذه ، وأقرب قرية إلينا
، تقع على مسيرة نهار كامل ، فلأعد
قرص العسل إلى المخزن .


العمة دبة تدخل المخزن ،
الببغاء يخرج من القفص

إظلام

10 / 11 / 2016


















نسر .. نسور


بيت العمة دبة ،
الببغاء أمام قفصه

الببغاء : " يتلفت حوله " أسمع حركة ، لعله
الثعلب " يرتفع عواء من الخارج " هذا
ذئب ، صوته يأتي من بعيد " يتناهى
زئير أسد " الأسد يزأر ، لابدّ أنه جائع "
يصمت " لو أن في هذه الغابة ، لا توجد
غير النباتات والطيور ، لعمّ فيها السلام ،
وزال الخوف والعدوان " ينصت " هذه
العمة دبة ، رغم إنها ليست من النباتات
أو الطيور ، إلا أنها ، عندي على الأقل ،
سلام ومحبة .

تدخل العمة دبة ،
تحمل فرخ نسر

الببغاء : " يتراجع خائفاً " نسر !
العمة : " تضع الفرخ على المائدة " إنه فرخ
صغير .
الببغاء : مهما يكن ، فهو نسر .
العمة : رأيته يتخبط على الأرض ، ويبدو أنه
سقط من أحد الأعشاش ، وقد خفت أن
يراه الثعلب ، ويفترسه ..
الببغاء : فجئت به إلى هنا ليفترسني .
العمة : يفترسك !
الببغاء : النسر يأكل اللحوم ، وأنا ، كما تعلمين ،
لحم .
العمة : لن يبقى هنا ، هذا إذا بقي ، أكثر من
ليلة واحدة ، وبذلك لن يتسنى له أن يكبر
، ويفترسكِ .
الببغاء : " تحدق في النسر خائفة " انظر كيف
يحدق فيّ .
العمة : " تضحك " ....
الببغاء : لو كنتِ ببغاء لما ضحكتِ هكذا .
العمة : " تتأمل الفرخ " ببغاء ، هذا من النسور
المذهبة ..
الببغاء : سواء كان من النسور المذهبة ، أو غير
المذهبة ، فهو نسر .
العمة : لكنه ليس نسراً شرساً ، ولا جريئاً ،
وتستطيع طيور أصغر منه ، أن تبعده
عن طعامه ..
الببغاء " يُحدق فيها صامتاً " ....
العمة : بل إنه ليس شجاعاً في الدفاع حتى عن
عشه ، وهو عادة لا يصطاد ، ويفضل أن
يأكل الحيوانات الميتة .
الببغاء : " يتنهد بارتياح " لستُ مطمئناً تماماً ،
رغم أنني حيّ .
العمة : ثم إن النسور مختلفة ..
الببغاء : مهما اختلفت ، فهي نسور .
العمة : أكبرها النسور البحرية ، وهي تعيش
على الأسماك .
الببغاء : الحمد لله ، أنا لستُ سمكة .
العمة : ومن النسور الضخمة الأخرى ، نسر
جزر الفلبين ، الذي يختطف القردة ،
ويفترسها .
الببغاء : الحمد لله ، إنني ببغاء .
العمة : وفي اوسراليا نسر ضخم ، شرس ،
يُسمى الذئب المجنح ، يختطف
حتى الحملان ، ويفترسها .
الببغاء : " خائفا " آآآ ..
العمة : أما النسر المذهب وأمثاله ، وهم
يشكلون غالبية النسور ، لا تصطاد
طعامها ، كما ذكرت ، وتفضل أن تأكل
الحيوانات الميتة ، أو ما تتركه الضواري
من فرائسها .
الببغاء : الحمد لله ، إنني لستُ نسراً ، فأنا لا
أفترس ، ولا آكل الحيوانات الميتة ، أو
بقايا فرائس الضواري .
العمة : " تنظر إليه مبتسمة " لكن ليس كلّ
الببغاوات مثلك ، يا ببغاء .
الببغاء : " يتوجس من تلميحها " أيتها العمة ..
العمة : فبينكم أنتم الببغاوات ، ما يماثل .. الذئب
المجنح ..
الببغاء : " بصوت أعلى " أيتها العمة ..
العمة : إن ببغاء الكاي ، في زيلاند الجديدة ،
يقتل الأغنام ، ليأكل الشحم الذي حول
الكليتين .
الببغاء : " يصمت مقطباً " ....
العمة : " تنظر إليه " عفواً ، يبدو أنني ارتكبتُ
خطأ .
الببغاء : " يبقى صامتاً " ....
العمة : إنني آسفة ..
الببغاء : " يبقى صامتاً " ....
العمة : سأذهب ، وأفتش عن العش ، الذي
سقط منه فرخ النسر .
الببغاء : " يبقى صامتاً " ....
العمة : " تخرج " ....
الببغاء : ببغاء الكاي ، عار الببغاوات هذا ، لو
كان يأكل الجيف ، لكان أفضل .
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة ..
الببغاء : " ينظر قلقاً إلى فرخ النسر " يا ويلي ،
الثعلب .
الثعلب : " بصوت أعلى " أيتها العمة ..
الببغاء : العمة ليست هنا .
الثعلب : " يدفع الباب قليلاً " سأنتظرها في
الداخل ، ريثما تعود .
الببغاء : لا ، ابقَ في الخارج ، ابقَ حتى تأتي ، لن تتأخر .

