|
العمة دبة الجزء السادس
طلال حسن عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 18:48
المحور:
الادب والفن
دبدوب والتمساح
" 1 " ــــــــــــــــــــ
بيت الدب الحكيم ، الحكيم يتقلب في فراشه أرقاً
الحكيم : " يعتدل " لابد أن الليل قد انتصف ، وأنا لم أستطع أن أنام ، ماذا جرى ؟ لستُ مريضاً ، ولستُ أعاني من القلقل ، ولستُ " يصمت لحظة " لعلي .. لعلي عطشان ، فلأنهض ، وأشرب حتى أرتوي " ينهض " وإلا لن أنام ، مادام يراودني هذا الشعور " يشرب الكثير من الماء " ها أنا امتلأتُ بالماء ، لا حجة لي الآن إذا لم أنم " يعود إلى الفراش " فلأتمدد الآن " يتمدد في فراشه ، ويغمض عينيه " لعلي أنام " بعد قليل يفتح عينيه " أسمع صوت بعوضة تطنّ " يتلفت " نحن في الشتاء ، فمن أين تأتي البعوضة ؟ " يصمت لحظة " لابد أنها تطنّ في رأسي ، أيتها البعوضة ، نامي ، ودعيني أنم .
تمرّ لحظات ، الحكيم يشخر ، الباب يُطرق
الحكيم : " يفزّ " الباب يُطرق ، " ينصت " لعله حلم ، آه نعم ، إنه حلم ، يا للحلم اللعين ، لم أكد أغفو حتى طرق الباب " الباب يُطرق ثانية " اللعنة ، إنه ليس حلماً ، لقد أيقظني هذا الطارق ، ترى من يكون ؟ " الباب يُطرق مرة أخرى " سأكسر رأس الطارق بعصاتي " يتجه نحو الباب " إذا كان سبب الطرق تافهاً ، وهو لا شك تافه .
الحكيم يفتح الباب ، يلوح دبدوب عند العتبة الحكيم : دبدوب ! دبدوب : " يدخل " جئتك في أمر هام . الحكيم : الليل يكاد ينتصف . دبدوب : جدي .. الحكيم : جدك ! دبدوب : جاءني قبل قليل . الحكيم : أيها المخبول ، جدك مات منذ سنوات عديدة . دبدوب : جاءني في المنام . الحكيم : " يتلفت حوله منفعلاً " أين عصاتي ؟ سأكسر رأسك بها . دبدوب : لقد حقق جدي الكثير من الاكتشافات ، لكنه مات ، وفي نفسه حسرة . الحكيم : جدك ؟ دبدوب : أراد أن يعرف عدد أسنان التمساح ، لكن دون جدوى . الحكيم : أيها المجنون اللعين " يشير إلى الخارج " التمساح هناك ، في النهر ، اذهب ، وادخل رأسك في فمه ، كما فعل جدك ، وعدّ أسنانه . دبدوب : " يحدق فيه " .... الحكيم : " يمسك العصا ، ويرفعها في وجه دبدوب " ... دبدوب : " يدور في البيت هارباً " مهلاً ، مهلاً ، سأذهب إلى النهر ، وأكمل رسالة جدي " يفتح الباب " لابد أن أعرف عدد أسنان التمساح . الحكيم : ليأخذك التمساح ، اذهب " يلوح بالعصا " . دبدوب : " يخرج هارباً " .... الحكيم : هذا اللعين ، فوّر دمي " يغلق الباب بقوة " إنني عطشان " يهمّ أن يشرب الماء " لكني شربتُ قبل قليل ، اللعنة " يتجه نحو الفراش " فلأتمدد ، لعلي أنام .
يتمدد في الفراش ، لكن عينيه تبقى مفتوحتين إظلام
" 2 " ـــــــــــــــــــــ
الأم دبة ترقد في فراشها ، وتغط في النوم
الأم : " تفتح عينيها " الوقت مبكر بعد ، على ما يبدو ، لابد أن دبدوب مازال في فراشه ، يحلق مع أحلامه المجنونة ، آه ما أشد خوفي عليه من مثل هذه الأحلام " تصمت لحظة " من يقول أنه في فراشه ؟ لا ، البارحة لم أنم ، في وقت متأخر من الليل ، حتى رأيته يدخل فراشه ، وينام ، فأنا أخاف أن يتسلل في الليل ، و .. " تلتفت إلى فراشه " يا ويلي ، الفراش خال ٍ " تهب واقفة " إنه ليس في فراشه ، ولا في البيت ، ترى أين مضى ؟ آه هذا المجنون ، ظلّ البارحة ، طول النهار ، يطارد الفراشات ، ويعد ألوان أجنحتها ، يا للجنون ، إنه لا يعرف العد لأكثر من خمسة ، ومع ذلك يريد أن يعدّ كلّ شيء ، إنها الوراثة ، فجده كان أيضاً مجنوناً بالعد ، وقد انتهى وهو يعد أسنان التمساح " تنصت " أحدهم قادم ، أهو دبدوب ؟ كلا ، هناك وقع أقدام ، وعصا أيضاً ، لعله الدب الحكيم ، أهذا معقول ؟ من يدري ، إنه حكيم .
