محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 21:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل كان متوقّعا من امريكا ان تقول كلمة حق يراد بها حق وليس باطل؟ وهل كان بعض المغفّلين ينتظرون من امريكا أن تفرح قلوبهم وتطيّب خواطرهم بتوجيه الاتهام لدويلة اسرائيل؟ وهل يوجد في امريكا سياسي مجنون يتجرّأ على قول كلمة أو همسة، حتى في أحلامه العميقة، تتضمّن تلميحا أو إشارة أو تفسيرا غامضا ضد الكيان الصهيوني؟
لا ابدا ! لم يصل ساسة أمريكا بعد إلى المستوى المطلوب من الجنون لكي يعترفوا بالحقيقة. لان ضمائرهم ميتة وعيونهم مصابة بالعمى لا ترى ابعد من أنوفهم "اليابسة" وبالتالي يجب عليهم البقاء عقلاء بما فيه الكفاية من اجل خدمة الكيان الصهيوني. ولم يكن متوقعا باي حال من الأحوال أن تجد امريكا، دولة الشرّ العظمى، ما يصل الى مستوى الابادة الجماعية فيما تقوم به دويلة اسرائيل المدلّلة من مجازر وجرائم وانتهاكات سافرة لابسط حقوق الانسان في غزة وجنوب لبنان.
ولان امريكا لها تاريخ" حافل" بالمجازر والابادة الجماعية، وفيتنام وافغانستان والعراق خير دليل على ذلك، فلا يعنيها ابدا أن قامت اسرائيل بقتل وإصابة أكثر من 150 الف فلسطيني ولبناني، أو قامت بتسوية مدنهم وبلداتهم بالأرض مستخدمة جميع انواع الاسلحة، بما فيها الأسلحة المحرّمة دوليا. فكل شيء لدويلة بني صهيون مُباح. وغير قابل للنقد أو للمناقشة. ولا حتى بأسلوب العتاب الأخوي !
والأدلة كثيرة على أن مجرمي كيان اسرائيل يفلتون دائما من العقاب والحساب وبشتى الطرق والوسائل. ومنها على سبيل المثال أنهم ورطوا مدعي عام الجنائية الدولية كريم خان بتهمة "نحرّش جنسي" أو ما شابه ذلك. وسوف يختلقون ضدّه عشرات التُهم الأخرى. وينبشون في تاريخه المهني والسياسي وحتى العائلي للعثور على "زلة لسان" ربما صدرت عنه في زمن ما، ضد دويلة شعب الله المختار.
أما المؤسسات الدولية الأخرى فالحديث عنها ذو شجون كثيرة ومتشعّبة لأنها في المقام الأول أصبحت ابواقا صدئة تكرّر بلا جدوى ما يقوله المسؤولون فيها. وهم في الواقع، كالحكاّم العرب، يحذّرون وينبّّهون ويوجّهون نداءات استغاثة، دائما ما تلقى آذانا صماء، حول التصرفات غير المقبولة كما يسمونها، التي تمارسها دويلة اسرائيل أمام أنظار الجميع وبكثير من التحدي والغطرسة.
واذا كان قتل وإصابة آلاف الاشخاص وتبنّي سياسة الحصار والتجويع ضد من بقي منهم على قيد (الحياة) ليس إبادة جماعية. فما الذي سيقنع امريكا حتى تلمّح، ولا أقول تعترف، بان ما يحصل في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان هو ابادة جماعية وجرائم حرب ضد الانسانية. ام ان امريكا تنتظر ان يصل عدد الضحايا الفلسطينيين الى مليون ونصف ضحية؟
وحتى في هذه الحالة لا امل ولا رجاء من وراء امريكا، دولة الشر العظمى. لان الكيان الصهيوني هو خط احمر غير مسموح، لا دستوريا ولا اخلاقيا ولا سياسيا ولا ثقافية، لاي رئيس امريكي بان يتجاوزه حتى لو كان ذلك على خراب امريكا وما فيها...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