الثعلب يدخل مبتسماً ،
الببغاء يتململ قلقاً

الثعلب : الجو في الخرج بارد " يُحدق في فرخ
النسر " آه .
الببغاء : أيها الثعلب ..
الفرخ : " يتراجع خائفاً " ....
الببغاء : يبدو أنكَ تعرف نوعه .
الثعلب : إنه فرخ النسر المذهب .
الببغاء : ابتعد وإلا نقرك ، فهو ، كما ترى ،
نسر ، رغم أنه فرخ .
الثعلب : " يضحك " ....
الببغاء : حقاً أنت ثعلب .
الثعلب : " يُحاول الإمساك بالفرخ " تعال ، يا
عزيزي ، إن أمك المسكينة قلقة عليك ،
تعال ، سآخذك إليها .
الببغاء : " يتصدى له " ابتعد ..
الثعلب : ابتعد أنتَ ، وإلا أخذتك معه " يمسك
بالفرخ " ..
الببغاء : " ينقره في وجهه " لن أدعكَ تأخذه ..
الثعلب : " يصيح متوجعاً " آآآآ ..
الببغاء : " ينقره ثانية " سأفقأ عينيك ، إن لم
تبتعد .
الثعلب : " يترك الفرخ ، ويمسك بالببغاء "
طالما تمنيتُ أن آكلك ، أيها الببغاء ،
وسأحقق أمنيتي اليوم .
الببغاء : " يستغيث " النجدة .. النجدة ..
الثعلب : سآكلك ، ومعك سآكل فرخ النسر .
الببغاء : " يستغيث بصوت أعلى " النجدة ..
النجدة .. النجدة ..
الثعلب : لن ينجدك اليوم أحد .

تدخل العمة دبة مسرعة ،
وتسحب الثعلب من ذيله

الثعلب : " مرعوباً " من !
العمة : أيها لغدّار ..
الثعلب : العمة دبة !
العمة : " تسحبه إلى الباب " إنه فرخ صغير ،
وأمه تبحث عنه ..
الثعلب : أرجوكِ ، اتركي ذيلي ، سينقطع ،
وأصير بدون ذيل .
العمة : " تلقيه إلى الخارج " اذهب ، ولا
تريني وجهك الخائن مرة أخرى .
الببغاء : اللعين ، أراد أن يفترسني ، لأني حلت
بينه وبين فرخ النسر .
العمة : أنت نسر ، يا عزيزي .
الببغاء : نسر !
العمة : نسر شجاع ، و ..
الببغاء " يحدق فيها " ....
العمة : " تمسك فرخ النسر " لقد وجدت أمه "
تتجه إلى الخارج " وسآخذه إليها .

العمة دبة تخرج ، حاملة
الفرخ ، الببغاء يقف حائراً
إظلام

11 / 11 / 2016



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمة دبة الجزء الخامس
- العمة دبة الجزء الرابع
- ببغاءة الحلم
- العمة دبة الجزء الثاني
- مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول ...
- سيناريو ربيع دائم
- ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
- رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس ...
- قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية ...
- لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
- طلال حسن في سطور
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ...
- الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
- هيلة يارمانه
- رواية للفتيان الفتاة الغزالة ...
- حكايات من التراث حكايات موصلية طل ...
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات شعبية جنجل وجناجل
- مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - العمة دبة الجزء السادس