يُدفع الباب ، ويدخل الدب الحكيم ، متوكئاً على عصاه
الحكيم : مساء الخير . الأم : أهلاً بالدب الحكيم ، تفضل ، تفضل . الحكيم : مررت من هنا ، في جولتي " يتلفت حوله " وأردت أن أسلم عليك . الأم : أهلاً ومرحباً ، لكني أظن أن الوقت مبكر على جولتك الاعتيادية . الحكيم : بل متأخرة . الأم : " تنظر إلى الخارج " أظنه ضوء الفجر . الحكيم : كلا ، هذا نور القمر . الأم : القمر ! الحكيم : نحن في منتصف الليل . الأم : يا ويلي . الحكيم : " متلفتاً " لا أرى صغيرك دبدوب . الأم : أفقت قبل قليل ، وكأن قلبي أعلمني ، فلم أرهُ في فراشه . الحكيم : لقد زارني ، قبيل منتصف الليل بقليل ، وقال لي ، أن جده قد جاءه .. الأم : جده ! الحكيم : نعم . الأم : لكن جده ميت . الحكيم : جاءه في المنام . الأم : يا للجنون . الحكيم : وطلب منه ، أن يكمل رسالته ، ويعدّ أسنان التمساح . الأم : التمساح ! الحكيم : هذا ما قاله لي دبدوب .. الأم : آه .. الحكيم : والحقيقة ، لقد خفت عليه ، فجئتُ لأطمئن إلى أنه عاد إليك في البيت ، ولم يذهب إلى التمساح في النهر . الأم : يا ويلي ، إنه في النهر الآن ، إن لم يكن في جوف التمساح . الحكيم : لا تتعجلي ، لنذهب إلى النهر " يتجه إلى الخارج " لعلنا نصل إليه ، قبل فوات الأوان . الأم : هيا ، هيا ، يا ويلي ، انتهى دبدوب .
الدب الحكيم يخرج ، الأم تخرج في أثره إظلام
" 3 " ـــــــــــــــــــــ
ليل ، أشجار ، القمر بدر ، يدخل دبدوب
دبدوب : الليل تجاوز منتصفه ، على ما يبدو لي ، فلأسرع ، لقد تأخرتُ كثيراً ، أخشى أن تكون ماما قد استيقظت ، ولم تجدني في فراشي ، آه الطريق تكاد تكون معتمة ، ربما بسبب كثافة الأشجار ، ولولا القمر لضللت طريقي ، وسط هذه الغابة ، ترى أين تذهب الشمس ليلاً ؟ لابد أن ألحق بها يوماً ، وأعرف الحقيقة ، وإلا كيف يمكن أن أكون مثل جدي ؟ يا لجدي العظيم ، لقد عبر النهر ، في شبابه ، واكتشف قارة جديدة ، وتوغل في الغابة ، حتى تخوم الصحراء ، وتابع التمساح ليلاً ونهاراً ، وكاد يعرف عدد أسنانه ، وقد دفع حياته ثمن رغبته في الاكتشاف والبحث عن الحقيقة ، و .. سيفرح جدي ، حين سيجيئني الليلة في المنام ، ويعرف أنني أكملت رسالته ، وعرفت عدد أسنان التمساح ، وسيأخذني بين ذراعيه ، ويهتف .. الحكيم : " من الخارج " دبدوب . دبدوب : " يقف مرعوباً " .... الحكيم : " من الخارج " دبدوب .. دبدوب .. دبدوب : " يتمتم " جدي ! الحكيم : " من الخارج " دبدوب .. دبدوب . دبدوب : " فرحاً " إنه جدي ، لقد جاء من العالم الآخر ، ليهنئني ..
يظهر ما يشبه الشبحين ، ويقفان على مبعدة منه
دبدوب : " خائفاً " جدي ! " يحدق فيهما " ربما جاء ، ومعه قرينه من العالم الآخر " بصوت هامس " جدي .. جدي . الحكيم : آه ، لقد جنّ دبدوب . الأم : دبدوب . دبدوب : يا للعجب ، إن لقرين جدي صوت امرأة " يهمس ثانية " جدي .. جدي . الأم : " تقترب منه " دبدوب ، أنا أمك . دبدوب : لا .. لا .. الحكيم : أفق ، يا دبدوب ، أنت لا تكلم جدك ، فهو الآن في العالم الآخر ، إنني الحكيم ، وهذه أمك . دبدوب : " ينظر إليهما مذهولاً " .... الأم : دبدوب .. دبدوب . دبدوب : " يغمغم " يا لحمقي ، إنهما ليسا جدي وقرينه من العالم الآخر ، بل ماما والدب الحكيم . الحكيم : " يقترب منه " دبدوب . الأم : بنيّ ، دبدوبي .. دبدوب : " يندفع إليهما " أبشرا ، لقد أكملتُ رسالة جدي ، وعرفت عدد أسنان التمساح . الأم : يا ويلي .. الحكيم : لا تقل ، يا دبدوب ، أنك أدخلت رأسك في فم التمساح ، و .. دبدوب : لا ، لم أدخل أنا في فم التمساح ، بل صديقي . الأم : حسبت أك وحدك المجنون في هذه الغابة . دبدوب : ماما .. الحكيم : وصديقك ، الذي دخل ، هل خرج ؟ دبدوب : طبعاً . الحكيم : لكن جدك لم يخرج . دبدوب : جدي لم يكن زقزاقاً . الأم : أتعني أن صديقك .. ؟ دبدوب : نعم ، إنه زقزاق . الأم : الزقزاق ! لحكيم : هذا الطائر الصغير ، يدخل فم التمساح ، وينظف أسنانه مما علق فيها من بقايا الطعام . دبدوب : هذا هو صديقي الزقزاق بالضبط ، وقد طلبت منه أن يدخل فم التمساح ، ويعدّ لي أسنانه ، وهذا ما فعله مشكوراً . الأم " " تضحك فرحة " .... الحكيم : أبشر ، يا بنيّ ، ستكون عالماً مجيداً أكثر من جدك العظيم ، فأنت أكثر عقلانية منه . الأم : والآن لنعد إلى البيت " تمسك يده " هيا يا بنيّ ، هيا ، هيا . الحكيم : يا للأسف ، لقد اختفى القمر . دبدوب : " ينظر إلى الأعلى " أخفته غيمة عابرة ، وسيظهر بعد قليل ، بمجرد ابتعاد تلك الغيمة . الحكيم : " ينظر إلى الأعلى هو الآخر " أنت محق ، لننتظر هنا بعض الوقت .
يرتفع من الظلام رفرفة ، دبدوب يرفع رأسه للأعلى
دبدوب : ماما . الأم : نعم ، يا بنيّ . دبدوب : أسمع ، من هذا الظلام ، رفرفة أجنحة. الأم : إنه الخفاش ، يا عزيزي . دبدوب : نحن لا نرى في الظلام ، عجباً ، كيف يطير الخفاش في هذا الظلام ، دون أن يرتطم بشجرة من أشجار الغابة . الأم : " يظهر القمر " الغيمة ابتعد عن القمر ، لنسرع قبل أن تأتي غيمة أخرى وتغطي وجهه . الحكيم : أنت محقة " يتجه إلى الخارج " لنواصل سيرنا ، هيا . الأم : " تسحب دبدوب وتلق بالحكيم " هيا ، هيا . دبدوب : هناك سرّ وراء طيران الخفاش ، لابد أن أدرس هذا السرّ ، حتى أعرفه ، وإلا كيف سأكون عالماً مثل مشهوراً .. جدي العظيم ؟
الدب الحكيم يخرج ، وفي أثره يخرج دبدوب وأمه
إظلام الطنان
الببغاء يقف أمام قفص الطائر الطنان
الببغاء : مسكين هذا الطائر الطنان ، لقد جعلت منه العمة دبة ، ومنذ خمسة أيام ، أصغر طائر سجين في العالم " يصمت " أيتها العمة أطلقيه ، ما زلتُ أدرسه ، سيموت داخل هذا القفص ، لن يموت ما دمتُ أطعمه ، ماذا تقدمين له ؟ حزمة من الأزهار الندية ، لكنه لا يأكل منها شيئاً ، إنه يمتص الرحيق منها ، كما تفعل النحلة والفراشة " يتمشى في شيء من الانفعال " لو وضعت هذه الدبة في قفص ، لعرفت معنى القفص ، آه فلأصعد إلى فراشي ، لعلي أراه ، ولو في الحلم ، يخرج من هذا القفص ، وينطلق في فضاء الغابة " يتمدد في فراشه " .
يُدفع الباب في هدوء ، وتدخل دبدوبة
دبدوبة : مازال هنا ، في القفص ، آه من العمة دبة " تجلس حزينة أمام القفص " . الببغاء : " يرفع رأسه " دبدوبة . دبدوبة : عفواً ، لقد أيقظتكَ . الببغاء : لم أكن نائماً . دبدوبة : هذا ما خمنته . الببغاء : يبدو أن دبدوب لم يأتِ معك . دبدوبة : دبدوب عند النهر . الببغاء : لعله يفضل صيد السمك . دبدوبة : أراد أن يرافقني ، لكني فضلت أن آتي إلى هنا وحدي . الببغاء : دبدوب يحبك . دبدوبة : لكنه لا يبالي بما عليه الطائر المسكين ، وهذا ما لا أحبه فيه . الببغاء : ونحنُ من نبالي ، ماذا استطعنا أن نفعل ، إنه سجين منذ خمسة أيام . دبدوبة : يجب أن نتحدث إلى العمة دبة . الببغاء : تحدثتُ إليها ، تحدثتُ كثيراً ، لكن دون جدوى ، إنها دبة . دبدوبة : " تنظر إليه " .... الببغاء : عفواً ، يا دبدوبة . دبدوبة : لا عليك ، أعرف أنكَ تحبها . الببغاء : إنني سجين هنا بإرادتي ، فأنا أحب العمة دبة فعلاً ، لكني لا أحب أن تسجن أحداً ، وخاصة هذا الطائر الطنان ، مهما كانت دوافعها . دبدوبة : " تنصت " أظنها قادمة . الببغاء : " ينصت " نعم إنها هي " يهز رأسه " آه من العمة دبة .
يُدفع الباب ، وتدخل العمة ، حاملة سلتها
العمة : أهلاً دبدوبة . دبدوبة : صباح الخير . العمة : " تضع السلة على المنضدة " دبدوب ليس معك هذا اليوم . الببغاء : دبدوب يصيد السمك ، ويضعه في القفص . العمة : ببغاء . دبدوبة : هذا الطائر المسكين ، أظنه هزل كثيراً ، وأخشى أن يموت . العمة : لن يموت ، إنني أطعمه . دبدوبة : مسكينة الطيور الصغيرة ، إنها وحدها من تصطاد ، وتوضع في الأقفاص . الببغاء : لو كان الطنان في حجم النعامة .. العمة : " تنظر إليه " .... دبدوبة : النعامة ؟ الببغاء : ارتفاعها " 240 " سنتمتراً .. دبدوبة : آه .. بارتفاع العمة .. الببغاء : ووزنها " 135 " كيلوغرام .. دبدوبة : آه .. الببغاء : هذا ما قالته العمة دبة . دبدوبة : " تنظر إلى العمة دبة " .... العمة : " تهز رأسها " .... دبدوبة : من الصعب وضع مثل هذا الطائر في قفص " تبتسم " النعام تمثل حلماً دسماً للثعلب . العمة : لن يقرب هذا الحلم ، حتى في المنام ، فهو حلم قاتل . الببغاء : حتى لو جنّ وطاردها ، فإنه لن يستطيع اللحاق بها ، إن سرعتها في الركض تبلغ " 50 " كيلومتراً في الساعة . العمة : ولو جنّ فعلاً ، واقترب منها ، فإنها سترفسه بإحدى قائمتها ، المدججتين بمخالب قاتلة ، وستقتله في الحال . دبدوب : والنعامة لا تطير . دبدوبة : وأظنها ليست الطائر الضخم الوحيد في العالم ، الذي لا يطير . الببغاء : لا هناك طيور أخرى . دبدوبة : " تنظر إلى العمة " .... العمة : " تهز رأسها " .... الببغاء : طائر الامو والبشتم في اوستراليا ، والكيوي في زلاندا الجديدة ، والرية في أمريكا الجنوبية . دبدوبة : " تنظر إلى العمة ثانية " ..... العمة : نسي طائراً واحداً . الببغاء : لا أظن ، فهذا كلّ ما ذكرتِه أنتِ . العمة : لقد ذكرته ، ربما ليس أمامك . الببغاء : ربما .. العمة : هناك طائر طوله " 4 " أمتار .. دبدوبة : " 4 " أمتار ! الببغاء : لم تذكريه أمامي أبداً . العمة : اسمه الموّه . الببغاء : لا أظن أنني رأيته من قبل . العمة : ولن تراه . الببغاء : " ينظر إليها " .... العمة : لأنه انقرض منذ آلاف السنين . دبدوبة : المسكين . الببغاء : لابد أن دبة سجنته لتدرسه ، فانقرض . العمة : ببغاء . دبدوبة : أيتها العمة .... العمة : " تنظر إليها صامتة " .... دبدوبة : هذا الطائر الصغير ، لا أريده أن ينقرض . العمة : ما زلتُ أدرسه . الببغاء : حياته وحريته أهمّ من كلّ شيء . العمة : " تلوذ بالصمت " .... الببغاء : لو كنتِ أنتِ داخل هذا القفص ، أتدرين ما كنّا نفعل ؟ العمة : أعرف . الببغاء : دبدوبة .. دبدوبة : " تنظر إليه " .... الببغاء : العمة في داخل القفص . دبدوبة : " تتقدم من القفص " .... الببغاء : هيا يا دبدوبة .. دبدوبة : " تفتح باب القفص " أيها الطائر العزيز ، هيا انطلق ، الغابة تناديك .
