الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (09)

نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (09)
THE DEEP STATE (DERIN DEVLET)

Alexander Dugin
الكسندر دوغين

ترجمة : نورالدين علاك الاسفي
[email protected]

الدولة العميقة في روسيا 1990.

آخر شيء متبقي هو تطبيق مفهوم الدولة العميقة على روسيا. ما بالذكر جدير؛ أنه في السياق الروسي، هذا المصطلح؛ نادرا ما يستخدم، إن أمكن. هذا لا يعني أنه لا يوجد شيء مماثل لدولة عميقة في روسيا. و حتى الآن ، يشار إلى أنه؛ واقعا؛ لا توجد قوة سياسية وازنة، تحظى بدعم شعبي لافت؛ قد واجهتها. و مع ذلك، و بدرجة معينة من التقريب؛ يمكننا وصف كيان؛ يمكن أن يطلق عليه "الدولة العميقة الروسية".
في الاتحاد الروسي، و بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تم حظر أيديولوجية الدولة، وفي هذا الصدد، الدستور الروسي يتماشى تماما مع الأنظمة الديمقراطية الليبرالية الاسمية الأخرى؛ من انتخابات متعددة الأحزاب، واقتصاد قائم على السوق، والمجتمع علماني، وحقوق الإنسان محترمة. روسيا المعاصرة؛ من منظور رسمي؛ لا تختلف اختلافا جوهريا عن دول أوروبا أو أمريكا أو تركيا.
ومع ذلك، و خلال عهد يلتسين خاصة.كان هناك نوع من الكيان الضمني غير الحزبي في روسيا، و في ذلك الظرف، تمت الإشارة إلى هذا الكيان بالمصطلح العام " الأسرة". أدت الأسرة وظائف دولة عميقة. فبينما كان يلتسين نفسه الرئيس الشرعي (وإن لم يكن دائما شرعيا بالمعنى الأوسع)، لم يتم انتخاب الأعضاء الآخرين في هذا الكيان من قبل أي شخص؛ وليس لديهم سلطة قانونية.
في عام 1990؛ الأسرة تألفت من أقارب يلتسين، و أوليغارش، و مسؤولي الأمن المخلصين، والصحفيين، والمتغربين الليبراليين الملتزمين. كانوا هم الذين ينفذون الإصلاحات الرأسمالية الرئيسية في البلاد، ويدفعونهم بغض النظر عن القانون، ويغيرونهم حسب الرغبة، أو يتجاهلونهم ببساطة. لقد تصرفوا ليس فقط من أجل مصالح العشائر ولكن كدولة عميقة حقيقية: من حظر بعض الأحزاب، ودعم الآخرين بشكل مصطنع، وحرمان الفائزين من السلطة (كالحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الليبرالي)، ومنحها لأفراد مجهولين وغير مميزين، والسيطرة على وسائل الإعلام و نظام التعليم ، وإعادة تخصيص صناعات بأكملها لشخصيات مخلصة، والقضاء على ما لا يهمهم.
في ذلك الوقت، لم يكن مصطلح "الدولة العميقة" معروفا في روسيا، لكن الظاهرة نفسها كانت موجودة بوضوح.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه في مثل هذه الفترة القصيرة؛ و بعد انهيار نظام الحزب الواحد الشمولي والأيديولوجي الصريح، لم يكن من الممكن أن تتشكل دولة عميقة متطورة بشكل مستقل في روسيا. بطبيعة الحال، اندمجت النخب الليبرالية الجديدة ببساطة في الشبكة الغربية العالمية، مستمدة منها أيديولوجية ومنهجية السلطة غير المباشرة (بوتيستاس غيرمباشر/ Potestas in-dir-ecta)؛ عبر الضغط والفساد والحملات الإعلامية والسيطرة على التعليم؛ ووضع معايير لما هو مفيد وما هو ضار؛ وما هو مسموح به وما يجب حظره.
في عهد يلتسين؛ وصفت الدولة العميقة خصومها بأنهم" أحمر بني/ red-brown"، مما أدى بشكل استباقي إلى منع التحديات الخطيرة من اليمين واليسار. و ذا يشير إلى وجود شكل من أشكال الأيديولوجية (غير المعترف بها رسميا من قبل الدستور)؛ و التي كانت بمثابة الأساس لمثل هذه القرارات؛ بشأن ما هو صائب وما هو خاطئ. تلك الأيديولوجية كانت الليبرالية.

#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات