عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 15:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التعليقات على المقال السابق الخاصّ بالتعداد السكّاني العام، كشفت عن احباطٍ هائلٍ، وعن مستوى غير مسبوق من انعدام الثقة، لدى شرائح واسعة من العراقيّين (بمختلف فئاتهم المجتمعيّة، والعُمريّة، ومستوياتهم الدراسيّة)، بهذه "المنظومة" السياسيّة الحاكمة والمُتحكِّمَة بالعراق الآن.
الكثير ممّن قاموا بالتعليق يؤكّدون على أنّ لا "دولة" في العراق.. وبالتالي فلا جدوى من القيّام بأيّ شيء، في كُلّ شيء.. لا التعداد، ولا الخطط، ولا الاستراتيجيات، ولا التنميّة.. فكلّ هذا هو مجرّدُ هراءٍ في هراء.. مادامت "منظومة" الحكم فاسدةً وفاشلةً وغيرُ عادلةٍ إلى هذا الحدّ.
لتنظُر "الدولة" التي لدينا الآن إلى هذه الآراء وكأنّها "استفتاء"، أو استطلاع رأيّ.. ولمصلحتها عليها أن تعرِف لماذا هي ليست "دولة" في نظر الناس.
الشعبُ لا يكتب التعليقات، ويُبدي رأيّهُ، ويكشف عن مكنونات نفسه، لأنّهُ "عدوّ"، ومتآمِر، ومُعارِض، للنظام السياسي "الجديد" في العراق.
إنّهُ يفعل ذلك، لأن "الدولة" في بلده لم تفعل شيئاً لإثبات العكس.. بل فعلت كُل ما في وسعها، وكرّست كل موارد البلدِ، للتأكيدِ على الحقائق والوقائع المرتبط بوجودها البائس والمُشينِ والفاسد والهشّ.
إذا كانت هذه "الدولة" تعتقِد انّها قد اصبحت "سُلطة عليا" مُستقِلّة (أو مُستقيلَة عن هموم المُجتمَع وانشغالاتهِ الرئيسة)، وأنّها قد باتت مُقدّسَةً، ومُحَصَّنةً، ومُترفِّعةً عن آراء المجتمع الذي تتحكُم فيه، ومن خلاله، فإنها مُخطئةٌ جدّاً.. وعليها أن تُدرِكَ أنّها مُخطِئةٌ جدّاً، وأنها "معزولة"، وأنّها مُجرّدُ "كيانٍ سياسيّ" فاسدٍ وبائسٍ، وهامشيٍّ وهَشٍّ، وفاشلٍ وفائضٍ، ولا لزومَ له.
على "دولةٍ" مثل هذه أن تُدرِك أنّ نتائج هذا "الموقف" المجتمعي منها، ومن تفاصيل سلوكها العام، ستكونُ لهُ عواقب وخيمة جداً.. عليها.. وعلى هذه البلادِ المُبتلاةِ بها.. وعلى الناس.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