الطائر يخرج من القفص ، ثم يمضي إلى الخارج
إظلام
27 / 8 / 2014
هل جنّ الثعلب ؟
الببغاء نائم ، السمكة على المائدة ، وبجانبها العمة دبة
الببغاء : خ خ خ خ السمكة : أيتها العمة .. العمة : نعم ، يا عزيزتي السمكة : لقد حان أوان عودتي إلى النهر العمة : أشكركِ ، أوشكتُ أن أنتهي ، لقد أعطيتني معلومات قيمة . السمكة : وسأعطيك ما تحتاجينه من معلومات ، في أي وقت تريدينه . العمة : سآتي بالسلة من المخزن ، وأضعك فيها ، وآخذكِ إلى النهر.
العمة تدخل المخزن ، الثعلب يدفع الباب بهدوء ، ويدخل
السمكة : الثعلب ! فلأتماوت . الثعلب : " يرى السمكة " سمكة ! " يقترب منها " سمكة كبيرة ، تكفيني ، وتكفي زوجتي وصغاري " يحمل السمكة ، ويتجه إلى الباب ".
الثعلب يخرج بالسمكة ، تدخل العمة حاملة السلة
العمة : " تقف مذهولة أمام المائدة " أوه ، يا للعجب .. الببغاء : " يفيق من النوم " ما الأمر ؟ العمة : " تبحث عن السمكة تحت المائدة " لا أثر للسمكة ، ليست هنا " تتوقف " لابدّ أنها تمازحني ، ترى أين ذهبت ؟ الببغاء : لم تخبريني ، ما الأمر ، رديّ عليّ . العمة : " مفكرة " لا يعقل أنها مضت إلى النهر دون أن تودعني ، " تصمت " من يدري . الببغاء : أيتها العمة ، أخبريني .. العمة : " تنصت " هششش ..
يُدفع الباب ، وتدخل السمكة ، العمة مذهولة
العمة : يا للعجب ، أين كنتِ ؟ الببغاء : آه عرفتُ ما الأمر . السمكة : " تضحك " تصوري ، جاء الثعلب في غيابكِ ، وظن أني سمكة ميتة ، فحملني على كتفه ، وهرب بي إلى الخارج .. الببغاء : هذه عادته . العمة : الخيانة تجري في دمه . السمكة : وعند الباب ، لطمته بقوة على رأسه ، فسقط فوق الأرض فاقد الوعي ، ثم عدتُ كما ترين . العمة : ها هي السلة ، سأضعكِ فيها ، وأعيدك إلى النهر " تنصت " هششش ، أسمع حركة خاف الباب . السمكة : لعله الثعلب . الببغاء : إنه هو بالتأكيد . السمكة : " ترقد ساكنة " سأتماوت ، ولنرَ ماذا سيفعل .
يُدفع الباب بهدوء ، ويدخل الثعلب مترنحاً
الثعلب : العمة دبة .. الببغاء : جاءت البراءة . العمة : أهلاً بالثعلب . الثعلب : " ينظر إلى السمكة " هذه سمكة ! العمة : نعم ، كما ترى ، إنها سمكة . الببغاء : سمكة لذيذة . الثعلب : " يحملق في السمكة "لا أدري إذا ما كنت أحلم ، أم إنني مستيقظ .. الببغاء : اصفعيه بقوة ليتأكد . العمة : " ترفع يدها لتصفعه " سنرى . الثعلب : " يتراجع خائفاً " لا .. لا .. وإلا متّ . العمة : " تنزل يدها " حسن . الثعلب : ربما كنت أحلم " يقترب من السمكة " واستيقظت الآن . الببغاء : لعلكَ حلمت بأنك أخذت هذه السمكة ، وهربت بها . الثعلب : بالضبط " ينظر إليه " يبدو أنك كنت معي في الحلم . الببغاء : لستُ مجنوناً لأكون معك ، حتى في الحلم . الثعلب : أيتها العمة .. العمة : نعم . الثعلب : حلمت أنني تسللتُ إلى بيتك ، دون أن تعلمي .. الببغاء : هذه ليست المرة الأولى . الثعلب : " مهدداً " ببغاء .. العمة : دعكَ منه ، أكمل . الثعلب : ورأيت هذه السمكة ، كما أراها الآن ، فحملتها على كتفي ، وهربتُ بها إلى الخارج . الببغاء : لكنها لطمتك عند الباب .. الثعلب : صح . الببغاء : وسقطت على الأرض ، وفقدت وعيكَ . الثعلب : لا تقل إنك لم تكن معي .. الببغاء : لم أجن بعد . الثعلب : أنا جننت .. جننت .. جننت .. العمة : " تربت على كتفه " أيها الثعلب ، اذهب إلى البيت ، وارتح قليلاً ، لعلك تستعيد توازنك . الثعلب : جننت " يتجه نحو الباب " جننت .. جننت .. الببغاء : أيها الثعلب .. الثعلب : " يتوقف منصتاً " .... الببغاء : نسيت السمكة . الثعلب : " يواصل طريقه صارخاً " آآآآآ .. لن أقرب السمك .. طول حياتي العمة : ها قد مضى المجنون رقم واحد . السمكة : أرجوكِ ، خذيني الآن إلى النهر ، ربما لن أتحمل البقاء في الهواء الطلق أكثر مما بقيت . العمة : هيا يا عزيزتي " ترفع السلة " ها هي السلة ، سأضعكِ فيها ، وأحملكِ إلى النهر ، الذي أخذتك منه .
