عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 02:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أبان القرن الماضي شب نزاع شرس حول موضوع الحقيقة ؛ لمواجهة سلسلة من التحديات المصيرية ؛ التي توقعتها الابحاث المبكرة ؛ مسألة البيئة نموذجا ؛ بسبب أرتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم ؛ والتنبوء بمستويات ثاني اوكسيد الكربون ؛ الذي نشهده اليوم ؛ فبدأ العالم ينتبه الى حقائق تغير المناخ ؛ وصار المهتمون على مفترق طريق ؛ اما أن يكشفوا الحقيقة بناء" على نتائج الابحاث التي توصلوا اليها ؛ واما أن يسلكوا مسارا آخر ؛ هو مسار التعتيم ؛ لكن بالتوافق مع جماعات الضغط ( الكارتل ) ؛ وذلك بالتقليل من مخاطر تغير المناخ ؛ مشككين في العلوم التي أكتشفوها ؛ عبر زرع بذور الشك ؛ وتعزيز عدم اليقين في العلوم ؛ لتأجيل التدابير السياسية العامة ؛ التي قد تهدد أرباحهم ؛ فأطلقوا صيحات هنا وهناك ( أمنعوا الفيس بوك من تدمير كوكبنا ) ؛ بحسب تحليل اجراه ( اتحاد العلماء المهتمين ) عبر العديد من الاستراتيجيات ؛ والتكتيكات ؛ الذي من نتائجه ظهور مصطلح (الأغنوتولوجيا ) ...
( الاغنوتولوجيا ) هو من فروع (علم أجتماع المعرفة ) الذي يدرس الطرق التي يتم بها خلق الشك ؛ او الجهل حول مواضيع معينة ؛ مثال على ذلك ( شركات التبغ ) في خمسينيات القرن الماضي ؛ التي اعتمدت أساليب لمواجهة الدعاية المضادة للتدخين ؛ حيث ركزت الاعلانات على زرع الشك في أذهان الجمهور حول حقيقة مضار التدخين بهدف كسب ثقتهم ؛ وضمان أستمرارهم في شراء السكائر ...
هؤلاء المنتفعون أصبحوا موجودين في كل قطاعات الدولة ؛ لاسيما في الأوساط التي تشكك في حقيقة التغير المناخي وأثاره ؛ وبين الأنكار التام ؛ الى المعلومات المضللة لتشكيل العديد من التصورات العامة ؛ التي تؤثر على طريقة تفكير الآخرين ؛ وهذا الالتفاف المضلل لايؤخر المعلومات الخاطئة من اتخاذ الاجراءات الفعالة فحسب ؛ بل تعمق الانقسامات الأجتماعية ؛ وتعزز ما بات يعرف بأسم الحروب الثقافية والمعرفية ؛ مايجعل من الصعب بناء أستجابة واسعة ؛ وموحدة تجاه هذه الازمة التي تهدد حياة البشرية ....
فاليوم أصبح لدينا الكثير من المعلومات ؛ والبيانات والادلة التي تثبت ؛ ان هناك تضليلا مقصودا ؛ ومتعمدا في الكثير من المواضيع التي تهدد حضارتنا الانسانية ؛ ورب من سائل يسأل : هل يميل الناس الى تصديق تلك المعلومات المضللة ؟ الجواب هو بعكس ما يظنه الكثير منا ؛ أن الناس يميلون الى ذلك الاتجاه الخاطىء ؛ لكن المشكلة تكمن في ما يسمى بالفجوة ما بين النية والفعل ...
مما تقدم تبين ان مع كل تطور لقيم الحياة الاساسية ؛ تبرز الحاجة الى المزيد من الابحاث العلمية الرصينة ؛ التي تتوافق مع مخرجاتها الفعلية بما يخدم البشر في الاتجاه الصحيح ؛ وهذا لايلغي سعي الاتجاه المعاكس بأتباع طرق مختلفة تعمل على نشر المعلومات المضللة ؛ عن طريق أثارة الشك ؛ على سبيل المثال لا الحصر ؛ من يقول ان التغير المناخي صحيح ؛ لكنه ليس من صنع الأنسان ؛ بل هو جزء من الدورات الطبيعية للارض ؛ وهناك من يقول أنه صحيح ؛ لكن التكنولوجيا ستنقذنا ؛ وكلا الموقفان سيئان ؛ لاننا اصبحنا اليوم في زمان الحيرة مابين سيادة الشك وأنكار الحقيقة .. وللحديث بقية ...
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