العمة دبة ترفع السمكة ، وتضعها برفق في السلة
الببغاء : أيتها العمة .. العمة : لن أتأخر ، يا ببغاء ، سأوصل السمكة إلى النهر ، وأعود مباشرة . الببغاء : هذا الثعلب المجنون ، أخشى أن يعود . العمة : اطمئن ، لا أظنه قد يعود . الببغاء : وإذا عاد ؟ العمة : عندها ادخل قفصك ، وأغلق بابه من الداخل . الببغاء : لن أطمئن ، إنه مجنون تماماً . السمكة : تعال معنا . الببغاء : " ينظر إلى العمة دبة " .... العمة : تعال ، فأنت لم تخرج من البيت منذ فترة طويلة ، وهذه فرصة لتتجول معي في الغابة . الببغاء : حسن ، فكرة طيبة . العمة : اقفز فوق كتفي ، هيا . الببغاء : " يقفز ويقف فوق كتفها " هيا . العمة : " تضحك " هذه رحلة جميلة ، السمكة الرئوية في السلة ، والببغاء على كتفي .
العمة تخرج ، تحمل السمكة في السلة ، وعلى كتفها الببغاء
اظلام
الشبح بيت العمة دبة ، الببغاء وحده ، يرقد في فراشه
الببغاء : الآن أستطيع أن أغفو ، ولو بعض الوقت ، لا العمة دبة موجودة ، ولا واحد من حاشيتها المزعجين ، ولا .. " الباب يُطرق " آه .. أرنوب " من الخارج " أيتها العمة . الببغاء : هذا أرنوب . أرنوب : " من الخارج " أيتها العمة . الببغاء : العمة دبة ليست في البيت . أرنوب : " من الخارج " أرجوك ، يا ببغاء ، افتح لي ، الأمر هام . الببغاء : " بصوت خافت " وراحتي ليست هامة " يصيح " الباب مفتوح ، ادخل .
أرنوب يدفع الباب ، ويدخل بسرعة خائفاً
أرنوب : الثعلب .. الببغاء : يطاردك ، هذا أمر عادي . أرنوب : لقد جُنّ . الببغاء : لا عليكَ ، إنه يتظاهر بالجنون ، يقفز ، يتمرغ ، ويتماوت ، و .. أرنوب : لا .. لا .. الببغاء : ليته يُجن فعلاً ، لكن هذا مستحيل ، إن الثعلب يُجنن ولا يجن . أرنوب : إنه يسير ، ويحدث نفسه ، ويصيح بأعلى صوته .. الشبح .. الشبح .. الببغاء : سأجن ، كفى ، مهما كان ، فهو .. الثعلب .
الباب يُطرق ، أرنوب يدور بسرعة خائفاً قلقاً
أرنوب : إنه هو ، الثعلب ، خبئني . الببغاء : مهلاً ، لعله ليس الثعلب . الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة .. أرنوب : " مازال يدور " أرأيت ؟ إنه الثعلب .. الببغاء : صوته غير طبيعي فعلاً . أرنوب : خبئني أرجوك ، خبئني . الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة دبة . أرنوب : إنني لم أحتمله عاقلاً ، فكيف وهو مجنون ؟ الببغاء : اختبئ ، إنه يدفع الباب .
أرنوب يختبئ ، يدخل الثعلب قلقاً مترنحاً
الثعلب : أريد العمة دبة . الببغاء : العمة دبة ليست هنا ، كما ترى . الثعلب : أريدها لأمر هام للغاية . الببغاء : أنصحكَ أن تأتي إليها غداً ، بعد أن تكون قد هدأت قليلاً . الثعلب : كلا ، أريدها اليوم . الببغاء : ربما ستتأخر اليوم كثيراً . الثعلب : مهما يكن ، سأنتظرها . الببغاء : ذهبت إلى النهر ، تدرس أسماك البيرانا الثعلب : سأنتظرها ، وستأتي . الببغاء : هذا إذا لم تفترسها أسماك البيرانا . الثعلب : " يتشمم " أشمّ رائحة أرنب . الببغاء : أنت واهم . الثعلب : أنفي لا يخطئ ، وخاصة عندما أكون جائعاً . الببغاء : أنت جائع دائماَ . الثعلب : " يتشمم " أرنب صغير ، مكتنز ، لذيذ ، و .. الببغاء : جاءت العمة دبة .
يُدفع الباب ، وتدخل العمة دبة حاملة سلتها
ثعلوب : العمة دبة .. العمة : " تضع السلة على المائدة " أهلاً ثعلوب . الببغاء : جاءك لأمر هام للغاية . ثعلوب : قلتِ مرة ، إن المجنون .. العمة : اهدأ ، يا ثعلوب ، واجلس . ثعلوب : دعيني ، لا أريد أن أجلس ، اسمعيني.. الببغاء : دعيه يتكلم . العمة : تكلم ، إنني أسمعكَ . ثعلوب : قلتِ إن المجنون ، يرى مالا يراه العاقل .. الببغاء : ويشم ما لا يشمه .. ثعلوب : " منفعلاً " ببغاء .. العمة : دعك منه ، تكلم . ثعلوب : طاردتُ أحدهم قبل قليل .. الببغاء : هذا ما تفعله دائماً . ثعلوب : طاردته في منطقة المستنقعات .. الببغاء : تلك منطقة مسكونة . العمة : ببغاء .. ثعلوب : سأطاردك يوماً ، ولن تفلت مني . العمة : دعنا من الببغاء ، تكلم ، طاردته في منطقة المستنقعات .. ثعلوب : فهرب مني إلى داخل المستنقع ، وعلى ضوء القمر .. الببغاء : لا يوجد قمر اليوم . العمة : أكمل . ثعلوب : رأيته يركض فوق سطح الماء.. الببغاء : يا للعجب . ثعلوب : بل التفت إليّ ، وغمز لي بعينه . الببغاء : هم م م .. هذا لم أره حتى في المنام . ثعلوب : صدقيني ، رأيته بعيني هاتين ، لم يكن يسبح ، أو يغطس ، بل كان يركض فوق سطح الماء . الببغاء : حقاً المجنون يرى ما لا يراه العاقل . العمة : أنا أصدقكَ ، يا ثعلوب . ثعلوب : أيتها العمة .. العمة : لكن أنصحكَ ، أن لا تطارد القنفذ مرة أخرى ، في منطقة المستنقعات . الببغاء : القنفذ ! ثعلوب : كيف عرفتِ أنه قنفذ ! أنتِ لم تطارديه معي . العمة : إن القنفذ ، هو الحيوان الوحيد ، الذي يستطيع المشي والركض ، على سطح الماء ، دون أن يغطس . ثعلوب : " ينظر إلى الببغاء " ببغاء .. الببغاء : لقد رأيتَ ما لم أره . ثعلوب : وشممتُ رائحة أرنوب هنا . العمة : " تنظر إلى الببغاء " .... الببغاء : اذهب الآن . ثعلوب : أشكركِ يا عمة ، " يتجه إلى الباب " تصبحان على خير " يخرج " العمة : أرنوب ، أخرج ، ذهب الثعلب . أرنوب : " يطل برأسه " ... الببغاء : حقاً أنتِ .. العمة دبة .
العمة دبة تبتسم فرحة ، أرنوب يخرج من مخبئه
إظلام
طيور لا تطير
بيت العمة ، الببغاء فوق المائدة ، يتناول حبات فستق
الببغاء : آه ما ألذّ الفستق ، الثعلب المكار ، يعرف أنني أحب الفستق كثيراً ، فجاءني صباح اليوم ، بحفنة فستق طازج ، لابدّ أن له هدفاً ، نعم " يفكر " تُرى ما هو هدفه ؟ الثعلب : " من الخارج " أيها الببغاء .. الببغاء : " خائفاً " الثعلب .
يدخل الثعلب ، الببغاء يطير نحو قفصه
الثعلب : جئتك بحفنة أخرى من الفستق . الببغاء : " ينظر إليه مرتاباً " .... الثعلب : عزيزي ، نحن أصدقاء . الببغاء : الحذر واجب . الثعلب : " يُريه الفستق " فستق لذيذ ، تعال خذه ، تعال . الببغاء : ضعه على المائدة . الثعلب : " يضع الفستق على المائدة " ها هو على المائدة ، كلهُ متى تشاء " ينظر إلى المائدة " يبدو أنك أكلت معظم الفستق ، الذي جئتك به صباح اليوم . الببغاء : " يهزّ رأسه " .... الثعلب : ألف عافية ، في الحقيقة ، أردت أن أسألكَ .. الببغاء : " يقاطعه " انتظر ، ستأتي العمة دبة بعد قليل . الثعلب : أنت طير ، وأردت أن أسألك عن الطيور .. الببغاء : " ينظر إليه مرتاباً " .... الثعلب : الطيور ، لماذا سُميت طيور ؟ الببغاء : ربما .. لأنها تطير . الثعلب : هذا ما قلته لجدتي ، عندما قالت لي ، إن هناك طيوراً لا تطير . الببغاء " " يلوذ بالصمت " .... الثعلب : فقلتُ لها ، إن الطير الذي لا يطير ، ليس طيراً ، ما رأيكَ أنت ؟ الببغاء : " ينصت " مهلاً ، ها هي العمة ، انتظر ، وستجيبكَ عن سؤالك . تدخل العمة دبة ، خلال حديث الببغاء
العمة : " تضع سلتها على المنضدة " الثعلب .. الثعلب : جئت لعزيزي الببغاء ، بحفنة من البندق اللذيذ . العمة : " تهمهم " هم م م م . الثعلب : لوجه الصداقة فقط . الببغاء : لديه سؤال ، فقلت له ، إن العمة ستجيبك عليه . العمة : " بشيء من السخرية "أسئلتك ، التي لوجه الصداقة ، لا تنتهي أبداً . الثعلب : ليس لديّ غيرك أسأله . العمة : تفضل ، اسأل . الثعلب : جدتي المسكينة ، تعرفين إنها طعنت في السن ، وربما لأنها لم تعد تستطيع أن تصطاد أي نوع من الطيور ، فأخذت تحلم بطيور لا تطير . العمة : جدتك لا تحلم ، يا ثعلب . الثعلب : لابدّ أنها خرفت إذن . العمة : هناك طيور لا تطير فعلاً . الببغاء : وهذا ما يريده الثعلب . الثعلب : " يقترب منها " أيتها العمة .. العمة : مثل النعامة .. الثعلب : النعامة سمعتُ بها . العمة : والأنامو والشبنم .. الثعلب : هذان لم أسمع بهما . العمة : والكيوي والرية .. الببغاء : وهذان أيضاً لم تسمع بهما . الثعلب : بالضبط ، إنني أسمع بهما لأول مرة . العمة : وكذلك البطريق . الثعلب : هذا سمعتُ به . الببغاء : افرح ، أيها الثعلب ، فهذه طيور ، لا تستطيع أن تطير ، وهي بالنسبة لك ثروة لا تقدر بثمن . الثعلب : هذه الطيور ، التي لا تستطيع أن تطير ، أين هي ؟ العمة : النعامة في أفريقيا .. الثعلب : أفريقيا ؟ آه إنها بعيدة . العمة : وارتفاعها أكثر من مترين .. الثعلب : يا للويل ، إنها أطول من أي صياد عرفته حتى الآن . العمة : والأنامو والشبنم في اوستراليا .. الببغاء : بلد الببغاوات والكناغر . الثعلب : بعيدة جداً . العمة : والكيوي في زيلندا الجديدة .. الثعلب : إنني لا أعرف زيلندا القديمة ، فكيف لي أن أعرف زيلندا الجديدة ؟ العمة : والرية في امريكا الجنوبية .. الثعلب : يا للأسف ، ليتني ولدت في أمريكا الجنوبية . العمة : أما البطريق ، فيعيش في القطب الجنوبي . الثعلب : آه البطريق ، لن أراه حتى في الحلم . الببغاء : إياك أن تذهب ، ولو في الحلم ، إلى القطب الجنوبي ، وإلا صرت تمثالاً من الثلج . العمة : " تضحك " .... الثعلب : أتمنى لو كان هنا ، ولو طائر واحد ، لا يستطيع أن يطير " ينظر إلى الببغاء " .. الببغاء : إنني أطير . العمة : ربما كان هنا طائر من هذا النوع . الثعلب : كان .. ؟ العمة : نعم ، فقد انقرض منذ زمن بعيد ، اسمه الريه . الثعلب : الريه ؟ آه ليته لم ينقرض . العمة : لن تستفيد منه ، حتى لو لم ينقرض .. الثعلب : بل سأستفيد منه ، مادام طائراً لا يطير . العمة : حسن ، هذا الطائر ، الريه ، الذي انقرض منذ فترة طويلة ، كان ارتفاعه أربعة أمتار .. الثعلب : يا ويلي .. الببغاء : لو لم ينقرض ، قبل أن تظهر على وجه الحياة ، لانقرضت أنت . الثعلب : الريه ، يا ويلي " يضع رأسه فوق المنضدة " سيغمى عليّ . العمة : أعرف ما يُفيقه " تتجه نحو المخزن " ، إنني خبيرة بالثعلب . الببغاء : " يهز رأسه " .... العمة : " تدخل المخزن " .... الثعلب : " يرفع رأسه متمتماً " دجاجة ، أشمّ رائحة دجاجة . الببغاء : دجاجة ! الثعلب : " يتجه إلى الخارج " هذا طائري ، الذي لا يطير ، فلأسرع إليه . الببغاء : لقد جنّ الثعلب . الثعلب : " يخرج " .... الببغاء : " يفكر " لو أن الثعلب يطير " يدخل القفص خائفاً " يا ويلي ، سأجن أنا الآخر . العمة : " تدخل حاملة قرص عسل " أيها الثعلب .. الببغاء : الثعلب طار . العمة : " تتلفت حولها " إنني لا أراه ، أين ذهب ؟ الببغاء : لقد شمّ رائحة دجاجة ، فطار إليها . العمة : دجاجة ! الببغاء : نعم ، تصوري . العمة : لقد جنّ الثعلب ، إذ لا توجد دجاجة ً واحدة في غابتنا هذه ، وأقرب قرية إلينا ، تقع على مسيرة نهار كامل ، فلأعد قرص العسل إلى المخزن .
العمة دبة تدخل المخزن ، الببغاء يخرج من القفص
إظلام 10 / 11 / 2016
نسر .. نسور
بيت العمة دبة ، الببغاء أمام قفصه
الببغاء : " يتلفت حوله " أسمع حركة ، لعله الثعلب " يرتفع عواء من الخارج " هذا ذئب ، صوته يأتي من بعيد " يتناهى زئير أسد " الأسد يزأر ، لابدّ أنه جائع " يصمت " لو أن في هذه الغابة ، لا توجد غير النباتات والطيور ، لعمّ فيها السلام ، وزال الخوف والعدوان " ينصت " هذه العمة دبة ، رغم إنها ليست من النباتات أو الطيور ، إلا أنها ، عندي على الأقل ، سلام ومحبة .
تدخل العمة دبة ، تحمل فرخ نسر
الببغاء : " يتراجع خائفاً " نسر ! العمة : " تضع الفرخ على المائدة " إنه فرخ صغير . الببغاء : مهما يكن ، فهو نسر . العمة : رأيته يتخبط على الأرض ، ويبدو أنه سقط من أحد الأعشاش ، وقد خفت أن يراه الثعلب ، ويفترسه .. الببغاء : فجئت به إلى هنا ليفترسني . العمة : يفترسك ! الببغاء : النسر يأكل اللحوم ، وأنا ، كما تعلمين ، لحم . العمة : لن يبقى هنا ، هذا إذا بقي ، أكثر من ليلة واحدة ، وبذلك لن يتسنى له أن يكبر ، ويفترسكِ . الببغاء : " تحدق في النسر خائفة " انظر كيف يحدق فيّ . العمة : " تضحك " .... الببغاء : لو كنتِ ببغاء لما ضحكتِ هكذا . العمة : " تتأمل الفرخ " ببغاء ، هذا من النسور المذهبة .. الببغاء : سواء كان من النسور المذهبة ، أو غير المذهبة ، فهو نسر . العمة : لكنه ليس نسراً شرساً ، ولا جريئاً ، وتستطيع طيور أصغر منه ، أن تبعده عن طعامه .. الببغاء " يُحدق فيها صامتاً " .... العمة : بل إنه ليس شجاعاً في الدفاع حتى عن عشه ، وهو عادة لا يصطاد ، ويفضل أن يأكل الحيوانات الميتة . الببغاء : " يتنهد بارتياح " لستُ مطمئناً تماماً ، رغم أنني حيّ . العمة : ثم إن النسور مختلفة .. الببغاء : مهما اختلفت ، فهي نسور . العمة : أكبرها النسور البحرية ، وهي تعيش على الأسماك . الببغاء : الحمد لله ، أنا لستُ سمكة . العمة : ومن النسور الضخمة الأخرى ، نسر جزر الفلبين ، الذي يختطف القردة ، ويفترسها . الببغاء : الحمد لله ، إنني ببغاء . العمة : وفي اوسراليا نسر ضخم ، شرس ، يُسمى الذئب المجنح ، يختطف حتى الحملان ، ويفترسها . الببغاء : " خائفا " آآآ .. العمة : أما النسر المذهب وأمثاله ، وهم يشكلون غالبية النسور ، لا تصطاد طعامها ، كما ذكرت ، وتفضل أن تأكل الحيوانات الميتة ، أو ما تتركه الضواري من فرائسها . الببغاء : الحمد لله ، إنني لستُ نسراً ، فأنا لا أفترس ، ولا آكل الحيوانات الميتة ، أو بقايا فرائس الضواري . العمة : " تنظر إليه مبتسمة " لكن ليس كلّ الببغاوات مثلك ، يا ببغاء . الببغاء : " يتوجس من تلميحها " أيتها العمة .. العمة : فبينكم أنتم الببغاوات ، ما يماثل .. الذئب المجنح .. الببغاء : " بصوت أعلى " أيتها العمة .. العمة : إن ببغاء الكاي ، في زيلاند الجديدة ، يقتل الأغنام ، ليأكل الشحم الذي حول الكليتين . الببغاء : " يصمت مقطباً " .... العمة : " تنظر إليه " عفواً ، يبدو أنني ارتكبتُ خطأ . الببغاء : " يبقى صامتاً " .... العمة : إنني آسفة .. الببغاء : " يبقى صامتاً " .... العمة : سأذهب ، وأفتش عن العش ، الذي سقط منه فرخ النسر . الببغاء : " يبقى صامتاً " .... العمة : " تخرج " .... الببغاء : ببغاء الكاي ، عار الببغاوات هذا ، لو كان يأكل الجيف ، لكان أفضل . الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة .. الببغاء : " ينظر قلقاً إلى فرخ النسر " يا ويلي ، الثعلب . الثعلب : " بصوت أعلى " أيتها العمة .. الببغاء : العمة ليست هنا . الثعلب : " يدفع الباب قليلاً " سأنتظرها في الداخل ، ريثما تعود . الببغاء : لا ، ابقَ في الخارج ، ابقَ حتى تأتي ، لن تتأخر .
الثعلب يدخل مبتسماً ، الببغاء يتململ قلقاً الثعلب : الجو في الخرج بارد " يُحدق في فرخ النسر " آه . الببغاء : أيها الثعلب .. الفرخ : " يتراجع خائفاً " .... الببغاء : يبدو أنكَ تعرف نوعه . الثعلب : إنه فرخ النسر المذهب . الببغاء : ابتعد وإلا نقرك ، فهو ، كما ترى ، نسر ، رغم أنه فرخ . الثعلب : " يضحك " .... الببغاء : حقاً أنت ثعلب . الثعلب : " يُحاول الإمساك بالفرخ " تعال ، يا عزيزي ، إن أمك المسكينة قلقة عليك ، تعال ، سآخذك إليها . الببغاء : " يتصدى له " ابتعد .. الثعلب : ابتعد أنتَ ، وإلا أخذتك معه " يمسك بالفرخ " .. الببغاء : " ينقره في وجهه " لن أدعكَ تأخذه .. الثعلب : " يصيح متوجعاً " آآآآ .. الببغاء : " ينقره ثانية " سأفقأ عينيك ، إن لم تبتعد . الثعلب : " يترك الفرخ ، ويمسك بالببغاء " طالما تمنيتُ أن آكلك ، أيها الببغاء ، وسأحقق أمنيتي اليوم . الببغاء : " يستغيث " النجدة .. النجدة .. الثعلب : سآكلك ، ومعك سآكل فرخ النسر . الببغاء : " يستغيث بصوت أعلى " النجدة .. النجدة .. النجدة .. الثعلب : لن ينجدك اليوم أحد .
تدخل العمة دبة مسرعة ، وتسحب الثعلب من ذيله
الثعلب : " مرعوباً " من ! العمة : أيها لغدّار .. الثعلب : العمة دبة ! العمة : " تسحبه إلى الباب " إنه فرخ صغير ، وأمه تبحث عنه .. الثعلب : أرجوكِ ، اتركي ذيلي ، سينقطع ، وأصير بدون ذيل . العمة : " تلقيه إلى الخارج " اذهب ، ولا تريني وجهك الخائن مرة أخرى . الببغاء : اللعين ، أراد أن يفترسني ، لأني حلت بينه وبين فرخ النسر . العمة : أنت نسر ، يا عزيزي . الببغاء : نسر ! العمة : نسر شجاع ، و .. الببغاء " يحدق فيها " .... العمة : " تمسك فرخ النسر " لقد وجدت أمه " تتجه إلى الخارج " وسآخذه إليها .
العمة دبة تخرج ، حاملة الفرخ ، الببغاء يقف حائراً إظلام
11 / 11 / 2016
#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمة دبة الجزء الخامس
-
العمة دبة الجزء الرابع
-
ببغاءة الحلم
-
العمة دبة الجزء الثاني
-
مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول
...
-
سيناريو ربيع دائم
-
ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
-
رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس
...
-
قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية
...
-
لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
-
طلال حسن في سطور
-
القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو
...
-
الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
-
هيلة يارمانه
-
رواية للفتيان الفتاة الغزالة
...
-
حكايات من التراث حكايات موصلية طل
...
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات شعبية جنجل وجناجل
-
مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال
...
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|